(أ ف ب) - ألحق المنتخب الالماني خسارة تاريخية بنظيره البرازيلي عندما سحقه 7-1 اليوم الثلاثاء على ملعب "مينيراو" في بيلو هوريزونتي في الدور نصف النهائي للنسخة العشرين من نهائيات كأس العالم لكرة القدم في البرازيل.
وسجل توماس مولر (11) وميروسلاف كلوز (23) وطوني كروس (24 و26) وسامي خضيرة (29) واندري شورلي (69 و79) اهداف المانيا, واوسكار (90) هدف البرازيل.
وتلعب المانيا في المباراة النهائية الاحد المقبل على ملعب ماراكانا في ريو دي جانيرو, مع الارجنتين او هولندا اللتين تلتقيان غدا الاربعاء على ملعب "ارينا كورينثيانز" في ساو باولو.
اما البرازيل فتخوض مباراة المركز الثالث امام الخاسر من مباراة الارجنتين وهولندا, السبت المقبل على ملعب "ناسيونال مانيه غارينشا" في برازيليا.
وهي المرة الثامنة التي تبلغ فيها المانيا المباراة النهائية بعد اعوام 1954 و1974 و1990 عندما احرزت اللقب, و1966 و1982 و1986 و2002 عندما حلت وصيفة.
وكانت البرازيل تمني النفس باستغلال استضافتها للعرس العالمي للمرة الثانية في تاريخها لتمحو الكارثة الوطنية لعام 1950 عندما اهدرت فرصة احراز اللقب على ارضها وملعبها الشهير ماراكانا حيث خسرت امام الاوروغواي 1-2 بعدما كانت متقدمة 1-صفر وكان يكفيها التعادل فقط للظفر باللقب, بيد ان الماكينة الالمانية حرمتها من ذلك وألحقت بها شر هزيمة في مأساة وطنية جديدة ستبقى خالدة في الاذهان مدى التاريخ بإسم "كارثة بيلوهوريزونتي" بحجم قساوة السقوط والذي لم تتعود عليه البرازيل حاملة الرقم القياسي.
وهي أقسى خسارة للبرازيل منذ سقوطها امام الاوروغواي صفر-6 في عام 1920 في كوبا اميركا, والاولى لها منذ سقوطها امام الارجنتين 1-6 وديا عام 1940. كما هي المرة الثانية التي تستقبل شباكها 5 اهداف في المونديال منذ عام 1938 عندما تغلبت على بولندا 6-5.
كما هي الخسارة الاولى للبرازيل على ارضها في المسابقات الرسمية منذ 39 عاما, وتحديدا منذ عام 1975 حين سقطت في بيلو هوريزونتي امام البيرو 1-3 في ذهاب الدور نصف النهائي من كوبا اميركا (اقيمت البطولة حينها بنظام مسابقات الدوري) قبل ان تفوز ايابا 2-صفر دون ان يجنبها ذلك الخروج من المسابقة, علما بان خسارتها الاخيرة على ارضها على الصعيد الودي تعود الى عام 2002 ضد الباراغواي في مباراة خاضها المدرب الحالي سكولاري بتشكيلة رديفة لان "اوريفيردي" كان قد توج للتو بلقب مونديال 2002 في كوريا الجنوبية واليابان.
وهي المرة الرابعة التي تفشل فيها البرازيل في تخطي الدور قبل الاخير بعد اعوام 1938 (حلت ثالثة) و1974 (رابعة) و1978 (ثالثة).
ومثلما تذكر البرازيليون سكولاري على اعتبار انه اخر من قادهم الى اللقب عام ,2002 فسيبقى عالقا في الاذهان ولكن هذه المرة باعتباره المدرب الذي منيت معه البرازيل باقسى خسارة لها علما بانه خاض مباراته ال20 في المونديال وعادل رقم مواطنه ماريو زاغالو.
وضربت المانيا بقوة واكثر من عصفور بحجر واحد فهي ثأرت لخسارتها امام البرازيل صفر-2 في المباراة النهائية لمونديال 2002 في كوريا الجنوبية واليابان في اول واخر مواجهة بينها في العرس العالمي, وردت الاعتبار لخسارتها مرتين امام البرازيل في كأس القارات, صفر-4 في الدور الاول عام ,1999 و2-3 في نصف نهائي 2005.
واستعادت المانيا الرقم القياسي في عدد الاهداف المسجلة في تاريخ النهائيات والذي كان بحوزة مواطنها غيرد مولر قبل ان يحطمه البرازيلي رونالدو عام 2006 في المانيا واستعاده اليوم المخضرم كلوزه بتسجيله الهدف ال16 له في العرس العالمي.
