أنا سعيد لتمثيل منطقة سوس بفارس العاصمة
مع الحسنية انطلقت ومع الفتح سأحقق أول لقب بطولة
الرجل اليسرى آلة إبداع في عالم الإبداع الكروي
هولندي البايرن "روبن" فنان لا يقارن
بعد موسمين من الإنتظار برز إسم لاعب يوحي بالبطولية والتألق في صفوف فريق الفتح الرباطي هو وهداف وصانع ألعاب، والأمر يتعلق بمراد باتنا.
مراد باتنا نجم ومايسترو فوق العادة يراهن عليه الإطار وليد الركراكي والناخب الوطني للفريق المحلي امحمد فاخر في إطار بناء فريق وطني محلي قاعدي.
مع مجموعة شابة متناسقة ومتفاعلة حضر مراد باتنا أول لقب مع الفتح في شجرة تغطيها كؤوس العرش آخرها كان هذا الموسم بعد الفوز على نهضة بركان.
ما يميز هذا اللاعب حضوره في وسط الميدان بتقنيات عالية ومتاع تقني يجعله في حضرة كبار التخصص، محمد التيمومي وباقي الشلة.
لذا فهو المكسب الذي انتظره الفتحيون لتدوين مسلسل الإبداع ووضع الفريق الرباطي على "أوربيت" الإنطلاق نحو البحث على أول لقب للبطولة.
جالسناه لنكتشف فيه العنصر المثقف وصاحب الأسلوب السلس والوصف الدقيق والإلمام بكل ما يهم كرة القدم.. فإليكم مراد باتنا.
- المنتخب: هل نقول أن الفتح عثر على مايسترو في شخص مراد باتنا؟
مراد باتنا: الواقع أنني أصبحت أعي أكثر بالمسؤولية التي منحها لي الإطار الكبير وليد الركراكي وذلك من خلال توظيفي في وسط الميدان الهجومي تتميما للعمل الذي كنت أقول به مع المدرب جمال السلامي الذي كان قد أعطاني صفه مهاجم أيسر بحكم تواجد عدد من الزملاء اختصوافي التوزيع، لذا فالفضل يعود للسيد الركراكي الذي أعطاني ثقة كبيرة في مؤهلاتي مكنتني من أن أستوعب الدور المنوط بلاعب بمواصفاتي قادر على تقمص الأدوار الثلاثة.
- المنتخب: ما هي هذه الأدوار الثلاثة؟
مراد باتنا: كما ذكرت فإن هويتي وأنا لاعب الحسنية كانت هي في نطاق هجومي محض وكمهاجم أيسر، مع المدرب جمال السلامي زاوجت الدورين كمهاجم وموزع مساند لوسط الميدان ومع وليد الركراكي وبعدما شحدت بطارياتي وحسنت مؤهلاتي الدفاعية التي هي الشرط الأساسي للاعب محترف يطمح إلى بلوغ القمة الشامخة لكرة القدم وظفت في الدور الذي يروق للمدرب الوطني الذي يبحث على تعدد التخصصات في العنصر الواحد.
- المنتخب: كيف عشت فترة التأقلم مع أجواء النادي الجديد والمدينة والغربة بعيدا عن الأهل والأصدقاء؟
مراد باتنا: الواقع أنه وبحكم أنني قضيت فترة طويلة بمدينة أكادير مع الحسنية دخلت عالم الإحتراف مع فريق هو من السباقين إلى التغيير، كان علي أن أتأقلم وهو ما حدث بسهولة وبسرعة بمساهمة المكتب المسير الذي يتعامل في إطار شفاف وانضباط متميز ومدرب متمرس يعي الدور المنوط به في إطار بناء فريق قوي ولاعبين دخلوا التجربة من باب الإختبارات العسيرة ولمسوا أنهم بين أيادي أمينة لصنع مستقبلهم وأنا منهم، لذا لم أجد أية صعوبة في التأقلم مع الأجواء.
- المنتخب: إسم الفتح بماذا يوحي لك؟
مراد باتنا: الواقع أنني لم أفاجأ عند إلتحاقي بالفريق الرباطي فهو الطرف الدائع الصيت خاصة خلال العشر سنوات الأخيرة التي دخل خلالها مع المدرب حسين عموتا تاريخ الألقاب القارية والوطنية في انتظار لقب البطولة ثم هناك التاريخ الذي يبصم له بالأصالة والحاضر الذي يتطلب منا كلاعبين أن نستحق هذا الإنتماء.
- المنتخب: شاركت في ملحمة الكأس السادسة كيف عشت مع زملائك فترة قبل وبعد الإنجاز؟
مراد باتنا: لن أكون مغاليا إذا قلت أنني كنت على يقين من الفوز النهائي لأنني لمست من الجو العام للإعداد للحدث كل مؤشرات الفوز، كما أن كلام المدرب والمسؤولين زاد من حماسنا عندما اقتحمنا أرضية الملعب أما فترة بعد الفوز والتتويج فلا ولن تنسى.
- المنتخب: أين تكمن صعوبات الدور المنوط بك كموزع وسقاء للمجموعة؟
ـ مراد باتنا: كما ذكرت في بداية حديثي فإن الدور الذي أصبحت أضطلع به داخل الفريق ثلاثيا فهو دور يتطلب لياقة بدنية عالية وحس دفاعي متميز وداعم وسرعة البديهة في مد الزملاء بالكرة التي تكون حاسمة في التسجيل وقوة الخلق والإبداع لتكتمل الصورة، لذا فالصعوبة تكمن في الجمع بين كل هذه المؤهلات في نفس المباراة دون أن ننسى الإعداد النفساني الذي له أهميته.
