وصفة ربح الكان في جيبي وهذه تفاصيلها

بأريحية مطلقة، وبصراحته الكبيرة، استجاب الناخب الوطني الزاكي بادو لدعوة «المنتخب» للرد على أسئلة قرائها وزوار موقعها الإلكتروني، وبادر للرد دون توتر وبلا شعور بالحرج.
الزاكي بادو استضاف «المنتخب» ببيته في آخر أيام الشهر الفضيل على مائدة الإفطار ليحيط المتتبعين لشأن الأسود بالكثير من التفاصيل نترك لكم فرصة اكتشافها على لسان الناخب الوطني في المتابعة التالية:
- تم الترويج لخبر استدعاء لاعب برشلونة الموهوب الحدادي، وعن زيارة قادمة لك لبعض البطولات الأوروبية، هل ستواصل الزيارات ونحن على مقربة من الكان، المفروض أن يكون تشكيل المنتخب المغربي واضحا ومحددا في رأسك؟
الزاكي بادو: التوضيح لازم وضروري هنا، وذلك لنضع المتتبع في الصورة الحقيقية لسير الأمور وهو كون الواقع كما عشته وأعيشه حاليا يختلف تماما عما يتم الترويج له، حيث توجد الكثير من الصعوبات الإدارية والمسطرية بهذا الخصوص والمسألة ليست سهلة على الإطلاق.
كثيرا ما سمعت عن خبر رغبة لاعب الإلتحاق بنا وبعد الدخول الفعلي في تفاصيل الموضوع نصل لحقيقة أنها مجرد أمور تستهلك بلا سند صحيح.
بخصوص الزيارات واردة في البرنامج و سيتم تحديدها بدقة لاحقا»

- سؤالي هو بخصوص العقد، هل سينسحب الزاكي من مشروعه لو فشل بالكان لا قدر الله؟ وهل سيطالب بتحسين عقده لو نجح في قيادة المنتخب الوطني لثاني لقب قاري له؟
الزاكي بادو: لا أريد أن أستبق الأحداث، كما لا أريد أن أتصور سيناريوهات من هذا النوع لا قدر الله، بطبعي أنا متفائل وأضع ضمن تصوري للفترة القادمة على أننا ماضون صوب تحقيق الهدف الكبير وهو الفوز إن شاء الله بالكان.
ولطالما أن الحديث عن الفشل والنجاح هو في علم الغيب، فلا يمكنني أيضا أن أصرح إذا ما كنت سأتصرف بطريقة ما، بخصوص مناقشة العقد وتحسينه فأنا لا أفكر في هذا الأمر إطلاقا وما يشغلني هو التفكير في أن نكون بداية من الشهر القادم على الخط المستقيم والصحيح الذي يوضح الأشياء أمامي ويجعلني ماسكا بزمام الأمور داخل المجموعة.
- عشت سنة 2004 فرحة أسطورية وساهمت في خروج الجمهور الرياضي والملايين وجهت لك التحية بعد احتلال الصف الثاني، كيف سيتفاعل الزاكي هذه المرة مع الحدث لو نجح في إحراز اللقب القاري؟
الزاكي بادو: أدعوا لي بالتوفيق وبعدها سننظر ما سيكون عليه الأمر، لا أريد أن أسبق الفرحة بليلة كما نقول نحن المغاربة، صحيح علينا أن نتعبأ ونتهيأ ونكون عند مستوى تطلعات الملايين سيما وأن الكأس ستكون على أرضنا، لكننا مطالبون بالتركيز الكامل والمطلق وأن لا نترك الأمور تهرب منا مبكرا.
لو نجحت في تحقيق هذا الحلم الكبير أكيد سيكون الزاكي هو أسعد مخلوق فوق هذه الأرض وسيشعر أنه سدد دينا ثقيلا على أكتافه لكل من دعموه وقت المحنة والشدة.
