يحدو المنتخب الهولندي الأمل لبلوغ المباراة النهائية لكأس العالم في كرة القدم (البرازيل 2014) للمرة الثانية على التوالي عندما يلاقي نظيره الارجنتيني ونجمه ميسي غدا الأربعاء في ساو باولو برسم مباراة نصف النهاية الثانية للنسخة ال20 من هذه التظاهرة الكروية العالمية.
وتاريخيا واجه المنتخبان بعضهما البعض في تسع مباريات ، ففاز المنتخب الهولندي أربع مرات مقابل خسارتين وثلاثة تعادلات.
غير أن كفة المواجهة بين منتخبي هولندا والأرجنتين ، الخامسة بينهما في تاريخ المونديال ، تميل للمنتخب البرتقالي الذي فاز مرتين 4-0 في الدور الثاني في مونديال 1974 و2-1 في فرنسا 1998 مقابل تعادل واحد 0-0 في الدور الأول لمونديال 2006 في ألمانيا، وخسارة واحدة 1-3 بعد التمديد في نهاية 1978 في الأرجنتين.
وستعيد هذه المباراة إلى الأذهان المواجهة الشهيرة في بوينوس ايرس عام 1978 عندما أحرز منتخب الأرجنتين لقبه الأول في تاريخه بفضل ماريو كيمبيس متخطيا المنتخب الهولندي 3-1 بعد التمديد ، فيأمل المنتخب البرتقالي رد الدين في مباراة حاسمة.
ويخوض المنتخب الهولندي مباراة الغد بثقة كبيرة لاسيما أنه فاز 11 مرة في مبارياته الÜ12 الأخيرة في كأس العالم، حيث خسر مرة واحدة في المباراة النهائية لعام 2010 في جنوب إفريقيا أمام منتخب إسبانيا (0-1).
وفي المقابل يسعى منتخب الأرجنتين إلى اللقب العالمي الثالث له بعد عامي 1978 على أرضه و1986 بالمكسيك على حساب منتخب ألمانيا (3-2).
ومنذ انطلاق مباريات كأس العالم بالبرازيل ، استطاع منتخب الأرجنتين تحقيق خمسة انتصارات متتالية، وهو إنجاز لم يسبق أن حققه في نسخة واحدة من المونديال، وحتى عندما أحرز اللقب عامي 1978 و1986.
وفك منتخب الأرجنتين عقدة دور ربع النهاية التي لازمته في النسختين الأخيرتين عامي 2006 و2010 وفي المرتين خسر أمام منتخب ألمانيا بضربات الترجيح (1-1 في الوقتين الأصلي والإضافي) وبرباعية نظيفة على التوالي.
وقد استشاط المنتخب الأرجنتيني فرحا بعد نهاية مباراة بلجيكا في ربع النهاية حيث حجز تذكرته للمربع الذهبي بعد غياب لقرابة عقدين ونصف ، إذ لم يتذوق منتخب الأرجنتين طعم التنافس مع الأربعة الكبار في العرس الكوني منذ دورة إيطاليا عام 1990 وهو الذي كان يحمل لقب دورة المكسيك.
وانتظر عشاق المنتخب الأرجنتيني 24 سنة بالتمام والكمال ليشاهد فرسانه وهم يحلقون في سماء المونديال ويعودون لحلبة المربع الذهبي التي افتقدوها كثيرا بعد غياب لخمس دورات متتالية من الأدوار المتقدمة سواء إقصاء من الدور الأول أو من ربع النهاية .
وكسب رفاق النجم دي ماريا تأشيرة المرور إلى نصف النهاية في مونديال البرازيل الحالي عن جدارة واستحقاق ، إذ رغم أن الفوز كان بهامش صغير من الاهداف إلا أن كتيبة المدرب سابيلا حققت الفوز في جميع المقابلات بدءا بمنتخب البوسنة ثم منتخبي إيران ونيجيريا، قبل إزاحة منتخب سويسرا من دور ثمن النهاية ثم بلجيكا بعدها.
يذكر التاريخ أن منتخب الأرجنتين لم يسبق له قط أن خرج من المونديال عند عتبة نصف النهاية وإنما بلغ النهائي في النسخ الأربع الماضية التي تجاوز فيها دور الربع (1930، 1978، 1986، 1990)، الشيء الذي يرجح كفة بطل العالم مرتين لتكرار انجازه ويحصد اللقب العالمي في ملعب ماراكانا الشهير يوم الأحد المقبل.
ولن تكون مباراة الارجنتينيين سهلة أمام وصيف بطل دورة جنوب إفريقيا 2010، الذي أبان عن انسجام تام في مختلف خطوطه الدفاعية والهجومية، والذي يتوق للظفر بالكأس بعد ثلاث هزائم في النهائي العالمي.
فأشبال المدرب فان غال بصموا على مونديال رائع بجميع المقاييس ، بدأه بكسر شوكة منتخب إسبانيا ،حامل اللقب، وإزاحة منتخب أستراليا وكبح جماح الشيلي، ليتجاوزه إلى تدمير قلعة المكسيك وإيقاف زحف كوستاريكا "الحصان الأسود" للدورة بالضربات الترجيحية.
ومن صدف اللقاء الأرجنتيني الهولندي في المربع الذهبي أن المنتخب الأول فاز على ثلاثة منتخبات أوروبية في المنافسة الجارية في وقت أسقط فيه نظيره الهولندي ثلاثة منتخبات من الأمريكيتين.
والأكيد أن مباراة الغد ستشد إليها أنظار عشاق الكرة الهجومية التي تلغي الحسابات التكتيكية والخطط الدفاعية العقيمة بفضل نجوم لمعوا في هذا المونديال ويتقدمهم ليونيل ميسي وروبن فان بيرسي وأرييل روبن.
و.م.ع