الشرايبي أول من يعلن عن ترشيحه في انتظار منافسين آخرين
أعلن عبد الإله أكرم عن قراره النهائي والذي لا يقبل التراجع وأكد في الحوار الذي خص به قراء جريدة «المنتخب» إعتزاله للتسيير سواء داخل الفريق الأحمر أو كذا بالجامعة، وأضاف بأنه اتخذ هذا القرار بمحض إرادته، وذلك بسبب غياب الظروف الملائمة للعمل وأيضا لأخذ قسط من الراحة ومنح بعض الوقت لعائلته، وبعد سبع سنوات قضاها داخل القلعة الحمراء جاء وقت الرحيل كما رحل رؤساء سابقون غادروا دون أن يظهر لهم أي أثر بعد ذلك، لكن الأهم في كل ما يحدث حاليا هو كيف سيكون مستقبل الفريق الأحمر؟ وماذا عن مرحلة ما بعد أكرم؟ ومن هم المرشحون حاليا لمنصب الرئاسة؟ وماذا عن الرهانات التي تنتظر الرئيس المقبل؟ هي مجموعة من الأسئلة التي تطرح نفسها في هذه المرحلة الهامة من تاريخ هذا الفريق العريق.
تجربة أكرم بما لها وما عليها
دخل أكرم محراب القلعة الحمراء بالعمارية وصفق له الجميع وتم اعتباره حينها المنقذ والرجل الذي بإمكانه أن يعيد الوداد لسكة الألقاب، لكن البداية لم تعكس الطموحات، إذ افتقد الفريق لإستراتيجية تقنية واضحة ما جعله يدخل منذ أول موسم في سياسة تغيير المدربين بداية بالبرتغالي فينغادا ومرورا بباقي الأسماء المغربية والأجنبية التي لم يستطع أي واحد منهما أن يعمر لموسم كامل إلا في حالة استثنائية حضر فيها الإستقرار ومنحت فيها الصلاحيات التقنية للمدرب الزاكي وتوج خلالها الفريق بلقب البطولة، ومن جهة أخرى فقد ركز أكرم على جلب أفضل النجوم وعلى سياسة اللاعب الجاهز لكنها لم تقدم بدورها الإضافة المرجوة لغياب الإستقرار التقني، وإن كان الفريق قد فشل على مستوى التدبير التقني فإن الرئيس الحالي نجح على مستوى الماركوتينغ حين تمكن من رفع ميزانية الفريق من 2 مليار سنتيم إلى أزيد من 6 مليار سنتيم في ظرف سبع سنوات، كما ساهم كذلك في تطوير البنية التحتية لمركب بنجلون بتكسية الملاعب بالعشب الإصطناعي ومركز للتكوين وتحسين جودة العديد من المرافق كمستودعات الملابس وقاعات تقوية العضلات وغيرها من المرافق، وهي من الإيجابيات التي لا يمكن أن ينكرها أكرم بل غنه يعتز ويفتخر بها كما يعترف ببعض الإخفاقات الأخرى، لكن الأهم هم هل سيظل أكرم وفيا للوداد بعد رحيله أم أنه سيترك الجمل بما حمل كما فعل سابقوه وهي من السلبيات التي عانى منها الوداد البيضاوي في السنوات الأخيرة.
كيف يتم الإعداد لمرحلة ما بعد أكرم؟
عاشت أسرة الوداد البيضاوي هذا الموسم العديد من الأحداث التي أثرت على مسيرة الفريق ومنها المقاطعة الجماهيرية للمباريات ما أثر بشكل كبير على المداخيل وبالتالي على النتائج كذلك، وينتظر أن تسجل ميزانية الفريق مع نهاية الموسم عجزا مهما يتطلب بذل جهود مضاعفة من أجل تجاوزه، ومن جهة أخرى شهدت الساحة الودادية العديد من الصراعات بين المكتب المسير والجمهور من جهة وكذا المنخرطين وترتب عن الوضع تكوين لجنة تصحيحية تزعمها العضو السابق ادريس الشرايبي الذي دخل بدوره في خلافات مع الرئيس الحالي بسبب تباين المواقف وكذا الإختلاف في الأراء، ما جعل أكرم يتهم الشرايبي بالعمل على زعزعة استقرار الفريق حين حاول الدخول من النافذة أو الثقب عوض الدخول من الباب، وهذا السجال حال دون الإعداد لمرحلة ما بعد أكرم في جو من الهدوء ليتم الإنتقال في ظرف سلس وفي أجواء من التفاهم والتحلي بروح المسؤولية، وذلك على غرار ما حدث في مرحلة سابقة بين الفشتالي وأكرم حين عقد الجمع العام في وقت مبكر ومنح الوقت الكافي للرئيس المقبل من أجل الإعداد للموسم القادم بكل أريحية.
