زامبيا تحلم باللقب الثاني
ما من منتخب يحق له الشعور بالتفاؤل بنقل بطولة كأس الأمم الأفريقية الثلاثين من المغرب إلى غينيا الاستوائية مثل المنتخب الزامبي لكرة القدم بعدما كسر الفريق حاجز النحس الذي لازمه طويلا وتوج بلقبه الإفريقي الوحيد عندما استضافت غينيا الاستوائية البطولة للمرة الأولى قبل ثلاثة أعوام.
وفجر المنتخب الزامبي المفاجأة ببلوغ المباراة النهائية على حساب نجوم غانا بينما تغلب أفيال كوت ديفوار على مالي بنفس النتيجة 1ـ0.
وفي المباراة النهائية كان لاعبو زامبيا على موعد مع التتويج الإفريقي الأول لهم بالفوز على الأفيال بضربات الترجيح بعد التعادل السلبي بينهما على مدار الوقتين الأصلي والإضافي.
وخاض المنتخب الزامبي جميع مبارياته الخمس في الدور الأول ودوري الثمانية وقبل النهائي بغينيا الاستوائية ولكنه انتقل بعد ذلك إلى الغابون ليخوض المباراة النهائية في العاصمة ليبرفيل.
ومع وصول الفريق إلى هذه المدينة حرص لاعبوه على إحياء ذكرى الضحايا في نفس الموقع الذي شهد كارثة عام 1993 والتي أودت بحياة 30 شخصا من بينهم 18 من لاعبي المنتخب الزامبي.
وتحطمت الطائرة التي كانت تقل المنتخب الزامبي بالقرب من شواطئ ليبرفيل حيث كانت في طريقها إلى السنغال لخوض مباراة مع المنتخب السنغالي في التصفيات الأفريقية المؤهلة لبطولة كأس العالم 1994، وبعد تزود الطائرة بالوقود من ليبرفيل تحطمت على بعد 500 متر فحسب من شاطئ العاصمة. ولذلك حرص لاعبو المنتخب الزامبي والطاقم التدريبي للفريق على الاتجاه إلى شاطئ «صن ست» بإحدى ضواحي ليبرفيل القريبة من موقع الحادث.
وعمد أعضاء الفريق بقيادة اللاعب كريستوفر كاتونغو قائد الفريق وكالوشا بواليا رئيس الاتحاد الزامبي للعبة إلى إلقاء الزهور في المياه باتجاه موقع الحادث قبل أن يتوج الفريق باللقب الإفريقي بعد ذلك بيومين ليهدي الكأس إلى أرواح ضحايا الكارثة.
ويحلم الفريق بالتأكيد في تتويج جديد باللقب الأفريقي بالقرب من هذا الموقع لإهداء كأس جديدة إلى أرواح الضحايا الذين ما زالوا مصدر إلهام للكرة الزامبية.
وإذا نجح الفريق في إحراز لقب النسخة الثلاثين التي تستضيفها غينيا الاستوائية من 17 يناير الحالي إلى الثامن من فبراير المقبل، فإن لاعبوه لن يترددوا لحظة في زيارة موقع الحادث مجددا في البلد المجاور للغابون.
والحقيقة أن المنتخب الزامبي المعروف بلقب «تشيبولوبولو» أو «الرصاصات النحاسية» تأخر كثيرا في تدوين اسمه ضمن سجل الأبطال في كأس الأمم الإفريقية، ولم يحقق هذا إلا في النسخة الثامنة والعشرين التي شهدت مشاركته الخامسة عشر في البطولة لكنه نجح بلا شك في ارتداء ثوب البطولة، ولا يختلف اثنان على أن المنتخب الزامبي رغم كونه من منتخبات الصف الثاني في أفريقيا فإنه يعتبر من أصحاب المعجزات في عالم الساحرة المستديرة بالقارة السمراء.
وشهدت أول مشاركة للمنتخب الزامبي في النهائيات مفاجأة حقيقية حيث أحرز الفريق المركز الثاني بعد نهائي مثير أمام (زايير) الكونغو الديمقراطية حاليا في بطولة عام 1974 بمصر، حيث أعيدت المباراة بعد يومين من انتهائها في المرة الأولى بالتعادل وفي المباراة المعادة فازت زايير وتوجت باللقب.
وكان المركز الثاني من نصيب الفريق أيضا في بطولة عام 1994 بتونس بعد شهور قليلة من الواقعة المؤسفة التي أودت بحياة معظم أفراد المنتخب الزامبي حيث تحطمت الطائرة التي تقل الفريق على سواحل الغابون.