- ألم تتخوف من مستوى المنتخبات الإفريقية التي شاركت بالمونديال مؤخرا؟
الزاكي بادو: إطلاقا لا، وسبق لي وأن أجبت على هذا السؤال وقلت أن المونديال ليس هو كأس إفريقيا، والحوافز التي تحرك المنتخبات في كأس العالم تختلف عن تلك التي تجر المنتخبات بالكان.
بالنسبة لي أنا لا أتفق مع الطرح وقد تحدث مفاجآت كبيرة في التصفيات فلا يحضر للمغرب عدد من المنتخبات التي تألقت بالبرازيل مثلا، لا يجب أن نغفل أن منتخبات مصر وتونس والسينغال والكونغو لم تشارك بالمونديال وتنتظر دورها.
تابعت من هلل لأداء الجزائر ونيجيريا وكوت ديفوار، لكنهم أغفلوا الكامرون التي أرشحها لأن تعود بقوة قريبا بعدما تابعت أداء بعض لاعبيها وراقني كثيرا.
- كيف يهيء الزاكي لمباريات المنتخب الوطني، هل يتحمل الضغط كاملا، وهل يستشير مع أحد من مقربيه في بعض الأمور سمعنا عن بعض هذه الأشياء؟
الزاكي بادو: الإستشارة حاضرة وما خاب من استشار، لكنها استشارة في الحدود المتاحة والممكنة ولا يمكن أن تتجاوز إطارها الصحيح.
أثق في مقربين مني وفي الطاقم وأحيانا آخذ فكرة من هذا وفكرة من الثاني، لكن أنا المطالب في نهاية المطاف بأخذ القرار الصحيح وتحمل مسؤوليته.
تجاوبي مع المباريات يختلف من مباراة لأخرى، وقد يصل الأمر لأن أظل لأكثر من 24 ساعة من دون نوم لو تزامن الحدث مع مباراة لها أهميتها الكبيرة والحاسمة.
- سؤالي يعود لسنوات خلت واليوم أريد من الزاكي أن يحسم هذا الأمر ويتعلق بحقيقة خلافه مع عبد الغني الناصيري بعد الكأس الإفريقية ودورك في إقالته؟
الزاكي بادو: ليس صحيحا، وعلاقتي بالناصيري أكثر من طيبة ورائعة، أما عن قصة الخلاف فلم يكن هناك خلاف، كل ما في الأمر أن وعكة صحية ألمت بالناصيري وهي ما فرضت تخلفه عن الطاقم التقني.
الرجل ما زال حيا ويشهد على هذا، وبعد كل هذه السنوات إلتقيت الناصيري مرارا ولا يوجد ما يعكر صفو علاقتي به أو يفسدها غير بعض الترويجات والأكاذيب التي ينسجها البعض.
- نريد من الزاكي أن ينهي مجال التجريب ويجعلنا نتعرف كما كان الشأن سابقا على فريق وطني قار من 11 لاعبا، اليوم لم نعد نعلم التشكيلة التي ستدخل المباريات؟
الزاكي بادو: أنا غير متفق مع هذا الطرح لأني وصلت مؤخرا ولم أقم بالتجريب، لائحتي ضمت 33 لاعبا ومنهم من حل بالبرتغال ورحل ووصل آخرون ووجدوا البعض الآخر إنطلق لحاله.
بمفكرتي هناك نواة موسعة من 33 لاعبا لن تتغير، لكني أشاطر السائل الرأي في أنه لن نوجه الدعوة مستقبلا لكل هذا العدد من اللاعبين وسنكتفي بـ 23 لاعبا أو أكثر بقليل، والتعزيزات الأخرى ستخضع للإكراهات وللحالات التي ستطرأ على المجموعة.
بالنسبة لي أعد الجمهور المغربي على أنه بداية من مباراة منتخب إفريقيا الوسطى سيتعرف على ملامح الفريق الذي سيشارك بالكان.
كما لا ينبغي تجاهل مسألة هامة وهي كون الكأس القارية تربح بالأساسيين وببنك الإحتياط وأنا مدرك لهذا بشكل جيد.
