يحيى كيبي :  لم يكن العرض الـمادي هو ما دفعني لقبول عرض الرجاء

هوايتي هز الشباك وحين لا أسجل أصاب بالإحباط

الرجاء يتوفر على تركيبة بشرية قوية وسينافس على كل الواجهات

ADVERTISEMENTS

الحماس الذي يخلقه الجمهور الرجاوي أكبر محفز لتحقيق الألقاب

بحث الرجاء البيضاوي طويلا عن لاعب يجيد هزّ الشباك، وعن العنصر القادر على ترجمة العديد من الفرص التي يخلقها لأهداف يمكن أن تريح الفريق من مشكل اسمه العقم الهجومي أو غياب الفعالية، وكان التريث قبل أن يتم التوقيع للنفاثة البوركيانبي يحيى كيبي الهداف الذي جاور فريق الخريطيات و نقش اسمه في دوري نجوم قطر، وبعد انضمامه للقلعة الخضراء كان لجريدة «المنتخب» هذا اللقاء مع هذا الكوليادور الذي تكون في الديار الأوروبية، وبالرغم من القرار الذي كان قد اتخذه بإنهاء مشواره بالبطولة القطرية إلا أن العرض الرجاوي جعله يغير أفكاره وقناعاته ويقرر خوض تجربة جديدة مع وصيف بطل العالم، وأضاف بأن الهدف لم يكن ماديا وإنما كان الحافز معنويا لكي يعيش أجواء الحماس التي تعرفه البطولة المغربية، ولم يخف يحيى كيبي إعجابه بالجماهير الرجاوية وبالإحتفالية التي تصنعها بالمدرجات ووعد بأن يكون بدوره في الموعد بتسجيل الأهداف ومساعدة الفريق على التتويج بالألقاب في كل المنافسات التي سيشارك فيها خاصة بعد أن أكد توفر الفريق الأخضر على تركيبة بشرية جيدة وعلى كل مقومات الفريق المحترف.

الـمنتخب: بداية كيف جاء انتقالك للرجاء البيضاوي؟

كيبي: كان العقد الذي يربطني بفريق الخريطيات القطري قد انتهى، وفي نفس الوقت توصلت بمجموعة من العروض من أندية قطرية وأخرى خارجية، لكني فضلت التريث وأخذ مهلة للتفكير، ومؤخرا اتصل بي وكيل أعمالي أحمد شليظة واقترح علي] الإنضمام لفريق الرجاء البيضاوي. وعلى الفور قبلت بهذا المقترح بدون أي تردد وذلك لرغبتي في خوض تجربة مختلفة خاصة في دولة إفريقية، وبكل صراحة فإن اللعب بالبطولة المغربية والإنتماء لفريق كبير من حجم الرجاء كان حافزا وعاملا مشجعا بالنسبة لي.

الـمنتخب: ربما تكون السمعة التي يحظى بها فريق الرجاء خاصة بعد مشاركته المتميزة في كأس العالم للأندية هي التي شجعتك أكثر لقبول هذا العرض؟

كيبي: بطبيعة الحال فالرجاء فريق كبير وله سمعة طيبة ليس في المغرب فقط وإنما في الخارج كذلك، وهو من أقوى الأندية الإفريقية، بل إن شعبيته تضاعفت بعد مشاركته المتميزة الأخيرة في كأس العالم للأندية. لقد مثل الكرتين العربية والإفريقية بشكل جيد في هذه المنافسة العالمية واستحق كل التنويه والإشادة التي حظي بها فليس من السهل بلوغ المباراة النهائية وقهر أقوى الأندية على الصعيد العالمي، وهذا الإنجاز لا يمكن إلا أن يمثل حافزا بالنسبة لأي لاعب ويشجعه على اللعب لفريق كبير برصيد حافل من الألقاب المحلية والدولية.

الـمنتخب: هل تابعت مباريات الرجاء في الموندياليتو؟

كيبي: بحكم انتمائي للقارة الإفريقية فقد تابعت بدوري هذه المنافسة العالمية وخاصة مباريات الرجاء البيضاوي وكنت أشجع الفريق وراء الشاشة، بل إني كنت أتفاعل مع كل المحاولات التي كان يخلقها اللاعبون، وسعدت كثيرا بوصول الفريق للمباراة النهائية وتشريفه للكرة الإفريقية، وفي تلك اللحظات لم يخطر ببالي بأني سأحمل قميص الفريق الأخضر في يوم من الأيام ومجاورة لاعبين متميزين إستطاعوا أن يقدموا مباريات كبيرة سيظل الجمهور الإفريقي والعربي يتذكرها ويفتخر بها.

