حافظ المدافع عبد اللطيف نوصير على استقرار أدائه طيلة المواسم التي قضاها مع الوداد، وبات أحد الركائز الأساسية التي يعول عليها، بالغرينطا والحماس وكذا القتالية التي يتمتع بها فرض نفسه كأفضل اللاعبين في مركزه، نال العمادة عن جدارة في غياب القيدوم نقاش، وقاد الفريق الأحمر نحو تأهل تاريخي لنهائي عصبة الأبطال الإفريقية، حول هذا الإنجاز كان لنا هذا اللقاء الذي تحدث فيه كذلك عن النهائي المرتقب أمام الترجي، إذ لم يخف نوصير قدرة فريقه على حسم اللقب، وتأكيد تفوق الكرة المغربية على نظيرتها التونسية في السنوات الأخيرة، كما تطرقنا لمجموعة من المواضيع التي نترك فرصة اكتشافها فيما تبقى من هذا الحوار.
ــ المنتخب: ألا ترى بأن الكفة مالت لفائدة الأندية المغربية على حساب نظيرتها التونسية في السنوات الأخيرة، عكس ما كان عليه الوضع في سنوات سابقة؟
نوصير: هذا ما قصدته بالفعل حين أكدت بأن الوداد يتوفر على كل مؤهلات الفريق البطل، فالأندية التونسية قد تراجعت عما كانت عليه في السنوات السابقة حين كانت تسيطر على الألقاب الإفريقية، وهي حاليا في مرحلة البناء، وذلك عكس الأندية المغربية التي عادت لتنافس بقوة على الواجهة القارية، وهذا ما جعل الكفة تميل لصالح أنديتنا، حيث استطاع الرجاء التغلب على الترجي في السوبر الإفريقي، وعاد النهضة البركانية ليسقط النادي الصفاقسي من كأس الكونفدرالية، وبدورنا سنبذل كل الجهود لنكرس تفوق الكرة المغربية من خلال التتويج بلقب النسخة الحالية لعصبة الأبطال.
ــ المنتخب: ومن دون شك سيكون للمدرب البنزرتي دور مهم لحسم الأمور لصالح الوداد من خلال معرفته الجيدة بخبايا الترجي؟
نوصير: مثل هذه الجزئيات مهمة جدا في كرة القدم، والسيد فوزي البنزرتي سبق له أن أشرف على تدريب الترجي في العديد من المناسبات، وبرفقة طاقمه المساعد يعرفون كل خبايا الفريق التونسي، وإن شاء الله سنحاول الإستفادة من خبرته وتجربته، وتطبيق تعليماته وتوجيهاته لحسم المواجهة لصالحنا، لكن لا يجب أن نغفل بان مدرب الترجي بدوره يعرف الوداد بشكل جيد من خلال متابعته لمبارياتنا في عصبة الأبطال، وهذا ما يعني بأن المباراة ستكون كتابا مفتوحا أمام المدربين، ومن سيركز أكثر ويستغل الفرص هو من سيحسم المباراة لصالحه.
ــ المنتخب: بعد نجاحكم على المستوى القاري ستتفرغون حاليا لمنافسات البطولة، حيث تفصلكم خمس نقط عن اللقب،فهل يمكن القول بأنكم حسمتم اللقب لصالحكم؟
نوصير: حسابيا لم نفز بعد باللقب إذ نحتاج لخمس نقط حتى يكون التتويج رسميا، لكن و بكل صراحة وبنسبة كبيرة أصبح اللقب في متناولنا، لأن هناك خمس مباريات تنتظرنا، وستخوض هذه المواجهات الأولى بكل جدية وحزم حتى نتمكن من حسم الأمور مبكرا، وبالتالي منح الفرصة للاعبين الذين لم يشاركوا كثيرا في المباريات من أجل استعادة التنافسية، في حين سنركز على الإعداد الجيد للنهائي الإفريقي ضد الترجي حتى نكون في تمام الجاهزية لحسم الأمور لصالحنا في مباراة الذهاب التي سنخوضها أمام جماهيرنا، تحسبا لإياب سيكون حارقا وحاسما بملعب رادس.
