الوداد ليس بحاجة لمهاجم أيمن لأنني سأحرث هذه الجهة دفاعا وهجوما
المدرب توشاك قيمة مضافة
هدفي إسعاد الجماهير الودادية والعودة لأحضان المنتخب
تحقيق انطلاقة جيدة مفتاح التتويج باللقب
الديربي البيضاوي له نكهة خاصة وأتشوق لأعيش أجواءه
راهن الوداد البيضاوي ورئيسه الجديد سعيد الناصيري على الدولي عبد اللطيف نوصير لشغل الرواق الأيمن، وبادر بانتدابه من فريقه المغرب الفاسي لتعويض أيوب الخاليقي في هذا المركز.. وحول إلتحاقه بالفريق الأحمر والأسباب التي دفعته لمغادرة العاصمة العلمية كان لنا هذا اللقاء مع إبن مدينة فضالة والظهير الأيمن الذي يتوفر على كل مقومات اللاعب العصري بإتقانه للأدوار الدفاعية والهجومية.. وقد عبر لنا عن سعادته بالإنضمام لفريق كبير من قيمة الوداد، بل وأبدى استعداده للمساهمة رفقة باقي اللاعبين في إعادة الفريق للسكة الصحيحة والمنافسة على الألقاب، كما أكد إرتياحه للأجواء السائدة داخل الفريق وللطريقة التي تم بها تدبير هذه المرحلة الإعدادية، وهي كلها أشياء توحي بأن هناك تغيير إيجابي سيصب في مصلحة الفريق الأحمر، ومن جهة أخرى فإنه لم يخف كذلك رغبته في العودة لأحضان الأسود، وكعادته فقد فتح لنا نوصير قلبه وتحدث عن مجموعة من المواضيع التي تهم طموحاته وأهدافه المستقبلية، وأخرى تهم البطولة الوطنية.
- المنتخب: قبل انتهاء العقد الذي يربطك بالمغرب الفاسي إخترت الرحيل والإنتقال لفريق الوداد، فلماذا اتخذت هذا القرار؟
نوصير: الجميع يعرف الظروف الصعبة التي كان يمر منها المغرب الفاسي، فلولا تضحيات اللاعبين ودعم الجمهور وكذا بعض الغيورين لما حافظ الفريق على مكانته بالقسم الأول، وقبل انطلاق الموسم الجديد كل المؤشرات توحي باستمرار نفس الأوضاع ونفس المعاناة، ومع افتتاح الميركاطو الصيفي توصلت بعروض من بعض الأندية الوطنية وذلك عن طريق إدارة الماص التي أبلغتني بهذه العروض، وبدوري قبلت الرحيل لرغبتي في الإستقرار وتغيير الأجواء والبحث عن فريق يمكن أن يوفر لي ظروفا أفضل.
- المنتخب: ما هي الفرق التي كانت ترغب في خدماتك؟ ولماذا اختيار الوداد؟
نوصير: كانت هناك عدة عروض أهمها من فريقي الجيش الملكي والوداد البيضاوي، لكن هذا الأخير هو من أبدى رغبة قوية للإستفادة من خدماتي خاصة أنه سيعاني من فراغ على مستوى الرواق الأيمن بعد انتهاء العقد الذي كان يربطه بأيوب الخاليقي، ولما حصل التوافق بين الفريقين قبلت بدوري العرض الودادي باعتبار أهمية مجاورة فريق كبير من حجم الوداد، فهو الفريق المثخن بالألقاب وصاحب القاعدة الجماهيرية العريضة، وهي الأشياء التي لا تتوفر في العديد من الفرق الوطنية، وأي لاعب يتمنى أن يكون ضمن التركيبة البشرية لفريق من حجم الوداد البيضاوي بكل الحمولة التاريخية التي يملكها.
- المنتخب: لكن فريق الوداد كان يتخبط بدوره في بعض المشاكل، ألم تكن متخوفا من تأثيرها على مسارك مع الفريق؟
نوصير: كما تعلم فالفرق الكبيرة تمرض لكنها لا تموت، فقد تمر ببعض الأزمات لكنها سرعان ما تستفيق وتعود أكثر قوة مما كانت عليه من قبل.. بالنسبة لفريق الوداد فإن كل المؤشرات كانت توحي بأن هناك تغيير سيحصل داخل الفريق خاصة بعد أن أعلن الرئيس أكرم عن عدم ترشحه للرئاسة، بل إنه منح الصلاحية لنائبه لكي يستعد لخلافته، وبالفعل فقد أمسك سعيد الناصيري بزمام الأمور وقام ببعض الإنتدابات، كما تعاقد مع مدرب جديد، وفي ظل هذه المتغيرات أحسست شخصيا بأن فريق الوداد سيتجاوز هذه المرحلة الصعبة ما أعطاني الإطمئنان، وبالتالي فإنني لم أتردد في قبول هذا العرض.
