إن كان لإدارة الأعمال الناجحة والخبيثة أي دليل على الوجود فهي الشراكة بين مينو رايولا وموكله الفرنسي بول بوغبا، كيف لا والموهبة الشابة هي أكثر من ارتبط اسمها بالأندية الكُبرى في الموسمين الماضيين وأكثر من ذهب كشافو الأندية لأجلها الى تورينو لمتابعة مهاراتها ومحاولة الظفر بخدماتها لتعزيز خطوط وسطهم.
برشلونة، ريال مدريد، تشيلسي، بايرن ميونخ، مانشستر سيتي وحتى مانشستر يونايتد، النادي الذي تخلّى عن خدمات الفرنسي في بداية مسيرته، كلّها أندية تتصارع اليوم وتضع مصير خط وسطها بيد "داهية" اسمها رايو مينولا الذي يُساوم ويستغل التهافت على نجمه ليزيد من سعره وأجره كل أسبوع.
ولطالما كان برشلونة النادي الأقرب والأكثر صراحة بالإفصاح عن نيته ضم بوغبا بالرغم من امتلاكه كل من ايفان راكيتيتش، رافينيا الكانتارا، اردا توران، بوسكيتس، سيرجي روبيرتو ، وبالطبع آندريس انيستا.
كذلك الأمر بالنسبة للفريقين البافاري والملكي المدججين بنجوم خط الوسط، ومع ذلك فالأعين تنصب نحو "اللؤلؤة السمراء".
لكن ماذا عن أهواء الفرنسي؟ اين يجد بوغبا نفسه في المستقبل وماذا عن السيدة العجوز في كل هذا الصراع؟
"يوفنتوس هو النادي الذي ينتمي اليه قلبي"، بهذه الكلمات وصف الشاب منزلة السيدة العجوز في حديثٍ نقلته عنه شبكة "فوتبول ايطاليا"، ليضيف: "هنا سجّلت أولى أهدافي وكانت أولى مشاركاتي في فريق يعج بأساطير خد الوسط، أعشق هذا النادي وأعطيه كل مجهودي على أرض الملعب".
الولاء الذي يُظهره في أحاديثه لا تُشكك به سوى مطالبه المادية الغريبة من الأندية التي تهتم به، فمن لا يذكر الراتب الخيالي الذي طلبه من إدارة تشيلسي في سوق الانتقالات الصيفية والمتمثّل بـ300 الف جنيه استرليني على عقد ممتد الى 5 سنوات؟ أو مطالبه لبرشلونة بأن يكون رابته بمصافي أساطير النادي كليونيل ميسي واندريس انييستا.
وهذه الطلبات أيضاً تُشير الى مناوة رايولا لرفع قيمة لاعبه واقتناص الوقت الأنسب لبيعه، مدركاً تمام الادراك ان هذا الوقت لم يحن بعد، بل يبدو أنه سيطول لموسمين.
وفي تصريح أخير قال المناور ان هناك ثلاثة أندية تضع طلباتها على الطاولة لكن بوغبا لا يريد الرحيل اليوم واليوفي يريد بقائه لموسمٍ على الأقل.
فبوغبا الذي أكمل عامه الثالث في يوفنتوس والذي برحيل ارتورو فيدال، آندريا بيرلو وكارلوس تيفيز بات اليوم النجم الأول للفريق الذي تُلقى عيه العديد من المسؤوليات وهو دور يطمح اليه اللاعب الشاب خصوصاً مع اقتراب منافسات بطولة أوروبا التي ستُقام في معقله فرنسا، أي انه يُدرك تمام الادراك ان أمامه فرصتين: رد الجميل لليوفي والبقاء موسمين إضافين اي حتى 2017 ودخول سوق الانتقالات بعد فرصة الأورو التي ستزيد فرص إشعال المنافسة عليه أكثر مما هي محتدمة اليوم.
فيراتي في المرصاد!
في خضم كل هذه المناوشات التي يخوضها كل من رايولا وبوغبا بدأت الاهتمامات تنصرف الى النجم ماركو فيراتي، لاعب باريس سان جيرمان، بديلاً محتملاً للمماطلة التي الظاهر انها ستستمر لموسمين إضافيين، في حين تسعى الأندية الى تعزيز صفوفها والحصول على خدمات ألمع اللاعبين الشباب.
فهل يُعرقل مهارات فيراتي مخططات بوغبا وتسحب من تحته بساط المفاوضات الثمينة؟