وليد قال لنا لا تستهينوا بالخصم وكونوا رجالة أمام المغاربة
نريد تكرار سيناريو 2010 لندخل خانة الأندية الإفريقية الكبيرة
قوتنا هي أن «لي دخل كيقضي الغرض»
الفوز بلقب البطولة هو رهاننا هذا الموسم

مراد باتنا واحد من الجواهر التي يتوفر عليها الفتح الرباطي، واحد من نجوم البطولة بلا منازع، «فكاك الوحايل» في كثير من المناسبات، أمام الميناء الطوغولي كان باتنا عريسا عندما سجل هدفين من أصل الثلاثة التي فاز فيها الفتح وهي حصة مطمئنة للغاية قبل إجراء مباراة الإياب.
في هذا الحوار نستعيد بعضا من شريط هذه المباراة والفوز الكاسح لفارس العاصمة مع (نيمار الفتح) كما يحلو للفتحيين المناداة عليه، كيف عاش أجواء الفوز الأول في المشوار الإفريقي، وهل بإمكانه إعادة نفس سيناريو عام 2010 عندما فاز الفتح بكأس (الكاف) على عهد المدرب حسين عموتا؟
مراد باتنا فتح قلبه لــ «الـمنتخب» وتحدث بصراحته المعهودة بلا مراوغة والتي يجيدها في الميدان، تابعوا التفاصيل: 
الـمنتخب: تفوزون بحصة عريضة على الميناء الطوغولي، كيف عشتم أجواء هذه المباراة؟
باتنا: بكل صدق هي نتيجة مطمئنة للغاية، بحيث كان من المفروض أن نفوز بحصة عريضة حتى يكون الإياب مريحا شيئا ما، خاصة وأننا عشنا التجربة الإفريقية ونعرف طقوسها وأجواءها، في إعتقادي هذا هو الحل الأنسب لضمان التأهل، وهذه هي المعطيات التي إشتغلنا عليها مع المدرب وليد الركراكي طيلة الاسبوع الذي قمنا فيه بالتحضيرات لهذه المباراة، الفوز كان منطقيا ونستحقه لأننا كنا الافضل على رقعة الميدان، وأود أن أهنئ اللاعبين على الصورة التي قدموها في هذه المباراة والتي تشرف الكرة المغربية على الواجهة الإفريقية.
الـمنتخب: واجهتم خصما مجهولا كيف تعاملتم معه وما هي التعليمات التي قدمها لكم المدرب وليد الركراكي؟
باتنا: صحيح واجهنا خصما مجهولا لم نكن نعرف عنه شيئا، لكن المدرب وليد الركراكي بمعرفته وخبرته أكد لنا بأنه لا يجب إستصغار الخصم وعلينا التفكير في كوننا سنواجه فريقا قويا، وهذا ما عملنا به، والحمد لله عرفنا كيف نتأقلم سريعا مع المباراة وندخل أجواءها بسرعة برغم فترة الفراغ التي عشناها في الدقائق الأولى للمباراة، إذ أن الخصم نهج خطة دفاعية خوفا من أن يتلقى الأهداف مبكرا ما صعب علينا المأمورية في الوصول مبكرا للشباك، ولكننا عرفنا كيف نخرجه من قوقته من خلال التسربات الجانية وإختراق منطقة العمليات بالمراوغات الفردية التي كانت سلاحنا في إرباك الخصم الذي لم يظهر بالصورة التي كنا نتوقعها.
الـمنتخب: سجلت هدفين من أصل الثلاثة في هذه المباراة، هل تتطلع للقب هداف إفريقي في هذه المسابقة إذا ما واصل فريقكم المشوار فبها؟
باتنا: هذا حلم أي لاعب، المهم بالنسبة لي هو أنني أسعدت الجماهير الفتحية وكل مكونات الفريق، وأملي كما هو أمل كل اللاعبين هو السير بعيدا في هذه المسابقة لكون الفتح يتوفر على لاعبين مميزين، وأصحاب خبرة ومهارات فنية عالية، وما يساعدنا على هذا هو المدرب وليد الركراكي بحكم أنه قريب منا شيئا في السن وله نفس تفكيرنا وعقليتنا، ويتعامل معنا بعقلية إحترافية، وهذه هي قوتنا كلاعبين.