- المنتخب: هل كان الإندماج سهلا داخل فريقك الجديد، أم أنك وجدت بعض الصعوبات للتأقلم مع الأجواء؟
نوصير: لا بالعكس لم أجد أية صعوبات تذكر، فقد كان الإندماج سهلا خاصة أن أغلب اللاعبين هم أصدقاء لي، حيث ألتقيهم حينما نكون بالمنتخب الوطني، كما تعرفت على باقي اللاعبين الآخرين، وقد وجدت كل الترحاب من طرف الجميع، وحاليا أحس بأنني أحد أبناء الفريق بعد الإستقبال الذي خصني به جمهور الوداد والذي أشكره بالمناسبة وأتمنى أن أكون عند حسن ظنه.
- المنتخب: إنطلقت التداريب منذ حوالي ثلاثة أسابيع، كيف تسير الإستعدادات للموسم الجديد؟
نوصير: الإستعدادات تمر في ظروف جيدة، فمعنويات اللاعبين جد مرتفعة، وهناك حماس وجدية في العمل من طرف الجميع، وبعد التغيير الذي حصل داخل الفريق ومجيء الرئيس سعيد الناصيري وتعيين مدرب جديد أصبح التفاؤل يسود كل مكونات الوداد، وكل اللاعبين يحدوهم طموح كبير لإعادة فريقهم للسكة الصحيحة وتحقيق النتائج الإيجابية، وبالتالي إسعاد الجماهير الودادية، وبعد حوالي أسبوعين من التداريب بمركب بنجلون دخلنا معسكرا مغلقا بمدينة طنجة، وهناك برنامج إعدادي مكثف سطره المدرب توشاك راعى فيه خصوصيات شهر رمضان المبارك.
- المنتخب: تعاقد الوداد مع مدرب بمواصفات عالمية، لكنه لا يعرف الكثير عن الكرة المغربية، ألن يشكل ذلك عائقا في نظرك؟
نوصير: كرة القدم هي لغة عالمية يتكلمها جميع اللاعبين والمدربين، وإن كان توشاك لا يعرف الكثير عن الكرة المغربية فإن هذه الفترة الإعدادية كافية لكي يعرف الكثير عن اللاعب المغربي ويكشف مميزاته وكذا النقائص التي يجب عليه أن يعمل على إصلاحها، هذا بالإضافة لوجود طاقم تقني مغربي إلى جانبه يمكن أن يساعده في فهم عقلية اللاعب المغربي، وفي نظري فإن تواجد مدرب عالمي من قيمة توشاك لن يشكل عائقا بل بالعكس بإمكانه أن يمنح الإضافة ويشكل نقطة قوة، ففي الفترة القصيرة التي قضيناها معه إستفدنا منه العديد من الأشياء، وكلاعبين فنحن سعداء بالإستفادة من خبرة رجل راكم العديد من التجارب وحاز الألقاب مع ريال مدريد وديبورتيفو لاكرونا وأندية أخرى، كما سبق له تدريب العديد من أفضل النجوم على المستوى العالمي.
- المنتخب: قام الوداد بمجموعة من الإنتدابات لتعزيز صفوفه، فكيف ترى هذه الإنتدابات؟
نوصير: أظن بأنها انتدابات معقولة ومنطقية، فكل الأندية التي لها رغبة في المنافسة على الألقاب لا بد أن تستغل فترة افتتاح الإنتقالات لتعزيز صفوفها بعناصر جيدة لها من التجربة ما يمكنها من الدفاع عن القميص ومنح الإضافة للفريق وسد بعض الثغرات التي يتركها رحيل لاعبين آخرين، وكما تعلم فإن الإنتدابات تبقى من اختصاص المكتب المسير والطاقم التقني، لكن في نظري فالإنتدابات التي قام بها الوداد مؤخرا كانت في المستوى فكل اللاعبين لهم إسمهم ومكانتهم على الساحة الوطنية، وإن شاء الله سيقدمون الإضافة المرجوة للفريق مع حصول الإنسجام مع باقي العناصر الأخرى.
