معاناة وعبارات احتقار: «طفْروها الرجال.. عادْ يطفروها لعيالات»
تعالوا لنسافر معا في عيد المرأة الدافئ وفي بداية ربيع الخير لجنس يريد السطو على التغيير والتعبير عن الذات..
للمرأة حق في الذهب والفضة والنحاس مثلما كرسته نجمات وأقمار على بساط البوديومات العالمية.. وقد وصلته مثل حكمة الرجل.
وفي عالم التسيير والإدارة التقنية وغيرها من روافد الإختصاص في المجال، ما زال واقعها ميؤوسا لضغط الرجل على كل المناصب.
وفي هذا العيد التاريخي للثامن من مارس الجاري، كنا أحوج للإحتفال مع المرأة لنصرتها كأم وأخت وزوجة، ونحن في ذلك سائرون، لكن القلب والعقل يقول شيئا آخر في خضم مجال كرة قدم نسوية موبوءة ومريضة ومحنطة بالظلامية التي يؤهلنا الواقع لتشريحها كفرصة لا تعوض من أجل إنصاف المشهد الأنثوي في عيد الإعتراف بقدراتهن الإبداعية.
هو أقوى ملف تشهده الساحة الرياضية من حيث الإهمال والمعاناة وقتل المبادرة وعلاقات الآباء والأمهات مع المدربين والمسيرين للعناية بفلذات أكبادهم في ظل ميدان غير مؤمن عليه بكل أشكال المهنية الإحترافية، لكنه مجال حافل بكثير من الطعنات التي تضع سيدة الكرة المغربية في خندق المعاناة.
تعالوا لتقرأوا هذا الغضب الساطع من أندية إخترناها لكم لتشهدوا أن خراب الكرة النسوية هو تخريب لمن يسير المجال بأقل وأقل الهواية دون التعليق على الجيش ومن معه من الأمان والإحترام لسيدات يقلن «نعم للشفافية».
نون النسوة بنظرة الإجلال
الثامن من مارس وكل يوم هو يوم نضالي للمرأة المغربية. لهـنّ التحيّـة في عيدهنّ والحديث عن هذا التاريخ العالمي والأممي للمرأة هو محطة سنوية للتعرف على المرامي التي حققتها وما زالت تكرس فعلها داخل المجتمع المغربي لتقليص الفوارق والأحكام المسبقة لرفع الضرر والحيف الذي يطوقها في أكثر المواقف تشنجا.
وعندما يقال أن الصراع ليس صراع حقوق فقط، بل هو صراع وجود، فلأن المرأة ظلت لقرون عديدة غير متساوية مع الرجل في كثير من الحقوق والواجبات، ووجودها في معركة النضال ظل حاضرا أكثر من أن تنال حظها الحقوقي مع أنها انتصرت كثيرا في تكريس هذا الفعل، وما زالت تواصل نصرتها بالحق الدستوري، بحيث تم التنصيص على المساواة التامة بين الرجل والمرأة في كافة الحقوق الإقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية والمدنية كما هو مبين في الفصل 19 من الدستور المغربي الجديد حيث يتم فرض قوانين جديدة تناهض كل أشكال الميز ضد المرأة.
ونظرة الإجلال لسيدات الرياضة الوطنية هو جزء لا يتجزأ من التاريخ الذهبي الذي لا يمكن لأحد أن يتنكره كفعل لحضور المرأة المغربية في المحافل الدولية التي قادت أقليات الأقمار فوق البوديومات الأولمبية، من دون أن يكون لهذا الصنف النسائي لازمة أساسية لرفع الحيف الذكوري في جوانب كثيرة من القفز على كل مواقع القرار التسييري والتقني والتكويني.
ونون النسوة في المكاسب الرياضية الوطنية والدولية ما زالت بعيدة المنال لصناعة التاريخ الذي فرضته فراشات ألعاب القوى المغربية منذ ثلاثة عقود خلت من التتويجات الترقيعية في الأولمبياد ومن دون اجتهاد فعلي يراكم أسباب النجاح السابق، كما أن حتى واقع الكرة النسوية في نفس المرصد الرجولي يشكل ضربة موجعة وسوداوية لمقام السيدات مع أن الفوارق تبدو شاسعة بين كرة القدم الرجولية وكرة القدم النسوية في كثير من الخصوصيات التي تجعل سيدة وشابات الكرة النسوية في مقام النظرة الدونية، لكنها في عرف الكثير تبدو نزعة تحرشية.
