في ثاني موسم له مع الوداد نجح الهداف الغابوني ماليك إيفونا في سرقة الأضواء من جميع أجانب البطولة الإحترافية و هو يتوج موسمه الناجح بالتتويج بلقب هداف البطولة الإحترافية، وبتوقيعه للثلاثية الثانية في مرمى الحسنية حسم المنافسة مع ياجور لصالحه، ماليك أبدى سعادته بهذا الإنجاز لكنه وبكل تواضع رفض أن ينسب له لوحده، مؤكدا بأن جميع لاعبي الوداد ساهموا في هذا الإنجاز الذي يحسب لهم، وفي خضم الإحتفالات الودادية بهذا التتويج انفردت جريدة «المنتخب» بلقاء مع النجم الغابوني والهداف المرعب ليعبر عن ارتساماته وكذا أهدافه ومدى إمكانية استمراره مع الفريق الأحمر في الموسم المقبل، ومواضيع أخرى نترك لكم قرائنا الأعزاء فرصة الإطلاع عليها في هذا الحوار. 

- المنتخب: توجت هذا الموسم بأول ألقابك مع فريق الوداد، فماذا عن شعورك بهذا التتويج؟
إيفونا: كجميع الوداديين فأنا أحس بسعادة كبيرة وبفرحة عارمة، لقد بذلنا مجهودات كبيرة، فهذا اللقب يعني الشيء الكثير بالنسبة لنا كلاعبين وكجمهور، وبالنسبة لكل الأسرة الودادية، فبعد موسم حافل من العطاء توجنا هذه المسيرة الموفقة والناجحة بهذا اللقب الذي نهديه لجماهيرنا الغفيرة التي ساندتنا من بداية الموسم إلى نهايته و تنقلت معنا لمختلف المدن المغربية، وكانت بالفعل السند الحقيقي لنا سواء داخل الميدان أو خارجه.
- المنتخب: ساهمت بقسط وافر في تتويج فريقك باللقب من خلال تسجيلك للعديد من الأهداف التي مكنتك من الفوز بلقب الهداف، فكيف ترى هذا الإنجاز؟
إيفونا: كل اللاعبين ساهموا في هذا التتويج بدون استثناء، فمجموع 23 لاعبا يحسب لهم هذا الإنجاز، ومن دونهم لم يكن بإمكاننا التتويج بهذا اللقب، كما لم يكن بإمكاننا تسجيل هذا العدد من الأهداف، لقد بذلت مجهودات كبيرة على جميع المستويات، وكل اللاعبين كانوا في المستوى وقدموا الغالي والنفيس للحفاظ على صدارة الترتيب منذ الدورات الأولى من البطولة، الموسم كان طويلا وشاقا وصعبا في نفس الوقت خضنا مباريات قوية، وكانت المنافسة شرسة من باقي الأندية، لكن بفضل العزيمة والإصرار تحدينا كل الصعاب، وأنهينا البطولة في المرتبة الأولى وحققنا طموحات وآمال جماهيرنا العريضة التي استحقت بدورها هذا التتويج وهذه الفرحة.
- المنتخب: أنت في موسمك الثاني مع الوداد لكن الأكيد أن هذا الموسم يختلف عن الموسم السابق، فماذا تغير بين الأمس واليوم؟
إيفونا: هذا الموسم أفضل من حيث النتائج ومن حيث الأجواء التي سادت داخل الفريق، لقد عملنا كمجموعة متجانسة، وكان الهدف الأساسي هو مصلحة الفريق التي تعلو فوق باقي المصالح الشخصية، لقد كان التخطيط محكما وجيدا، وتوفرت جميع الظروف الملائمة للعمل، ومن الطبيعي أن نجني في الأخير ثمار هذا العمل الإحترافي الذي ساهمت فيه كل مكونات فريق الوداد من لاعبين وجمهور ومسيرين وطاقم فني وطبي.
