الصورة التي أمامكم هي المختصر المفيد لتعريف رشيد البوصيري رحمة الله عليه.. هو عين الرجاء التي كانت لا تنام.. هو الذرع الواقي الذي يستند إليه الحميع..

البوصيري مفرد بصيغة الحمع.. لخص تعريفه شقيقه حين قال: "ما يربطنا كأسرة برشيد هي ورقة في الحالة المدنية، أما الحقيقة فهي أن أسرته الحقيقية كانت الرجاء. عليها صرف ماله وفيها أهدر وقته ولأجلها أفنى صحته وفي الختام نهشوا لحمه بالأباطيل والكذب ويأتون لتقديم العزاء فيه اليوم".

البوصيري هو ما قاله عنه فاخر: "لم أر في حياتي رجلا يتنفس عشق الرجاء كما وجدت البوصيري"..البوصيري لا يعرف إن كانت في كرة العالم ريال أو بارصا كان يعترف بفريق واحد اسمه الرجاء و الفريق الوطني في مبارياته الكبيرة فقط.

الراحل على عكس باقي المسيرين الذين يلجون محراب الفرق معدمين ويغادرون بالضيعات والعمارات.. فالرجل رهن ماله وجاء للرجاء بسيارة آخر موديل وقتها، ودخلها مقاولا كبيرا وجلب لها لاعبين من ماله الخاص واسألوا مصطفى خاليف الذي ضمه ب 5000 درهم وتحول لرئة الفريق الوطني بعدها..

رشيد كان المنقب بأحياء سباتة وعين السبع، وحين اشتد بالرجاء وقع الأزمة على عهد حسبان انعكس عليه الوضع صحيا فشعر بالإختناق.

في عزاء وتشييع رشيد، حضر أصدقاؤه لكن بينهم اندس حربائيون، كانوا ينهشون لحمه وهو حي لا يرزق. بينهم من كان يتحدث عن رشيد الديناصور الذي اخترق التحكيم، ورشيد الغول مهندس الصفقات ورشيد الأسطورة الذي يشتري الذمم وما أكثر هؤلاء.

عفوا، الأمر لم يقف عند هذا الحد، بل هؤلاء حضروا للمقبرة بربطات عنق آخر صيحة ونظارات أفياتور لا تراعي للمكان حرمة، وتقدموا ليدلوا بشهادات الرثاء الكاذبة وهم يعددون مناقب وخصال الرجل.

منتهى القبح بل منتهى القرف أن تسمع لهؤلاء الذين كانوا يتداولون اسم رشيد في المجالس كما في خرجاتهم الإعلامية دون أن تتحرك لتقول" اللهم إن هذا لمنكر".

لا عليك يا رشيد، نم قرير العين وليرحمك الله أما الحربائيون فهناك من سيتولاهم.