فرض المنطق نفسه وتأهلت اليابان حاملة اللقب الى ربع النهائي باقصائها الاردن 2-صفر اليوم الثلاثاء في الجولة الثالثة الاخيرة من الدور الاول لكأس اسيا 2015 لكرة القدم.
وكانت المجموعة الرابعة الوحيدة التي لم يضمن منها اي منتخب تأهله رسميا او فقد الامل بعد الجولة الثانية, كون اليابان تصدرت بست نقاط امام العراق والاردن (3 لكل منهما) وفلسطين (صفر), فرفعت الاولى رصيدها الى 9 نقاط كاملة والعراق الى ست نقاط, ليقطع كيسوكي هوندا ورفاقه بطاقة الادوار الاقصائية الى جانب العراق الذي فاز على فلسطين 2-صفر اليوم ايضا في كانبرا.
وضربت اليابان, التي لم يدخل مرماها اي هدف في الدور الاول, موعدا في ربع النهائي مع الامارات الجمعة المقبل في سيدني, فيما يلتقي العراق مع ايران في مباراة منتظرة في اليوم عينه في كانبرا.
وسيطرت اليابان على مجريات اللقاء من بدايته حتى النهاية وسجلت هدفا في كل شو فارضة نفسها مرشحة قوية للاحتفاظ بلقبها.
وكان المنتخب الياباني بقيادة المدرب المكسيكي خافيير اغويري يحتاج الى التعادل فقط مع الاردن لكي يضمن تأهله وصدارة المجموعة, فيما كان التعادل كافيا للعراق امام فلسطين بحال تعادل او فوز حاملي اللقب على "النشامى" الذين خسروا مباراتهم الاولى امام بطل 2007 بنتيجة صفر-1 (الاخير يتمتع بافضلية المواجهة المباشرة).
وتناسى الساموراي الازرق جزئيا خروجه من الباب الضيق في مونديال 2014 ما تسبب باستقالة مدربه الايطالي البرتو زاكيروني واستبداله باغويري.
وقطع المنتخب الياباني الساعي الى لقبه الثاني على التوالي والخامس في تاريخه بعد 1992 و2000 و2004 و2011 خطوة مقبولة نحو الاحتفاظ بلقبه, اذ تأهل الى الدور ربع النهائي للمرة الثامنة على التوالي من اصل 9 مشاركات, وذلك بعد تحقيقه انتصارين على فلسطين 4-صفر والعراق بالفوز عليه بصعوبة 1-صفر الجمعة الماضي في بريزبن في الجولة الثانية.
من جهته, حقق الاردن فوزا كبيرا على فلسطين 5-1 بينها سوبر هاتريك لمهاجمه الشاب حمزة الدردور ازال كاهل الضغوطات على منتخب النشامى الذي لم يحقق الفوز من مارس العالم الماضي في تصفيات البطولة الحالية امام سوريا, كما حقق اعلى فوز له في تاريخ مشاركاته الحديثة في البطولة في 2004 و2011.
وشارك الاردن للمرة الثالثة بعد تجربتين مشرفتين في الصين 2004 والدوحة 2011. في المناسبتين السابقتين احتفل منتخب الاردن بإنجاز التأهل لدور الثمانية, في 2004 بقيادة المدرب المصري الراحل محمود الجوهري وعام 2011 بقيادة المدرب العراقي عدنان حمد, لكن الثالثة لم تكن ثابتة وتوقفت قاطرته عند الدور الاول.
على ملعب "ريكتانغولار" في ملبورن وامام 25016 متفرجا, عاد الى صفوف الاردن انس بني ياسين لانتهاء ايقافه بعد طرده في مباراة العراق وجلس المهاجم احمد هايل الذي تعافى من الام معوية نتيجة وعكة صحية المت به بعد فحص المنشطات في الجولة الاولى على مقاعد البدلاء.
ولعب بني ياسين بدلا من سعيد مرجان, فيما شارك الدردور اساسيا بعد تسجيله رباعية في مرمى فلسطين وضعته على رأس ترتيب الهدافين.
واعتمد المدرب الانكليزي راي ويلكينز على عامر شفيع في حراسة المرمى بالاضافة الى طارق خطاب ومحمد الدميري وانس بني ياسين وعدي زهران في الدفاع واحمد الياس ومحمد مصطفى وعبدالله ذيب ويوسف الرواشدة وعيد الصيفي في الوسط وحمزة الدردور في الهجوم.
وفي الجهة اليابانية, لم يجر المدرب المكسيكي خافيير اغويري اي تغيير عن مباراة العراق الاخيرة معتمدا على الحارس ايجي كاواشيما والمدافعين يوتو ناغاتومو وماساتو موريشيغي ومايا يوشيدا وغوتوكو ساكاي ولاعبي الوسط ماكوتو هاسيبي وياسوهيتو اندو وكيسوكي هوندا وشينجي كاغاوا تواكاشي اينوي والمهاجم شينجي اوكازاكي.