ورغم هذه المأساة نجح الفريق الجديد بقيادة النجم الكبير كالوشا بواليا أحد أبرز نجوم زامبيا عبر تاريخها في الوصول للمباراة النهائية بكأس الأمم الأفريقية بعد شهور قليلة من هذا الحادث ولكنه سقط في النهائي أمام المنتخب النيجيري الذي أحرز لقب البطولة.
أما بالنسبة لباقي نتائج المنتخب الزامبي في بطولات كأس الأمم الأفريقية التي شارك فيها فكانت الوصول للمربع الذهبي في بطولات 1982 و1990 و1996 وخرج من الدور الأول في بطولات 1978 و1986 و1998 و2000 و2002 و2006 و2008 و2013 ومن دور الثمانية في 2010.
وكان مقررا أن تنظم زامبيا نهائيات بطولة عام 1988 لكنها انسحبت من التنظيم لتستضيف المغرب البطولة وينسحب المنتخب الزامبي من المشاركة في النهائيات.
وبعد خروج الفريق صفر اليدين من رحلة الدفاع عن لقبه في البطولة الماضية يسعى المنتخب الزامبي لتجاوز الدور الأول والمنافسة على اللقب في البطولة الجديدة بغينيا الاستوائية خلال الفترة من 17 يناير الحالي إلى الثامن من فبراير المقبل.
ويخوض الفريق البطولة الجديدة بقيادة المدرب الوطني أونور جانزا الذي تولى المسؤولية في غشت الماضي كمدرب مؤقت خلفا للمدرب الفرنسي باتريس بوميل، الذي فاجأ الجميع باستقالته ليعمل مدربا مساعدا في المنتخب الإيفواري مع مواطنه هيرفي رينار الذي قاد المنتخب الزامبي للقب الأفريقي في 2012.
ويعول جانزا كثيرا على خبرة عدد من اللاعبين خاصة وأن القائمة التي أعلنها قبل نحو أسبوع للمشاركة في البطولة الجديدة ضمت ثمانية من اللاعبين الفائزين باللقب في 2012
وخلت القائمة من النجمين الكبيرين كريستوفر كاتونغو وجيمس تشامانغا ولكنها ضمت لاعبين آخرين متميزين مثل رينفورد كالابا قائد الفريق ورونالدد كامبامبا وإيمانويل مايوكا وجاكسون موانزا وجيفن سينجلوما.
ويستطيع المنتخب الزامبي إحراج باقي منافسيه في المجموعة الثانية بنهائيات كأس أفريقيا 2015 والتي تضم معه منتخبات تونس والكونغو الديمقراطية والرأس الأخضر.
وتكمن خطورة المنتخب الزامبي ومصدر قوته في خط هجومه القوي بقيادة مايوزكا وسينجلوما وخط الوسط بقيادة كالابا بالإضافة للمجهود والحماس الشديد في الملعب.
ويستهل المنتخب الزامبي مسيرته في التصفيات بلقاء منتخب الكونغو الديمقراطية في 18 يناير الحالي ثم يلتقي منتخبي تونس والرأس الأخضر في 22 و26 من الشهر نفسه.
الكونغو الديمقراطية تتسلح بذكريات الماضي
رغم مرور أربعة عقود كاملة ما زال عام 1974 محفورا في ذاكرة الكونغو الديمقراطية (زايير سابقا) بأنه العام الأكثر نجاحا لكرة القدم في هذا البلد الواقع بوسط القارة الأفريقية.
ولم يكتف منتخب الكونغو الديمقراطية خلال هذا العام بترك بصمة رائعة على الساحة الأفريقية فحسب، بل شق الفريق طريقه إلى ساحة كرة القدم العالمية للمرة الوحيدة في تاريخه وإن ظهرت كرة القدم بالكونغو الديمقراطية على الساحة العالمية من خلال فريق مازيمبي في نهاية العقد الأول من القرن الحالي.
وعندما يخوض منتخب الكونغو الديمقراطية فعاليات النسخة الثلاثين من بطولة كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم والتي تستضيفها غينيا الاستوائية من 17 يناير الحالي إلى الثامن من فبراير المقبل، سيكون هدف الفريق هو تحسين صورته التي اهتزت كثيرا خلال السنوات الأخيرة واستعادة بعض من بريق الماضي لأنه يدرك جيدا أن الفرصة ليست سانحة بعد للمنافسة على لقب البطولة.
