التحضير للموسم المقبل سيكون بإقامة معسكر صيفي بمونبوليي

عديدة هي الأوراش التي وعد بها المكتب المسير لحسنية أكادير برئاسة لحبييب سيدنو، بعضها رأى النور والبعض الآخر محط الدراسة فالمشروع مستمر ويمتد لأربع سنوات، مجهودات كبيرة قامت بها إدارة الفريق التي حولت الحسنية من عازف على أوتار التعاسة إلى السعادة .

وحتى نقرب الصورة أكثر لجماهير الحسنية ولقراء «المنتخب» عن مشروع الحسنية الإحترافي وخطواته المستقبلية إستضفنا رئيس الفريق لحبيب سيدينو الذي كشف لنا عن عدة أمور وخبايا نتعرف عليها تباعا من خلال هذا الحوار.

المنتخب: دعنا نتحدث عن أكبر هَمٍّ للأندية وهي الحالة المادية، هل هناك استقرار من هذه الناحية بالنسبة لفريق الحسنية ؟

سيدينو: صحيح وصفك دقيق والوضعية المادية هي أكبر مشكل تواجهه جل الأندية، وبالنسبة لحسنية أكادير فوضعيته المادية في تحسن، فبعد جهد جهيد إستطعنا أن نكسب ثقة عدد من المستشهرين وما زلنا نبحث عن آخرين، بالإضافة إلى دعم كل من جهة سوس ماسة درعة والمجلس البلدي.

والجميل هذا الموسم أننا نمتلك مستشهرين داخل وخارج مدينة أكادير وهذا ما يؤكد صورة الحسنية والمكانة المرموقة التي أضحت عليها الآن وكذا بفضل النتائج المحصل عليها.. هدفنا أن نضاعف من ميزانية الفريق في الموسم المقبل ونحن نشتغل على ذلك من الآن.

المنتخب: قبل شهر من الآن التقيتم بمسؤولين عن فريق ألماني يمارس بالهواة، قربنا أكثر من كواليس هذه الجلسة ؟

سيدينو: كانت لنا جلسة مع مسيري هذا الفريق الألماني وهو افسي ماروكو هيرن الذي يرأسه المغربي مصطفى المختاري .. تلقينا اتصالهم وقمنا بالترحيب بهم كإخوان ومغاربة يعيشون بألمانيا حيث قاموا بتأسيس فريق هناك منذ سنة 2007.. وشخصيا أسعدني ذلك وهي بادرة حسنة أن نرى إخواننا المغاربة يقومون بتأسيس أندية ليس فقط في كرة القدم.

الخلاصة وبعد الاجتماع لم نتفق على أي شيء رسمي حتى اللحظة، لكننا في أتم الإستعداد لخوض مباراة ودية وكذا إقامة بطولة للصغار، إما بأكادير أو ألمانيا وكل التحية نبعثها للجالية المغربية بالخارج.

المنتخب : طيب، وماذا عن الشراكة التي ستجمعكم بنادي مونبوليي الفرنسي بعد قدوم وفد فرنسي بقيادة الدكتور فينسيس رئيس بعثة النادي  قبل أيام لأكادير ؟

سيدينو: هي زيارة  تأتي في إطار العلاقة التي تربط بين جهة سوس ماسة درعة وجهة مونبوليي (هيرو)، فعلى امتداد خمسة أيام إستقبلنا هذا الوفد الفرنسي والذي ينتمي لمركز الموارد والخبرة والأداء الرياضي، وللإشارة فكل جهة من فرنسا تتوفر على مثل هذه المراكز ومهمتها تكوين أطر النخبة ثم تكون هذه الأطر المدربين الذين سيتواجدون بالفئات الصغرى.. وكانت فرصة كبيرة أن نلتقي بالبروفسور في الطب السيد فينسيس الفرنسي ذو الأصول الكاتلانية والذي اشتغل مع برشلونة لمدة عشرة سنوات في حضرة الأسطورة الهولندي يوهان كروف.

هذا الوفد قام بزيارة لمركب أكادير ولمقر عصبة سوس لكرة القدم ولمقر الحسنية وكذا مدرسة الفريق حيث سنحت لهم الفرصة في متابعة صغار الحسنية وهم يمارسون التداريب بحضور عائلاتهم، وبالتالي قدمنا لهم صورة جيدة عن الفريق والمدينة.. وبعد الإجتماعات التي عقدناها معهم اتفقنا على إقامة دوري بمونبوليي وأكادير، وإقامة معكسر للحسنية بمركز «Font Romeu» هذا الصيف إن شاء الله، لكن بعد اتخاذ قرار المدرب مديح، وبالمقابل سيقيم نادي مونبوليي الفرنسي معسكره الشتوي بأكادير في دجنبر القادم والأكيد سنستفيد من خبراتهم على مستوى التكوين.

المنتخب: دعنى أنقل لك سؤالا من عشاق الحسنية الذين يتساءلون إن كانت هناك إحتمالية في خوض مباراة أمام نادي بايرن ميونيخ، هل سيتحقق ذلك ؟

سيدينو: إلى الآن ليس هناك ما هو رسمي ولم نتوصل بأي طلب، لكن ما يمكن أن أقوله أن مسيري البايرن وكذا اللاعبين وبخاصة ريبيري إستمتعوا بأجواء المدينة ولمسنا إعجابهم بما هو متوفر من بنيات تحتية وفنادق وجو مدينة أكادير وهذا ما جعلهم يفكروا في احتمالية إقامة معسكرهم الشتوي هنا بأكادير.

