المنتخب: وكالات
بدأ نابولي يحلم بامكانية احراز لقب البطولة الايطالية للمرة الاولى منذ 1990 بعد ان توج "بطل الشتاء" ما دفع اسطورته الارجنتينية دييغو مارادونا, مهندس التتويج الاخير للفريق الجنوبي, الى اطلاق وعد السفر الى المدينة بالمروحية في حال تحقق الحلم المنتظر.

لكن مدرب نابولي ماوريتسيو ساري الذي وضع الفريق الجنوبي في صدارة البطولة مع انتصاف الموسم للمرة الاولى منذ 26 عاما, حافظ على واقعيته واكد انه من المبكر جدا الحديث عن اللقب.

وقال ساري بعد الفوز الكاسح الذي حققه فريقه على فروزينوني (5-1) امس الاحد "الاهمية التي اوليها للقب +بطل الشتاء+ هي التالي: لا شيء. انها احصائية, هذا كل ما في الامر".

واستفاد نابولي في عطلة نهاية الاسبوع على اكمل وجه من سقوط فيورنتينا وانتر ميلان امام لاتسيو 1-3 وساسوولو صفر-1 لكي يتربع على الصدارة وبفارق نقطتين عن القادم من بعيد جوفنتوس حامل اللقب والانتر.

ومع بقاء 19 مياراة على انتهاء الموسم وفي ظل الانتفاضة التي يحققها جوفنتوس, العائد الاحد من ملعب سمبدوريا بانتصاره التاسع على التوالي, سيكون من السخافة الحديث عن فوز نابولي باللقب للمرة الاولى منذ 1990 خصوصا ان انتر وفيورنتينا يقدمان ايضا موسما كبيرا وبامكانهما المقارعة بجدية على اللقب.

واضاف ساري "هناك فرق تتمتع بسجل اكبر منا واحدها توج باللقب في المواسم الاربعة الاخيرة", في اشارة منه الى يوفنتوس الذي استهل الموسم بشكل مخيب جدا لكنه عاد من بعيد ودخل مجددا في دائرة الصراع.

وتابع: "لطالما قلت ان يوفنتوس هو الفريق الاوفر حظا حتى عندما كانوا قابعين في المركز الثاني عشر. انا كنت الشخص الوحيد الذي يردد دائما هذا الامر".

لكن انتفاضة جوفنتوس لم تمنع مدينة نابولي باكملها ونجوما سابقين ومحللين كرويين من الحديث عن ان هذا الموسم قد يشهد انتهاء صيام الفريق الجنوبي الحالم باستعادة امجاد مارادونا والفوز بلقبه الاول منذ 1990.

وقررت مدينة نابولي المشهورة بصناعة البيتزا, الاحتفال بلقب "بطل الشتاء" من خلال بيتزا خاصة بهذه المناسبة التي تعيد الى الاذهان حقبة "الفتى الذهبي" مارادونا الذي يبقى حتى الان رمزا من رموز المدينة الجنوبية.

عندما وصل نابولي عام 1984 الى المدينة, احتشد 75 الف متفرج في الملعب الذي اصبح يعرف الان بملعب "سان باولو", وذلك بهدف الترحيب بهذا اللاعب الذي توج بعدها بعامين بلقب بطل العالم مع منتخب بلاده.

واذا عاد مارادونا الى المدينة في ايار/مايو المقبل فسيكون ذلك لسبب وحيد: الاحتفال بفوز الفريق باللقب الاول دون مساعدته.

وقال "مع معرفتي ان مدينة نابولي ومشجعي هناك سيستمتعون بشعور مماثل يجعلني اكثر سعادة. الان, ما اريده منا هو الفوز باللقب. اذا فاز نابولي بلقب الدوري, سأسافر الى المدينة بالمروحية من اجل الاحتفال مع الجمهور".

والموقف الذي خرج به مارادونا امس الاحد كان مخالفا تماما لما قاله قبل 4 اشهر عندما "اهان" ساري لانه رأى فيه المدرب المغمور غير القادر على قيادة فريق عانى تحت اشراف مدرب "اكبر" منه بكثير بشخص الاسباني رافايل بينيتيز الذي قرر الانتقال الى ريال مدريد (اقيل من منصبه قبل ايام).

