المنتخب: إبراهيم بولفضايل
البداية المتعثرة في البطولة لا تعكس الوجه الحقيقي للرجاء
الفوز على بركان سيمنحنا شحنة معنوية في الديربي
لدينا مجموعة من أفضل اللاعبين ولا خوف على النسور
سنرحل لرواندا للبحث عن اللقب القاري
عاد عبدالإله الحافيظي لغمار المنافسات الرسمية كما استعاد جاهزيته ليعود الدفء مجددا لهجوم الخضراء، بل إنه ساهم في هذا الفوز الأخير على النهضة البركانية من خلال التمريرة التي منحت الهدف، وحول هذه العودة للميادين كان لنا هذا اللقاء مع تيرموتر الرجاء واللاعب الذي يصنع الفرق في خط الهجوم أكد من خلاله بأن نجم النسور لم يفل بعد وأنهم قادرون على العودة بقوة في أية لحظة للمنافسة على الألقاب، وأضاف بأن حظوظ فريقه ما زالت قائمة للمنافسة على البطولة، كما تحدث كذلك عن عودته لتعزيز صفوف المنتخب المحلي الذي يستعد للمشاركة في الشان، وعن طموحاته لتسجيل مزيد من الأهداف سواء رفقة الأسود المحلية أو النسور باعتبار زيارة الشباك إحدى أبرز هواياته.
وفيما يلي أبرز محاور هذا اللقاء مع قائد هجوم الخضراء.
- المنتخب: ننطلق من فوزكم الأخير على النهضة البركانية، فكيف جاء هذا الفوز؟
الحافيظي: كما تابع الجميع فالمباراة كانت قوية وفي المستوى، واجهنا خصما عنيدا ومنظما على مستوى كل الخطوط، الفوز لم يكن سهلا وكان ثمرة لمجهودات جميع اللاعبين، كان لدينا طموح كبير للفوز و تعويض جماهيرنا عن النتائج السلبية الأخيرة،كانت لدينا عزيمة قوية ولدت لدينا الحماس، وترجمنا ذلك بقتاليتنا داخل رقعة الميدان، أظن بأننا نستحق هذا الفوز أمام فريق قوي كان ندا قويا لنا وشكل لنا العديد من المتاعب طيلة شوطي المباراة خاصة في الشوط الأول.
- المنتخب: لكن الجميع لاحظ بأن عودتك للمنافسات غيرت الكثير من المعطيات داخل فريق الرجاء وخاصة على مستوى الهجوم؟
الحافيظي: كما قلت من قبل فالجميع ساهم في هذه النتيجة، وأنا لم أقم سوى بواجبي، والحمد لله أن عودتي للمنافسة منحت الإضافة المرجوة لفريقي وهذا هو الأهم، وأتمنى أن أكون دائما عند حسن ظن الجماهير الرجاوية التي لم تدخر أي جهد في دعم الفريق ومساندته حتى في أصعب الظروف وأشدها، فكل اللاعبين قاموا بدورهم وواجبهم من الحارس الزنيتي مرورا بالدفاع والوسط والهجوم، وحتى العناصر الإحتياطية كانت بدورها تساند وتشجع، لأن الهدف هو مصلحة الرجاء وتحقيق الفوز الذي سينعش حظوظنا ويعيدنا لسكة النتائج الإيجابية.
- المنتخب: ساهمت بشكل وافر في هذا الفوز من خلال قيادتك لكل الهجومات، وكذا من خلال التمريرة التي منحت الهدف، فهل هذا يعني استعادتك لكل مؤهلاتك؟
الحافيظي: بعد حوالي شهر من الغياب بسبب الإصابة كانت عودتي أمام أولمبيك خريبكة، حيث لعبت شوطا كاملا، وشاركت كذلك لبعض اللحظات أمام الدفاع الجديدي، وهذا الأسبوع الأخير أحسست بأني جاهز للعب مباراة كاملة، والحمد لله خضتها بدون مشاكل، كان لدي تركيز كبير، كما كان طموح المجموعة هو الفوز لإرضاء هذه الجماهير التي جاءت لمساندتنا، ضيعنا بعض الفرص، ومع اقتراب المباراة من نهايتها لم نفقد الأمل، وفي هذه اللحظة توفقت في استغلال فراغ في دفاع النهضة البركانية و كانت هذه التمريرة للاعب بنحليب الذي كان هو الآخر في موقع جيد واستغل الفرصة بكل ذكاء، وهذا الفوز هو ثمرة مجهود الجميع وهو هدية لكل الأسرة الرجاوية.
