بدأ النجم الفرنسي زين الدين زيدان مشواره المثير مع نادي ريال مدريد بفوز مثير على ديبورتيفو لاكورونيا بخماسية بيضاء جعلت أنصار الفريق يتفائلون بموسم كبير رغم أنها فقط المباراة الأولى له . في المقابل لم يوفر برشلونة فرصة الاستمرار في ركب الانتصارات وتحقيق النتائج العملاقة وفاز بدوره على غرناطة برباعية كان للوافدين الجدد فيها ونعني فيدال وأردا توران دور فاعل جداً لتستمر حدة المنافسة بين الغريمين ويستمر أيضاً ضغطهما على المتصدر أتلتيكو مدريد خاصة من جانب برشلونة الذي لعب مباراة أقل .
في العادة يكون برشلونة وريال مدريد على طرفي نقيض فنياً وتكتيكياً وحتى منهجياً  وسياسياً . فريال مدريد هو فخر العاصمة الاسبانية وواجهتها العالمية بل وجواز سفرها إلى قلوب الناس في أنحاء العالم، حيث ينال هذا النادي من الدعم أكثر من أي مؤسسة حكومية أخرى وإن كان من تحت الطاولة في أحيان كثيرة. وهو بناء على هذه ذلك كان دائماً ساعياً لضم أفضل اللاعبين في العالم حتى قبل الرئيس الحالي فلورنتينو بيريز الذي عزز سياسة جلب النجوم هذه بطريقة غير مسبوقة. أما برشلونة فهو ناد إقليمي ويعتبر فخراً لكاتالونيا الخصم اللدود للعاصمة مدريد حيث يسعى للانفصال عن الدولة الاسبانية منذ زمن طويل. وإن كان البرشا قبلة أخرى للنجوم لكنه يعتمد على أبناء مدرسته بشكل أساسي . ولو أتيحت الفرصة لكانت تشكيلته الأساسية كلها من المدرسة ، لكن ضرورات المنافسة العالمية تفرض تدعيمه بنجوم من الخارج .

على الصعيد التكتيكي يقدم برشلونة كرة ثورية بكل ما للكلمة من معنى منذ أن اعتمد الكرة الشاملة منهجاً أيام رينوس ميتشيلز ، ثم جاء كرويف وأدخل التيكي تاكا عليها ومن بعده جوارديولا الذي طوّر الاستحواذ والضغط العالي في مناطق الخصم . في حين أن الريال كان دوماً أكثر كلاسيكية عبر خطط في ظاهرها أكثر دفاعية لكن أدواته  العالمية  تمنحها صبغة هجومية مميزة .

رغم هذا التنافر الدائم بين الغريمين إلا أنهما اشتركا خلال مباريات هذه الجولة بمسألة ملفتة ألا وهي السعادة والاستمتاع باللعب مما سمح لها بتقديم أفضل الوجبات للمشاهدين . فبرشلونة قدم كرة فنية حتى الإشباع أمام غرناطة  أساسها اللعب الجماعي المبالغ فيه أحياناً. وقد رأينا كيف  صنع سواريز الهدف الثاني لميسي وهو في مكان مناسب للتسديد وأيضاً تمرير  توران  الكرة من قدميه لنيمار في ثالث أهداف الفريق في دلالة واضحة على الراحة واللعب بمتعة وسعادة كبيرين للغاية وهو الأمر الطبيعي مع النتائج المميزة المحققة منذ فترة ، وقد انعكست هذه السعادة بشكل واضح على القادمين الجدد حيث دخلا في نظام المجموعة بسهولة ودون مشاكل مقدمين لمحات مميزة على أداء المجموعة المميزة أصلاً .

ما حدث مع برشلونة انطبق على الريال تماماً حيث لوحظت الروح  العالية في أداء اللاعبين مما سمح لهم بتقديم أفضل ما عندهم . وبالتأكيد كان لقدوم النجم الفرنسي زين الدين زيدان دور كبير حيث أراحهم من ثقل العلاقة مع المدرب السابق رافاييل بينيتز الذي يبدو أنه لم يوفق كعادته في نسج علاقة مميزة مع اللاعبين ليتم الاستغناء عنه للمرة الثانية بعد نصف موسم وحسب . الراحة الكبيرة التي ولّدها تعيين زيدان انعكست على أرضية الملعب بأداء خلّاب وإن كان لا يخلو من الثغرات ..مما قد يعطي انطباعاً ان ريال مدريد يحتاج إلى مدرب يحسن التعامل مع غرفة الملابس أكثر من حاجتهم لمدرب صارم ومتقدم على المستوى التكتيكي وهو بالمناسبة ما كان يبرع فيه المدرب السابق كارلو أنشيلوتي الذي تعتبر إقالته حتى اللحظة لغزاً غير مفهوم بشكل كامل .

لكن كرة القدم متغيرة ودوّارة حيث قد  تسوء الأمور بعد مباراة واحدة فقط، لكن الأمل بأن تستمر سعادة الفريقين وراحتهم على أمل أن نرى أفضل كرة قدم وأشد تنافس بينهما خاصة في الكلاسيكو القادم على أرضية ملعب الكامب نو الذي يطالب به الريال أن يرد دين رباعية الذهاب .

سوبر