- المنتخب: فريق الوداد سينافس هذا الموسم على الواجهة المحلية فقط، في حين أن الأندية الأخرى القوية ستنافس على عدة واجهات، هل يشكل ذلك امتيازا لفريقكم؟
نوصير: لا أظن بأن ذلك سيعتبر امتيازا بالنسبة لنا، لأن المنافسة على عدة واجهات يزيد من الحماس وكذا الحوافز لدى اللاعبين، هذا بالإضافة للإحتكاك أكثر مع مختلف المدارس، وشخصيا كنت أتمنى أن نشارك هذا الموسم في إحدى المسابقات الخارجية، وغيابنا عنها ليس في صالحنا كلاعبين، وأتمنى أن نعود قريبا للمنافسة على الواجهة الإفريقية.
- المنتخب: لكنكم ستركزون أكثر على واجهتي الكأس والبطولة على عكس الأندية التي ستشارك بالواجهة الإفريقية؟
نوصير: هذا شيء طبيعي، فالوداد باعتبار الألقاب التي سبق له أن توج بها من المفروض أن ينافس على كل الواجهات، لذا فإن اختياري الإنضمام لفريق الوداد كان عن قناعة تامة، لأنه في نظري الفريق الأقرب للمنافسة على الألقاب والتتويج بها، فبعد ضياع بعض الفرص في المواسم الأخيرة حاليا أشعر بأن هناك تعبئة من طرف جميع مكونات الفريق للمصالحة مع الإنجازات والألقاب، ولعل السياسة التي ينهجها الرئيس الجديد والمجهودات التي يبذلها كلها تصب في هذا اتجاه إعادة الهيبة لفريق كبير إسمه وداد الأمة، ونحن كلاعبين لا بد أن نساير هذه التطلعات ونبذل كل الجهود لتحقيق الأهداف المسطرة.
- المنتخب: بعض اللاعبين يكونون نجوما في أنديتهم لكنهم لا ينجحون داخل الوداد بسبب عدم تحملهم للضغط الجماهيري، فكيف ستتعامل بدورك مع هذا العامل؟
نوصير: شخصيا ليس لدي أي مشكل من هذه الناحية، وإن كنت قد جاورت الفتح الرباطي حيث يغيب الضغط، فإن اللعب للمغرب الفاسي يجعلك تحت الضغط خاصة في الموسم الأخير حين تراجعت النتائج وأصبح الفريق مهددا بالنزول، وحينها يكون الضغط ثقيلا على اللاعبين وعلى المدرب، لكننا والحمد لله تجاوزنا هذه المرحلة بسلام، ومن جهة أخرى فإن تجربتي مع الفريق الوطني ساعدتني كثيرا وأصبحت قادرا على تحمل ضغط الجمهور وكذا المباريات الكبيرة، وإذا توفقنا في تحقيق انطلاقة جيدة فإن المعنويات سترتفع وستسير الأمور في الإتجاه الصحيح بإذن الله.
- المنتخب: مع فريق الوداد ستعيش أجواء الديربي، فهل تدرك قيمة مباراة من هذا الحجم؟
نوصير: بل إنني متشوق لمثل هذه المباريات الكبيرة، لقد أتيحت لي الفرصة لمتابعة بعض من هذه الديربيات، وبالفعل فقد كنت أستمتع بهذه اللوحات الجميلة التي ترسمها جماهير الفريقين وهذه الإحتفالية التي تنقلها مختلف القنوات التلفزية، وصدقني بأن مثل هذه الأجواء هي التي تحفز اللاعب وتجعله يستمتع بممارسة كرة القدم، وشخصيا كنت أتمنى أن أكون في يوم من الأيام حاضرا في هذا الديربي البيضاوي، وحاليا وبعد أن حملت قميص الوداد فإني أنتظر موعده بأحر من الجمر.
- المنتخب: بعد معسكر طنجة ستدخلون معسكرا ثانيا بالبرتغال وستواجهون أندية أوروبية عريقة، فكيف ترى المرحلة الإعدادية المقبلة؟
نوصير: هي مرحلة جد مهمة خاصة أنها ستأتي بعد نهاية شهر رمضان، لذلك ينتظر أن يستغلها الطاقم التقني لرفع الإيقاع خاصة في بدايتها، كما أن المباريات الودية ستساهم بدورها في خلق الإنسجام بين الخطوط ومنح التنافسية لكل اللاعبين، وهي فرصة للجميع لكي يبرهن عن إمكانياته ومدى أحقيته بالدفاع عن قميص الفريق، وأظن بأن مثل هذه المعسكرات تبقى جد مفيدة في هذا الوقت الذي يسبق انطلاق منافسات البطولة، كما أن إجراء مباريات ودية مع أندية برتغالية كبيرة بإمكانه أن يمنح ثقة أكبر للعناصر الودادية.