- المنتخب: لم تكن بداية الرجاء على مستوى البطولة جيدة، في حين توقف المشوار في الكأس عند المربع الذهبي، فكيف ترى هذه البداية؟
الحافيظي: الجميع تابع الطريقة التي جاء بها الخروج من منافسات كأس العرش أمام الفتح الرباطي في اللحظات الأخيرة من المباراة، أظن بأن الحظ لم يحالفنا في تلك المباراة، خاصة بعد أن تفوقنا في الذهاب بثلاثية، وهي النتيجة التي لم نتوفق في الحفاظ عليها، ومن دون شك فإن هذا الإقصاء كان له تأثير على معنويات اللاعبين، أما بخصوص البطولة فإنها ما زالت في بدايتها وبالتالي فإن الطاقم التقني بقيادة الطوسي يلزمه بعض الوقت لإيجاد التوليفة المناسبة مع العلم أن الفريق افتقد في المباريات الأولى لخدمات مجموعة من العناصر بسبب إصابات مختلفة.
- المنتخب: هل تظن بأن الرجاء قادر على المنافسة على لقب البطولة بالرغم من بدايته المتعثرة؟
الحافيظي: بالفعل الرجاء قادر على العودة بكل قوة للمنافسة على اللقب لأن لديه كل المؤهلات التي تساعده على ذلك، صحيح أنه يمر من مرحلة صعبة على مستوى النتائج في البطولة لكن هناك تحسن على مستوى الأداء خاصة مع عودة مجموعة من العناصر التي كانت تعاني من إصابات، ما زلنا في بداية مشوار البطولة والصورة لم تتضح بعد، وكما يعلم الجميع فإن الأندية الكبيرة والتي تعودت على المنافسة ستكون حاضرة ومنافسة قوية وذلك بالنظر للمؤهلات البشرية وكذا الإمكانيات المادية التي تتوفر عليها، وفريق الرجاء سبق له أن مر بظروف أصعب لكنه سرعان ما يعود ويقلب الموازين لأنه خلق من أجل المنافسة على الألقاب لا غير.
- المنتخب: لم يتبق لكم سوى واجهة البطولة، هل هذا سيخدم مصالحكم عكس باقي الفرق التي ستدخل غمار المنافسات الإفريقية؟
الحافيظي: لم يعد لنا أي خيار سوى التركيز على منافسات البطولة، وكما تابع الجميع فإننا افتتحنا الموسم الجديد بتتويج بكأس شمال إفريقيا، وهذا إنجاز مهم بالنسبة لنا لأنه تحقق أمام أندية قوية لها تجربة كبيرة على الساحة الإفريقية، وكنا نطمح في بلوغ نهائي كأس العرش على الأقل لضمان المشاركة في كأس الكاف لكن الحظ عاكسنا، أما بالنسبة للبطولة فمشوارها ما زال طويلا ومن السابق لأوانه الحكم على نتائج الفريق، صحيح أن الرجاء لم يستعد بعد كل مؤهلاته لكن المباراة الأخيرة أمام النهضة البركانية أعطت انطباعات إيجابية وأكدت قدرة الخضراء على العودة بقوة لأنها فريق البطولات والألقاب.
- المنتخب: هل هذا يعني بأنك مطمئن للتركيبة البشرية الحالية؟
الحافيظي: من دون شك، فالرجاء يضم عناصر جيدة ومتميزة على مستوى كل الخطوط ويمكن اعتبارها الأفضل على الساحة الوطنية، فهناك مزيج من العناصر الدولية المجربة وأخرى شابة استطاعت بدورها أن تتأقلم بشكل سريع وتفرض وجودها ضمن التركيبة البشرية، وكما قلت سابقا فإن الفوز بكأس شمال إفريقيا ووصولنا لنصف نهائي كأس العرش قد يعتبر مؤشرا إيجابيا بالنسبة لنا، ومن هذا المنبر أؤكد بأنه لا خوف على الرجاء في ظل وجود هذه المجموعة المتجانسة والتي تسعى جاهدة لإستعادة أمجاد الفريق ومصالحته مع الألقاب.