- ما هي الأشياء التي لمست أنها تغيرت بين الفترة التي دربت فيها المنتخب المغربي سابقا والفترة التي شهدت عودتك؟
الزاكي بادو: لكل فترة خصوصياتها ولكل فترة طقوسها الخاصة، والتغيير من سنة الحياة وهذا لا شك فيه، لا يمكن أن أقارن تجربتي الأولى بالتجربة الحالية.
اليوم أنا أكثر نضجا وأكثر إدراكا لكثير من الأمور والخبايا، والأهم من هذا أني أكثر استيعابا للدروس ولما عشته سابقا، لذلك يمكنني القول على أن تجربتي الثانية يجب أن تكون أقل أخطاء من الأولى وأكثر هدوء، وهذا منطقي لأن الإنسان بطبعه يستفيد من ماضيه ومن تجاربه.
- أين وصلت مبادرة ضم اللاعب عبد الله كونكو للمنتخب الوطني، نحتاج فعلا للاعب يجيد اللعب بالظهير الأيمن بعدما تابعنا ما خلفه معسكر البرتغال من تخوف بهذا الخصوص؟
الزاكي بادو: أنا لست متفقا مع كلمة تخوف على مركز الظهير الأيمن، لدينا عناصر قادرة على شغل هذا المركز بكفاءة، هناك الشاكير والخاليقي ونوصير وخاصة زكرياء الهاشيمي الذي أكد خلال الفترة التي جربته فيها على أنه مشروع مدافع أيمن من العيار الثقيل.
لن نركز على أمور قد لا تخدمنا كثيرا وليست مضمونة ولدينا الخيارات والبدائل التي تطمئننا في هذا الصدد.
- قدمت لنا خرجة والروماني بتونس، تابعنا اكتشافك للاعب لزعر الذي طمأننا على مستقبل الفريق الوطني ومركز الظهير مثلما الأيسر، هل خرج بركديش من حساباتك نهائيا أم أنك تنهج سياسة الضرة لفرض التنافس؟
الزاكي بادو: فعلا أنا مسرور لما قدمه لزعر وهذا يبشر بكل خير، ولا أعتقد أنه كان في منافسة مع بركديش لأني لا أرى بركديش ظهيرا أيسر أكثر مما أراه جناحا مزورا بالجهة اليسرى.
تابعت أداءه رفقة فريقه بالبطولة الإسبانية والتغيير الذي طرأ على دوره وبالتالي ما قدمه لزعر يؤكد أن البديل المناسب جاء في الوقت المناسب ولا أحد ضامن لمكانه لغاية انطلاق الكان.
- ما حقيقة ما تردد عن كون منتخبات البرازيل وإيطاليا تريد مواجهة المنتخب المغربي وديا سمعنا هذه التصريحات من واحد من أفراد الطاقم التقني للمنتخب الوطني بمحطة إذاعية دون أن يصدر عنك ما ينفي الخبر؟
ولماذا قبلت مواجهة قطر رغم أنها ليست محكا مثاليا بالنسبة لنا؟
الزاكي بادو: هي عروض تقدمت بها الشركات والمؤسسات المختصة في تنظيم المباريات الودية الدولية ولم تتجاوز إطار الإقتراح ورفضتها لكونها لن تفيدنا في شيء.
أستحضر معكم تجربة مواجهة فرنسا والتعادل معها بباريس ومع ذلك فشلنا في تجاوز الدور الأول بالكان سنة 2008.
ممكن أن نكون ندا قويا لإيطاليا والبرازيل نتيجة لعوامل تتحكم في هذا النوع من المباريات لكنها لن تخدمنا كثيرا.