- المنتخب: تميزت مسيرة الوداد بثلاثية ماليك وفابريس وكوني، ألا ترى بأن انسجامكم كان واحدا من أسرار تألق الوداد؟
إيفونا: الوداد فريق متكامل ومتجانس في جميع الخطوط، وكل لاعب يقوم بالدور المنوط به، فلا يمكن أن نرجع النتائج الإيجابية لعناصر معينة لأن الجميع يساهم فيها وكل فرد من المجموعة يقوم بالدور المنوط به، فقد أسجل هدفا لكن حينما لا يقوم الدفاع والحارس بواجبه فقد نقبل أهدافا ونخسر المباراة وكذلك الشأن بالنسبة لباقي اللاعبين، وحينما لا أتوصل كذلك بتمريرة من لاعب آخر فإني لن أتمكن من التسجيل، وهذا الموسم كان هناك عمل جماعي، وباعتبارنا ثلاثي محترف أتمنى أن نكون بالفعل قد منحنا الإضافة المرجوة لفريق الوداد، لا أنكر أن هناك تفاهما بيننا سواء داخل الملعب أو كذلك خارجه، والمدرب توشاك استغل هذا المعطى بشكل جيد لما فيه مصلحة المجموعة.
- المنتخب: تلقيت في البداية بعض الإنتقادات خاصة بعد تضييعك لأهداف سهلة، لكن ردك على هذه الإنتقادات كان في الوقت المناسب فكيف تقبلت هذه الإنتقادات؟
إيفونا: كل المهاجمين في كل بقاع العالم يضيعون الفرص السهلة في كثير من الأحيان وذلك لسبب من الأسباب وهذه هي كرة القدم فلا يمكن أن تسجل دائما، وفي بعض الأحيان لا تكون في يومك وقد يخونك الحظ كذلك، كما قد يبتسم لك وتسجل أهداف مستحيلة.
ونحن كلاعبين لا نتعمد تضييع الفرص، ومنتهى سعادتنا حين نتمكن من التسجيل وإدخال الفرحة لقلوب الجماهير، وشخصيا أتقبل الإنتقادات لأنها تدفعني لبذل مزيد من الجهد لتطوير مؤهلاتي الهجومية وقدرتي التهديفية.
- المنتخب: هل ستستمر مع الوداد، أم أنك تفكر في مغامرة احترافية بأوروبا مثلا؟
إيفونا: لدي عقد مع فريق الوداد يمتد لخمس سنوات انقضت منه سنتان وكلاعب محترف فأنا أحترم هذا العقد الذي يربطني بالفريق، حاليا لا أملك أي جواب عن هذا السؤال، فالمكتب المسير هو الذي يملك الصلاحية في اتخاذ القرار الذي يراه في مصلحة الطرفين.
- المنتخب: هذا الموسم كنت أكثر فعالية من الموسم الماضي، فهل أنت مقتنع بما قدمته لفريق الوداد؟
إيفونا: في الموسم الأول وجدت بعض الصعوبات في البداية وكنت بحاجة لبعض الوقت من أجل التأقلم مع الأجواء الجديدة ومع خصوصيات البطولة المغربية، سجلت حوالي ستة أهداف وكمهاجم لم أكن مقتنعا بما قدمته لأني كنت واثقا من قدرتي على تقديم الأفضل وتسجيل عدد أكبر من الأهداف، إنتهى الموسم وخرجنا خاوي الوفاض وبدون لقب وهذا يجعلك تحس بنوع من الحسرة، لكن الظروف لم تكن مساعدة، وهذا الموسم تغيرت الكثير من الأشياء داخل الفريق والأمور سارت في اتجاه أفضل وكانت الأجواء ملائمة ومساعدة على العمل، التتويج بلقب البطولة وكذا بلقب الهداف يجعلني أحس بنوع من الإرتياح لكوني ساهمت بدوري في هذا الإنجاز الذي أسعد كل الجماهير الودادية.
- المنتخب: الجمهور الودادي كان وجها قويا لعملة النجاح، أليس كذلك؟
إيفونا: إذا ما قلنا أن الوداد استحق هذا اللقب عن جدارة فذلك معناه أن الموسم كان مميزا بالنسبة لنا، فقد عشنا لحظات جميلة واحتفالات رفقة الجماهير الودادية التي كانت بالفعل السند الحقيقي  للفريق، فالجمهور هو  بالفعل كلمة السر في كل النتائج الجيدة التي حققها الوداد سواء داخل الميدان أو خارجه، لقد كان المحفز الرسمي للاعبين وكان رائعا بتنقله بكثافة خارج مدينة الدارالبيضاء، ومن منبركم هذا أشكره على دعمه للفريق ككل وأيضا على تشجيعه لي شخصيا منذ أن التحقت بفريق الوداد و ديما ديما وداد.