الـمنتخب: لكنك كنت تود إنهاء مشوارك الكروي بالبطولة القطرية فلماذا تراجعت عن هذا القرار؟

كيبي: كما قلت لك سابقا لقد توصلت بعدة عروض من أندية من خارج قطر لكني رفضتها لأني كنت أرغب في إنهاء مشواري الكروي بالبطولة القطرية، وكان وكيل أعمالي أحمد شليضة هو أول من أقنعني بفكرة الإنضمام لفريق الرجاء وبدوري رحبت بهذه الفكرة، فبالنسبة لي مثل هذه التجربة واللعب لفريق كبير في أجواء مختلفة عن الأجواء التي عشتها في قطر يدفعك لتغيير قناعاتك وأفكارك السابقة.

الـمنتخب: هل هذا يعني بأن العرض الذي تقدم به فريق الرجاء كان مغريا و محفزا؟

كيبي: حينما قبلت بعرض الرجاء لم يكن الهدف هو تحقيق الربح المادي من هذه الصفقة، فلو كنت أبحث عن المال لقبلت بمجموعة من العروض الخليجية التي كانت أفضل بكثير من الناحية المادية، وكما تعلمون فإن ما يتوصل به اللاعبون في البطولة القطرية يفوق بكثير ما يمكن أن أجنيه مع أفضل الفرق المغربية، وقد تحدثت مع وكيل أعمالي في هذا الموضوع، وكان الهدف هو اللعب لفريق كبير من حجم الرجاء العالمي والممارسة في أجواء حماسية كتلك التي شاهدتها في المباراة الودية أمام إسبانيول برشلونة.

الـمنتخب: لقد تابعت هذه المباراة الودية أمام الإسبانيول ما هي إنطباعاتك عن أجواء مركب محمد الخامس؟

كيبي: كانت بالفعل أمسية جميلة ورائعة، شخصيا استمتعت بمباراة شيقة وحماسية، فبالرغم من طابعها الودي فإن الحضور الجماهيري الكبير والرائع أضفى عليها صبغة خاصة وكأنها مباراة رسمية، وساهمت تلك الإحتفالية التي خلقها الجمهور بالمدرجات في الرفع من إيقاع المباراة وإثارة الحماس في نفوس اللاعبين وهذا الجانب جد مهم في كرة القدم وهو الشيء الذي كنت أبحث عنه حين قبلت بعرض الرجاء، وأنا أتابع هذه المباراة تمنيت أن أكون حاضرا داخل رقعة الملعب وأعيش هذه الأجواء بالمستطيل الأخضر، لكن الأكيد أن هذه المشاهد ستتكرر بالبطولة المغربية وفي مواعيد أخرى قادمة.

الـمنتخب: بحكم مجاورتك لفريق الخريطيات لمدة طويلة، ما الفرق في نظرك بين الكرتين المغربية ونظيرتها القطرية؟

كيبي: الكرة القطرية شهدت تطورا مهما في السنوات الأخيرة وذلك بفضل العناية التي تحظى بها من طرف الدولة التي وفرت كل الإمكانيات المادية وساعدت الأندية على جلب لاعبين في المستوى، بالإضافة لوجود بنيات تحتية من المستوى العالي خاصة أن قطر تستعد لإحتضان المونديال، لكن الكرة المغربية تتفوق من حيث المستوى وذلك لوجود مواهب تتميز بفنياتها العالية، ومن جهة أخرى فإن البطولة المغربية تحظى بمتابعة جماهيرية كبيرة وهذا الحماس هو الذي تفتقده البطولة القطرية.

الـمنتخب: إختارك فريق الرجاء لدعم جبهته الهجومية ومساعدته على تحسين فعاليته الهجومية، فهل ستكون في الموعد؟

كيبي: هذا هو الهدف الذي جئت من أجله وهذه هي مهمتي وهوايتي، فأنا أعشق هز الشباك وتسجيل الأهداف، فحين لا أسجل في مباراة ما فإني أحس بإحباط كبير يتملكني، أظن بأن الأمور ستسير بشكل أفضل مع فريق الرجاء وذلك بوجود لاعبين متميزين، فمن خلال متابعتي لمباراتهم مع فريق إسبانيول برشلونة لاحظت بأن الفريق يستطيع خلق العديد من الفرص في المباراة وذلك بالرغم من تماسك دفاعات الخصوم وهذا هو الشيء المهم لأن كثرة الفرص هي التي تساعد على تسجيل الأهداف، فقد تخفق في الأولى والثانية، لكن المهاجم الذي يمتلك حاسة التهديف سيتمكن ولاشك من التسجيل، وبمساعدة باقي اللاعبين سنكون إن شاء الله في المستوى وعند حسن ظن جميع الرجاويين.

