أنا رئيس للوداد بالصدفة!!
طموحنا الفوز بلقب البطولة وبعده يحلو السفر إلى الأدغال الإفريقية
إستمرارا لسلسلة «ضيف الشهر» التي نستضيف من خلالها شخصيات فاعلة في النسيج الرياضي الوطني، يأتي الدور هذه المرة على السيد سعيد الناصري رئيس الوداد البيضاوي الذي نقلنا له كل الأسئلة التي توصلنا بها من قرائنا الأعزاء ومن كل محبي الوداد من مختلف بقاع الدنيا، إختلف طرحها ومضمونها لكنها كانت تصب في إتجاه واحد هو العشق الأبدي لوداد الأمة، الفريق المرجعي بألقابه وتاريخه ورجالاته، وكان من الطبيعي أن نترك الأسئلة كما جاءت من أصحابها ليجيب عليها الضيف رئيس الوداد البيضاوي الذي رد عليها بصدر رحب منوها بكل الإنتقادات الإيجابية التي ترمي إلى تصحيح كل الإختلالات والأخطاء حتى يبقى الوداد في القمة.
أسئلة قرائنا إستهدفت العديد من القضايا التي شكلت مشروعا مهما للناصري ومكتبه الذي شرع في تدبير المرحلة بأوراش ذات أولوية سيتعرف عليها القراء في هذا الحوار الشامل مع رئيس الوداد البيضاوي، تابعوا التفاصيل:
- لماذا لا يعتمد المدرب توشاك على القوة الحقيقية للوداد وهي وسط الميدان، علما أنك إستقدمت عناصر جيدة مثل الشافني، بلال أصوفي، الكرتي وكوني، ووسط دفاعي مثل برابح والسعيدي ثم النقاش؟
الناصري: أولا أود أن أشكركم على هذه الإستضافة بجريدة «المنتخب» الغراء، وأملي أن أشفي غليل كل الذين طرحوا علي هذه الأسئلة، بخصوص السؤال فأنا لست برجل تقني حتى أجيب عنه، المدرب توشاك هو المعني بالموضوع، أنا رجل إداري ومسؤول عن كل ما يحيط بالفريق، ومسؤوليتي تنحصر في توفير الإمكانيات اللوجيستيكية والمادية والمعنوية لكل مكونات الفريق، وكل ما هو تقني يتحمل مسؤوليته الطاقم التقني، وعلى رأسه المدرب توشاك.
- ألم يضيع الوداد البيضاوي نقاطا كثيرة لغياب دور الوسط الهجومي ولعدم الإستفادة من خبرة وتجربة كمال الشافني؟
الناصري: الخطأ وارد في لعبة كرة القدم، وإن شاء الله سنتدارك كل الأخطاء في مرحلة الإياب.
- ألا ترى السيد الناصري أنكم بحاجة إلى مدير تقني للفريق يقف على بعض الإختلالات التي يعرفها الفريق وفي نفس الوقت مساعدة المدرب توشاك على تقييم مردود اللاعبين فرديا وجماعيا،وأقترح هنا المدرب الصحابي الذي يرى فيه الكثيرون محللا جيدا وقارئا جيدا للمباريات؟
الناصري: أقول لهذا الأخ ولله الحمد أن كل الجماهير الودادية تلعب دور المحلل في كل المباريات فلماذا نستقدم محللا للمباريات، أدعوك إلى الخروج بمحيط الملعب وأثناء التداريب وفي المباريات الرسمية لترى جودة محللينا.
- هل يمكن القول بأن الوداد خرج من المرحلة التي عاش فيها مدا وجزرا على مستوى النتائج؟
الناصري: النتائج الحالية ليست في مستوى طموحاتنا، بل نتطلع إلى تحقيق المزيد لأن فريقنا إسمه وداد الأمة بمرجعيته التاريخية وبألقابه وبحضوره القوي في البطولة، وضعيتنا لا تسمح لنا بأن نتراجع للخلف، بل لمواصلة المشوار بنفس العزيمة والإرادة حتى الفوز بكل الألقاب التي نخطط لها، هذه أول تجربة لي كرئيس للوداد بعد أن كنت مسيرا مع الرئيس السابق عبد الإله أكرم، اليوم هناك صورة جديدة للوداد أملنا أن ننجحها من خلال التعبئة على جميع المستويات.
