من سيعينه ومتى؟

يبقى أم يرحل؟

لم يعد المجال يسع سؤالا أعرض من هذا ولا المجال يسمج بإضاعة المزيد من الوقت والـمنتخب الوطني مقبل بعد نهاية مباراة كوت ديفوار التي كانت الأخيرة بطابعها الرسمي وستكون كذلك لغاية شهر يناير 2015 موعد ضربة بداية «الكان» الذي سيحتضنه المغرب على أرضه على مرحلة جديدة.

ADVERTISEMENTS

هو ورش إستعجالي والبعض إستعار مقاربة المخطط الإستعجالي من قطاع التعليم ليسقطه على العارضة الفنية للأسود في محاولة لتدبير الحيز الزمني الضئيل المتبقي بكثير من الحكمة وبكثير من الدقة لأن هامش الخطأ أصبح منعدما في هذا الإطار.

هل يواصل الطوسي بعد مباراة أبيدجان أم يرحل؟ وفي كلي الحالتين من سيتخذ القرار وبأي صفة؟

أبيدجان ونهاية مرحلة

حتى والجامعة الملكية المغربية لكرة القدم تتكتم كعادتها في سياق تعاقداتها مع المدربين من مختلف الهويات والأجناس للإشراف على الأسود، إلا أن ما هو مؤكد هو كون عقد الطوسي ينتهي يوم 31 شتنبر الحالي، كما أكد ذلك أكثر من عضو جامعي ومن مصدر لــ «المنتخب».

الطوسي الذي تم تعيينه صيف السنة الماضية خلفا لغيرتس الذي ورط الـمنتخب الوطني في مجموعته المونديالية ببدايته البئيسة في التصفيات، لن يكون عمليا مدربا للـمنتخب الوطني بحلول التاريخ المشار إليه أعلاه ولا يوجد ما يؤكد إستمرار عقد من العقود بطريقة آلية إذا لم يجلس الأطراف المعنيون به لطاولة التفاوض والحوار.

بهذا الشكل تكون مباراة أبيدجان قد أنهت مرحلة الطوسي الذي كان المدرب رقم 8 الذي تعاملت معه الجامعة الحالية في ظرف أربع سنوات وأربعة أشهر، وهو ما يعكس حالة كبيرة من التخبط والإرتجال الذي بات يفرض تواجد إدارة تقنية بالمعنى الصحيح.

ناخب مع وقف التنفيذ

سيكون الـمنتخب الوطني على موعد مع مباراة ودية هي الأولى له في سياق تحضيراته لــ «الكان» القادم الذي ستحتضنه بلادنا سنة 2015، حيث تقرر مواجهة منتخب اسكتلندا وديا بأكادير الشهر القادم.

قيمة الرهان الذي يتطلع له كل المغاربة وهو كأس إفريقيا 2015 تفرضا فرضا إجباريا تعيين مدرب للأسود على السريع، لأن التعتيم المرافق لجمع الجامعة والصراعات الضيقة الحالية المسيطرة على المشهد لن تفيد واقع الأسود في شيء.

عشنا سابقا إشكال وقف التنفيذ الذي رافق وضعية العارضة الفنية للأسود والتي استمرت لتسعة أشهر كاملة قبل الإفراج عن اسم سيء الذكر غيرتس، وهو ما كلف المنتخب المغربي فاتورة باهظة في الفترة اللاحقة لهذا التدبير السيء.

اليوم لا يجب أن يتكرر المشهد والإبتعاد عن «الكان» بحيز زمني لا يتعدى 15 شهرا يلزم الجامعة أو من ينوب عنها أو من له صفة تسمية هذا الناخب بالإسراع بالعملية.

رجل المرحلة يقسم الجمهور

مرة أخرى يعود الموضوع للإستهلاك  وهو شيء تكرر كثيرا مع الـمنتخب الوطني في سنواته الأخيرة، حيث ساهم عدم الإستقرار التقني بتعاقب عدد كبير من المدربين في فتح المجال أمام الجمهور لتداول هذا البوليميك بكثير من الإسهال سواء عبر المواقع أو في المنتدبات أو عبر استفتاءات الرأي.

اسم الطوسي حاضر بقوة في هذا البوليميك بين مطالب برحيله لعجزه عن تدبير واقع الـمنتخب الوطني بالشكل الصحيح وإهداره لفرصة من ذهب سنحت أمامه لكتابة اسمه بأحرف من ذهب باستحضار الكثير من الأخطاء التي ارتكبها، وبين مطالبين ببقائه مستندين في ذلك على واقع الإستقرار التقني وضيق الحيز الزمني الذي يفصلنا عن «الكان» القادم وصعوبة إيجاد بديل مقنع.