وسيكون أمرا رائعا بالنسبة للحسنية  إن حدث ذلك حيث سيتواجد مونبوليي والبايرن وستكون الفرصة سانحة لإقامة دوري مصغر وبدعوة فريق مغربي حتى نجلب الأنظار الأوروبية لإعطاء صورة أخرى عن المغرب على أنه بلد السياحة والضيافة ويمتلك البنيات التحتية لاستقبال الأندية الأوروبية وليس فقط الإكتفاء بتنظيم كأس العالم للأندية.

المنتخب: من بين الأوراش التي أعلنتم عنها، إنشاء قناة فضائية خاصة بالنادي، ما جديد هذا الملف ؟

سيدينو: في برنامجنا الذي قدمناه لم نتحدث عن قناة فضائية لأنها كما تعلمون تتطلب أموالا كبيرا، بل ستكون هناك قناة خاصة بالفريق عبر الإنترنيت «الحسنية تي في»، واهتمامنا منصب على هذا الأمر، حيث هناك مشاورات مع أصحاب الإختصاص في هذا الميدان حتى نقدم عملا إحترافيا ومنظما.

المنتخب: طيب، ومتى سيفتح المتجر الخاص بالنادي أبوابه ؟

سيدينو: أبشر جمهور الحسنية أنه سيفتح قريبا إن شاء الله، نحن الآن بصدد وضع آخر اللمسات على المتجر الذي يتواجد بالقرب من ملعب الإنبعاث، وخلال أسبوعين سيتمكن العشاق والأنصار وحتى السياح من اقتناء أقمصة النادي وكل ما له علاقة بشعار الحسنية الذي أصبح في ملكيته حيث قمنا بتسجيله لدى وزارة التجارة والصناعة، ومن سيستعمله بطريقة غير مشروعة فسنحاسبه قانونيا.

هذا المتجر الخاص بالنادي سيقربنا أكثر من جماهيرنا التي انتظرت بشغف كبير أن يتوفر النادي عليه ولسنوات والآن أضحى بإمكانهم اقتناء أقمصة النادي بسلاسة حيث كان الجمهور السوسي يعاني من هذه الناحية لعدم توفر أقمصة الفريق.

المنتخب: أكيد أن الأمور التنظيمية تشغل بالكم في كل مباراة تقام بمركب أكادير، كيف يتم التحضير لذلك ؟

سيدينو: كنا مطالبين ببذل مجهود كبير مع افتتاح هذه المعلمة الرياضية من الناحية التنظيمية وعندما أتحدث عن الجانب التنظيمي أقصد بذلك ولوج الجماهير للملعب، ثم عند مغادرتهم وكذا وجود من يصطحبهم لأماكنهم، ثم طاقم آخر خاص برجال الإعلام حتى يقوموا بعملهم في أحسن الظروف وطاقم يتواجد بمستودع الملابس بجانب الفرق وطاقم التحكيم ولذلك تمت الإستعانة بمتطوعين ينتمون لإحدى المدارس التابعة للجامعة وهم شباب استمتعوا بالأجواء ويعشقون فريق الحسنية وساهموا في النظام العام خلال مباراة الحسنية والوداد.

ولدينا أيضا مسؤول عن الإعلام والتواصل حيث يتوصل جميع الصحفيين ببطائقهم حتى يتسنى لهم العمل بأريحة، وقمنا كذلك بتنظيم ندوة صحفية فيما سبق بحضور عدد كبير من الصحفيين على مستوى الوطني والعربي ولقيت نجاحا كبيرا وهذا شيء إيجابي بالنسبة للحسنية، وتلقينا طلبات من بعض الصحفيين الأجانب الذين سبق لهم أن حضروا خلال كأس العالمية للأندية بأكادير لإنجاز روبورطاج عن فريق الحسنية وكذا متابعة بعض مبارياته بمركب أكادير  لتقريب الصورة لقرائهم في فرنسا وإسبانيا.

المنتخب: أين وصل مشروعكم الإحترافي إذن ؟ وما تحقق منه ؟

سيدينو: إلى الآن قمنا بتحقيق بعض أهداف مشروعنا الذي أعلنا عنه سالفا، البداية كانت بأول وأهم ورش وهو إعادة الثقة مع المستشهرين والجماهير ولله الحمد توفقنا في ذلك، ثم ورش التكوين حيث أركز عليه كثيرا من تكوين للاعبين والأطر، وداخل الحسنية لدينا لاعبين سابقين للفريق هم الآن مدربين  فنتحدث عن محمد لحسايني الذي يقود فئة الفتيان ويحقق نتائج جيدة وعلي أولحاج مدرب أمل الحسنية الذي يحتل الرتبة الثانية وراء الرجاء ولا يسعني إلا أن أنوه بالعمل الذي يقوم به بمعية المدير التقني للفريق جورج كورنيا.. وعدد الأطفال بالمدرسة في تزايد، حيث نولي الإهتمام لجميع الفئات وليس فقط الفريق الأول دون أن ننسى أن مركز التكوين سيرى النور قريبا بعدما سندرس الملف الإداري مع المجلس البلدي وها نحن نسير خطوة بخطوة ومشروعنا يمتد لأربعة مواسم.

المنتخب: بالعودة للفريق، مسار الحسنية يمكن اعتباره جيدا حتى اللحظة، ماذا ستحققون هذا الموسم ؟

سيدينو: نحن نلعب بدون ضغط ولا نفكر في المنافسة على اللقب، مسارنا كان رائعا خلال الذهاب وسنواصل ذات الشيء خلال الإياب، هدفنا الأول والأخير تحسين صورتنا واستعادة الحسنية لهيبتها باحتلال رتبة بين خماسي المقدمة، وإن تحقق ذلك سيكون موسما ناجحا بالنسبة لنا، أما اللقب قد نخطط له في المواسم القادمة.

                                                                   حوار: هشام صبرهوم