وشق هذا الفريق طريقه إلى النهائيات في غينيا الاستوائية من الباب الضيق بالفعل حيث كان آخر الفرق التي حجزت مكانها في النهائيات وانتظر حتى انتهاء جميع المباريات بالتصفيات المؤهلة للبطولة من أجل معرفة مصيره النهائي.
وحجز منتخب الكونغو الديمقراطية مكانه في النهائيات بعدما خطف بطاقة التأهل الوحيدة التي تمنح لأفضل منتخب يحتل المركز الثالث على مستوى جميع مجموعات التصفيات المؤهلة للبطولة.
وحل منتخب الكونغو الديمقراطية ثالثا برصيد تسع نقاط خلف منتخبي الكاميرون وكوت ديفوار حيث حقق الفريق الفوز في ثلاث من المباريات الست التي خاضها في مجموعته وكان أبرزها الفوز على منتخب كوت ديفوار 4-3 في عقر داره علما بأنه حقق الانتصارين الآخرين على المنتخب السيراليوني الذي تذيل المجموعة.
وإذا كان الفريق إحتل المركز الثالث في مجموعته خلف فريقين عريقين يأتيان دائما بين الفرق المرشحة للمنافسة على اللقب الأفريقي، فإن تأهله هذه المرة كان على حساب منتخبات عريقة أخرى منها منتخبي مصر صاحب الرقم القياسي لعدد مرات الفوز باللقب الأفريقي (سبع مرات) ونيجيريا الفائز باللقب في النسخة الماضية عام 2013 بجنوب أفريقيا.
وتفوق منتخب الكونغو الديمقراطية على هذه المنتخبات في صراع المركز الثالث بالمجموعات المختلفة،
ولهذا لا يعبر التأهل الصعب للفريق عما يمكن أن يقدمه في النهائيات حيث يستطيع هذا الفريق تفجير المفاجأة واستعادة بعض بريقه الأفريقي.
ويحظى هذا المنتخب بتاريخ حافل من المشاركات في بطولات كأس الأمم الأفريقية كما توج مسيرته في هذه البطولات بلقبين في نسختي 1968 في إثيوبيا و1974 في مصر.
وبخلاف فوز الفريق باللقبين فاز الفريق على مدار 16 مشاركة سابقة في النهائيات بالمركز الثالث في بطولة 1998 والمركز الرابع في 1972 فيما كان مصيره هو الخروج من الدور الأول أو دور الثمانية في باقي المشاركات.
وما زالت ذكريات فوز الفريق باللقب في 1974 عالقة في الأذهان حيث عبر الفريق إلى النهائي في هذه البطولة بالفوز 3ـ2 على نظيره المصري صاحب الأرض ثم اصطدم بالمنتخب الزامبي في النهائي ليتعادل الفريقان 2-2 وتعاد المباراة بعدها بيومين ليفوز منتخب الكونغو الديمقراطية بالمباراة 2ـ0 ويتوج باللقب.
وشهدت البطولة نفسها رقما قياسيا ظل صامدا حتى الآن حيث سجل نداي مولامبا نجم الكونغو الديمقراطية تسعة أهداف ليظل هذا العدد من الأهداف هو الأكبر لأي لاعب في نسخة واحدة بالبطولة الأفريقية.
وعاد منتخب زايير إلى بلاده على متن الطائرة الرئاسية بقرار من الرئيس موبوتو سيسي سيكو
وشهد نفس العام مشاركة زايير للمرة الوحيدة بتاريخ هذا البلد في بطولات كأس العالم وإن فشل في عبور الدور الأول.
ومع هذا التاريخ الرائع للكونغو الديمقراطية في البطولة الأفريقية يطمح الفريق إلى ترك بصمة جديدة من خلال النسخة المقبلة في غينيا الاستوائية علما بأنه سيلتقي في مجموعته مجددا بالمنتخب الزامبي الذي تثير المواجهات معه ذكريات سعيدة لدى منتخب الكونغو الديمقراطية.
وبخلاف الفوز على المنتخب الزامبي في نهائي كأس أفريقيا 1974 كانت أول مباراة دولية لمنتخب الكونغو الديمقراطية (تحت اسم الكونغو البلجيكية قبل استقلال هذا البلد) أمام منتخب زامبيا (تحت اسم روديسيا الشمالية) وفاز المنتخب الكونغولي 3-2 وذلك في عام 1948.
