(أ ف ب) - يبدو ان نهائيات مونديال البرازيل 2014 مرت مرور الكرام امام مهاجم "سيليساو" فريد الذي يتحضر ليكون اساسيا مجددا عندما يتواجه البلد المضيف مع نظيره الالماني غدا الثلاثاء في الدور نصف النهائي على ملعب "مينيراو" في بيلو هوريزونتي.
"انا شخصيا, اعتقد بان على (المدرب البرازيلي) سكولاري اشراك فريد في المباراة المقبلة. بامكانه ان يقدم الكثير. نحن نفتقد الى رأس حربة في المنتخب", هذه ما هي الا نكتة اطلقها سائق اجرة يسخر من المجهود الذي قدمه فريد في المباريات الخمس التي شارك فيها اساسيا منذ انطلاق البطولة.
هدف واحد, القليل من الحركة, الغرق بين المدافعين: هذه هي مراهنة المدرب سكولاري على المهاجم المخضرم (30 عاما) الذي بدا وكأنه شبح مهاجم في المباريات التي خاضها مع بلاده في النسخة العشرين من العرس الكروي العالمي لكن ذلك لن يحول دون مشاركته غدا ضد الالمان خصوصا في ظل غياب نيمار بسبب كسر في احد فقرات ظهره تعرض له في مباراة الدور ربع النهائي ضد كولومبيا (1-2).
بدت البرازيل في مبارياتها الخمس حتى الان وكأنها تلعب بعشرة لاعبين, ما جعل فريد عرضة للانتقادات رغم الهدف الذي سجله ضد الكاميرون في الجولة الاخيرة من الدور الاول في مباراة حسمها "سيليساو" بسهولة تامة 4-1.
ويطرح السؤال اذا كان مهاجم فلوميننزي يستحق ان يرتدي القميص رقم 9 في المنتخب البرازيلي المعروف بمهاجميه التاريخيين? فهو لا يحسن المراوغة وهي صفة متلازمة مع اللاعبين البرازيليين, لا يتمتع بالحس التقني ولا يحاول حتى ان يعوض "نقصه" بالروح القتالية والاندفاع بل يكتفي بالاختفاء عن رادار المباريات وكأنه احد المتفرجين في المدرجات.
احصائيا, لا يمكن لاحد ان ينكر قدرته الانتهازية على تسجيل الاهداف, وهذا ما دفع ليون الفرنسي الى التعاقد معه من عام 2005 الى 2009 حيث سجل 34 هدفا في 88 مباراة خاضها في الدوري الفرنسي, لكن مغامرته الاوروبية انتهت عند ليون لان ايا من فرق القارة العجوز لم يتقدم اليه للحصول على توقيعه.
في تلك الفترة, كان فريد منسيا ايضا في المنتخب الوطني مع المدرب كارلوس دونغا ثم خلفه مانو مينيزيس, فقرر العودة الى البرازيل للدفاع عن الوان فلوميننزي, احد اكبر الاندية في بلاده, ومعه توج افضل هداف على الصعيد الوطني لعام 2012 اضافة الى احرازه لقب هداف دوري ريو دي جانيرو عام 2011.
عاد سكولاري الى المنتخب البرازيلي وقرر المغامرة مع فريد وكان الاخير عند حسن ظن مدربه خصوصا في كأس القارات 2013 حين قاد بلاده الى اللقب بتسجيله 5 اهداف مشاركة مع الاسباني فرناندو توريس.
لكن هنا, فريد لا يجد طريقه الى الشباك باستثناء مرة واحدة في مباراة محسومة اصلا وهو احتفل كثيرا بهذا الهدف واعتبر انه يشكل بداية تألقه في النهائيات, واعدا ايضا بان لا يحلق شاربه الا بعد الفوز باللقب العالمي من خلال تكرار الاداء الذي قدمه في كأس القارات.
لكن بعد مباراة الدور الثاني ضد تشيلي حيث احتاجت البرازيل الى ركلات الترجيح لكي تتأهل دون اي مساهمة منه ثم وفي مباراة كولومبيا اختفى شاربه دون ان يؤثر ذلك على مردوده السلبي ايضا.
لكن سيكون من الظلم القاء اللوم على فريد وحسب لانه يبدو ان هناك مشكلة في المنتخب البرازيلي في ما يخص تموين رأس الحربة بالكرات, لان شيئا لم يتغير مع بديله جو الذي دخل ضد المكسيك وتشيلي دون ان يقدم شيئا يذكر, واللاعب الذي يعطي فريد اكبر عدد من الكرات هو... حارس المرمى جوليو سيزار.
ما هو مؤكد, ان خطة سكولاري لم تلحظ ضرورة ان تصل او ان تمر الكرة برأس الحربة في حال اضطر الاخير للرجوع الى الخلف من اجل الحصول عليها, وما يصل الى مهاجم فلوميننيزي من كرات ليس مشابها على الاطلاق للكرات التي كانت تصل الى مهاجمين اخرين تركوا بصمتهم في "سيليساو" مثل رونالدو, روماريو, جايرزينيو, كاريكا وغيرهم...
لكن مباراة الدور نصف النهائي ضد المانيا قد تشكل الفارق بالنسبة لهذا اللاعب في ظل غياب "محتكر" الكرة نيمار, خصوصا انه يلعب في بيلو هوريزونتي, عاصمة ولاية ميناس جيري, مسقط رأسه وحيث بدأ مسيرته الكروية مع اميريكا مينيراو ثم كروزير (فريقان من نفس الولاية).