ADVERTISEMENTS

التحكيم والإعلام.. بين الكائن والممكن

المنتخب: بوجنان الجمعة 25 أكتوبر 2024 - 19:22

يعيش التحكيم المغربي فترة انتقالية من جيل إلى جيل جديد، سواء على مستوى تحمل المسؤولية في تدبير وتسيير القطاع، أو على مستوى أصحاب الصافرة والراية، إنتقال تأخرت عجلته طويلا، فكان لا بد من مجيء من يؤمن بالمشروع، ويغامر في إنزاله ويضع قطاره على سكة جديدة يستشرف بها بلوغ محطات بعيدة، محطات تمكن من تأهيل حكم في سن 25 سنة ليكون حكما دوليا.
ولعل ظهور أسماء جديدة من مختلف العصب في الدورات الخمس الأولى في البطولة الإحترافية لهذا الموسم الكروي، دليل على هذه الرغبة في تغيير خريطة التحكيم، وإن كان المأمول والمبتغى أبعد من ذلك..
وإذا كان من السهل تأهيل لاعب شاب ضمن فريق الكبار، والزج به في مباراة، فإنه سيكون محاطا بزملائه في الفريق، يغطون هفواته وعفويته ويشجعونه أثناء اللعب، ويقدمون إليه التوجيهات والنصائح، فإنه من الصعب جدا أن تؤهل حكما بين سنة وأخرى ليقود مباريات الأقسام العليا، لا لشيء سوى لأنه سيكون تحت لهيب ضغوط رهيبة يصعب عليه تحملها في بداية مشواره.. ضغوط  تتقاسمها الفرق وجيوشها الإلكترونية، وعلماء المريخ وزحل وعطارد، وخبراء الورق والسفسطة، وضغوط من تخصصوا فيما يعلمون وما لا يعلمون في شعبة عدم التخصص.. 
إن تدبير مباراة في كرة القدم في بطولة أوروبية، أسهل بكثير من تدبيرها في بطولتنا، نظرا لتباين عقليات اللاعبين والمسيرين والإعلاميين والمتفرجين وأصحاب الخبرة الحقيقية..  فما دام لاعبونا، بعقلياتهم – الما وراء هاوية - يتجمهرون حول الحكم كلما اتخذ قرارا تحكيميا - بتلك الطريقة «الحمدوشية العيساوية» المثيرة للضحك  - في زمن وجود عين «الفار» التي تتيح للحكم إمكانية مراجعة اللقطة لتصحيح قراره، فإننا نكذب على أنفسنا حينما ندعي أن بطولتنا «بطولة احترافية»،  فالإحتراف عقلية وسلوك قبل أن تكون ممارسة  كروية، وما دامت «السلطة الرابعة» الرياضية لا تتطور بتكوين جيل جديد من الشباب في المجال السمعي البصري، جيل يعيد الإعتبار لجهاز الإعلام ليلعب دوره في تنوير العقول وتوجيه الجمهور توجيها مبنيا على القيم وليس على التجييش،  على الانفتاح على قوانين اللعب، على تأسيس نقد بناء إصلاحي وليس بإصدار أحكام جاهزة ومطلقة دون دراية لا بمواد قانون اللعب ولا بلغة الخطاب والتواصل..
والتكوين لا ينبغي أن يبقى حبيس «اللاعب والمدرب والحكم والمعد البدني و....»، ينبغي أن يصل أيضا إلى «الإعلامي» وأن يتم تفعيل «التخصص» في نوع من أنواع الرياضات.. وإذا كنا نروم إلى الجودة في كل شيء في الرياضة عامة، فإن الجودة في الإعلام الرياضي «السمعي خاصة» والبصري بشكل عام، تبقى نسبية في ظل غياب قنوات كثيرة تفرض التنافس وتسعى إلى تحقيق الجودة المنشودة..  
نريد محطات وقنوات أخرى، من كواكب أخرى، لأصوات جديدة ذات تكوين إعلامي رياضي متخصص، أصوات تحترف التحليل الرياضي بمعرفة حقيقية وليس ب «الحلقة»  و«الشعبوية»..

تنبيه هام

تؤكد «المنتخب» أنها تمنع منعا باتا استنساخ أو نقل أو نشر مواضيع أو صور منقولة من نسختها الورقية أو من موقعها الإلكتروني سواء بشكل كلي أو جزئي، أو ترجمتها إلى لغات أخرى بهدف نقلها إلى الجمهور عبر أي وسيلة من وسائل النشر الإلكترونية أو الورقية… وكل مخالف لذلك سيعرض نفسه للمتابعة أمام القضاء وفق القوانين الجاري بها العمل.

ADVERTISEMENTS
مواضيع ذات صلة
ADVERTISEMENTS