الـمنتخب: بالإضافة للمشاركة على الواجهة المحلية سينافس الرجاء كذلك على الواجهة الإفريقية، فكيف ترى هذه التجربة الجديدة؟

كيبي: هو رهان مهم بالنسبة لفريق الرجاء وبالنسبة لي كذلك، فشخصيا لم يسبق لي أن شاركت في منافسات عصبة الأبطال الإفريقية لكني أعرف الأجواء التي تحيط بمثل هذه المباريات التي تقام في ملاعب القارة وذلك بحكم مجاورتي لمنتخب بلادي، هذه المشاركة تمثل تحدي آخر لفريق الرجاء ومن دون شك فإن الفريق سيسعى للتتويج بهذا اللقب بحكم الإمكانيات المتوفرة والطاقات البشرية التي يمكن اعتبارها الأفضل على الساحة المغربية، وكما تعلم فإن الفرق الكبيرة حينما تشارك في أية منافسة أو بطولة فإنها تراهن على التتويج لا غير.

الـمنتخب: إنطلقت تداريب الفريق منذ حوالي شهرين، وحاليا الإستعدادات في مراحلها النهائية، في حين كان التحاقك متأخرا ألن يشكل ذلك عائقا أمامك؟

كيبي: بدوري كنت أتمنى أن أكون حاضرا في المراحل الإعدادية السابقة لكن العرض جاء متأخرا، لكن يبقى ذلك عاديا في مثل هذا الوقت من الموسم حيث المنافسات لم تنطلق بعد، ولدي فرصة التأقلم مع محيط الفريق ومع الأجواء الجديدة من خلال هذا المعسكر الذي نقيمه حاليا بالديار الإسبانية، وبحكم تجربتي فإني لن أجد صعوبة في الإندماج، وحاليا فإن الأمور تسير في الإتجاه الصحيح وبمساعدة الجميع سأستعيد لياقتي في أقرب الآجال كما أن دخول المباريات بشكل تدريجي سيساعدني على استعادة التنافسية والعودة بقوة لأجواء التباري، وهذا المعسكر يبقى مهما جدا بالنسبة لي في هذه المرحلة.

الـمنتخب: بالرغم من مشاركته المتميزة في الموندياليتو، فإن الرجاء لم يتوج بأي لقب في الموسم الأخير، فهل تظن بأن بإمكانه العودة لسكة الألقاب؟

كيبي: أظن بأن الفريق يتوفر على كل المقومات والشروط التي يجب أن تتوفر في الفريق البطل، فالإستعدادات تمر في أجواء جيدة وحماسية وهناك انسجام بين اللاعبين والطاقم التقني، كما أن إدارة الفريق تعمل من جانبها على توفير كل الظروف الملائمة، وشخصيا أرى فريق محترف بكل ما في الكلمة من معنى، وبالنظر للأجواء الحماسية التي تجرى فيها المباريات الرسمية خاصة بمركب محمد الخامس وبفضل هذا الدعم الجماهيري الكبير، فإن الرجاء يبقى مرشحا قويا للتتويج باللقب، مع احترامي لباقي الأندية الأخرى التي لا أعرف شخصيا إمكانياتها وقدراتها.

الـمنتخب: شاركت في أول مباراة لك مع الرجاء بالديار الإسبانية أمام فريق قرطبة وكانت الهزيمة، فكيف كانت هذه الخطوة الأولى؟

كيبي: المشاركة كانت من أجل الإستئناس والعودة لأجواء المنافسات، ومثل هذه المباريات الإعدادية لا تعد مقياسا حقيقيا وإنما تستغل لأهداف معينة يرسمها الطاقم التقني ويخطط لها ويسعى لتحقيقها، وهي فرصة للإحتكاك وتصحيح الأخطاء، وبالنسبة لي فقد شاركت في اللحظات الأخيرة، ومن دون شك فقد كانت الخطوة الأولى مهمة وجيدة، صحيح أنه لا يمكن أن أقدم كل شيء في هذه الدقائق القليلة وفي أول حضور لي مع الفريق، لكن الأكيد أن المستقبل سيكون أفضل وهناك مباريات أخرى قادمة وسأحاول خلالها أن أظهر بصورة جيدة أمنح من خلالها الإرتياح للجماهير الرجاوية.