الـمنتخب: هل الثلاثية التي سجلتموها على الفريق الطوغولي مطمئنة في مباراة الإياب؟
باتنا: هي مطمئنة نسبيا، لكننا سنذهب للومي للدفاع عن حظوظنا في ضمان التأهل للدور الثاني، وسنأخذ كل الحيطة والحذر من هذه المباراة، لكون الفريق الخصم سيسخر كل إمكانياته لتجاوز الأهداف الثلاثة، نعرف الأجواء التي ستجرى فيها مباراة الإياب، لكننا سنتعامل معها بذكاء حتى نضمن الرهان الذي سطرناه مع المدرب وليد الركراكي.
الـمنتخب: تعرفون أن الفتح كان بطلا لكأس (الكاف) عام 2010، هل هذا يشكل لكم ضغطا لإعادة نفس الإنجاز؟
باتنا: الفتح فريق كبير، وله تاريخ مجيد، لغته اليوم أصبحت هي الفوز بالألقاب، وبالتالي أي منافسة نشارك فيها إلا ويكون تفكيرنا هو اللقب، كل اللاعبين يشتركون في هذا الرهان، إن شاء الله سنسير في هذا الإتجاه للدفاع عن صورة الكرة المغربية التي يجب أن تعود للواجهة الإفريقية وللألقاب الإفريقية بوجود إمكانيات جيدة لدى الفرق الوطنية ودخولنا لعالم الإحتراف في سنته الرابعة، والواقع أصبح اللاعب المغربي يتوفر على كل حقوقه ومن أوجب الواجبات أن يجتهد ليكون في مستوى التطلعات.
الـمنتخب: إذن أنتم مهيؤون لإعادة سيناريو 2010؟
باتنا: هذه هو حلمنا جميعا كطاقم تقني ولاعبين، لأنه كما قلت لك نحن نتوفر على تركيبة بشرية مهمة وجل اللاعبين يعرفون الأجواء الإفريقية وسبق لهم أن خاضوا منافسات كأس عصبة أبطال إفريقيا، وكأس (الكاف) بمعنى أن هناك معرفة مسبقة بالأجواء الإفريقية وهذا هو المهم، بالنسبة لنا هو أن نخوض لقاء بلقاء بعيدا عن الضغط.
الـمنتخب: أمام المستوى الذي تظهر عليه في البطولة أصبحت مطلوبا من طرف العديد من الأندية، ما هي إنطباعاتك في هذا الصدد؟
باتنا: هذا شعور خاص يشعر به أي لاعب، بعد أن يجتهد ويكد ويصل إلى قلوب الجماهير، صحيح توصلت بعدة عروض لكنني فضلت البقاء مع الفريق لكوني وجدت فيه راحتي، وإذا جاءني عرض في المستوى المطلوب بكل تأكيد سيقف بجانبي المكتب المسير ويسهل عملية إنتقالي، فضلت البقاء بالبطولة  لمدة أكبر، للاستعداد أحسن، تعلم أن الإحتراف خارج أرض الوطن يتطلب عددا من الأشياء، فلا يكفي أن أوقع لناد أجنبي ثم أعود للوطن سنة أو سنتين بعد ذلك. أردت أن أتكون أكثر وأن أجني خبرة كافية تخول لي الانتقال إلى ناد أجنبي، بعد ذلك، وإذا جاءني عرض في المستوى المطلوب بكل تأكيد سيقف بجانبي المكتب المسير ويسهل عملية إنتقالي، عقدي ما زال ساري المفعول لغاية سنة إضافية مع الفتح الرباطي.
الـمنتخب: الفتح الرباطي يعيش مرحلة جديدة، كيف تقرأ مرحلة المدرب وليد الركراكي؟
باتنا: الجميع يعرف مشوار الإطار الوطني وليد الركراكي عندما كان لاعبا دوليا في صفوف الفريق الوطني، وأيضا عندما لعب للعديد من الأندية الفرنسية وخوضه لتجربة مدرب مساعد للناخب الوطني السابق رشيد الطوسي، كل هذه المحطات  شكلت إضافة كبيرة للفتح الرباطي، وأظن بأن البداية كانت موفقة مع هذا المدرب سواء في البطولة الإحترافية أو في منافسات كأس العرش، عندما فزنا باللقب وإن شاء الله فالفتح سيقول كلمته هذا الموسم برفقة المدرب وليد الركراكي، الذي  هو الآخر قيمة مضافة للفريق من خلال تجربته وخبرته، والواقع إنسجمنا مع عمله التقني، وأنتم تعرفون أن لكل مدرب فلسفته، وإن شاء الله سنكون في المستوى المطلوب عند نهاية الموسم.