- المنتخب: أيهما أغلى بالنسبة لك لقب البطولة أم لقب الهداف؟
إيفونا: بالقطع أي لاعب يمنح القيمة الأكبر للقب الجماعي قبل اللقب الفردي، فعندما يقال أنني توجت بلقب البطولة الإحترافية المغربية مع الوداد فإن ذلك يحدث وقعا كبيرا في السيرة الذاتية لي أكثر مما يحدثه من وقع تتويجي بلقب الهداف، ولكن دعني أقول لك أنني أكثر اللاعبين سعادة من أنني جمعت بين الحسنيين، أن أتوج بأول لقب لبطولة مغربية مع الوداد وأيضا أن أفوز بلقب الهداف، ولو أن كرة القدم كلعبة جماعية تفرض القول أن الفوز بأي لقب كان جماعيا أو فرديا الفضل فيه يعود لكل مكونات الفريق.
-  المنتخب: إذا ما بقيت لموسم آخر مع الوداد سيكون الرهان القادم بلا شك هو عصبة أبطال إفريقيا؟
إيفونا: أعيد التأكيد على أنني مرتبط مع الوداد لخمسة مواسم وسيكون الموسم القادم هو الموسم الثالث لي وبالطبع إذا ما سارت الأمور في اتجاه بقائي ودادي، وهذا ما أتمناه بالطبع، فإن الرهان الأكبر سيكون بكل تأكيد هو أن ندخل عصبة أبطال إفريقيا برهان الفوز بلقبها، فما أعرفه أن الوداد فاز للمرة الأولى والأخيرة بلقب أبطال إفريقيا سنة 1992 وكان قريبا من لقبه القاري الثاني سنة 2011 عندما نازل الترجي التونسي وخسر أمامه، اليوم لنا كل الإمكانيات البشرية واللوجستيكية من أجل أن ننافس بقوة على هذا اللقب القاري، لذلك أرجو أن تكون تحضيراتنا البدنية والتقنية وانتدابات الفريق مركزة بالأساس على هذا الهدف الذي بات الحلم القادم لكل الجماهير الودادية.
- المنتخب: هل أنت محظوظ باللعب لفريق بقيمة الوداد؟
إيفونا: من يقرأ تاريخ الوداد قديمه وحديثه، ومن يشاهد جماهيره الشغوفة ومن يعيش الأجواء التي عشتها شخصيا سيقول بالطبع على أنه شرف لأي لاعب أن ينتمي لقبيلة الوداد وأن يحمل القميص الأحمر، لذلك أنا سعيد غاية السعادة بهذه التجربة، وأتمنى في المستقبل أن ألعب محترفا لناد أوروبي إن كتب لي مغادرة الوداد.
- المنتخب: لم نتحدث كثيرا عن كل الذي مرره لك المدرب توشاك؟
إيفونا: من حظي وحظ كل زملائي أننا اشتغلنا مع مدرب بمرجعية وقيمة وتاريخية جون توشاك، فهذا الرجل عركته التجارب وعاش مع كبريات الأندية الأوروبية وعلى يده تخرج لاعبون كبارا، لذلك فإن وجوده في الوداد كان عنصرا إستراتيجيا من عناصر نجاحنا هذا الموسم، لقد حظيت بثقته في أحلك الظروف، فقد كان على الدوام إلى جانبي يقدم لي النصح ويقوي عزيمتي ويشجعني على عبور فترات الفراغ التي يعيشها أي لاعب، وأعتقد أن القوة الهجومية التي أبرزناها كمجموعة تدل على أن هناك عملا كبيرا أنجز في العمق وأن هناك فلسفة لعب واضحة المعالم وضع أسسها المدرب توشاك، الذي لا أشك في أن إستمراره لموسم آخر مع الوداد وهو الذي اكتملت رؤيته عن الكرة المغربية، سيمكن الوداد من الذهاب إلى أبعد مدى وتحقيق مزيد من البطولات والألقاب.

ADVERTISEMENTS

حاوره: إبراهيم بولفضايل