من شاهد ليس كمن سمع
قطر تتحدى المستحيل
من يعرف جيدا منطقة الخليج العربي ورطوبته المرتفعة وشمسه الحارقة يدرك جيدا أن تحدي هذه العوامل المناخية القاسية ليس من سابع المستحيلات، بل هو جنون الإنسان بالأبعاد الثلاثية... لكن من يعرف ناس قطر وأهل الدوحة وشغفهم ليس فقط بالتحدي لكن بالفوز عليه وبالضربة القاضية لن يستغرب أبدا.. وهذا ما لاحظته مع بعض الزملاء العرب من خلال وقوفنا على الأهداف المخططة للجنة المشاريع والإرث لضمان الإستقبال الجيد والمريح لضيوفهم.. وضيوف مونديال قطر 2022.. بل ضيوف الشرق الأوسط العربي ومنطقة المينا (MENA) كما يقول السيد حسن الذوادي مسؤول داخل هذه اللجنة «نعم سيكون كأس العالم «قطر 2022» استمرارا للجسور الإنسانية لكل الشعوب الدبلوماسية والثقافية وكذلك الدبلوماسية الرياضية وغايتنا نشر كل أذوات السلم والمحبة بين شعوب العالم.. نعم خلق المحبة والتسامح بين كل شباب العالم.. هذا هو تحدي استقبالهم في ظروف جيدة وإشعارهم بحرارة الإستقبال والضيافة العربية وليس إنشغالهم بالرطوبة وصعوبة التنفس الذي تتميز به منطقتنا..
ما تشاهدونه اليوم هو بداية مصاقرتنا لهذا التحدي.. نعم ما زال أمامنا 8 سنوات.. ولن نقتصر في تجربتنا هذه فقط من خلال كأس البرازيل بل سنستمر في استغلال كل المناسبات العالمية والقارية في الإجتهاد لتطوير تجربتنا وتمكينها بكل ما من شأنه أن يؤكد للعالم أننا شعب التحدي والوفاء بالوعود.. وتوقيت المونديال يبقى بالنسبة لنا شكليا..».. وختم السيد حسن الذوادي في دقائق خاطفة مع بعض ممثلي الإعلام العربي:«هذا تحدينا جميعا.. تحدي كل الدول العربية وندعوهم بالمناسبة إلى مدنا بكفاءة أطرها وشبابها بتجربتهم في هذا الميدان بل هو نداء لكل الطاقات العربية القادرة على امتطاء صهوة التحدي معنا..ومرغوب فيها.. وتجربة التبريد المبتكر الذي وقفتم عليها في منطقة «كاتارا» الثقافية هو فقط جزء صغير من مشروعنا الضخم الذي تشتغل فيه طاقات قطرية وعربية مخضرمة وغربية لها علم بكل خباياه.. منطقة المشجعين هذه هي ورش من أوراش مشاريعنا لاستقبال العائلات والأسر من أجل الإحتفال ومشاركة جميع الفعاليات وضيوف العالم من أجل توطيد وتثبيت أواصر المحبة والسلم...
أما الملاعب فسنطورها كذلك..ولنا تجربة اليوم موجودة في ملعب نادي السد.. ولختم هذا اللقاء القصير معكم أتمنى أن تكونوا أنتم أيها الإعلاميون العرب سفراء ومساهمين معنا كذلك بملاحظاتكم .. أما الإعلام الغربي بل هو منبر أنجليزي واحد الذي يغرد خارج السرب ومنذ 2010 ربما لغرض في نفس من لهم أهداف غير أهداف فعاليات الكرة العالمية ولن يكون له ثأتير على وعدنا للمجتمع الكروي الدولي.. ووقتنا كله مخصص لربح هذا التحدي العربي..».
فعلا كل من وقف شاهدا على ما توفر لمنطقة المشجعين من اجتهادات ومجهود طيلة شهر المونديال سينبهر ولا شك لأن كل بهارات الإبهار متواجدة.. من أنشطة للترفيه للحرارة العائلية ولطافة الأجواء.. عروض للأطفال.. أجواء أسرية بكل ما يرغب الواحد منا فيه لراحة أسرته.. بالإضافة للإستمتاع بالمباريات وأجوائها الإحتفالية من خلال الشاشات الكبيرة ذات الصورة العالية الجودة..
فعلا أنا وباقي الزملاء وقفنا على كل هذه البهارات.. وتأكدنا بأن اللجنة العليا للمشاريع والإرث.. «لم تنتظر لنبدأ في تنفيذ ما خططناه».. تقول في هذه الصدد الآنسة جواهر الخزاعي مديرة العلاقات العامة لهذه اللجنة: «نحن لا نبحث عن الحل السهل.. ركبنا موجة التحدي لنبرهن لكل من لديه ذرة شك أن قطر ستنفذ كل وعودها.. وتعتبر ضيوفها وجماهيرها أكبر عامل لنجاح هذا التحدي.. ولن ندفع بالجماهير للهروب من العرس المونديالي.. بل سيتسابقون للإحتفال مع باقي الضيوف من دول العالم بالعرس الكروي وأنتم شهود علينا لحد الآن وأمامكم فقط البداية.. أما النهاية فستكون مبهرة»..
ما رأيناه كان على النقيض تماما مما يسمعه بعض المشككين للعالم، كل الإمكانيات متوفرة والعنصر البشري هو المعادلة الصعبة والموجود بقوة في هذا الورش.. وأعتقد شخصيا أن الصراخ السلبي.. صراخ بعض الفاقدين لثقافة وضع الثقة في الآخر... سيصاب بدون شك في الأخير بصعقة النجاح القطري.. نجاح رجل الدوحة الفيحاء... فتحية لكل من يساهم في هذا الإنجاز والتحدي العربي.. ولنجهض شك المشككين .. وبالتوفيق للجميع..
الدوحة.. مصطفى بدري