من هم المرشحون للرئاسة؟
إدريس الشرايبي: هو الوحيد الذي أعلن عن نيته تقديم ترشيحه لخلافة أكرم في منصبه، وذلك من خلال قيادته للجنة التصحيحية التي تتكون من بعض الرؤساء السابقين على غرار الفشتالي والدوبلالي وكذا المنجرة، وأضاف في الإجتماعات التي عقدها مع العديد من الفعاليات الودادية بأن الغيرة على هذا الفريق العريق وكذا عدم رضاه على أوضاعه الحالية وعلى الطريقة التي يتم بها تدبير شؤونه هي من بين الأسباب التي دفعته لإعلان ترشيحه للرئاسة مؤكدا في نفس الوقت بأنه يحمل مشروعا طموحا يمكن أن يعيد الفريق للسكة الصحيحة وللمنافسة مجددا على الألقاب المحلية والقارية، لكن الشرايبي لا يحظى بدعم وتأييد من الرئيس أكرم ولا من مكتبه المسير خاصة بعد أن سار في إتجاه المعارضة، وقد أكد الشرايبي في اتصال أجرته معه جريدة المنتخب بأنه يحظى في الوقت الراهن بالدعم والمساندة الجماهيرية الواسعة وكذا بدعم الفعاليات الودادية من رؤساء سابقين على غرار الفشتالي والمنجرة وكذا حسن البرنوصي، وسيقوم بتقديم مشروعه المتكامل يوم 14 ماي المقبل لوسائل الإعلام.
- سعيد الناصري: الرجل القوي داخل المكتب الحالي كان وراء العديد من القرارات المهمة ومنها إعادة المدرب الزاكي لقيادة الفريق في الموسم الماضي، كما تدخل كذلك في الموسم الحالي من أجل إنهاء النزاع القائم بين أكرم والمنخرطين حين وعدهم بتسوية هذا الملف.
وكانت له مواقف غير واضحة كذلك حين ساند فوزي لقجع في سباقه ضد أكرم على رئاسة الجامعة وهو ما جر عليه العديد من الإنتقادات من طرف الكثير من الوداديين، كما أعلن عن استقالته في العديد من المناسبات من مكتب الوداد مع العلم أنه لم يحضر أشغال الجمع العام العادي الأخير،و حاليا لم يعبر عن موقفه الواضح بخصوص تقديم ترشيحه للرئاسة من عدمه، لكن إتخاذه للعديد من القرارات الحاسمة مؤخرا ومنها الإنفصال عن المدرب طاليب كما أكد هذا الأخير في تصريحاته الأخيرة وتواجده على رأس اللجنة التأديبية التي ستنظر في العديد من الملفات، كل هذا يوحي بأنه سيكون ن بين المرشحين المفضلين لمساندي المكتب الحالي.
- صلاح الدين أبو الغالي: كان من بين الأشخاص الذين عبروا في الموسم الماضي عن نيتهم الترشح لمنصب الرئاسة بعد أن شغل في مرحلة سابقة منصب الناطق الرسمي، لكنه اليوم يبدو بأنه  غير معني بهذا الموضوع حين أكد لجريدة المنتخب بأنه قد غير الكثير من قناعاته ولم يعد يملك أي حماس لتولي هذا المنصب وسيراقب الوضع من بعيد فقط.
- نصر الدين الدوبلالي: الرئيس السابق للفريق الأحمر كان بدوره إلى جانب اللجنة التصحيحية التي قادها الشرايبي قبل أن يتخلف عن بعض الإجتماعات الأخيرة لأسباب مجهولة وقد فسرها البعض بكون الدوبلالي قد تفاجأ لإعلان الشرايبي عن ترشيحه، ولعل تحركاته الأخيرة وظهوره في العديد من الأعمال الإجتماعية بالمدينة القديمة معقل أنصار الفريق الأحمر وجمعه للأسرة الودادية وآخرها تكريم الحارس الأسطوري عبد القادر كلها تحركات قد يكون الهدف منها العودة لواجهة الأحداث ولم يكون الدوبلالي أحد المرشحين لرئاسة الفريق الأحمر.
الرهانات القادمة
لن تكون مهمة الرئيس القادمة بالسهلة، إذ سيكون أمام تحدي أول وهو جمع شمل الأسرة الودادية وتطهير محيط الفريق، وذلك للحفاظ على استقراره وتجنب تكرار الأخطاء السابقة هذا إلى جانب تحقيق التوازنات المالية، وفي هذا الإطار أكد ادريس الشرايبي بأن التقرير المالي الأخير سجل فائضا بقيمة 250 مليون سنتيم وبالتالي فإن أي عجز ستسجله ميزانية الفريق هذا الموسم يجب تبريرها من خلال افتحاص مالي عن طريق الأوديت، وسيكون أمام المكتب القادم كذلك مهمة إعادة الفريق للسكة الصحيحة والمنافسة على الألقاب مع العلم أن مجموعة من اللاعبين الذين يعتبرون من الدعامات الأساسية للفريق ستنتهي عقودهم وبالتالي فإن الضرورة تستدعي القيام بانتدابات جديدة توازي طموحات الجماهير الودادية التي لا ترضى عن الألقاب بديلا.
إبراهيم بولفضايل