وسجل كلوز الهدف الثاني رافعا رصيده الى 16 هدفا مقابل 15 لرونالدو بطل العالم السابق.
وسجل كلوزه 5 اهداف في مونديال كوريا الجنوبية واليابان عام 2002 ومثلها في مونديال المانيا 2006 عندما توج هدافا له, قبل ان يوقع 4 اهداف في النسخة الماضية, في جنوب افريقيا 2010 وهدفين في النسخة الحالية بعد الاول امام غانا (2-2) في الجولة الثانية من الدور الاول.
وكان رونالدو هز الشباك اربع مرات في مونديال ,1998 و8 مرات في مونديال 2002 وتوج هدافا له, و3 اهداف في المانيا.
يذكر ان كلوزه هو اللاعب الوحيد الذي لعب المباراة النهائية لعام 2002 في كوريا الجنتوبية واليابان. كما اصبح اول لاعب يخوض الدور نصف النهائي 4 مرات في العرس العالمي متقدما على مواطنه اوفه سيلر.
في المقابل, تابع مواطنه مولر تألقه وسجل هدفه الخامس في البطولة حتى الان معادلا الرقم الذي سجله في النسخة الاخيرة عندما توج هدافا.
ورفع مولر رصيده الى 10 اهداف في تاريخ مشاركته في نهائيات كاس العالم مع 7 تمريرات حاسمة.
وهو الفوز الخامس لالمانيا على البرازيل في 22 مباراة جمعت بينهما حتى الان مقابل 12 خسارة و4 تعادلات. ويعود اللقاء الاول بينهما الى 5 ماي 1963 عندما فازت البرازيل 2-1.
وخاض المنتخبان البرازيلي والالماني 206 مباريات في المونديال (102 للسيليساو و104 للمانشافت) لكنها التقيا مرة واحدة في العرس العالمي.
وخاضت البرازيل المباراة في غياب قائدها تياغو سيلفا بسبب الايقاف ونجمها نيمار بسبب الاصابة بكسر في احدى فقرات ظهره اثر ضربة بالركبة من المدافع الكولومبي خوان تسونيغا في مباراة المنتخبين في ربع النهائي الخميس الماضي.
وأجرى سكولاري 3 تعديلات على التشكيلة التي خاضت مباراة كولومبيا فاختار مهاجم شاختار دانييتسك الاوكراني برنارد (21 عاما) بدلا من نجم برشلونة نيمار, ودفع بمدافع بايرن ميونيخ الالماني دانتي مكان سيلفا, وفضل فرناندينيو على باولينيو بعدما عاد لويز غوستافو الى التشكيلة عقب غيابه عن مباراة الكافيتيروس بسبب الايقاف.
في المقابل, لعب مدرب المانيا يواكيم لوف بالتشكيلة ذاتها امام فرنسا في ربع النهائي.
وكان المنتخب البرازيلي الطرف الافضل في بداية المباراة وبحث عن افتتاح التسجيل من محاولتين لمارسيلو وهولك, بيد ان نقطة التحول كانت عندما افتتحت المانيا التسجيل عبر مولر فانهار لاعبو المنتخب البرازيلي وكثرت اخطاؤهم فاستغلها الالمان جيدا وعززوا باربعة اهداف بينها 3 اهداف في مدى 3 دقائق.
واجرى سكولاري تبديلين مطلع الشوط الثاني فدفع لباولينيو وراميريش مكان باولينيو وهولك, فيما استبدل لوف المدافع هوملس بدفعه بالعملاق بير ميرتيساكر.
وتحسن اداء البرازيل في الشوط الثاني وسنحت امامها اكثر من فرصة للتسجيل بيد ان الحارس العملاق مانويل نوير حال دون ذلك كما ان الدفاع الالماني لم يسترخ ودافع ببسالة عن عرينه حتى الدقيقة الاخيرة التي شهدت تسجيل هدف الشرف لاصحاب الارض.
كما ان المانيا كان بامكانها التعزيز في اكثر من مناسبة واكتفت بهدفين فقط عززا فوزها التاريخي.
وجرب مارسيلو حظه من خارج المنطقة بعيدا عن الخشبات الثلاث (3), ثم توغل هولك من الجهة اليسرى ومرر كرة عرضية الى فريد بيد ان نوير قطع الكرة بارتماءة في توقيت مناسب (4).