ومن المؤكد ان اكثر المتفائلين من جمهور نابولي لم يتوقع ان يتواجد الفريق الجنوبي في صدارة الدوري الايطالي بقيادة مدرب امضى مسيرته وهو يشرف على الهواة قبل ان يشق طريقه الى دوري الاضواء الموسم الماضي بصحبة امبولي.

لكن ساري فرض نفسه بقوة في موسمه الثاني بين الكبار بعد ان جعل من نابولي فريقا جذابا يتميز باسلوبه الهجومي وادائه الممتع الذي خوله في اواخر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي التواجد على صدارة الدوري للمرة الاولى منذ 29 نيسان/ابريل 1990 حين توج بلقبه الاخير وكان ذلك بقيادة الاسطورة مارادونا, ثم عاد وانهى النصف الاول من الموسم متربعا على الصدارة.

وكان مارادونا من اكثر المنتقدين لادارة النادي الجنوبي على تعاقدها مع المدرب البالغ من العمر 56 عاما, قائلا قبيل انطلاق الموسم: "انه ليس الرجل المناسب لنابولي. لن نفوز بأي شيء معه".

وجاء رد ساري في ارضية الملعب والارقام اذ خرج نابولي فائزا في 12 مباراة وتعادل في 5 مقابل هزيمتين فقط وسجل 38 هدفا في 19 مباراة, بينها 18 للارجنتيني المتألق غونزالو هيغواين و8 للورنتسو اينسينيي الذي لا يلعب اساسيا اصلا.

"لقد ساعدني كثيرا في البداية وجعلني اشعر بانه لا غنى عني في النادي", هذا ما قاله هيغواين عن ساري الذي اجبر مارادونا على التقدم باعتذار واسكت المشككين بقدراته واكد ان افتقاده الى خبرة اللعب, كونه امتهن التدريب دون ان يمارس اللعبة, بمواجهة مدربين اخرين تألقوا كلاعبين, لم يقلل من شأنه او يحد من قدرته على التعامل مع مجريات المباريات.

وقد اثبت ساري علو كعبه وعدم تأثره بافتقاده الى شعور اللعب على اعلى المستويات من خلال تفوقه على مدربين كانوا في السابق نجوما كبار مثل روبرتو مانشيني (انتر ميلان) وستيفانو بيولي (لاتسيو) او البرتغالي باولو سوزا (فيورنتينا).

ولم يسلك ساري مسارا تقليديا مشابها لمسار اي من مدربي دوري الاضواء, فهو اشرف طيلة مسيرته على فرق هواة ابتداء من 1990 (العام الذي توج به نابولي بلقبه الاخير في الدوري) مع ستيا ثم فايييزي, كافريليا, انتيلا, فالديما, تيغوليتو, سانسوفينو, وذلك بموازاة عمله في مصرف "مونتي دي باتشي".

وكانت افضل فترات مسيرته التدريبية في التسعينات قيادته سانسوفينو الى دوري الدرجة الرابعة ثم وصل الى الدرجة الثالثة مع سانغيوفانيسي في اوائل الالفية الجديدة ما دفع نادي الدرجة الثانية بيسكارا الى التعاقد معه عام 2005 وهو الامر الذي دفعه الى ترك وظيفته في المصرف.

وانتظر ساري حتى الموسم الماضي ليختبر شعور التدريب في دوري الاضواء بعدما صعد بامبولي الى الدرجة الاولى, وبعد اقل من عام ونصف يجد المدرب الذي يحب قراءة كتب الروائيين الاميركيين -تشارلز بوكوفسكي وجون فانتي, نفسه متربعا مع نابولي على الصدارة على امل المحافظة على هذا المركز مع حلول ايار/مايو المقبل وعدم الاكتفاء بدور الوصيف الذي لعبه الفريق الجنوبي 5 مرات خلال مسيرته واخرها عام 2013 عندما انهى فريق المدرب وولتر ماتزاري الموسم بفارق 9 نقاط عن يوفنتوس بقيادة مهاجم باريس سان جرمان الفرنسي حاليا الاوروغوياني ادينسون كافاني الذي توج حينها هدافا للدوري (29 هدفا).