يهيم العامري هذه الأيام في أرض الله الواسعة مؤمنا بكرة جميلة لم يلعبها فريق بالبطولة الإحترافية قبله، ويصعب تقليدها بعده..
يصر مدرب المغرب التطواني المأخوذ بنشوة ما زرعه بسانية الرمل طوال 4 مواسم قضاها في رحاب الشمال، على أنه ضاعف من مريدي وعشاق الحمامة منذ تقلد زمام الفريق، فهو من غير طبعته ونقحها وهو من جعل أقدام لاعبي الفريق تروض الكرة بالطريقة البرشلونية تارة والبافارية أحيانا أخرى.
العامري هو نسخة كرويف بالبطولة، هكذا هي فلسفته وهكذا يرى نفسه ومن حقه التباهي والتماهي واستعارة معايير أداء البارصا و تيكي- تاكا التي جلبها لملاعب  اصطناعية بالبطولة الإحترافية، لذلك يرفض أن يضع القليل من الماء في فمه فيوجه خراطيشه صوب الزاكي المحمول على هودج شعبية مثار غيرة للرجل، وأحيانا يصوب قذائفه صوب مورينيو الذي لا يأبه لما تقوله عنه ّ الدايلي ميل» و «التلغراف» و«ساكي» و«إلموندو ديبورتيفو».. فلا يلتفت للبقية تاركا قافلته تسير.
كان الزاكي حكيما جدا وهو الذي لدغ من ذات الجحر أكثر من مرة، برفضه الدخول في مزايدات الرد على تصريحات رفيق الدرب والمهنة، حين قال: «لو يرد أنشيلوتي ومورينيو على العامري سأرد عليه بدوري».
لنترك خرجات العامري الذي حاز لقبا واحدا في مساره التدريبي الطويل والمليء بالمطبات جانبا، ونواكب ما للرجل من حق يفرض إنصافه على النسخة المنقحة للكرة التي طبقها ونجح في تطبيقها بالبطولة الإحترافية، متمردا على باقي الأساليب الكلاسيكية لـ «التطواع» و«جايا - غادا»..
لو تجالس العامري سيسر لك بأشياء إن تبدى لك تسؤك، حين يقارن بين سليطن وزيدان، وحين يسقط صفة الإبداع عن رونالدو ويهاجم رموز جلد مدور أجمعت قبائل الكرة على خلقها ونبوغها.
العامري سيوضع يوم السبت بالإمتحان، فإما أن يعز وإما أن يهان، وهو يحمل في ذات اليوم «تيكي- تاكا» التي رسخها في خيال لاعبيه، وهو الأسلوب الذي أصبح اليوم مثار انتقاد وبؤس بين كل نقاد الكرة، لسلبية النهج وعقمه والملل الذي يبعثه في النفوس طوال 90 دقيقة من مغازلة الكرة ومحاورتها كما يحاور الأطفال بالشاطئ الكرة من لمسة واحدة..
سيكون على صاحب فلسفة «تيكي - تاكا» ترويض الرجاء بعقر الدار، وفرض أسلوبه على النسور وهو المؤمن أنه قائد فريق لا يقهر وفريق أضحى له معجبون بالمغرب وإسبانيا وبباقي المداشر.
سيكون لزاما على مدرب المغرب التطواني وهو الذي رفع سقف الطموح بتصريحاته اللاذعة أن يقدم للجماهير المغربية وحتى تلك التي ستتابع مشهد مباراة غير تقليدية بالمرة، الكرة الجميلة التي روج لها.
بمركب محمد الخامس سيكون على البنزرتي إستلهام أسلوب مورينيو ليضرب طموحات العامري، سيحضر شبح مورينيو أمام العامري بتسييج المساحات وتقليصها وغلق الممرات أمام انطلاقات امرابط والملحاوي، وسيحاول إبن قرطاج صعق العامري بكرة مورينيو التي يكرهها، بل ويمقتها على حد قوله.
وبعيدا عن تيكي - تاكا العامري التي تناقش على كل حال، ستكون تيكي - طاطا برشلونة التي مسخت هويتها مع طاطا مارتينو على موعد ساعة قبل نزال الرجاء وتطوان، مع حدث حفظ كبرياء أسلوب غوارديولا أمام مشانق سيميوني وسفاحي الأتلتيكو الذين سيحطون رحالهم بالكامب نو لدخول التاريخ من أوسع الأبواب.
الليغا التي تريد برشلونة وبرشلونة لا تريدها يبدو أنها مصرة على أن تنقذ موسم طاطا، الذي سيترك مكانه للويس إنريكي.
وبين تيكي – تاكا العامري وتيكي- طاطا مارتينو، سنكون أمام تحديين رائعين للرجاء وأتلتيكو مدريد لتأكيد أن «دقة - دقة» قد لا تضمن أحيانا عضة خبز ولا حتى شربة ماء..