وبدت رغبة اليابانيين بالتسجيل مبكرة, فسدد تاكاشي اينوي كرة ارضية بعيدة جاءت سهلة بين يدي الحارس عامر شفيع (2).
وسجلت اليابان هدفا عبر تاكاشي اينوي لاعب اينتراخت فرانكفورت الالماني الغاه الحكم بداعي تجاوز الكرة خط المرمى قبل ان يرفعها شينجي كاغاوا لاعب بوروسيا دورتموند الالماني الحالي ومانشستر يونايتد الانكليزي السابق (10).
ثم تفوق المنتخب الياباني على مصيدة التسلل بتمريرة رأسية وصلت الى ماساتو موريشيغي سددها بيسراه واستبسل انس بني ياسين لقطعها (15).
واحكمت اليابان سيطرتها في اول ربع ساعة فحاصرت الاردنيين داخل منطقتهم وكثرت ضرباتها الحرة, ومنها سدد هوندا كرة بعيدة التقطها شفيع الذي خاض مباراته الحادية عشرة على التوالي في كأس اسيا (17).
ومرر اينوي داخل المنطقة كرة مقشرة الى اوكازاكي الذي سدد ارضية قوية ابعدها شفيع ضعيفة بيده اليسرى فتهيأت امام هوندا لاعب وسط ميلان الايطالي فتابعها في المرمى الخالي مسجلا هدفه الثالث في المسابقة (سجل في كل مباريات الدور الاول) مرتقيا الى المركز الثاني في ترتيب الهدافين بفارق هدف عن الدردور (24).
بعد الهدف, وصل الاردن لاول مرة الى منطقة اليابانيين بكرة حاول الدردور تسديدها ارتدت من الدفاع (25).
ومن ركنية لعبها هوندا احد نجوم الشوط الاول, وصلت الكرة الى موريشيغي فخطفها برأسه صاروخية من مسافة قريبة ابعدها شفيع بصعوبة وبراعة الى ركنية جديدة (29).
وهيمن الازرق بشكل رهيب على مجريات اللقاء لكن الاردني حافظ على هدوئه وانضباطه, فسدد اوكازاكي كرة صاروخية بيسراه صدها الشباك الجانبي (37).
ودخل الفريقان الى غرف الملابس في ظل هيمنة يابانية كبيرة, اذ وصلت سيطرته الى 74% على الكرة.
وبين الشوطين, اجرى ويلكينز تغييرين فدفع باحمد هايل ومنذر ابو عمارة بدلا من عبدالله ذيب ويوسف الرواشدة, فلعب بمهاجمين هما الدردور وهايل في رغبة صريحة بالوصول الى المرمى الازرق, وهذا ما حدث في الدقائق الاولى اذ كان الفريق الاحمر الاكثر سيطرة على المباراة.
لكن اليابان حافظت على خطورتها بخبرة لاعبيها المحترفين فلعب يوتو ناغاتومو ظهير انتر ميلان الايطالي عرضية شتتها الدفاع قبل ان يسددها اندو قوية فوق العارضة (55).
وسدد منذر ابو عمارة اول كرة حقيقية على مرمى اليابان التقطها الحارس ايجي كاواشيما المحترف مع ستاندار لياج البلجيكي (57), حصل الاردن بعدها على فرصة خطيرة جدا بعد عرضية من النشيط ابو عمارة انقذها الدفاع امام الصيفي والدردور (59).
رد اليابانيون بضربة حرة تابعا قائد الدفاع مايا يوشيدا لاعب ساوثمبتون الانكليزي برأسه بجانب القام الايسر (61), فكان الشوط الثاني في بدايته مختلفا تماما عن الاول, هجمة من هنا واخرى من هناك.
لكن الفورة الاردنية في الثاني همدت اذ استوعبها ابطال المسابقة اربع مرات, فتلاعب هوندا بالدفاع وسدد بيسراه تعملق شفيع مجددا بابعادها (71).
وبعد ثلاث دقائق على نزوله ضرب موتو مصيدة التسلل واخترق الجهة اليسرى ممررا عرضية ارضية تابعها كاغاوا من منتصف المنطقة ارتدت من شفيع الى داخل الشباك هدفا ثانيا (82).
وصد القائم الايمن كرة هوندا في الوقت الضائع (90), رد عليها هايل بكرة خارج الخشبات (90+3) لتنتهي المباراة بتأهل ياباني وعودة اردنية الى عمان.
يذكر انه في نسخة الصين ,2004 انهت ركلات الترجيح الشهيرة أمام اليابان مغامرة الاردن عند حدود دور الثمانية بعد التعادل 1-1 في الوقتين الأصلي والإضافي. وفي نسخة ,2011 تعادل مجددا مع اليابان 1-1 في الدور الاول قبل ان يخرج من دور الثمانية.
والتقيا في الدور النهائي من تصفيات مونديال ,2014 فسحقت اليابان ضيفتها بنصف دزينة بينها ثلاثية لنجمها الاول كيسوكي هوندا, لكن منتخب الاردن رد على ارضه 2-1 بهدفي خليل بني عطية واحمد هايل.
وكالات