الـمنتخب: لكن جماهير الرجاء لا ترضى بالهزيمة حتى في المباريات الودية؟

كيبي: أظن بأن النتيجة لا تهم في مثل هذه المباريات الودية، وبالنسبة لي من الأفضل أن تنهزم في هذه المباريات وتكتشف مواطن الضعف لديك وتحاول تصحيح الأخطاء قبل موعد النزالات الرسمية. فهذه المباريات تعتبر فرصة للمدرب لقياس مدى جاهزية فريقه ولاعبيه والمستوى الذي وصلت إليه الإستعدادات، وفي هذه المباراة أمام قرطبة كان أداء الرجاء في المستوى وتمكن اللاعبون من خلق العديد من الفرص لكن لم يتم استغلالها عكس الفريق الإسباني الذي استفاد من أخطاء الرجاء، وعلى العموم فإن المباراة شكلت محكا جيدا بحكم اعتماد الفريق الإسباني على القوة والإندفاع البدني الذي يبقى مهما لقياس مدى جاهزية الفريق من هذه الناحية.

الـمنتخب: هل تعني بأن الرجاء سيكون مختلفا في المسابقات الرسمية؟

كيبي: هذا مما لاشك فيه، فالمدرب يبحث حاليا عن التشكيل الرسمي ويسعى لتحقيق الإنسجام بين الخطوط من خلال هذه المباريات الودية، وفي انتظار موعد انطلاق المباريات الرسمية فإن الفريق سيكون في أفضل حالاته وفي تمام الجاهزية للمنافسة على كل الواجهات. فالرجاء حينما يكون أمام جماهيره خاصة بمركب محمد الخامس تتضاعف قوته وتصبح خطورته أكبر وهذا ما لاحظته شخصيا في مباراة ودية، أما إذا تعلق الأمر بمباراة رسمية فمن دون شك سيكون هناك كلام آخر لأن اللاعبين سيقدمون كل ما في جعبتهم وسيسعون لتحقيق الفوز بكل الوسائل الممكنة والمتاحة لهم.

الـمنتخب: الفائز بلقب الهداف في البطولة المغربية يتوج بالحذاء الذهبي، فهل لديك نية المنافسة على هذا اللقب؟

كيبي: سأسعى أولا لمساعدة فريق الرجاء للتتويج بالألقاب وهذا هو الهدف الأول والأساسي الذي جئت من أجله، فبالنسبة لي الإنجاز الجماعي تبقى له الأولوية لأننا نمارس لعبة جماعية وبالتالي فإن الأهداف يجب أن تختلف عن باقي الرياضات الفردية الأخرى، صحيح أنني سأعمل على تسجيل الأهداف في كل المباريات التي سأشارك فيها وإن توفقت في هذه المهمة فمن دون شك سأكون مرشحا للتتويج بلقب الهداف، لكن بكل صراحة فإن مثل هذه الإنجازات الفردية لا تغريني كثيرا وشخصيا أفضل الفوز بالألقاب والبطولات وإسعاد الجماهير الرجاوية التي تنتظر استعادة الألقاب التي ضاعت في الموسم الأخير.

الـمنتخب: في ختام هذا اللقاء نترك لك مساحة حرة لتوقع عليها بنفسك؟

ADVERTISEMENTS

كيبي: أشكركم أولا على هذه الفرصة وهذه الإستضافة، وأتمنى لكم كل التوفيق، وأشكر الجماهير الرجاوية على ترحابها بي وأتمنى أن أكون عند حسن ظنها، وحاليا نحن في المراحل الأخيرة من الإستعدادات وأتمنى أن تسير الأمور في الإتجاه الصحيح ونتمكن من تحقيق انطلاقة جيدة يمكن أن تساعدنا في باقي المشوار، وبكل صراحة فإن الرجاء يتوفر على تركيبة جيدة وبتظافر جهود الجميع فإن الفريق قادر على المنافسة بقوة على كل الواجهات، وفي الأخير أتمنى أن يحالفنا التوفيق لإسعاد كل الجماهير الرجاوية.

حوار: إبراهيم بولفضايل ــ عبد الحق جدعي