ونجح مولر في افتتاح التسجيل اثر ضربة ركنية انبرى لها طوني كروس فتابعها دون رقابة من مسافة قريبة داخل المرمى (11).
وهو الهدف الخامس لمولر في البطولة فانفرد بالمركز الثاني على لائحة الهدافين بفارق هدف واحد خلف الكولومبي خاميس رودريغيز المتصدر وبالفارق ذاته امام الارجنتيني ليونيل ميسي ونيمار.
كما هو الهدف رقم 2000 لالمانيا في تاريخ مبارياتها منذ الاول الذي سجله فريتس بيكر في اول مباراة رسمية في 5 نيسان/ابريل 1908.
وبات مولر ثالث لاعب يسجل 5 اهداف على الاقل في نسختين مختلفتين بعد كوبيلاس وكلوزه.
وعززت المانيا تقدمها بهدف ثان عندما تلقى كلوزه الكرة من مولر داخل المنطقة فسددها للوهلة الاولى وارتدت من جوليو سيزار لتتهيأ امام المهاجم الالماني ويتابعها بيمناه داخل المرمى مسجلا الهدف 16 في تاريخ النهائيات وانفرد بالرقم القياسي في عدد الاهداف المسجحلة (23).
واضاف كروس الهدف الثالث من تسديدة قوية بيسراه من خارج المنطقة على يمين سيزار اثر تمريرة عرضية من الجهة اليمنى للقائد فيليب لام فشل مولر في متابعتها في الوهلة الاولى (24).
وواصلت المانيا تألقها واضافت الهدف الرابع عندما خطف كروس الكرة من فرناندينيو ومررها الى خضيرة داخل المنطقة فاعادها اليه وتابعها بيمناه داخل المرمى (26).
واضاف خضيرة الهدف الخامس بعد هجمة منسقة قادها المدافع هوملس فمرر الكرة الى خضيرة الذي هيأها الى اوزيل داخل المنطقة فاعادها اليه وسددها بيمناه من خارجها داخل المرمى (29).
وكاد كروس يسجل السادس من تسديدة قوية من خارج المنطقة ارتطمت بفرناندينيو وكادت تخدع سيزار (32).
وتدخل نوير ببراعة لقطع تمريرة عرضية لراميريش من مسافة قريبة باتجاه اوسكار غير المراقب (50).
وتابع نوير تألقه بانقاذه مرماه من هدف محقق عندما تصدى لتسديدة قوية من داخل المنطقة (52), ثم تصدى لتسديدتين قويتين لباولينيو الاولى باليمنى والثانية باليسرى (54).
وسدد فريد كرة ضعيفة من خارج المنطقة بين يدي الحارس نوير (59).
وكاد مولر يعمق جراح البرازيليين عندما خطف كرة من باولينيو فتوغل داخل المنطقة بيد ان الحارس جوليو سيزار ابعدها الى ركنية (60), وتألق جوليو سيزار ببراعة لابعاد تسديدة رائعة لمولر الى ركنية (61).
وخرج جوليو سيزار من عرينه لابعاد الكرة من امام اندري شورلي, بديل كلوزه, المنفرد (67).
ونجح شورلي في اضافة الهدف السادس من مسافة قريبة اثر تمريرة من لام (69).
واجرى سكولاري تبديله الاخير باشراكه ويليان مكان فريد غير الموفق (70).
وحاول ويليان خدع الحارس نوير من تسديدة قوية من داخل المنطقة بجوار القائم الايسر (71).
وسدد باولينيو كرة قوية من داخل المنطقة بين يدي الحارس نوير (74).
وسجل شورلي هدفه الشخصي الثاني والسابع لمنتخب بلاده عندما تلقى كرة من مولر داخل المنطقة فهيأها لنفسه بيمناه وسددها بيسراه ارتطمت بسقف العارضة وعانقت الشباك (79).
وسدد راميريش كرة قوية من خارج المنطقة بين يدي الحارس نوير (85).
واهدر اوسكار فرصة تسجيل هدف الشرف عندما انفرد بنوير لكنه سددها بجوار القائم الايسر (89).
واهدر اوزيل فرصة الثامن من انفراد انهاه بتسديدة زاحفة بجوار القائم.
وسجل اوسكار هدف الشرف في الدقيقة الاخيرة عندما تلقى كرة من مارسيلو خلف الدفاع فكسر مصيدة التسلل وراوغ المدافع جيروم بواتنغ وتوغل داخل المنطقة قبل ان يسددها بقوة داخل المرمى (90).
وهو الهدف الثاني لاوسكار في البطولة.