الدرع مشروع قائم
هناك من حاول إسقاط رأسي من الرجاء
اعترف المدرب التونسي فوزي البنزرتي بصعوبة الفترة الأخيرة التي أمضاها داخل الرجاء وخاصة تلك التي لم تسعفه من خلالها النتائج بالبطولة الإحترافية.
البنزرتي قال أن هناك من سعى لإسقاط رأسه وتحينوا الفرصة لإجهاز عليه وعلى أنه فطن للعبة مبكرا، في الحوار التالي يتحدث البنزرتي عن قيمة الإنتصار أمام المغرب الفاسي وعن حظوظ الفريق في المنافسة على لقب البطولة وعصبة الأبطال الإفريقية وعن حقيقة إشهاره للفيطو في وجه اختيارات بنعبيشة للاعبي النسور الخضر لحضور مباراة الغابون الودية.
المنتخب: حققت فوزا قيصريا بالبطولة الإحترافية على حساب المغرب الفاسي، كيف تفاعلت مع الحدث بعد طول انتظار على المستوى المحلي؟
فوزي البنزرتي: لقد كنا بحاجة لانتصار في تلك المباراة وذلك لطرد النحس من بيت الفريق، في فترة من الفترات راودني شعور أن روحا شريرة تسكن الفريق بسبب سوء الطالع والإستعصاء الذي لازمنا.
هو انتصار مفيد من الناحية المعنوية وانتصار أعاد الثقة للمجموعة وزكى ما قدمناه من مجهود خلال مبارتي عصبة الأبطال.
المنتخب: تعرضت للطرد خلال هذه المباراة، كان التوتر باديا عليك، هل بدأ الضغط يرتفع عليك السي البنزرتي؟
فوزي البنزرتي: من يعرفونني بتونس يعرفون أني رجل أتجاوب مع الضغوط وأتجاوب كثيرا مع اللحظات الصعبة والمباريات التي تكون محمولة على توتر كبير.
قبل مباراة المغرب الفاسي أحسست أن هناك من يتربص بي ويطالب برأسي وهذه أمور لا يحس بها إلا من هو موجود في قلب الحدث وفي المعمعة.
لا يمكن أن أسمي أو أن أتكهن بمن المستفيد أو المتحين لفرصة سقوطي، لكن هذا هو الواقع لذلك تحملت قليلا من الضغط خلال هذه المباراة.
المنتخب: قدم الفريق وجها راقيا بمونديال الأندية وعكسه في عصبة الأبطال، لكنه تعذب في البطولة، ما السر في التناقض الحاصل على مستوى الفاعلية والظهور؟
فوزي البنزرتي: أشكرك على إثارة هذا السؤال، لأنه يبرر قيمة الفريق وقيمة المجهود الذي نبذله على أكثر من جبهة، تألقنا بالمونديال وفي عصبة الأبطال حيث المباريات تحكم على المغلوب بالخروج.
في لقاءات البطولة المنافسين يواجهون الرجاء الذي يحمل صفة العالمي والفريق الذي تألق بهذه المسابقة ويجندون كل أسلحتهم للصمود في وجهه وهنا يكمن الفارق.
سنحاول تأكيد نفس الصورة في كل المسابقات وهو ما يتطلب منا مجهودات لا أراها سهلة في المجموع.
المنتخب: في ظل الوضع الحالي للفريق، هل يملك الرجاء حظوظا للمنافسة والدفاع على لقبه؟
فوزي البنزرتي: بطبيعة الحال ولأجل ذلك أنا هنا بهذه المهمة، لست من النوع الذي ينهج الحذر في تصريحاته ولا تعليقاته ولا من النوع الذي يختبئ خلف المشاكل لإبعاد الأنظار عن فريقه.
الرجاء فريق ألقاب وبطولات والدرع رهان قائم وسنقاتل لأجله حتى الدورة الأخيرة ولا يوجد ما يمنعنا من مواصلة السعي نحو تحقيقه.
الترتيب الحالي للرجاء والمباريات المتبقية تتحدث عن حظوظ متساوية بين الجميع والرجاء لم يقل كلمته بعد والإنتصار أمام المغرب الفاسي صحح وضعنا نسبيا.
المنتخب: التأهل للدور القادم في عصبة الأبطال الإفريقية لا شك أنه حلقة أخرى من حلقات زيادة الثقة للمجموعة؟
فوزي البنزرتي: الفوز بسيراليون تحديدا وفي ظل الظروف التي قاومناها من شأنه أن يمنحنا الثقة التي نحتاجها ويضع اللاعبين في الصورة الصحيحة لحجم الإكراهات التي تعترضهم.
