بلغة الأرقام والحفاظ على نظافة الشباك قد لا يكون الأول في البطولة،لأن رقم الحواصلي حارس الحسنية يتفوق عليه كثيرا، لكن معطيات أخرى غير حصانة الشباك والقيدومية والخبرة تجعل منه اليوم الحارس الأول محليا وفق قناعات رونار التي طالما جهر بها.
رضا التكناوتي حارس من صلب حارس، تعلق بالقفاز بالوراثة من والده محمد التكناوتي الحارس الشهير للمغرب الفاسي والذي جايل عمالقة الثمانينات من القرن المنصرم.
يعيش رضا أفضل فترة في مساره، ينضج يوما بعد يوم ويكسب مناعة المباريات الكبيرة من الديربي للكلاسيكو وانتهاء بالمبارزات القارية في العصبة.
في الحوار التالي يكشف رضا عن حس ثقافي وفكر ووعي رائع لحارس صغير السن لكنه لا يطلق الكلام على عواهنه تابعوا حامي عرين القلعة الحمراء في هذا البوح الحصري:

ــ المنتخب: قد لا تختلف معي إن قلت لك أنك تمر من أفضل فترة على مستوى العطاء منذ استلمت القفازات لتشغل مركز حراسة المرمى، أليس كدلك؟
رضا التكناوتي: صحيح وهو أمر طبيعي، لأنه يفترض أن أتحسن موسما بعد الثاني وأن أكون أفضل كلما تعاقبت المباريات، واليوم أشعر بثقة أكبر لأسباب عديدة منها الفريق الذي أنتمي إليه والرهانات التي ننافس عليها والضغط الجماهيري وحتى مواكبة الإعلام ومعها الفريق الوطني.
حين تجتمع كل هذه المعطيات لا بد وأن تمارس على اللاعب أو الحارس رقابة لتفرض عليه الظهور بشكل مميز لأنه متابع وتحت الأضواء.

ADVERTISEMENTS

ــ المنتخب: معني هذا أنك تعر بمسؤولية مضاعفة داخل الوداد على عكس وضعك السابق داخل اتحاد طنجة؟
رضا التكناوتي: حين أقول هذا الكلام فهذا ليس تنقيا من قيمة اتحاد طنجة الذي سعدت بمجاورتي له وأنا ممتن له ولجماهيره ومسؤوليه على حبهم وتقديرهم والحب الذي غمروني به.
هذا واقع اللعب في الدار البيضاء وتمثيل أفضل فريق وطني على الإطلاق وهو الوداد، يشعرك بثقل المسؤولية ولا يترك أمامك مجال للخطأ ولا لالتقاط الأنفاس ويفرض يقظة كبيرة الأمر الذي انعكس على حضوري وأدائي بلا شك.
تجربة اتحاد طنجة كانت حاسمة في مشواري كحارس وشكلت انطلاقتي الحقيقية ولن أنسى أني واحد من صناع إنجاز تاريخي للنادي والمدينة بالظفر باللقب الأول للبطولة.

ــ المنتخب: ما السر الذي يقف خلف التطور الملموس والذي لمسه المتتبعون بفضل ما أظهرته من ردود فعل وبديهية في مباريات حاسمة وقوية؟
رضا التكناوتي: الفضل يعود لله وحده وبطبيعة الحال لكل مجتهد نصيب، لا شيء يأتي بالصدفة لأن العمل الشاق والإنضباط لا بد وأن يقودا صاحبهما للنجاح وهذا لا شك فيه.
توجيهات السيد الوالد والمدربين الذين تعاقبوا علي، وكذلك تمثيل فريق بقاعدة جماهيرية كبيرة إضافة لصفة الدولية كل هذه الأمور مجتمعة تقودك لبذل مجهود مضاعف وتحسين الظهور.

ــ المنتخب: قدمت صورة مختلفة عن الحارس النمطي التقليدي الذي لا يغادر المعترك، ويبدو في عديد المباريات أنك تتقمص دور الليبيرو، هل هو أسلوب جديد للتكناوتي يريد إدخاله للبطولة؟
رضا التكناوتي: أنا أنتمي لمجموعة تلعب وفق خطة وتكتيك، وحين نلعب بدفاع متقدم يتموقع في منتصف الملعب ليمارس البريسينغ على المنافس، فلا بد وأن أتقدم بعض المسافات لأكون في موقع الردع والمسح والتغطية وهذا ما تعكسه الكرة الحديثة.
هذا الشكل برع فيه الحراس الألمان، وشخصيا ألهمني حراس كبار في العالم من بينهم كاسياس، لكني تعلقت بأسلوب الحارس مانويل نويير الذي كان يمتعني بالطريقة التي كان يلعب بها، هذا كل ما في الأمر.

ADVERTISEMENTS

ــ المنتخب: لكن هذا الشكل فيه مجازفة ولعل ما حدث أمام اتحاد طنجة مثلا في إحدى الخرجات كاد يؤذيك ويؤذي الوداد؟
رضا التكناوتي: لا يوجد في أي مجال من مجالات الحياة أشياء تتعلمها من دون مقابل، بطبيعة الحال هذا الأسلوب يفرض تناغما بين اللاعبين ولا يمكن لحارس أن يتقدم بعيدا عن مناطقه كل مرة.
الخرجات تكون مدروسة ومضبوطة، أمام اتحاد طنجة خرجت ومنعت هجمة كانت تعني هدفا وبمرور الوقت سيتحسن الأداء ويصبح توقيت الخروج أوتوماتيكيا، هذه أمور نشتغل عليها في التدريبات وليست عشوائية.
(يتبع)