(أ ف ب) - ستغص حانات العاصمة مدريد بجماهير اتلتيكو وريال خلال مواجهتهما المرتقبة غدا السبت في نهائي دوري ابطال اوروبا لكرة القدم غدا السبت على بعد 600 كلم في لشبونة, في اول نهائي يجمع فريقين من مدينة واحدة في تاريخ المسابقة.

برغم اهمية الحدث من الناحية الكروية, ستكون المباراة بمثابة مواجهة جديدة ضمن عداوة تعود الى مئة سنة, لذا سيحتشد نحو 1250 شرطي لتأمين سلامة الجماهير وتفاديا لحصول اعمال شغب.

قال ماركوس فيناغري (32 عاما) وهو مشجع لاتلتيكو يعمل عتالا في العاصمة: "ستكون الاجواء حامية. سيغضب الناس كثيرا", شاكرا والده لجعله مشجعا لاتلتيكو برغم ان معظم اصدقائه يشجعون ريال مدريد.

يضيف اليخاندرو لورا (64 عاما) رئيس جمعية لاندية مشجعي ريال مدريد: "ستمضي الجماهير الليلة على ارضها ومع ناسها. هناك الكثير من الاثارة. لقد كانوا اخصاما منذ البدايات".

تقف الدمى في المتاجر مرتدية الوان الفريقين وفي الساحات العامة رفعت ملصقات عملاقة بلوني الاحمر والابيض للكولتشونيروس الباحث عن لقبه الاول في التاريخ والميرنغي الابيض لريال الذي يسعى منذ اكثر من عقد الى لقبه العاشر.

خططت السلطات المحلية الى عرض المباراة على شاشة عملاقة في ساحة "بويرتا ديل سول" الشهيرة في قلب العاصمة, لكنها بدلت رأيها بسبب تحذيرات امنية.

بدلا من ذلك, ستتوزع شاشات عملاقة على ملعب سانتياغو برنابيو التابع لريال في شمال العاصمة المترف وفيسنتي كالديرون التابع لاتلتيكو في جنوبها الفقير.

قالت الشرطة في منطقة اكستريمادورا على الطريق نحو البرتغال انها ستمنع حافلات الفريقين من الالتقاء في محطات الانتظار على المسار.

اضاف لورا: "من الطبيعي ان يلتقوا في لشبونة. لكن لا اعتقد انه ستحدث مشكلات كبرى".


عقدة التفوق

العداوة المحلية بين الطرفين تقلصت في الاعوام الاخيرة, بما ان جمهور ريال صاحب الانجازات الكبرى كان يركز على عداوة اخرى واكبر شأنا من الناحيتين الكروية والتاريخية مع برشلونة الكاتالوني.

يرى ادولفو ريلانيو المحرر في صحيفة "أس" المدريدية: "كانت الامور اكثر سخونة في ستينيات القرن الماضي عندما كان اتلتيكو اقوى, فالاثارة كانت كبيرة".

وتابع: "الان وفجأة لدينا هذه الهدية وهي التأهل الى نهائي دوري الابطال الذي لم يحصل ان جمع فريقين من مدينة واحدة".

مع 32 لقبا في الدوري و9 في المسابقة الاوروبية الام, يبدو جمهور ريال اقل شراسة من اتلتيكو, فيضيف لورا: "شعورنا تجاه اتلتيكو ليس عدائيا على غرارهم. اتفهم مشاعرهم, وهذا طبيعي بما ان ريال حقق نجاحات اكثر بكثير".

لكن المزاج تغير كثيرا بعد فوز اتلتيكو على ريال في نهائي كأس اسبانيا 2013 وحصدهم لقب الدوري السبت الماضي بعد انتظار دام 18 سنة.

يرى فيناغري: "قد نشعر بالنقص من حيث التاريخ, لكن اليوم اعتقد اننا بنفس المستوى. في كل سنة كنا نعتقد ان التالية ستكون افضل, فمرت علينا 18 سنة".


"غوابا, ليستا, انتي مادريديستا"

تعود الخصومة بين ريال واتلتيكو الى زمن قديم, فبعدما تاسس ريال في 1902 ابصر اتلتيكو النور بعدها بسنة, وكانت مواجهتهما دوما تعبر عن الصراع بين الاغنياء والفقراء.

يعتقد ريلانيو ان هذه الصورة غير محدثة, برغم ان جماهير ريال لا تزال لديهم صورة اكثر رقيا مقابل غوغائية جماهير اتلتيكو.

لاعبو ريال وحتى خصومهم يمكنهم توقع سماع تصفيق احترام في ملعب سانتياغو برنابيو, الا ان ملعب كالديرون يغص بالاساءات وهتافات "اتلتيكو مدريد اوه-ايه اوه-ايه".

الاكشاك بجانب ملعب فيسنتي كالديرون تبيع اوشحة النساء الوردية مع شعار: "امي جعلتني جميلة ذكية وضد ريال مدريد", ما يعني في الاسبانية: "غوابا, ليستا, انتي مادريديستا".

يضيف ريلانيو: "هناك اساءات لكن العلاقات ليست عنيفة". تنتشر مجموعات المشجعين في كل انحاء المدينة ويعملون الى جانب بعضهم البعض.

بعد كل فوز كبير, يهرع عشاق اتلتيكو للاحتفال بجانب تمثال الاله الروماني نبتون في وسط المدينة, اما الميرنغي فيجتمعون بجانب تمثال الهة اليونان سيبيلي.

وبالنسبة لريلاينو فقد وافق على عدم بث المباراة في ساحة بويرتا ديل سول من اجل صورة كرة القدم الاسبانية.

ونقلت الصحف اخبارا عن تخوف الشرطة من "اجواء حامية وعداوة كبرى".

ختم فيناغري: "في النهاية, سينضم معظم الناس الى الاحتفال. البعض للاحتفال بالنصر, وBخرون ليغرقوا في احزانهم, وربما للاحتفال حتى بخوض نهائي دوري الابطال".