وبعد الاستقلال إلتقى الفريقان عدة مرات وكان أكبر فوز في تاريخ منتخب الكونغو الديمقراطية على حساب المنتخب الزامبي نفسه عندما تغلب عليه 10ـ1 في عام 1969.
ورغم خفوت نجم منتخب الكونغو الديمقراطية في السنوات الماضية، قدم فريق مازيمبي هذا البلد بشكل رائع على الساحة الدولية حيث توج بلقب دوري أبطال أفريقيا في 2009 و2010 وشارك في المرتين بكأس العالم للأندية حيث خرج مبكرا في المرة الأولى لكنه فجر مفاجأة من العيار الثقيل في المشاركة الثانية عام 2010 وتأهل للمباراة النهائية ليصبح أول فريق من خارج قارتي أوروبا وأمريكا الجنوبية يحجز مكانه في النهائي وإن خسر 3ـ0 في النهائي أمام انتر ميلان الإيطالي.
ولم يستفد منتخب الكونغو الديمقراطية من سطوع نجم مازيمبي بالشكل المناسب وفشل في بلوغ نهائيات كأس أفريقيا في 2010 و2012 وخرج من الدور الأول في 2013.
لكن الفرصة تبدو سانحة أمامه الآن لعبور الدور الأول في النسخة الجديدة رغم صعوبة مجموعته التي تضم معه منتخبات تونس وزامبيا والرأس الأخضر.
ويستهل الفريق مسيرته في البطولة بلقاء نظيره الزامبي في 18 يناير الحالي ثم يلتقي منتخبي الرأس الأخضر وتونس في 22 و26 من الشهر نفسه على الترتيب.
ولكن ما يضعف فرص الفريق في البطولة أنه يخوض فعاليات النسخة المقبلة بقيادة المدرب الوطني فلوران إيبينجي الذي لا يملك خبرة كبيرة مقارنة بالعديد من المدربين الآخرين في البطولة.
ورغم هذا يعتمد الفريق على خبرة العديد من لاعبيه المحترفين في أوروبا وكذلك على الخبرة الهائلة لحارس مرمى مازيمبي الشهير روبرت كيديابا الذي يمثل أحد عناصر الثقة في هذا الفريق.
وكالات
نسور قرطاج تحن للتحليق القاري مجددا
عندما يشارك المنتخب التونسي لكرة القدم في نهائيات كأس الأمم الأفريقية الثلاثين التي تستضيفها غينيا الاستوائية من 17 يناير الحالي إلى الثامن من فبراير المقبل، سيكون هدف الفريق هو تعويض ما فاته على مدار السنوات العشر الماضية والتي فشل خلالها في ترك أي بصمة جيدة رغم التاريخ الحافل لهذا المنتخب.
فمنذ فوز المنتخب التونسي على ملعبه بلقب كأس الأمم الأفريقية في 2004، تراجع حضور الفريق بشكل كبير على الساحتين الأفريقية والعالمية حيث خرج صفر اليدين من الدور الأول لبطولة كأس العالم 2006 بألمانيا وخرج من دور الثمانية في كأس أفريقيا أعوام 2006 و2008 و2012 ومن الدور الأول للبطولة في 2013.
ويطمح الفريق حاليا إلى تحسين صورته واستعادة توازنه بعد الإخفاق في بلوغ نهائيات كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا وكأس العالم الماضية عام 2014 بالبرازيل، لذلك سيتعامل نسور قرطاج مع البطولة الأفريقية الجديدة في غينيا الاستوائية بشعار «حياة أو موت».
ويحظى المنتخب التونسي بسمعة رائعة ليس على مستوى القارة الإفريقية فحسب وإنما أيضا على المستوى العالمي نظرا لمشاركته في بطولة كأس العالم أربع مرات سابقة أعوام 1978 و1998 و2002 و2006 ولكن الفريق لم يحقق نفس النجاح في السنوات القليلة الماضية.
ورغم تذبذب نتائج المنتخب التونسي في تصفيات كأس الأمم الأفريقية منذ مشاركته الأولى في البطولة عام 1962 وحتى مطلع التسعينيات حيث وصل الفريق بعدها للنهائيات أربع مرات فقط على مدار ثلاثة عقود، أصبح نسور قرطاج عنصرا منتظما في النهائيات منذ عام 1994 وحتى الآن.
وستكون البطولة القادمة في غينيا الاستوائية هي المشاركة الثانية عشر على التوالي للفريق في النهائيات والسابعة عشر له في تاريخ البطولة.
