ربما يكون من المبكر الحكم على موسم أي فريق بالفشل بعد مرور 3 جولات فقط، خاصة عندما يتعلق الحديث بفريق كبير يمتلك القدرة على لململة الجراح وإستعادة العافية سريعًا .
ولكن بداية يوفنتوس بطل ايطاليا خلال المواسم الاربعة الأخيرة ووصيف دوري أبطال أوروبا خيبت آمال جميع المتابعين، فرغم التدعيمات الكبيرة التي قام بها النادي في سوق الانتقالات فإنها فشلت جميعًأ في تعويض الراحلين حتى الآن على الأقل .
عرض باهت للغاية أمام لاتسيو في شانغهاي حسمته الخبرة ولمسة فنية من اليغري، وربما لو وثق لاعبو لاتسيو في أنفسهم لكانوا قادرين على حسم السوبر، وأتبع ذلك بداية كارثية للكالتشيو .. خسارة على ملعب الفريق في تورينو أمام أودينيزي وعرض فني فقير جدًا، ثم مباراة مخيبة أخرى أمام روما لم يظهر للفريق أي ملامح خلالها إلا في الدقائق العشرة الأخيرة، ثم أيقن الجميع أن ما يحدث كارثة حقيقية في مباراة كييفو مساء أمس .
الفريق يقبل على مشاركة أوروبية في مجموعة نارية وضعته في اختبار حقيقي لمعدنه الأوروبي، ربما لو كان يوفنتوس بمثل أداء الموسم الماضي لكانت بطاقة الصدارة مسجلة بإسمه من قبل بداية المنافسات، ولكن في ظل ما يقدمه الفريق هذا الموسم وتألق مانشستر سيتي الخصم الأول الذي سيلاقيه بعد يومين نجد أن التنبؤ بالنتيجة لن يرضي أحدًا من عشاق سيدة ايطاليا العجوز .
أزمة تكتيكية عميقة يعيشها المدرب الايطالي ماسيمليانو اليغري في هذه الايام؛ فريقه لم يعد هو الخصم المرعب، دفاع غير متماسك إطلاقًا على غير العادة، وسط تائه بلا قائد، وهجوم يعيش في جزيرة منعزلة بلا أي انياب ..
والحقيقة أن المدير الفني السابق لميلان يعاني من أزمة نفسية طاردته قبل بداية الموسم .. حيث أثيرت تساؤلات أثناء الميركاتو بشأن تكراره لتجربته مع الروسونيري مرة أخرى على مقعد يوفنتوس التدريبي، فالرجل بدأ رحلته في سان سيرو بلقب الدوري الايطالي وقدم عروضًا رائعة، وسرعان ما تراجع في المواسم التالية وفشل في جميع الاختبارات الممكنة، ولسوء حظه رحل مايسترو الوسط أندريا بيرلو عن صفوف الروسونيري مع بداية موسم اليغري الثاني في الادارة الفنية للفريق وهو ما حدث مع يوفنتوس تمامًا !
الأرقام المسجلة خلال 3 جولات من عمر الكالتشيو، وأداء الفريق الفني وروح لاعبيه على أرضية الميدان يؤكدون حقيقة واحدة .. كل شئ ليس على ما يرام .. ولكن يبقى دور اليغري هو الأهم خلال الايام المقبلة، التأهيل النفسي وخلق كيمياء جديدة وتركيبة سريعة التفاعل بين عناصره الجديدة القادرة على تعويض من رحلوا سيعيده إلى مساره الصحيح .
ولكن هل ينجح اليغري أم يكرر فشله السابق في الموسم الثاني؟!
إجابة السؤال تتلخص في ما سوف يحدث في جولة الأبطال القادمة، ولكن حتى لا نظلم الرجل فمن المستحيل مقارنة ما كان يقوم به كارلوس تيفيز مثلًا في الخطوط الأمامية وما نراه الآن من الثنائي ديبالا ومانذوكيتش، نفس الأمر ينطبق على خط الوسط، ثنائي كان من أفضل لاعبي الوسط في العالم رحل دفعة واحدة ولم يأتي البديل المناسب فما هي النتيجة المتوقعة ؟!
الغافل من يكرر أخطائه .. حقيقة اتفق عليها الجميع، ولكن تبقى ملابسات موسم اليغري الثاني في سان سيرو مختلفة كليًا عن ما حدث في ميركاتو يوفنتوس الأخير، عناصره الجديدة ستكون بمثابة الأوراق الرابحة التي سيراهن عليها خاصة الثنائي هيرنانيس وكوادرادو، أما مسألة الهجوم فيبدو أنها تحتاج إلى بعض الوقت من أجل استيعاب ديبالا الفارق بين باليرمو ويوفنتوس، وعودة موراتا إلى مستواه المعهود .
وكالات