المنتخب الوطني.. صورة من واقع مرير
البداية من الإقصاء المنتظر للمنتخب الوطني النسوي في لقاء العودة أمام المنتخب النسوي برسم إقصائيات كأس إفريقيا التي ستقام بناميبا، إذ الظروف التي لازمت اللبؤات في هذا التوقيت بالذات لم تكن لتخدم مصالحه على الإطلاق بالنظر إلى تأخبر البطولة الوطنية التي انطلقت الأسبوع الماضي، وغياب المعسكرات الودية والمباريات الودية التي تيسر على اللبؤات ضمان التحضير الجيد نفسيا كان أو معنويا، وحتى برغم الإقصاء قدمت سيدات المغرب وجها محترما أداء ومبادرة ورغبة في الفوز برغم سوء التحكيم الذي زاد من تأزيم وضعية اللبؤات في المباراة التي كان من المفروض فيها إسترداد الهدفين المسجلين بالجزائر. وأمام أوضاع الخسارة التي فرضها واقع اللعبة، لا يمكن أن نعاتب اللاعبات الدوليات على أدائهن ما دامت المسؤولية الكبرى تلقى على عاتق جامعة خارج خط المنتخب النسوي وخارج كثير من المعاناة التي تعيشها الكرة النسوية عامة كسؤال كبير يفضح الواقع المرير لكثير من الأندية التي تعيش العوز المادي وانعدام البنيات التحتية وقلة الإمكانيات الخاصة بالتنقل والأجور والمنح والتكوين القاعدي وغيرها من الخصوصيات التي تضعف قدرات الحضور النسوي بتلاحم قوي مع كرة القدم الخاصة بالرجال.
نداء الإستغاثة
وعندما نقلب الصورة الدولية للمنتخب النسوي كمرآة للبطولة الوطنية، سيتأكد الجمهور المغربي من أن فشل إقلاع الكرة النسوية نابع من غياب إستراتيجية واضحة المعالم من طرف المتدخلين في اللعبة، إذ لا يعتد بالفشل على أنه نابع من إنعدام الإمكانيات المادية، بل من الوضع الهيكلي للكرة النسوية كمنظومة يراعى فيها الكثير من الأمور القانونية والتنظيمية التي تجعل من اللعبة إطارا متكاملا في احترام الأندية للقوانين العامة، وذلك بإلزام أندية البطولة الإحترافية بضرورة تأسيس فروع لكرة القدم النسوية، تضم كل الفئات، من أجل ضمان إستمرارية الممارسة، والإهتمام بجميع فئات الأندية وتنظيم بطولة منتظمة لا تعرف أي توقف أو تقديم الإعتذارات. وعندما نؤكد على مفهوم الإستغاثة، فينسجم ذلك على الأندية التي تعاني كثيرا من المشكلات الكبرى كما يطرحه رؤساء بعض الأندية المتواضعة من خلال غياب الإمكانيات المادية والبنيات التحتية والتنقل والتحكيم والتكوين والفئوية وعدم انتظام البطولة والتسويق والإعلام، فضلا عن الحكم العام على الكرة النسوية، كونها مضيعة للوقت واحتقارا ملحوظا من فاعلين يقولون بالملموس «قضاوها الرجال عاد يقضيها العيالات».