بخصوص قطر هي استثناء من أصل 7 مباريات ولا أعتقد أنها ستؤثر على نظرتي للأمور في شيء، كما سيمكنني الإستفادة من مباراة أخرى خلال آخر أسبوعين لتجمع الفريق الوطني قبل الكان؟
- سمعنا ومن مصادر كانت متواجدة بالبرتغال عن خلاف كان بينك وبين نور الدين البوشحاتي، هل هذا صحيح، ولماذا كل مرة يبادر عضو جامعي لعرقلة عمل مدرب والتدخل في بعض أموره؟
ولماذا لم تسافر مع وفد الجامعة للعيون مؤخرا ولا حضرت مراسيم تعيين لاركيت؟
الزاكي بادو: مغالطة أخرى مدسوسة وسم آخر يوضع في الإناء، ولا صحة لهذا الإدعاء الباطل.
البوشحاتي من نوعية المسيرين الذين ينبغي معاشرتهم لفترة كي تصل لجوهره قبل إصدار أحكام بخصوصه وهو مسؤول محترف بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
بخصوص السؤال الثاني لن أجيب عليه لكونه محمول على خلفيات مسمومة.
- ما حقيقة خلافك مع الجنرال حسني بنسليمان وما روجه البعض على أن هذا كان السبب الحقيقي في ابتعادك عن المنتخب الوطني طيلة هذه السنوات؟
الزاكي بادو: منتهى السخافات ومنتهى الإساءة أيضا، لكوني مدين للسيد حسني بنسليمان بأفضال كثيرة على مستوى مساري المهني.
إطلاقا لم تكن هناك خلافات وإن حاول البعض الإقتيات عليها بوقاحة ولؤم، إن تركت الفريق الوطني سنة 2005 فلكوني تقدمت باستقالتي ولم يطلب مني أحد الإنسحاب، لذلك تقديري كبير لهذا المسير المحترم كثيرا.
- أستغل هذه الفرصة لآخذ على لسانك حقيقة خلافك الشهير مع نيبت، وهل طويتما الصفحة للأبد؟
الزاكي بادو: للأسف الموضوع استهلك كثيرا وبطريقة خدمت مصالح وأجندات معينة، وبالنسبة لي كنت دائما أنأى بنفسي عن الخوض في تفاصيل وحيثيات قد لا تجد من يفهمها بالشكل الصحيح.
لا خلاف بيني وبين نيبت وعلاقتي معه يطبعها الإحترام والود، في السابق كانت علاقة مكون ومربي ومدرب بلاعب وحاليا هي علاقة تقدير لها حدودها.
- نجحت بشكل كبير في اللعب بأسلوب 3ـ5ـ2 الآن لم يعد هذا الأسلوب شائعا على مستوى العالم، هل نحلم بأن يقلد الزاكي أسلوب المنتخب الألماني ليحدث ثورة ويجعل من الفريق الوطني كومندو قادر على منح الجماهير الفرحة المنشودة؟
الزاكي بادو: تحدثت سابقا وتكلمت بما يكفي عن الأدوات والقطع التي تسهل مهمة أي فكرة أو مشروع، وفي السابق كانت الأدوات تساعد على اللعب بالشكل الذي ذكره صاحب السؤال ، أما اليوم فالأمور تغيرت ليس على مستوى الفريق الوطني فحسب، بل على مستوى منظومة الكرة والخطط عالميا.
عندي أفكار تجعلني واثقا من أن اللاعبين الذين هم تحت تصرفي سيساعدونني كثيرا على ترجمتها بالشكل الصحيح وبالطريقة التي ستوصلنا إلى أهدافنا إن شاء الله دون أن تشكل لنا ألمانيا ولا غيرها مرجعا، لأنه داخل كل منتخب خصوصيات وكل تظاهرة لها طقوسها الخاصة بها.
- سؤالي خاص جدا وهو ما دور السيدة الوالدة في مسار الزاكي المهني، وهل تابعت حكاية ابتعاده عن المنتخب المغربي؟
الزاكي بادو: بطبيعة الحال وهي الكل في الكل، ومؤخرا متعني الله وإياها بقضاء عمرة رمضانية كانت فرصة للراحة والإبتعاد عن كل الضغوطات التي أحاطت بي.
طبعا تتابع كل صغيرة وكبيرة عن الموضوع وبفضل الله سبحانه وتعالى وفضلها وصل الزاكي لما وصل إليه اليوم.