- ألا تتخوفون من أخطاء الحكام في مرحلة الإياب والتي قد يؤدي عنها الفريق الثمن غاليا؟ وما هي الآليات التي يمكن أن تقوموا بها لحماية الفريق في هذا الصدد؟
الناصري: الحكم هو كائن فاعل في لعبة كرة القدم، يلعب دورا كبيرا في تقويم الممارسة، وعنصر فاعل في المنظومة، وبالتالي إذا نجح الحكام في تدبير المباريات بشكل صحيح وبلا أخطاء متعمدة، أو تجنب خدمة مصالح أندية أخرى فإن الممارسة ستكون سليمة، أما إذا إختلف الوضع فإن المنظومة ستصبح فاسدة، ثم إن الحكم بشر يمكن له أن يخطئ لأن الخطأ وارد في لعبة كرة القدم وهنا يجب أن يستفيد الحكام من أخطائهم حتى لا يصبحون طرفا في ترجيح كفة على أخرى، ثم لا يحق لي ان أتحدث عن التحكيم وأنا أتصدر الترتيب العام في البطولة وفزت بلقب الخريف.
- السيد سعيد الناصري بصفتي كودادي أود أن اقدم لك مجموعة من النصائح من أبرزها: حذاري من عدم التعامل بذكاء مع مرحلة الإياب، لأن هذا من نقط ضعف الوداد، كما حدث في الموسم الماضي، حذاري من الذين يطلق عليهم إسم «الحياحة»، حذاري من عدم إنضباط وغرور اللاعبين، وأتمنى تمديد عقود الطاقم التقني واللاعبين المميزين، ليكون الفريق في المستوى في المواسم القادمة، وشكرا على المجهود الذي تقدمونه للوداد.
الناصري: شكرا لهذا المحب الودادي، وأقول له بأننا عندما تقلدنا مسؤولية تسيير الفريق كنا ندرك أننا لن نكون في موقع المهادنة، بل في موقع الضغط والكلام الكثير، لكن بالمقابل نحن أناس عقلاء نعرف كيف نتعامل مع الظرفية، وكيف نتعايش مع الأزمات، لأن هذا فريق له مكانته التاريخية في البطولة، ودورنا يتجلى في حماية الفريق من كل المحاولات التي قد تنال منه أو تزعزع بيته، الحمد لله لحد الآن بيتنا يعيش السكينة والهدوء، وبرنامجنا يسير في الإتجاه الصحيح، وأطمئن هذا المحب الودادي بأن الأمور تسير وفق الصورة التي يريدها الوداديون عن فريقهم.
- تعرفون أن الوداد كان يعتمد في عقود مضت على سياسة التكوين ويجني من خلالها لاعبين موهوبين، سؤالي هو متى سيتم فتح مركز التكوين؟
الناصري: تعرفون أن الوداد في السنوات الماضية كان يعتمد على التكوين وعلى الإهتمام بمواهبه الكروية من مختلف الفئات العمرية، لكنه في بعض السنوات تخلى عن هذه المهمة وبدأ يستقطب لاعبين من خارج الفريق لدواعي يعرفها الجميع، لكننا اليوم إتجهنا إلى سياسة التكوين والإهتمام بالقاعدة التي نعتبرها هي المشتل الحقيقي لجني المواهب التي سنعتمد عليها في السنوات القادمة وفق مشروع نشتغل عليه اليوم، إذ سيكون للفريق نجومه من مركز التكوين وسنحرص على أن يكون التكوين على أعلى مستوى بإشراف أطر لها من التجربة والخبرة ما يكفي لكي تكون في مستوى التأطير والتكوين للفئات العمرية، هو واحد من الأوراش التي قررنا الإنكباب عليها لأنه لا يعقل أن نواصل الإنتدابات بهذه الكيفية ونرصد لها كل هذه الأموال.
- ماذا إستفاد الوداد من اللاعب ياسين لكحل ولماذا إحتفظ به لمدة ثلاث سنوات؟
الناصري: شخصيا لا يمكن لي أن أفرط في أي لاعب يحمل قميص الوداد، لأن الوداد أسرة متكاملة، بيتها شفاف ويحتضن كل أبنائه، ياسين لكحل واحد من أبناء الوداد، تألق في البطولة عندما كان لاعبا بصفوف المغرب التطواني وجلبه أنذاك الوداد البيضاوي كان لعذه الإعتبارات، وككل اللاعبين فقد مر من مرحلة فراغ، وأتمنى أن يعود لسابق عهده خاصة وأننا مددنا العقد الذي يربطه بالوداد.