والإستغاثة لا يشعر بها هؤلاء لأنهم لا يرون في نوال المتوكل ونزهة بيدوان وغيرهما من سيدات المغرب اللواتي رفعن الراية المغربية في كثير من المحافل الدولية وفي كثير من التخصصات، ذلك التوهج الذي قدم للعالم سيدات المغرب من المستوى العالي، فكيف يبخس هؤلاء كرة نسوية يقدم الكثير من الآباء تضحيات غالية للترخيص لبناتهن للعب في إطار قانوني؟ وهل يشعر المسؤولون الكبار فيما لو كانت أحد بناتهن داخل المنظومة الرياضية أو الكروية بقمة هذا التهميش الذي يطال اللعبة ؟
بطولة في قالب اللاهواية
حتى ولو قلنا بحضور بطولة نسوية على أرض الواقع، فهل تفي بالغرض الذي يمنحنا أصنافا عدة من الفئوية داخل إطار المنتخبات الوطنية ؟ لا ثم لا، ليست لنا بطولة حتى هاوية بقراءاتها عندما نرى واقع أندية لا ملعب لها وتنتظر إفراغها من لدن فرق الأحياء وهلم جرا، ولا دعم لها ولا ألبسة لها ولا أجورا لها وتعيش لاعباتها على نتف منح هزيلة. ولا حتى لها وسائل نقل خاصة إذا قسنا الأغلبية تسافر تحت وطأة الندم. هل هذه هي الكرة النسوية التي نرجوها بالإحترام والوقار للأعراض ؟ وهل يعي فاعلو المجال شرارة هذا المسخ الذي تأتي فيه اللاعبة تحت ظروف عائلية ضاغطة لتلعب كرة غير نظيفة ويسكنها حتى التحرش الجنسي بسلبيات كثيرة سواء من المحيط أو فئات من الجمهور؟
الملف من إعداد: محمد فؤاد ـ المهدي حداد
أرقام وإحصائيات
عدد الأندية بالقسم الأول : 22
عدد الأندية بالقسم الثاني : 24
عدد اللاعبات المنخرطات : ما يقارب 1400 رخصة
عدد الحكمات : 40
عدد الحكام : 40
لم لا أكاديمية محمد السادس لكرة القدم النسوية ؟
في ظل المشاكل العميقة التي تعيشها الكرة النسوية على المستوى القاعدي في غياب ظروف التأطير والحوافز المعنوية والمادية والتكوين الأكاديمي، فضلا عن النظرة الدونية التي تعيشها الرياضية في كرة القدم، والإحتقار الذي يلازمها والإستغلال الممارس عليها بكل الأشكال، أكد إبراهيم كرم رئيس اللجنة المركزية لكرة القدم النسوية، أن إنشاء أكاديمية محمد السادس الخاصة بكرة القدم للإناث فرصة لا تعوض من أجل الإرتقاء بالمستوى التكويني للاعبات في مجال رياضة ودراسة كما هو معمول في أكاديمية محمد السادس لكرة القدم الذكورية.
الكل يتحدث عن إحداث عصبة أو مجموعة وطنية
برأي المتدخلين في اللعبة، يرى العديد أن خلق مجموعة وطنية أو عصبة لكرة القدم النسوية ضرورة ملحة مثلما هو حاضر الآن في دول الجوار كالجزائر وتونس ومصر وحتى بعض الدول الإفريقية، من أجل تمكين الأندية من جميع الحقوق والواجبات من خلال وضع مخطط إستعجالي وبترسانة قانونية محضة يفوق مطلب توقيع العقود والتوصل بالمنح والمستحقات إلى أكثر الأمور مرونة ومحاسبة. كما يطالب العديد من المتدخلين إلى تقليص القسم الوطني الأول من ثلاث أشطر إلى شطر واحد لا يفوق 14 ناديا من أقوى الأندية التي تملك مؤشرات النادي الذي يسير نحو الإحتراف وليس الأندية التي تعيش من فتات الدعم الجامعي فقط.
الجامعة تدعم الأندية النسوية بـ 12 مليون سنتيم
ليست سابقة في أن تكون الأندية النسوية لكرة القدم مدعومة ماديا من الجامعة الملكية المغربية، إذ يؤكد المتدخلون في اللعبة أن الأندية تتوصل سنويا بدعم مادي من الجامعة يساوي 12 مليون سنتيم موزعة بين 10 مليون سنتيم خاصة للتنقل و2 مليون سنتيم خاصة بالتجهيزات، وهو رقم ارتفع عن الدعم السابق في عهد السيد قداري من 5 مليون سنتيم إلى 12 مليون سنتيم في عهد الجامعة المنتهية صلاحيتها في واحدة من أكبر المشاكل التي تعيشها الكرة النسوية في غياب موارد الأندية التي تكتفي فقط بهذا الرصيد من دون دعم إستشهاري ولا إعانات إضافية من الجهات المسؤولة من السلطات المحلية.
ترى هل تكون الجامعة المقبلة أمام تصحيح وضع الكرة النسوية من جانب الإهتمام الواجب تأكيده على أرض الواقع بعيدا عن مفهوم «الحكرة والدونية للمرأة المغربية».
البطولة الوطنية تضم 22 فريقا وتُلعب وفق 3 أشطر
تضم البطولة الوطنية في قسمها الأول والتي إنطلقت بحر الأسبوع الماضي 22 فريقا من كافة التراب الوطني يتوزعون على ثلاثة أشطر كالتالي:
ـــ شطر الشمال:
الجيش الملكي، شباب خنيفرة، أولمبيك مكناس، المغرب التطواني، جمعية عين عتيق، فتيات تمارة، جمعية سلا ونادي بلدية المحمدية.