ــ المنتخب: قضيت فترة مهمة مع الوداد حققتم فيها نتائج جيدة، فما سر هذه العودة القوية للفريق الأحمر؟
نوصير: مثل هذه النتائج لا تأتي بشكل عشوائي، فتحقيق الألقاب والإنجازات يحتاج لتخطيط وعمل، ومن دون شك فإن ما حققه الوداد في المواسم الأخيرة كان ثمرة للمجهود الكبير الذي بذله الرئيس سعيد الناصري برفقة مكتبه المسير من خلال توفير كل الإمكانيات المادية، وظروف اشتغال ملائمة، هذا بالإضافة لانتداب لاعبين في المستوى والحفاظ على ركائز الفريق طيلة المواسم الأخيرة، والحمد لله نحن داخل الوداد نشكل أسرة ومجموعة متجانسة، ما يسهل المهمة كذلك أمام الأطر التقنية التي تعاقبت على الفريق، وبفضل التلاحم بين هذه المكونات، ومساندة لا مشروطة من جماهيرنا العريضة نجحت في الحفاظ على الإستمرارية والمنافسة في كل موسم على الألقاب المحلية والخارجية، وليس من السهل التتويج بهذه البطولات المحلية ولقبين قاريين في هذا الظرف الوجيز.
ــ المنتخب: أنت في موسمك الخامس مع الوداد، هل أنت راض على ما قدمته؟
نوصير: الحمد لله أنا راض بكل ما قدمته للفريق طيلة هذه السنوات، أشعر بفخر كبير لأني كنت بدوري جزءا من تاريخ هذا الفريق العريق، وخلدت إسمي ضمن خانة اللاعبين الذين مروا من مركب بن جلون وساهموا في تحقيق مجموعة من الألقاب لفائدة الفريق، صحيح أننا ضيعنا بعض الألقاب، لكن في كرة القدم لا يمكن أن تفوز دائما، فقد تمر في بعض الأحيان بفترات من الفراغ يكون لها انعكاس سلبي على الأداء والنتائج، وعلى العموم فالحصيلة تبقى جد إيجابية.
ــ المنتخب: ماذا عن مستقبلك مع الوداد خاصة أن هناك من يروج لخبر انتقالك لشباب المحمدية؟
نوصير: أحترم كثيرا شباب المحمدية لأنه يمثل مدينتي، وشرف كبير أن أجاور هذا الفريق العريق الذي أعطى لاعبين كبار تركوا بصماتهم في تاريخ الكرة المغربية، لكن أنا مرتبط بفريق الوداد بعقد يمتد لغاية سنة 2021، وهناك رهانات نسعى لتحقيقها، فإضافة للتتويج بلقب البطولة وعصبة الأبطال الإفريقية هذه السنة، فإن طموحنا القادم هو المشاركة الثانية في الموندياليتو، ففي المرة السابقة خانتنا التجربة و لم تكن مشاركتنا موفقة، لذلك نتطلع لتكرار التجربة لكن بطريقة أفضل لأن هذا الجيل الحالي يستحق أن يترك بصمته في هذه المنافسة العالمية.
ــ المنتخب: في الختام أشكرك على قبول الدعوة، وأترك لك كلمة أخيرة..
نوصير: الشكر لكم كذلك، ومرة أخرى أوجه تحية تقدير واحترام لجماهيرنا العريضة التي كانت سندا قويا لنا في كل المحطات طيلة السنوات الأخيرة، وشكلت معادلة صعبة في كل المباريات، وساهمت بقسط كبير في تحقيقنا للألقاب، ونعدها من جانبنا ببذل كل الجهد لتحقيق مزيد من الألقاب والإنجازات، كما لا تفوتني الفرصة لأهنئ كل مكونات النهضة البركانية بمناسبة تأهله لنهائي كأس الكونفدرالية الإفريقية.