الـمنتخب: هل تعد جمهور الفتح بلقب لطالما انتظره؟ 
باتنا: على الجمهور أن يساندنا وأن يأتي لمؤازرتنا في المباريات التي نخوضها، لأنه سند مهم للفريق. فالفريق الكبير يجب أن يتوفر على جمهور كبير كذلك، اللاعبون عازمون على تحقيق أهداف الفريق وأبرزها الفوز بلقب البطولة وبمساندة الجمهور سنكون أقرب إلى تحقيقه، إننا متحمسون بمركب مولاي الحسن، من أجل تقديم طبق كروي يليق بسمعة الفتح الرباطي، خاصة أن أرضيته باتت في حلة جديدة تغري بلعب كرة القدم وتقديم أداء جيد، وهو ما سيساعدنا على المنافسة على لقب البطولة في الموسم الجاري. ونأمل أن نجد دعما ومساندة من قبل جماهيرنا، والتي حجت بكثافة لمؤازرتنا في المباراة الأخيرة ضد الميناء الطوغولي..
الـمنتخب: برأيك هل يستطيع الفتح هذا الموسم خلق الحدث لتحقيق الإزدواجية؟
باتنا: كل السيناريوهات ممكنة، نحن نلعب كرة حديثة، ولا نعيش تحت وطأة الضغط كباقي الأندية، وسنحاول في المباريات المتبقية تدبير لقاء بلقاء، حسب توجيهات المدرب، نطمح إلى الصعود للمرة الثانية إلى منصة التتويج وسنتشبث بالحلم.
أما على مستوى الواجهة الإفريقية، فالمباريات الأولى ستحدد مشوارنا، خصوصا أن الجميع يعي صعوبة اللعب بالأدغال الإفريقية والنقاط السوداء التي يمكنها أن تؤثر فينا، وسنقاتل بكل طاقتنا لإثبات أن الفتح الرباطي سيعود إلى مقارعة الكبار، بعد غياب دام لثلاثة مواسم.
الـمنتخب: لكن فريقكم لا يستقر على تشكيلة موحدة، ألن يؤثر هذا الوضع على أدائكم فيما تبقى من دورات؟
 باتنا: لا أظن ذلك، كل لاعب يقوم بواجبه كلما يتم الإعتماد عليه من طرف المدرب وليد الركراكي، نحن ننافس بجدية على لقب البطولة هذا العام، بدليل إحتلالنا المركز الثالث في بطولة الموسم الجاري، وهو مركز أفضل مما بلغنا في الموسم الماضي كما أن الرتبة الثالثة تعد في حد ذاتها حصيلة إيجابية، سيما أن هناك فرقا وطنية أبدت إستعدادها جيدا للمنافسة على اللقب وأخص بالذكر الوداد البيضاوي والكوكب المراكشي والرجاء البيضاوي. 
الـمنتخب:  ما سر قوة الفتح الرباطي؟
 باتنا: قوتنا تتجلى في اللعب الجماعي والإنسجام على مستوى جميع الخطوط، فما يهمنا هو كسب ثلاث نقاط بغض النظر عن الأداء، والذي يتحقق بعد مرور الدورات طبعا، للفتح خزان من اللاعبين، بإمكانهم تعزيز صفوفه في أي لحظة، وطبعا ذلك يندرج في سياق سياسة المكتب المسير الرامية إلى الإهتمام بالتكوين
الـمنتخب: هل ما زلت تتطلع إلى اللعب للأسود؟
باتنا: هذه أمنية أي لاعب، وشخصيا سأكون سعيدا للغاية لو تمت عليّ المناداة للعب المباراة الودية للمنتخب الوطني ضد منتخب الأورغواي، سيكون شيء رائع للغاية، وهذا الحلم يتطلب الإجتهاد والعمل والمثابرة، سأسعى إالى تحقيق هذا الهدف المنشود الذي يبقى حلما مشروعا وأمنية غالية لدى أي لاعب.
الـمنتخب: ماذا تقول في كلمة ختامية؟
باتنا: أشكركم على هذه الإستضافة وأتمنى لفريقي الفتح الرباطي التوفيق هذا الموسم حتى ينافس على كل الألقاب لقب البطولة الإحترافية الذي يفتقده الفريق، ثم كأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم  الذي كان الفتح قد فاز به عام 2010، هذا هو رهاننا هذا الموسم، بعد الفوز بكأس العرش الذي فتح لنا المجال للمنافسة على باقي الألقاب.

ADVERTISEMENTS

حاوره: جلول التويجر