- أنت غطاس ماهر وتهوى هذه الرياضة، هل تغطس للبحث عن الكنوز أم ماذا؟ ألا تخشى أن تصادف يوما ما قرشا ينهي حكايتك ليس مع الغطس بل حتى مع التدريب والكرة؟
الزاكي بادو: (ضاحكا)، هي هواية من هواياتي المفضلة التي تساعدني كثيرا على تجاوز تقلبات عالم الكرة وضغوطها.
حين أغوص في الأعماق لا أبحث عن الكنوز ولا تخيفني الحيتان ولا القرش، لأن خوفي من أعداء النجاح ومكائدهم يفوق خوفي من أن أصادف وحوشا في قاع البحر لأني جربت عضاتهم.
في الختام أشكر قراء «المنتخب» على أسئلتهم الموجهة والدقيقة وشكري كبير للمنبر الذي قربني منهم وأتمنى أن تكون الإجابة قد روت القليل من عطش فضولهم وسعيهم للمعلومة.

مونتاج: منعم بلمقدم ـ عدسة: عبد القادر بلمكي


هؤلاء حاوروا الزاكي:
كم هائل وكبير من الأسئلة التي فاقت المتوقع وعدد كبير من المستوجبين للناخب الوطني الزاكي، لذلك حاولنا قدر الإمكان اختصارها ودمج بعضها في بعض لتشابه سياقات الإستفسار.. وفيما يلي جرد بأسماء من استجوبوا الزاكي بادو علما بأن أسئلة كثيرة جدا وردت علينا بأسماء إما مبتورة أو مختزلة:
أسامة الحجيوي ـ محمد العبدلاوي ـ يونس دلهوم ـ سفيان البكوري ـ ياسين الناشر ـ إحسان ـ محمد صريح ـ يوسف العنساوي ـ سعيد لمباركي ـ فيصل العمراني ـ محمد أوطجار ـ المومن محمد أسامة ـ هزيز ـ سعيد حاضي ـ عبد الله الصديقي ـ زهير السالمي ـ عبد الكريم الوزاني ـ مول الباش ـ عادل جاهد ـ جامع مروان ـ رشيد أمزميز ـ عمر ياسين ـ كمال الفالجي ـ ابراهيم بوتركة ـ عبد الحق البرهومي ـ اسماعيل النايلي.


قال في حق هؤلاء:
- حسني بنسليمان: رجل محترم ومسير محترف بكل ما تحمله الكلمة من معنى، كان له تقدير كبير لما كنت أقوم به وبدوري أقدر فيه هذه الخصلة، وهناك من ركب بلؤم وخبث على الأحداث وروج لمغالطات غير صحيحة.

عبد الرزاق مكوار: رحمه الله كان مسيرا مثاليا بأخلاق فاضلة وعالية وهو صاحب فضل كبير فيما وصله الزاكي ولولاه لتغيرت أشياء كثيرة في مساري.. عينة إنقرضت للأسف من ثرات التسيير.

عبد الإله أكرم: رئيس تعاملت معه للأسف المحيط الذي كان حوله لم يساعدجه كثيرا وكان سببا في حدوث بعض الأمور التي كان من الممكن تجاوزها، كانت له أفكار وطموحات لخدمة الوداد والمحيط عاكس رغبته.

محمد أوزال: مسير تعاملت معه خلال فترة من الفترات، افتقدته الكرة المغربية وارتبط إسمه كثيرا بتدبير الكثير من القرارات وخاصة على مستوى المجموعة الوطنية، أحيانا نحتاج لخروج أفراد من دائرة القرار لمعرفة قيمتهم.


أيوب إبن الوز عوام
هو نسخة من الوالد ولو مع اختلاف الكثير من الأشياء والمؤثرات التي كانت فاعلة في مسار الزاكي، والتي يحاول أيوب نجله حاليا تكييفها بحسب روح العصر.