ــــ شطر الوسط:
الرجاء البيضاوي، الوداد البيضاوي، نسيم سيدي مومن، نادي الفداء، عين حرودة، وداد آسفي، أولمبيك خريبكة، جمعية 05 الفقيه بنصالح.
ـــ شطر الجنوب:
بلدية العيون، بلدية طانطان، إتحاد آسا، إتحاد أيت ملول، نجاح سوس، أمجاد تارودانت.
إنجازات محتشمة
ـــ فازت اللبؤات بأول بطولة عربية غير رسمية بمصر سنة 1997.
ـــ تأهلن للنهائيات الإفريقية بنيجيريا لأول مرة في تاريخهن عقب تخلي كينيا عن منازلة المغرب في المباراة المؤهلة سنة 1998.
ـــ تأهلن إلى النهائيات الإفريقية لكرة القدم النسوية بجنوب إفريقيا سنة 2000.
ـــ حصلن على الميدالية الفضية بأول بطولة عربية رسمية لكرة القدم النسوية بمصر سنة 2006.
إبراهيم كرم رئيس اللجنة المركزية لكرة القدم النسوية: إقلاع الكرة النسوية ينطلق من تأسيس عصبة وطنية
سؤال المرحلة يفرض الوقوف على واقع الكرة النسوية بمشاكلها ومعاناتها في غياب الإهتمام الشديد لأهل البيت الجامعي، ترى ماذا يمكن أن يؤهل الأندية النسوية لتكون أمام إقلاع حقيقي ؟
بداية نريد تقييما لولايتكم كرئيس اللجنة المركزية لكرة القدم النسوية ؟
«تعلمون أنه منذ تقلدنا لهذه المسؤولية، كانت البداية تتطلب وقتا للتعرف على المحيط والمسؤولين والمشاكل المتعلقة بكرة القدم النسوية، طبعا وضعنا آلية للإشتغال لكننا لم نتوصل إلى الأهداف المتوخاة لوجود عدة عوائق في المسار، ولكن لابد من التأكيد على مسألة هامة وهي أن رياضة كرة القدم النسوية لم تعد تعاني من الخصاص المادي الذي كانت تفتقر إليه من خلال تخصيص الجامعة لمنح واعتمادات تسد على الأقل جانبا مهما من نفقات الأندية، إذ لم تكن سابقا من دون دعم قبل أن يصبح اليوم واقعا ملموسا حيث تتوصل كل الأندية بدعم مالي يقدر بـ 10 ملايين سنتيم، ومنحة خاصة بالتجهيز تقدر بمليوني سنتيم، فضلا عن دعم آخر يخص الوثائق ومساهمة الحكام في تحكيم المباريات بالمجان.
أكثر من ذلك، إنطلقنا قي تحديد بعض البرامج، لكنها لم تلق الدعم الكبير من خلال بحثنا عن مستشهرين ومن دون جدوى للأبواب المسدودة في هذا الإتجاه، في الوقت الذي واجهتنا عوائق كبيرة في إنعدام البنيات التحتية التي شكلت ضربة موجعة للعديد من الأندية التي كانت وما زالت تمارس المجال فوق ملاعب متربة، ومشاكل أخرى تخص المؤطرات في غياب لاعبات قدامى بهدف التكوين، وغياب الخلف أيضا. وعلى هذا الأساس كان لنا برنامج رائع لتغيير منظومة الكرة النسوية وعلى رأسها خلق عصبة وطنية كرة القدم النسوية على غرار عصب وطنية لتونس والجزائر ومصر كمتنفس رئيسي يمنحنا إجتهادا فعليا للقيام بالمبادرات التي ترفع كرة القدم النسوية نحو الأفق، وما زلنا ندافع على خلقه حتى مع الجامعة المقبلة».
مشكلة أخرى خيمت على مسار انطلاق البطولة النسوية بشكل متاخر، لماذا؟
«ما حصل، كان بإيعاز من المشاكل التي رافقت الجامعة قبل الجمع العام عندما وضعنا كل شيء أمام أنظار الإدارة، وكنا ننتظر طبعا أن يتزامن انطلاق البطولة الإحترافية للذكور على أساس أن نواكب نحن نفس الموعد، لكن ما حدث أن خلافات بشأن تغيير برنامج البطولة بأشكال عديدة من التصورات حال دون انطلاق البطولة مبكرا بالنظر إلى من يقول بالإبقاء على شطرين بالقسم الأول وثلاثة أشطر بالقسم الثاني، وهناك من طالب بشطر واحد بالقسم الأول وشطرين بالقسم الثاني، وهناك طرف آخر يقول بإحداث ثلاث مجموعات بالقسم الأول وثلاث مجموعات بالقسم الثاني، وهذه الأشكال من التصورات كان لابد أن تدرس مليا لقبول واحد منها من طرف المكتب الفدرالي، وانتهى الأمر بالتوافق على التصور الأخير بطلب من الأندية على أساس أن يختصر واقع المجموعات إلى شطرين في أفق 2015، وبعدها إلى شطر واحد في سنة 2016، وعلى هذا الأساس تم تأخير البطولة إلى أواخر شهر فبراير».