- المنتخب: من هو اللاعب في العالم الذي يحرك مشاعرك؟
مراد باتنا: كثيرون سيجدون في الأرجنتيني "ميسي" العنصر الذي يثقن الدور، إلا أنني أفضل أسلوب الهولندي "روبن" لاعب باييرن ميونيخ الذي بإمكانه صنع النتيجة من لاشيء، لذا فإنني اتتبع كل تحركاته وحركاته داخل المباريات التي أشاهدها وأحاول حل بعض الإشكاليات التي نعترضنا أثناء القيام بواجبي، خاصة التموضع الجيد والأفضل قبل عملية التسديد صوب المرمى، والواقع أنني استفدت الكثير من المشاهدة.
- المنتخب: نحن على مشارف نهاية الجولة الأولى من البطولة، حيث يوجد فريق الوداد في الصدارة كيف تتصور جولة الإياب خاصة بالنسبة لحظوظ الفتح؟
مراد باتنا: أظن أن الجولة الثانية ستشهد عودة الصورة المألوفة على مستوى المقدمة، حيث تواجد الوداد والرجاء والكوكب وأولمبيك خريبكة والمغرب التطواني والفتح والدفاع الجديدي كأطراف تتنافس على اللقب أكبر غائب هو الفريق العسكري الذي ظهر في لقاء الفتح أنه لا يستحق الرتبة التي يحتلها في مؤخرة الترتيب، لذا فإن نكهة الجولة الثانية تكمن في متغيرات أهمها عودة الرجاء إلى مستواه الحقيقي واقتراب كل من الكوكب والفتح وأولمبيك خريبكة من الصدارة.
- المنتخب: حققت مع الفتح نتائج متضاربة، إنتصار خارج الميدان أو هزائم أو تعادلات داخل الميدان، ما هو السر في هذا المسار؟
مراد باتنا: هناك عوامل كثيرة ساهمت في هذه الصورة منها ما يعود إلى غيابات داخل المجموعة بسبب التوفيق أو الإصابات، ومنها ما يعود إلى أرضية ملعب الفتح ومنها ما يأتي بفعل الصدفة.
- المنتخب: عشت تجربة جمال السلامي والآن مع وليد الركراكي، ماذا يميز هذا الطرف عن ذلك؟
مراد باتنا: أظن أن كل مدرب له مميزاته في إطار منظوره إلى الجانب الهيكلي للفريق وتعامله مع كل لاعب وكذا المجموعة وتوظيف كل الآليات لبلوغ الأهداف أي النتائج.
عشت مع المدرب جمال السلامي بالحسنية ثم الفتح، حيث كان من وراء جلبي وهذا يبين أن المدرب يسعى جاهدا إلى بناء فريق يلائم الأهداف التي يسعى إلى بلوغها والآليات هم اللاعبون، والمدرب الذي يحسن الإختيار ينجح في عمله، هذا واقع عشته مع المدربين لتبقى الفوارق في شخصية كل مدرب ومدى تأثيره على اللاعبين بخطابه والإعداد لكل مباراة على حدة، هنا نجد أن المسؤولين في الفتح أحسنوا الإختيار في الحالتين.
- المنتخب: خضت مع الإطار الوطني امحمد فاخر تجربة المنتخب المحلي، كيف كانت التجربة؟
مراد باتنا: التجربة بدأت وأنا مع الحسنية، حيث دخلت مجال الدولية، وكنت سعيدا لأنها مرحلة كانت جديدة في مشواري كلاعب، وأعتقد بأنها كانت تجربة ناجحة باعتبار أن الإطار المشرف على الفريق له مؤهلات عالية وخبرة تلائم الدور المنوط به وأن اللاعبين الذين يتم اختيارهم هم في قمة العطاء مع فرقهم وفي البطولة، وهو مؤشر على أن الإستمرارية مضمونة كما أنها بوابة للإنتقال إلى المنتخب الأول.
- المنتخب: هل فريقك الفتح قادر على المنافسة على البطولة؟
مراد باتنا: هو حلم مدينة بأكملها وجمهور فتحي يمني النفس لبلوغ هذا الهدف، فالمكتب المسير لا يدخر جهدا لتهييء الظروف الملائمة لنكون دائما في المقدمة، وويقود الفريق تقنيا مدرب متمرس ومحترف بكل المواصفات لا يبخل علينا بالدعم من خلال تجربته كلاعب سابق محترف على أعلى مستوى، ليبقى دورنا نحن كلاعبين البحث على النتائج الإيجابية انطلاقا من الحصص التدريبية وانتهاء بالمباريات التي نخوضها في نهاية كل أسبوع.
- المنتخب: ما هو سر تفوقك في تنفيذ الضربات الحرة المباشرة تمنح أهدافا لفريقك؟
مراد باتنا: هي موهبة تخلق مع اللاعب وتزكيها البنية الجسمانية لصاحب الإختصاص بغض النظر عن كونه يسدد بالرجل اليسرى أو اليمنى، وهذه التسديدات الحرة يتم التمرين عليها من خلال العمل داخل الحصص التدريبية، ثم هناك عامل التركيز قبل التسديد واختيار نقطة التنفيذ التي تلائم كل لاعب، وأهمية هذا الإختصاص تكمن في نسبة النجاح بالإضافة إلى الركنيات والضربات الجانبية التي هي الأخرى يمكن أن تعطي أهدافا، لذا يبقى هذا العنصر هو الطائر النادر في الفريق.
حاوره: عبد الجبار والزهراء