وبدأ المنتخب التونسي مشاركاته في كأس أفريقيا بقوة حيث وصل للمربع الذهبي في بطولة 1962 بإثيوبيا ولكنه خرج من الدور الأول في البطولة التي أقيمت في غانا 1963 ثم أحرز المركز الثاني في البطولة التالية التي استضافتها بلاده عام 1965.
وبعدها غاب الفريق عن النهائيات منذ بطولة عام 1968 حتى عاد للمشاركة في نسخة 1978 بغانا وأحرز فيها المركز الرابع.
وغاب الفريق بعد هذا عن النهائيات حتى بطولة عام 1992 باستثناء مشاركته في نهائيات 1982 بليبيا والتي خرج فيها الفريق من الدور الأول للبطولة.
ولكن مع استضافة تونس للبطولة عام 1994 عاد نسور قرطاج للظهور في النهائيات لكن إقامة البطولة على ملعبهم لم يغير من الأمر شيئا حيث خرج الفريق من الدور الأول للبطولة صفر اليدين.
ويبدو أن هذا الخروج المبكر تسبب في انتفاضة حقيقية لكرة القدم التونسية فأصبح الفريق على مدار السنوات العشر التالية من القوى الكروية الكبيرة على الساحة الأفريقية ففاز الفريق بالمركز الثاني في بطولة 1996 بجنوب أفريقيا بعد الهزيمة في المباراة النهائية أمام أصحاب الأرض، كما وصل الفريق لدور الثمانية في بطولات 1998 و2006 و2008 وللدور قبل النهائي في 2000 بينما خرج من الدور الأول عام 2002.
وفي نفس هذه الحقبة الزمنية بين أواخر القرن الماضي والسنوات العشر الأولى من القرن الحالي انتزع نسور قرطاج بطاقة تأهلهم لكأس العالم ثلاث مرات متتالية ورغم خروجهم من الدور الأول في البطولات الثلاث ترك الفريق أثرا جيدا في هذه المشاركات.
ولكن أبرز إنجازات المنتخب التونسي على الساحة الأفريقية تحققت عندما استضافت تونس البطولة عام 2004 حيث نجح الفريق في إحراز اللقب الأفريقي للمرة الأولى في تاريخه بقيادة المدرب الفرنسي روجي لومير الذي قاد المنتخب الفرنسي سابقا للفوز بكأس الأمم الأوروبية عام 2000 ليكون أول مدرب في العالم يحقق إنجاز الفوز ببطولتين قاريتين في تاريخ اللعبة.
ومع خروج الفريق مبكرا في النسخ الخمس الماضية منذ 2006 وحتى 2013 وفشله في بلوغ المونديال في عامي 2010 و2014 ، يحتاج المنتخب التونسي بقيادة مديره الفني البلجيكي جورج ليكنس إلى استعادة بريقه عندما يشارك الفريق في بطولة كأس أفريقيا 2015 بغينيا الاستوائية.
وشق الفريق مسيرته إلى النهائيات بنجاح حيث تصدر المجموعة السابعة في التصفيات برصيد 14 نقطة من أربعة انتصارات وتعادلين ولم يتعرض الفريق لأي هزيمة ليتفوق على منتخبي السنغال ومصر اللذين احتلا المركزين الثاني والثالث في المجموعة التي تذيلها المنتخب البوتسواني.
لذلك يسعى الفريق إلى تأكيد جدارته بالتأهل من خلال عروض قوية في النهائيات ومنافسة حقيقية على اللقب لاسيما وأنه يخوض النهائيات هذه المرة بقيادة مدرب يمتلك خبرة كبيرة اكتسبها من العمل لسنوات طويلة مع أندية عريقة إضافة لتوليه تدريب المنتخبين البلجيكي والجزائري.
كما يعتمد الفريق على مجموعة متميزة من اللاعبين الذين ينشط معظمهم في الأندية التونسية والفرنسية ويجمعون بين عناصر الشباب والخبرة.
وخدمت قرعة البطولة المنتخب التونسي بإبعاده عن المنتخبات العملاقة في القارة السمراء ولكنها أوقعته في اختبارات خادعة حيث يخوض البطولة ضمن منافسات المجموعة الثانية مع منتخبات زامبيا الفائز باللقب قبل ثلاثة أعوام فقط والرأس الأخضر الحصان الأسود في النسخة الماضية ومنتخب الكونغو الديمقراطية الفائز باللقب في عامي 1968 و1974.