رجل المرحلة السؤال الذي يأخذ طابعا استعجاليا في هذه الفترة بالذات لا يجد صدى له إلا في الشارع الرياضي، طالما أن جهاز الجامعة يعيش بدوره حالة تكلس ووقف تنفيذ لا يمكنه من خلالها اتخاذ قرار من هذا العيار.

جامعة تتحلل من القرار

أكد علي الفاسي الفهري وبصريح العبارة خلال الجمع العام الذي انعقد مؤخرا بالصخيرات وهو يجيب عن مستقبل العارضة الفنية للأسود، بأنها لم تعد من اختصاصه ولن يناقشها مطلقا.

الفهري قال أن تعيين أو تكريس الطوسي في مهامه هي مهمة المكتب الجامعي المقبل، ليرمي بالكرة في بركة الجهاز الذي سينتخب ويجهل الموعد الذي سيظهر فيه هذا المولود الجديد للوجود.

تحلل الجامعة أو ابتعادها عن ناصية القرار يجعل الأمر أكثر غموضا، لأن الجمع العام المفروض أن يفرز هذا الإسم لم يحدد له تاريخ بعد.

عقد الطوسي الذي ينتهي بنهاية الشهر الحالي والحاجة الماسة لمدرب خبير ولعين تقنية تضع برنامجا ومخططا إستعجاليا للمنتخب الوطني في الفترة القادمة بخصوص تدبير مواعيده الودية على وجه الخصوص، ترفع السؤال أعلى مما يتصوره البعض وهو: متى وكيف ومن سيعين هذا الربان؟

خمسة أخطاء إرتكبها الطوسي:

1ـ  قبوله الإشتغال مع الجامعة بلا شروط ورضوخه لمجموعة من الضغوطات في بداية مسيرته وتقديمه لتنازلات صريحة للمكتب الجامعي وهو ما فوت عليه فرصة الإمساك بقبضة من حديد على الكثير من الأمور.

2ـ ثقته العمياء والمبالغ فيها في لاعبي البطولة ومنحه الفرصة بشكل كبير لعناصر لم تنضج بالشكل الكافي لدخول عرين الـمنتخب الوطني بلا إضافات تذكر.

3ـ إعتماده على تشكيل غريب مشكل من لاعبي البطولة في مباراة تانزانيا وخسارته لمباراة قفل في تصفيات المونديال كان بإمكانها منح المغرب فرصة منافسة كوت ديفوار على صدارة المجموعة، واختياره الخاطئ لمعسكر الإمارات.

4ـ تصريحاته اللامسؤولة التي جرت عليه الكثير من المتاعب مع اللاعبين من جهة ومع الجامعة من جهة أخرى وفي مقام ثالث الدخول في سجالات عقيمة مع مدربي البطولة الإحترافية.

5ـ  تدبيره السيء لخلافاته مع بعض اللاعبين (تاعرابت وخرجة وحمد الله) في ظرفية دقيقة من مسار الـمنتخب الوطني في كثير من المحطات الرسمية والمباريات الهامة.

خمسة إنجازات للطوسي:

1ـ مساهمته الإيجابية في منح الفرصة لـ 14 لاعبا من المنتخب الأولمبي لولوج المنتخب الأول وتقليص معدل أعمار الـمنتخب الوطني لما دون 24 سنة.

2ـ إستغناؤه الشجاع عن خدمات مروان الشماخ وبوصوفة وبعض اللاعبين المحسوبين على الحرس القديم في ظرفية صعبة بعض الشيء وتكريسه لمبدأ الإنضباط داخل معسكر الأسود.

3ـ منحه الفرصة للحارس الواعد محمد أمسيف للإمساك بزمام الأمور داخل مرمى الـمنتخب الوطني والإستغناء عن خدمات الحارس المخضرم نادر لمياغري.

4ـ المساهمة الإيجابية في تأهل منتخب المحليين لــ «الشان» القادم بجنوب إفريقيا، واكتشاف لاعبين بمسوى فني مقبول سمح لهم بالإلتحاق بالمنتخب الأول (فضال ـ نوصير ـ السعيدي وأولحاج).

ADVERTISEMENTS

5ـ إشاعة جو من الإنشراح والإبتعاد عن الضغوطات بين لاعبي الـمنتخب الوطني، وومنحه للاعبين هوامش واسعة من الحرية على مستوى المعسكرات التدريبية.

منعم بلمقدم