+ لماذا تظل الكرة النسوية غير معنية بالإقلاع الحقيقي كما هو في الدول العملاقة ؟
«قلت في السابق أن أمورا عدة تحول دون الإقلاع الحقيقي لكرة القدم النسوية أولها غياب الإمكانيات المالية حتى ولو كانت الجامعة تقدم دعما لا يفي بكل شيء، وغياب التكوين القاعدي، وغياب البنيات التحتية وغياب عصبة وطنية لها ترسانتها القانونية وغياب العديد من المؤشرات التي تنظم هيكل الكرة النسوية بنظام يقنن اللعبة ويجمع نخبة من المسيرين في المجال، لذلك لا بد أن ينخرط الجميع من وزارة وجامعة ومدارس وجمعيات وإعلام من أجل إقلاع الكرة المغربية على النحو الذي تسير فيه بلدان مجاورة لنا في المقام الأول قبل أن نساير ركب الدول العظمى مع أن الفارق الحقيقي بيننا هو في التأطير والتكوين والبنيات التحتية، أيضا هناك أمر هام يجب أن نعطيه الأولوية الكبيرة يتجلى في خلق أكاديمية محمد السادس للكرة النسوية على الأقل لننطلق في مرحلة التكوين القاعدي ملاءمة مع مراكز التكوين بالأندية التي يظل العديد منه مقفلا، في الوقت الذي تشهد إفريقيا فتح أكاديميات من طرف قدماء اللاعبين وبجميع المستويات بما فيها العنصر النسوي. هذا هو ما نريده أصلا لرفع وثيرة تطور الكرة النسوية».
عابد أوبنعيسى مدرب الـمنتخب الوطني النسوي: ماذا ننتظر من لاعبات لا يتدربن طيلة 8 أشهر؟؟
كشف عابد أوبنعيسى مدرب الـمنتخب الوطني لكرة القدم النسوية عن واقع الممارسة في البلد والتي يصورها واقع عرين اللبؤات، وتحدث لــ «المنتخب» عن ظروف إشتغاله والمشاكل التي يعاني منها لتشكيل منتخب مغربي قوي قادر على ركوب قطار التحدي والصمود في وجه التيارات الخارجية.
الناخب الوطني وضع الأصبع على الداء الذي يشكو منه فيلقه وتطرق للعطل الذي يحول دون تطور كرة الجنس اللطيف في شمال إفريقيا، داعيا الجميع للتوحد والعمل مع توفير كافة سبل التنظيم القار للبطولة المحلية وفتح ورش تحسين شروط الممارسة المنتِجة.
- بصفتك ناخبا وطنيا ما أهم المشاكل التي تواجهك في مهامك مع المنتخب النسوي؟
«المشاكل التي أجدها كناخب وطني هي ذات المشاكل التي تعاني منها الأندية والفرق الوطنية وهنا الحديث عن قلة التنافسية وضعف الإمكانيات وعدم جاهزية اللاعبات، فكيف يُعقل أن البطولة المحلية متوقفة منذ يونيو من العام الماضي ودخلنا تصفيات كأس أمم إفريقيا بمجموعة فاقدة لإيقاع التنافسية بل وبلاعبات لم يتدربن لقرابة 8 أشهر، هذا مشكل كبير حاولنا التغلب عليه بتنظيم معسكرات لرفع منسوب اللياقة والبحث عن بعض المباريات للإحتكاك لكن يبقى المنتخب الوطني النسوي صورة تلخص واقع الممارسة في الأندية المحلية».
- في ظل إنعدام التنافسية، ما هي المعايير التي إخترت بها اللاعبات لدخول غمار تصفيات «الكان»؟
«حاولت الحفاظ على نواة المجموعة ولم أقم بتغييرات كثيرة عن الـمنتخب الذي خاض المباريات الدولية السابقة، بحكم معرفتي الجيدة بجل اللاعبات أردت الإبقاء على نفس العناصر اللواتي تشكلن الدعامة الأساسية للمنتخب الوطني بغية الإبقاء على روح الإنسجام بينهن داخل وخارج أرضية الملعب».