ويستهل الفريق مسيرته في البطولة بلقاء السهل الممتنع أمام الرأس الأخضر في 18 يناير الحالي ثم يلتقي منتخبي زامبيا والكونغو الديمقراطية في 22 و26 من الشهر نفسه.
وكالات
الرأس الأخضر هل تحضر لمفاجآت أخرى؟
قبل عامين فقط كان منتخب الرأس الأخضر هدفا لمعظم الترشيحات السلبية في مشاركته الأولى ببطولة كأس الأمم الأفريقية وتوقع كثيرون أن يكون أول المودعين في النسخة الماضية للبطولة والتي استضافتها جنوب أفريقيا.
ولكن هذا المنتخب المغمور والمجهول سطر واحدة من أبرز قصص النجاح في الملاعب عندما شق طريقه بجدارة واستحقاق إلى دور الثمانية في كأس أفريقيا 2013 رغم صعوبة المجموعة التي خاض من خلالها فعاليات الدور الأول للبطولة.
واعتبر كثيرون أن تأهل هذا الفريق إلى النهائيات جاء عن طريق المصادفة وأن سقوطه المبكر أمر لا يقبل الشك لاسيما وأن القرعة أوقعته في المجموعة الأولى مع منتخب جنوب أفريقيا صاحب الأرض والمنتخب المغربي المرشح وقتها لإحراز اللقب إضافة للمنتخب الأنغولي العنيد.
ولكن منتخب الرأس الأخضر ضرب بجميع التوقعات عرض الحائط وأكد أن كرة القدم لا تعترف إلا بالجهد والعطاء حيث استهل الفريق مسيرته في البطولة بتعادلين رائعين أولهما مع أصحاب الأرض سلبيا والثاني مع المغرب 1ـ1 قبل أن يقلب تأخره بهدف لفوز رائع على أنغولا في آخر ثلاث دقائق من المباراة ليرافق منتخب جنوب أفريقيا إلى دور الثمانية على حساب منتخبي المغرب وأنغولا.
ولكن الحظ لم يخدم الفريق الذي أصبح الحصان الأسود لهذه النسخة حيث أوقعه في دور الثمانية في مواجهة المنتخب الغاني المرشح الأقوى للفوز باللقب وقتها ليوقف نجوم غانا مغامرة الرأس الأخضر ويطيحون بالفريق خارج البطولة بالتغلب عليه 2ـ0 بعد مشاركة رائعة للفريق في أول ظهور له بالنهائيات.
ورغم هذا لم يكن متوقعا أن يكرر الفريق ظهوره في النهائيات بهذا الشكل السريع لكن منتخب الرأس الأخضر خالف التوقعات مجددا وكان أول المتأهلين إلى النهائيات عبر التصفيات، حيث تصدر المجموعة السادسة على حساب منتخبات زامبيا وموزمبيق والنيجر بعدما حصد 12 نقطة من أربعة انتصارات وهزيمتين.
ومع وقوعه في المجموعة الثانية بالنهائيات مع منتخبات تونس والكونغو الديمقراطية وزامبيا والتشابه الكبير بين هذه المجموعة والمجموعة التي تنافس فيها بنسخة 2013، مما يثير تفاؤل الفريق بإمكانية العبور إلى دور الثمانية على الأقل.
وإذا نجح الفريق في التأهل لهذا الدور سيكون الطريق أمامه أكثر سهولة إلى المربع الذهبي نظرا لأن أي فريق من المجموعة الأولى سيلتقيه في دور الثمانية لن يكون أكثر صعوبة من منافسيه في المجموعة الثانية،
ويضاعف من آمال الفريق في التقدم خطوات كبيرة في النسخة المقبلة أنه يخوض النهائيات هذه المرة بقيادة مدرب كبير لديه خبرة هائلة وهو روي أجواس نجم المنتخب البرتغالي السابق والذي تولى في الماضي تدريب أكثر من فريق كبير في البرتغال قبل أن ينقل هذه الخبرة معه كلاعب وكمدرب إلى الرأس الأخضر في أول تجربة تدريبية له مع المنتخبات.
وعلى عكس ما كان عليه الحال قبل عامين عندما كان اعتماد الفريق على مجموعة من اللاعبين الذين لا ينشطون في أندية كبيرة، ينتمي عدد من لاعبي الفريق حاليا لأندية أكبر وأكثر شهرة مما يمثل دفعة إضافية للفريق على تقديم بطولة رائعة في غينيا الاستوائية بعدما اكتسب الفريق الثقة وتخلص من رهبة المشاركة الأولى.
وكالات