- المنتخب: شاركت في النسخ الأخيرة من البطولة الإحترافية، فهل يمكن الحديث عن وجود تطور ملموس؟
الحافيظي: بالفعل هناك تطور ملموس، فالنسخة الأولى تختلف تماما عن البطولة الحالية، وهذا يؤكد بأن هناك تطور، ويعود الفضل للجامعة التي بذلت مجهودا على مستوى وضع أسس النظام الإحترافي، والحمد لله أصبحت حقوق اللاعب مضمونة وأضحى كل لاعب يعرف حقوقه وواجباته، والأندية بدورها حاولت مسايرة هذا التحول الذي تعرفه الكرة العالمية، وهذا كله انعكس بشكل إيجابي على المنتوج الكروي، والملاحظ أن هناك تزايدا من حيث الإهتمام بالمنتوج الكروي المحلي وهذا مهم جدا، وأظن بأن النسخة الحالية ستكون إن شاء الله أفضل وأقوى من سابقاتها بالنظر لتقارب مستوى كل الأندية التي تشكل هذه البطولة كما أن الحضور الجماهيري سيكون أكبر ما سينعكس بشكل إيجابي على مستوى الأندية.
- المنتخب: تنتظر المنتخب المحلي مباريات قوية برواندا، كيف ترى حظوظ المنتخب في الشان المقبل؟
الحافيظي: المنتخب الوطني نجح في تصدر مجموعته، وقدمت العناصر الوطنية مستوى جيد بتونس، وكم كنت حزينا جدا لعدم تمكني من الحضور رفقة المنتخب الوطني بسبب الإصابة التي تعرضت لها في آخر لحظة، وكما يعلم الجميع فإن المنتخب المحلي يضم حاليا مجموعة من اللاعبين الجيدين يمكن اعتبارهم الأفضل على مستوى البطولة، وهناك طاقم تقني مجرب بقيادة المدرب المقتدر امحمد فاخر، وشخصيا لدي الثقة في قدرة هذه المجموعة الحالية على تحقيق نتائج جيدة ولم لا المنافسة على اللقب، وذلك بالرغم من صعوبة المهمة لتواجدنا في مجموعة قوية تضم كبار القارة بالإضافة للبلد المنظم.
- المنتخب: كنت فعالا في مباريات الذهاب بالدارالبيضاء حين سجلت هدفين في الدورة، فهل بإمكانك تكرار نفس السيناريو بالنهائيات؟
الحافيظي: هذا ما أتمناه، لقد كنت محظوظا بالتعافي من الإصابة التي لحقت بي مؤخرا وأنا في تمام الجاهزية للمنافسات الرسمية، وحاليا سأشارك في الإستعدادات رفقة المنتخب الوطني بمعنويات جد مرتفعة، وكأي لاعب ضمن المجموعة فإني أتمنى أن أقدم الإضافة للمنتخب كما قدمتها للرجاء، وبطبيعة الحال سننتقل لرواندا من أجل المساهمة في تحقيق الإنتصارات وتسجيل الأهداف التي ستساعدنا إن شاء الله على تحقيق نتائج جيدة، فهذه المجموعة الحالية تستحق بالفعل الحضور في هذه المنافسة القارية، وبعد أن تحقق هذا الإنجاز، فإن حلم هذه المجموعة هو المنافسة بقوة على اللقب بقيادة المدرب المقتدر امحمد فاخر وباقي الطاقم التقني وإعادة الإعتبار للكرة المغربية.
- المنتخب: هل أنت مرتاح لما قدمته خاصة لفريق الرجاء؟
الحافيظي: في الموسم الأول لي مع الرجاء توجنا بالثنائية، وكان موسما رائعا بكل المقاييس، وكنت أتمنى أن نسير في هذا الخط التصاعدي في الموسمين الأخيرين، لكن التوفيق لم يحالفنا للوصول لكل ما كنا نطمح إليه، في الموسم الماضي كانت انطلاقتي جيدة، حيث استرجعت كل مؤهلاتي لكن الإصابة التي تعرضت لها منعتني من الإستمرار في هذا المسار التصاعدي، أحس بأشياء كثيرة بداخلي تؤكد لي بأن بإمكاني أن أقدم أكثر لهذا الفريق الذي أعشقه ولذلك فإني أبذل كل الجهود وأتفانى في العمل في التداريب لأكون دائما في المستوى، ما زلت في بداية المشوار وأطمح لتحقيق مزيد من الألقاب لفريقي حتى أكون أكثر ارتياحا، وإن شاء الله الموسم الحالي سيكون المستقبل أفضل، كما أني أراهن على تسجيل مزيد من الأهداف.