- لكن الـمنتخب الوطني بحاجة لتجديد الدماء ومنح الفرصة للاعبات أخريات قد يمنحن الإضافة لعرين اللبؤات..
«بالفعل ولهذا الغرض قمت بزيارات لمختلف أنحاء المغرب لتفقد أحوال بعض اللاعبات الصاعدات والتنقيب عن مواهب جديدة شابة قادرة على حمل قميص الـمنتخب الوطني، أنا على تواصل معهن وأبحث دائما عن الجديد لكن كما قلت من الصعب الإشتغال في ظروف صعبة أهمها غياب بطولة محلية لفترة طويلة جدا وتواجد اللاعبات في منازلهن عوض مراكز التداريب والملاعب».
- دول شمال إفريقيا متشابهة من حيث أسلوب اللعب وغارقة في بحر من المشاكل، هل هذه الأشياء وحدها هي التي تخلق الفارق مقارنة مع دول إفريقيا جنوب الصحراء؟
«المغرب وتونس والجزائر في الهم سواء ومصر مهمومة أكثر في ظل الظروف السياسية الصعبة في البلاد، نحن دول شمال إفريقيا نتخبط في مشاكل ضعف الإمكانيات وغياب الدعم وعدم الإهتمام بكرة القدم النسوية، نمتلك بطولات محلية ضعيفة ونعاني من قلة التنافسية واللاتوازن بين الفرق وهو ما يفسر نهاية بعض المقابلات بحصص ثقيلة جدا، وكل هذه العوامل وأشياء أخرى تجعل من دول شمال إفريقيا متقاربة المستوى ومتوحدة فيما يخص المعاناة وقلة الإمكانيات وظروف الممارسة الصعبة».
- وماذا عن دول إفريقيا جنوب الصحراء الرائدة قاريا وعالميا..
«فرق شاسع وهوة كبيرة بيننا وبين دول كنيجيريا وغانا والسنغال وغينيا والعديد من البلدان الرائدة على مستوى كرة القدم النسوية، أولا الإهتمام مكثف وكافٍ والدعم متواجد للرقي بكرة قدم الجنس اللطيف، البطولات قوية ومحترفة وتشهد تنافسية عالية ومنافسة ضارية بين اللاعبات والفرق وهو ما ينعكس إيجابا على الـمنتخب الوطني، بالإضافة إلى العامل البدني حيث تتميز اللاعبات من بشرة سوداء بقوة جسمانية كبيرة جدا تمكنهن من خوض كل المقابلات بإيقاع عالٍ من البداية حتى النهاية، مع الإشارة إلى إحتراف العديد من اللاعبات الإفريقيات في بطولات أوروبية وأمريكية تمارس فيها بطلات العالم ولاعبات أقوى المنتخبات، فهل تنتظر من لاعبات إفريقيات يحترفن في الولايات المتحدة الأمريكية مثلا أن يجدن صعوبات في هزم لاعبات هاويات يعانين من غياب أبسط شروط الممارسة».
- هل من حلول أو إقترحات للنهوض بكرة القدم الوطنية وتقوية الـمنتخب الوطني النسوي حتى يصمد ولو قليلا في وجه التيارات الخارجية؟
«أولا علينا تنظيم بطولة وطنية ثابتة ومستقرة كل موسم وبالتالي عدم السقوط في العطالة لفترة طويلة جدا، الإمكانيات ضعيفة إلى شبه منعدمة والفرق لا تجد حتى أبسط الأشياء للتدرب كالكرات والملاعب والأقمصة، العديد من اللاعبات غير متحمسات أو يهجرن اللعبة لغياب الدعم والمساندة ماديا ومعنويا، فأنا كناخب وطني أجد فريقي أحيانا بمراكز بدون لاعبات أو بدون دكة بدلاء كما حدث معي في المباراة الأخيرة أمام الجزائر، أعتقد أنه يجب النهوض بكرة القدم الوطنية على كافة المستويات ويجب إحياء بطولات شمال إفريقيا والبطولة العربية لخلق أجواء تنافسية تضمن لنا على الأقل خوض 8 مباريات دولية سنويا، وأتمنى صادقا أن تتحسن الظروف على صعيد الأندية والبطولة بغية الرقي بسمعة كرة القدم الوطنية النسوية قاريا وعربيا من خلال الـمنتخب الوطني».