ترك أيوب كل مراكز اللعب و اختار حراسة المرمى.. يقولون أن البنت سر أبيها، لكن في حالة أيوب الإبن هو طيف أبيه وظله وحتى هوسه بالخشبات الثلاث، لا يقل عن شغف الوالد بنفس المركز.
في سيرة الزاكي الغنية التي تصلح لأن تكون موروثا يوضع في الخزانة الكروية بالمغرب، الكثير من الدروس والعبر، فيها النقش على الصخر الذي جعله اليوم أسطورة حية بكل ما في الكلمة من معنى..
لعب الزاكي فوق الطين، فوق الملاعب المتربة والجرداء، وحمل في اليوم نفسه قميص أكثر من 3 فرق سعيا نحو التحليق العالي في سماء النجومية، وتحمل مشاق المران الصعب كي يصبح حارسا تنصب له التماثيل خارج الديار.
أما أيوب فقد وجد المجال خصبا، والتأطير المبكر حاضرا على عكس فطرة وسليقة الأب، ودوريات «5 نجوم» وليس دوريات رمضان والإحياء المثيرة كما عاشها الزاكي..
بروحه التلقائية وعفويته الكبيرة وبغريزة الأب باح الزاكي لـ «المنتخب» على أنه يتابع بحرص مبارايات أيوب وكلما إلتقط كرة أو كرتين وصد مهاجمي الفريق المنافس، يتجرد الزاكي من صفاته الرسمية ويطير فرحا ويصيح بأعلى الصوت أيوب هذا هو إبني..» في قمة الفخر الذي يصدق معه قول إبن الوز عوام..


من «الفرشي» لـ «واد الحجارة» حكاية أسطورة
لم يولد وفي فمه ملعقة من ذهب، يتباهى ويفخر بهذا ويصر على أن عصاميته والمجد الذي بلغه هو نتاج لتضحيات وجهد جهيد وكثير من العرق الذي بذله في سبيل بلوغ المراد.
أولى إرهاصات النجومية وعلى أنه من طينة ناذرة وغير عادية تفتقت بمنطقة تابريكت بمدينة سلا، وبالضبط بملعبها الشهير «الفرشي»، حيث تفوق على كثير من أقرانه بمهاراته العالية والخارقة للعادة في فن الصد وحراسة المرمى.
يدين الزاكي لما بعد الفطرة وسليقة الموهبة التي حباه الله بها، لأشخاص أثروا في مساره منهم الزعري ودادة والمرحوم محمد الجبلي والروبيو وبوبكر بوعبيد وغيرهم ممن احتضن بداياته بملاعب سلا، وانتهاء بوصايا الوالدة والخال وصرامة شقيقه الأكبر عبد الخالق في التوجيه والتقويم..
ولأن سلا ولادة لكبار حراس المرمى، فقد تزامن ظهور الزاكي مع مغازلة حارس آخر للمرمى بنفس المدينة وهو الزميل بدر الدين الإدريسي، حيث اختار الزاكي احتراف الحراسة واختار بدر الدين احتراف حراسة معبد «المنتخب» وكلماته وأشياءه التي زاجت بين مبدئي الدفاع والهجوم بحسب الظروف..
من سلا صوب الوداد، ومن الوداد صوب مايوركا تنوعت فضاءات إبداعات الزاكي، غير أن أفضل من كشف عن خوارق حارس يعتبر الأفضل بتاريخ القارة الإفريقية، كان هو ملعب وادي الحجارة بمونتيري المكسيكية، حيث قاد ملحمة العبور التاريخي بالمونديال.
يفخر الزاكي بكونه الحارس الوحيد على مستوى العالم الذي تم تصميم تمثال يؤرخ لمروره الرائع من الجزيرة الحالمة بمايوركا، فكان بالفعل ياشين هذه الجزيرة وأسطورة قلما يجود الزمن بمثلها على عرين أسود فقدت هيبتها وهويتها منذ علق الزاكي بادو القفاز؟
منعم.ب