- المنتخب: بعد معسكر تركيا كان هناك حديث عن عروض احترافية لفائدتك، هل هذا صحيح؟
الحافيظي: بدوري سمعت عن وجود اهتمام من بعض الأندية التركية، وهذا يشرفني شخصيا كلاعب ينتمي للبطولة الوطنية لكني لم أتوصل بأي عرض رسمي، ومن جهة أخرى فإن عقدي ما زال مستمرا مع الرجاء، وأنا أحترم هذا العقد، وإدارة الرجاء هي المخول لها دراسة أي عرض وبالتالي اتخاذ القرار المناسب، أنا أشعر بارتياح داخل هذا الفريق الكبير، وأتمنى أن أحقق معه مزيدا من الألقاب ومشاركة الجماهير الرجاوية فرحتها لأنها تستحق الكثير جراء تضحياتها في سبيل الفريق.
- المنتخب: لكن هذا لن يمنعك من التفكير في خوض تجربة احترافية؟
الحافيظي: كما قلت فلدي عقد مع الرجاء لموسمين إضافيين، لذلك لست مهتما بتغيير الأجواء في الظرفية الراهنة لأني مرتاح داخل فريقي، هذا هو الهدف الذي أركز عليه حاليا، وهذا بالطبع لن يمنعني من التفكير في الإحتراف مستقبلا وكأي لاعب أتمنى أن أخوض تجربة بإحدى البطولات الأوربية الكبيرة لأستفيد أكثر وأطور مؤهلاتي، أظن بأن هذا طموح مشروع بالنسبة لأي لاعب لأن مثل هذه التجارب قد تبقى مهمة في مسار أي لاعب.
- المنتخب: هل تراهن على المنافسة على لقب الهداف هذا الموسم؟
الحافيظي: ما أتمناه ألا أتعرض لإصابات تغيبني عن الميادين، فمع بداية هذا الموسم لم أشارك في بعض المباريات وذلك بسبب الإصابة، فهذا هو العائق الوحيد الذي سيمنعني من تسجيل الأهداف، وهذا الموسم أتمنى أن أكون في الموعد وأنجح في تسجيل الكثير من الأهداف التي تساعد فريقي على تحقيق نتائج إيجابية لأن الهدف في نظري هو مصلحة الفريق أكثر من مصلحتي الشخصية.
- المنتخب: نهاية هذا الأسبوع سيكون الموعد مع الديربي، كيف تتوقع هذه القمة؟
الحافيظي: هي بالفعل قمة وعرس للكرة المغربية، كما تعلم فالديربي يبقى له طقوسه الخاصة التي تميزه، وبطبيعة الحال فإنه سيكون قويا ومثيرا، والفوز الذي تحقق أمام النهضة البركانية مهم جدا في هذه الظرفية، إذ سيرفع من معنوياتنا وسيساعدنا على الإعداد لهذه المباراة في ظروف جيدة وممتازة، وأظن بأن الفريق الذي سيركز بشكل جيد هو الذي سيحسم المباراة لصالحه، مع العلم أن جزئيات بسيطة هي التي ستتحكم في النتيجة النهائية، وبعدما حصلنا على ثلاث نقط فإن هدفنا هو الفوز لتقليص فارق النقط عن مقدمة الترتيب، وإن شاء الله سنكون في الموعد، وأتمنى أن تسود الروح الرياضية أجواء المباراة سواء داخل الملعب أو خارجه.
- المنتخب: في ختام هذا اللقاء نترك لك مساحة لتوجه عبرها رسالة للجماهير الرجاوية
الحافيظي: أشكركم أولا على هذه الإستضافة، ومن هذا المنبر أوجه تحية خاصة للجماهير الرجاوية باعتبارها أفضل جمهور على الساحة العالمية، إنه الجمهور الذي يتفانى في حب فريقه ولا يربط هذا الحب وهذه العلاقة الوجدانية بالنتائج، وأطلب منه أن يظل وفيا ومساندا لفريقه، وإن شاء فإن الأوضاع ستتحسن والنتائج ستأتي مع مرور الدورات وذلك بفضل تلاحم كل مكونات الفريق، وهذا الدعم الجماهيري اللامشروط.