- المنتخب: ستشغل الرواق الأيمن من دفاع الوداد، فكيف تنظر للمهمة؟
نوصير: إن شاء الله سأكون في الموعد، وسأبذل كل الجهود لأكون في المستوى وعند حسن ظن الجماهير الودادية وكذا الطاقم التقني والمكتب المسير وكل مكونات الفريق، بل إني أعدهم بحرث هذه الجهة من الدفاع إلى الهجوم، وقد لا يكون الوداد بحاجة لمهاجم في هذه الجهة لأنني تعودت على القيام بجميع الأدوار الدفاعية والهجومية.
- المنتخب: فقدت مؤخرا مكانتك بالمنتخب الوطني، فهل هذا يعني تراجع مستواك؟
نوصير: لا أظن بأن هناك تراجع من حيث مستواي، بل بالعكس لقد أصبحت أكثر نضجا وخبرة من ذي قبل، لكني دفعت ثمن تواجدي في فريق تراجع مستواه عما كان عليه وعوض أن ينافس على الألقاب أصبح يكافح لتفادي النزول، وكما تعلم فإن الأسبقية داخل المنتخب تبقى للاعبين الذين ينتمون للأندية التي تحتل مقدمة الترتيب، ولهذا فإني فضلت تغيير وجهتي نحو الوداد حتى أتمكن من الظهور بشكل أفضل وإقناع الناخب الوطني بأحقيتي بالدفاع عن ألوان المنتخب الوطني، وأظن بأن تجربتي السابقة ومشاركتي في العديد من المسابقات الدولية ومنها الألعاب الأولمبية كلها عوامل تصب في مصلحتي، وحاليا فإني أشتغل كثيرا وأعمل بكل جدية حتى أستعيد مكانتي مع الأسود وأضمن حضورا بكأس إفريقيا التي ستحتضنها بلادنا.
- المنتخب: كيف تتوقع البطولة الإحترافية في نسختها القادمة على ضوء الإستعدادات المكثفة لمجموعة من الفرق؟
نوصير: البطولة الوطنية تعرف تطورا ملحوظا من موسم لآخر، وهذا الموسم ينتظر أيضا أن يرتفع الإيقاع وتشتعل المنافسة بين مجموعة من الأندية الكبيرة التي عززت صفوفها بلاعبين متميزين وقامت باستعدادات مكثفة ومعسكرات إعدادية مغلقة سواء داخل الوطن أو خارجه وأظن بأن الأندية التي استعدت بشكل مبكر ورممت صفوفها بشكل عقلاني هي التي ستقول كلمتها في النسخة القادمة من البطولة الإحترافية.
- المنتخب: قبل الختام نود أن نعرف أين تتوقف أهدافك وطموحاتك؟
نوصير: حاليا لا أفكر سوى في إسعاد الجماهير الودادية التي وعدت بالعودة للملعب من أجل الدعم والمساندة، وأتشوق للظهور بقميص الوداد بمركب محمد الخامس وتحقيق النتائج الإيجابية والتتويج بالألقاب، لقد تذوقت طعمها مع فريق الفتح الرباطي، لكني على يقين بأنها سيكون لها طعم آخر مع فريق الوداد، لكن طموحاتي لا تقف عند هذا الحد، بل إني كما قلت لك سابقا سأسعى جاهدا لإقناع الناخب الوطني الزاكي بادو بمؤهلاتي وذلك بتقديم مستوى جيد مع فريق الوداد.
- المنتخب: كلمة أخيرة
نوصير: أشكركم على هذه الإستضافة، وأتمنى ألا أكون ضيفا ثقيلا على قرائكم الأعزاء وعلى الجمهور المغربي بصفة عامة، وأشكر بالمناسبة الجماهير الودادية على ترحيبها بي وأتمنى مجددا أن أرد لها الجميل وأن نعمل جميعا لإعادة الفريق للسكة الصحيحة لأن الوداد فريق عريق ويستحق كل الخير.
حوار: إبراهيم بولفضايل - عبد الحق جدعي