- هل بمقدور الوداد البيضاوي الفوز بلقب البطولة الإحترافية؟
الناصري: الوداد البيضاوي خلق من أن أجل الفوز بالألقاب، وبالتالي لا يجوز الجزم بأننا من سيفوز باللقب، لكن ما يمكن أن أعد به جميع الوداديين بأننا سنبذل قصارى الجهود، سنتفق كمكتب مسير بجانب اللاعبين والطاقم التقني ونحفزهم بكل الوسائل الضرورية المتاحة، لدينا رغبة كبيرة في إنهاء الموسم بالفوز بلقب البطولة الإحترافية، ثم العودة للواجهة الإفريقية التي غبنا عنها في السنوات الأخيرة، لقد وضعنا مخططا على المدى القريب والمتوسط والبعيد، وبدأنا في تنزيله منذ أن تقلدنا مسؤولية تسيير الوداد، أملنا أن نحقق كل الأماني التي يتطلع لها الوداديون.
- هل تتوفرون على برنامج طويل الأمد يتعلق بالإدارة التقنية للوداد؟
الناصري: هنا لابد من التذكير بأننا عندما جئنا لتسيير الوداد كان همنا التعاقد مع مدرب عالمي يتوفر على تجربة عالمية وخبرة راكمها في مشواره يمكن أن يؤثر بها داخل محيط الفريق، فجاء الإختيار على المدرب توشاك الذي يعرفه الكل من خلال تجربته الدولية في مجال التدريب، لأن الوداد فريق مرجعي وكبير وصاحب ألقاب يجب أن يكون له مدرب عالمي، يعرف كيف يتعامل مع اللاعبين، ومع محيط ومكونات الفريق، والإرتباط بمدرب عالمي ببطاقة تعريف تتوفر على المعطيات التي يرغب فيها الوداد الحمد لله نجحنا في هذه الخطوة، ثم جاء الدور على تثبيت الأطر التقنية المشرفة على تأطير وتكوين الفئات العمرية، وهذا مشروع كبير يتطلب منا إمكانيات ضخمة حتى يمكن للوداد الإعتماد على مواهبه في السنوات القادمة، وهنا أود أن أفتح قوسا لأقول بأنه ليس مسموحا لي أن أقول بأننا سنعتمد في الطرفية الحالية على شبان الفريق فقط، هذا الموسم سننافس على لقب البطولة وفي نفس الوقت سنطور إمكانياتنا التقنية ونتابع مشاريعنا الأخرى حتى تسير في الإتجاه الصحيح.
- ما موقع مدرسة الوداد ضمن التشكيل الرسمي للفريق الأول بحيث نرى أن أغلب اللاعبين يتم إنتدابهم وهناك لاعبون وداديون يبرزون ضمن أندية أخرى ولا يستفيد منهم الفريق، متى سيجني الوداد ثمار مدرسته؟
الناصري: بكل صراحة لم تكن هناك رعاية وإهتمام بهذه الفئة المهمة داخل مدرسة الوداد والتي كانت في السابق خزانا مهما للعديد من المواهب الذين لم نستفد من مؤهلاتهم التقنية، اليوم دخلنا شوطا جديدا في مجال التكوين الذي يوجد ضمن إهتماماتنا الأولية، وهذا الورش بحاجة الى اطر من المستوى العالي يشرفون على تأطير الفئات العمرية التي ستشكل المنتوج الحقيقي للوداد في السنوات القليلة القادمة.