في إفريقيا الوضع مختلف بعض الشيء و على الجميع أن يكون واعيا بهذه الإحاطات وأن لا يعيشوا في الخيال حتى لا يصدموا بالواقع المر.
المنتخب: ما الذي تقصده من خلال هذه القراءة؟
فوزي البنزرتي: ما قصدته هو ما بلغته للاعبين فور وصولنا لسيراليون، حيث اصطدمنا بملعب تداريب من النوع الرديئ وملعب رسمي لا يرقى لمواصفات الملاعب التي تعودوا عليها ورفضت رفضا مطلقا أن نغير الملعب لأن هذا هو النوع من الملاعب التي سنصطدم بها في القادم من الإستحقاقات.
هناك فنادق رديئة وظروف إقامة أقل ما توصف به بالسيئة للغاية وبالتالي أنا من النوع الرافض لأن نتعايش مع ظروف غير واقعية ومن يريد الفوز بعصبة الأبطال عليه أن يتحول لوحش كاسر يتأقلم مع كل هذه الإكراهات.
المنتخب: تواجهون بالمحطة القادمة فريق حورية كوناكري الغيني هل من قراءة لهذه المباراة؟
فوزي البنزرتي: هي مباراة صعبة أمام فريق بتجربة قارية محترمة والشيء الذي يبعث على الإرتياح هو أننا سنخوض مباراة الإياب بالدار البيضاء.
هناك حاجزان كي نصل لدور المجموعات وإذا توفقنا في إقصاء حوريا كوناكري هناك الصفاقسي وأنا اعرف قيمة الصفاقسي وهو ما جعلني أؤكد سابقا على أن «الكاف» وجه هذه القرعة لأن الجيش كان سيصطدم بالترجي وما علينا سوى أن نقبل بالواقع ونتصدى له.
المنتخب: ما حقيقة رفضك لاستدعاء لاعبين من الرجاء للمنتخب الوطني لمواجهة الغابون وديا؟
فوزي البنزرتي: لا ليس صحيحا، وليس بعد كل هذه السنوات والشيب الذي غزا الرأس أسقط في خطإ من هذا النوع لأني حين أصرح بشيء فبعد دراسته من كافة الجوانب.
إحترامي الكبير لخصوصيات الكرة المغربية وللمنتخب المغربي ومدربه بنعبيشة، تفرض عليّ أن أراقب عن بعد وأن لا أتعدى الإطار المسموح به، لذلك لم يصدر مني شيء من هذا النوع لكوني لست وصيا على أحد.
المنتخب: لكن ما تردد هو كون بنعبيشة باشر فعلا تغيير بعض أسماء الرجاء بعد الضغط الذي قابله؟
فوزي البنزرتي: إذا كان بنعبيشة قد أقدم فعلا على أمر كهذا فلست المعني به ولا علم لي بمستجداته، ما يمكن أن أقوله لو استفسرني شخص عن جاهزية لاعبي الرجاء هو أن أقول له أنهم عانوا كثيرا ولم يرتاحوا والإرهاق هو منافسهم الأول وهو ما يتطلب منا كطاقم تقني أخذ بعين الإعتبار هذه العوامل في المباريات القادمة لتحقيق الأهداف المسطرة.
المنتخب: لا شك وأنك تفكر في كل هذه الرهانات تفكر في لقاء الديربي؟
فوزي البنزرتي: من السابق لأوانه الحديث عن الديربي، في مسيرتي خضت عدد كبير من الديربيات وعدد من المباريات الحارقة ولا أفكر إطلاقا في مواجهة الوداد قبل أن يحين موعد المباراة.
المنتخب : وماذا عن عمرو زكي؟
فوزي البنزرتي: تابعته عن كثب في معسكر أكادير وخاض مباراة كبيرة وكان في المستوى، الإصابة واردة في عالم كرة القدم ولا يمكن أن نتحول لمنجمين نقرأ الغيب وما حدث صفحة طويت من حساباتي كمدرب.
المنتخب: في كلمتين ماذا قدم البنزرتي للاعبي الرجاء؟
فوزي البنزرتي: قلت لهم أن يثقوا في مؤهلاتهم أن يلعبوا الكرة التي يعشقها الجمهور وأن يتخلصوا من النظرية الكلاسيكية التي تجعل المدافع مدافعا والمهاجم مهاجما.
عليهم جميعا أن يتقمصوا كل الأدوار وأن يمارسوا الضغط العالي على المنافس وهو تكتيك اشتهرت به.. وأتمنى أن يؤتي أكله مع هذا الفريق الذي عشقته بصدق.
حاوره: منعم بلمقدم