- إنطلاقا من الوازع الوجداني الذي يربطنا بالوداد منذ أمد بعيد والذي يجعل الأسرة الودادية تحن للانتصارات بعد سنوات عجاف، نسائلكم السيد الرئيس عن برنامجكم المستقبلي والذي نطمح من خلاله أن يصير فيه فريقنا أكثر هيكلة وإحترافا بالمعنى الحقيقي وحتى يصبح الوداد ماركة عالمية بأكاديمية ولعب خاص بالفريق؟
الناصري: كما أشرت لك سابقا فإن البرنامج الذي سطرناه كمكتب مسير يراهن على العديد من الأوراش منها ما يجب إنجازه على المدى القصير ومنها على المدى البعيد، لقد إنطلقنا بما له طبيعة إستعجالية ويتعلق بالفريق الأول الذي يشكل الصورة الحقيقية لنادي الوداد، ثم الفئات العمرية التي هي إحدى الأولويات، أما فيما يخص الأكاديمية فهذا مشروع نشتغل عليه، وفوق ذلك الوداد تأسس لهذه الغاية ليكون فريقا يمارس بإستقلالية تامة، مع كامل الأسف في السنوات الأخيرة توقف التطوير داخل الوداد، لذلك قررنا أن نعيد هيكلة الفريق من جديد، حتى يستجيب لمتطلبات العصر ولكل مكوناته، وهذا التطوير سيأخذ منا الوقت الكبير وعلى جماهيرنا أن تنخرط معنا في هذا المشروع وتصبر على فريقها كما عودتنا على ذلك، وهنا أشير إلى أننا منذ أن تقلدنا مسؤولية تسيير الفريق ونحن منهمكون على تدبير الأولويات منها الإنتدابات، مع كامل الأسف كنا مجبرين على القيام بهذه العملية، مشروعنا سيستمر حتى يتم تنزيله بالكامل في السنوات القادمة، وأود أن أطمئن الجماهير الودادية على أننا نشتغل بشكل منفتح على كل الأفكار التي نراها في مستوى التطلعات، لأنه ولله الحمد تاريخ الوداد حافل بالعطاء والأفكار الناضجة، ولا خوف على الوداد إنها في أيد آمنة.
- ما هي فلسفتكم فيما يتعلق بتكوين اللاعبين المتراوحة أعمارهم ما بين 16 و 21 سنة؟
الناصري: إنه واحد من الأوراش التي أخذت منا الوقت الكثير، والتي إعتبرناها من الأولويات، لأن من هذا السن يجب أن نختار اللاعبين الذين يمكن أن يحملوا قميص الوداد في المباريات الرسمية، أعد هذا الأخ بأن سياسة التكوين بالمقارنة الجديدة ستعطي أكلها إن شاء الله في السنوات القادمة.
- إنتدبتم ثمانية لاعبين ولم تقحموا سوى لاعبين إثنين، ووضعتم بلال أصوفي ونعيم أعراب على الهامش، نريد توضيحا في هذا الصدد؟
الناصري: جميع الوداديين كانوا يصرون على إنتداب اللاعب بلال أصوفي، لكنه مع كامل الأسف لم يتأقلم مع الأجواء داخل الوداد ومع التركيبة البشرية حسب تقارير المدرب توشاك، وهذا رأي المدرب وليس رأيي، علما أنه لاعب موهوب وله مؤهلات تقنية جيدة، لذا عوضناه بلاعب جديد إنتدبناه من شباب الحسيمة وهو رشيد حسني، أصوفي إنتقل على سبيل الإعارة لفريق آخر حتى يتمكن من تطوير إمكانياته وسيبقى مراقبا من الوداد إلى أن يعود من فترة الإعارة.
- هل فعلا تنوون بناء أكاديمية خاصة بالحراس والمهاجمين؟
الناصري: هذه هي غاية جميع المكوننين في العالم فبالاحرى مكونات الوداد البيضاوي، هذا مشروع من ضمن المشاريع التي جئنا بها، وسننطلق في العمل بها إنطلاقا من هذه السنة، بحيث سنقوم بعملية التنقيب على الحراس والمهاجمين من مختلف الأحياء بالدارالبيضاء، والذين سيلتحقون بهذه الأكاديمية قصد التكوين وسيكون الوداد البيضاوي أول المستفيدين منهم، وهنا أشير إلى أننا تحدثنا مع إحدى شركات التامين لنقوم بتأمين جميع اللاعبين الذين سيخضعون للتكوين، كما أننا سنبرم معهم عقودا حتى نشتغل في ظروف قانونية.
- أبرمتم شراكة مع الرجاء البيضاوي أو ما يسمى بإتفاقية العمل المشترك، أين وصلت هذه الشراكة وهل فعلا تم إجهاضها؟
الناصري: الشراكة ما زالت قائمة، ولم يتم إجهاضها من طرفنا، هي إتفاقية تعاون في كل الأنشطة التي نقوم بها ونسعى إلى توقيع إتفاقيات أخرى مع باقي الأندية الوطنية ولم لا أندية عالمية.
صاغ الأسئلة: جلول التويجر - إبراهيم بولفضايل