متعة أن تلعب في مثل هذه الأجواء المثالية

طريقة احتفالي كانت تلقائية ومليون تحية لجمهور الحسنية

ليست المرة الأولى التي نُثني فيها بعبارات المدح على نجم أدائه وأهدافه تتحدث عنه، وشخصيا وطيلة متابعتي للغزالة ومنذ قدوم باتريك كواكو تغير الحال وتجددت الآمال.. لاعب متواضع ويمتلك حس الدعابة مع زملائه ومقاتل في رقعة الميدان وله إصرار غير عادي في بلوغ ما يصبو إليه.

نجاحه لا يربطه لنفسه بل للمجموعة وأمام الوداد أبدع بلمساته وبمراوغاته الساحرة وبهدفه أهدى النقاط الغالية لفريقه رافعا أسهمه في بورصة اللاعبين وكأفضل الأجانب في البطولة الاحترافية.

«المنتخب» إستضافت نجم الحسنية وهدافها الإيفواري باتريك كواكو وأجرت معه الحوار التالي:

المنتخب: صرحت لنا سابقا بوجود مقارنات بين ما هو متاح بأسيك ميموزا وبالحسنية، فكيف أصبح الحال الآن؟

كواكو: الوضع اختلف تماما، ولم يعد هناك مجال للمعاناة، الأجواء أكثر من رائعة وهذا المركب الكبير كجنة على الأرض وسعداء لما توفر للفريق من ملاعب للتداريب وملعب كبير كنا متلهفين للعب فيه.. الظروف أضحت مثالية للغاية بخلاف المواسم السابقة وزمن المعاناة أخيرا قد انتهى ولا مجال للمقارنة بين الإنبعاث وهذا الملعب واليوم النادي يمتلك بنيات تحتية في المستوى وهذا ما كان يحتاجه.

المنتخب: هل كان هناك تخوف من خوض أول مباراة على أرضية مركب أدرار؟

كواكو: على العكس من ذلك، هي متعة أن تلعب في هكذا أجواء وأمام جماهيرة غفيرة، التحضير لهذه المباراة كان جيدا على المستويين البدني والذهني وكنا نعرف قيمة الوداد ونعلم صعوبة اللقاء وتطلب منا ذلك بذل مجهودا مضاعفا علما أنها  أول مباراة رسمية بعد توقف دام لستة أسابيع وهذه النقطة هي التي تخوفنا منها رغم أننا خضنا عديد المباريات الودية.

المنتخب: حدثنا عن لقاء الوداد وقربنا من الكواليس؟

كواكو: كان لقاء كبيرا والجميع سيتذكره لأنه أول لقاء رسمي على أرضية مركب أدرار، ومثل هذه المباريات تزيدك حماسة كي تخرج طاقتك حتى تحصد النقاط الثلاث من أجل عيون جماهير الحسنية التي زينت المدرجات بأبهى الصور، كنا متحمسين وأكثر إصرارا على تحقيق الإنتصار والفوز على الوداد ذهابا وإيابا يعني لنا الكثير ويمنح الثقة والحمد لله، الفريق قدم أداء أكثر من رائع وحققنا مرادنا وأسعدنا كل من حضر وهذا سيحفزنا للحفاظ على نفس المستوى في قادم المباريات.

المنتخب: ماذا عن طريقة احتفالك بالهدف وهل وعدت بالتسجيل في مرمى لمياغري؟

كواكو: كانت تلقائية وغير متوقعة، ومن شدة فرحتي بالهدف قمت بتلك الحركات التي أعتقد أنها قد نالت إعجاب الجماهير، جميل أن تعبر عن الفرحة بتلك الطريقة ولكل منا طريقة احتفاله وهناك رقصة أيضا أقوم بها بعد كل هدف أو تقبيل شعار الحسنية هذا القميص الغالي على قلبي والحسنية بيتي.

شخصيا أسعى دائما إلى أن أكون الأفضل في كل مباراة والحمد لله حالفني التوفيق في التسجيل وأنا مسرور لذلك بخاصة إذا حصلنا على الثلاث النقاط كيفما كانت هوية الخصم.

المنتخب: بعد 16 مباراة، ما هو إنطباعك حول عناصر الفريق؟

كواكو: هي عناصر ممتازة وحتى الوافدين قدموا الإضافة وهذا أمر جيد للفريق، حيث سيزيده قوة، لدينا طاقم يشتغل ويعمل بجد وإدارة الفريق تفعل المستحيل حتى توفر للاعبين راحتهم، وصراحة اللاعبون هم كعائلة واحدة ونحتضن بعضنا البعض ونستقبل كل وافد بترحاب وسرعان ما يتأقلم معنا، حيث الإحترام والإلتزام والإجتهاد وهذا سر كل فريق ناجح وطبعا بإمكاننا الذهاب بعيدا هذا الموسم إن شاء الله.

المنتخب: بخصوص هذه النقطة، هل هناك حديث بين اللاعبين من الآن عن إمكانية الفوز باللقب، وهل هناك تفكير في ذلك؟

كواكو: لا يجب التفكير في المستقبل أو الحديث عن درع البطولة ومرحلة الإياب بدأت للتو، نحن الآن نعيش الحاضر والحاضر يقول أننا نسير خطوة بخطوة ولن نطلق أحكاما من الآن، مرحلة الذهاب كانت مثالية بالنسبة لنا، ومرحلة الإياب يجب أن تكون كذلك، ونحن داخل الحسنية نناقش مباراة بمباراة ولا ننسى كيف كنا في الموسم الماضي وكيف أصبحنا الآن وهذا مهم، حيث لمسنا تقدما كبيرا وسنبذل قصارى جهودنا حتى نظل في مقدمة الترتيب، أما أن أحدثك عن الفوز باللقب فهذا أمر بعيد وليس وقته.

المنتخب: التحقت بهداف البطولة لعلودي برصيد 7 أهداف وكنت متألقا منذ البداية وتُعد من أفضل الأجانب في البطولة، هل يغريك لقب الهداف؟

كواكو: شخصيا ما يهمني هو الفريق وأن يحتل رتبة جيدة في سبورة الترتيب، لقب الهداف سيأتي إن شاء الله وسأسعى إلى تحقيقه وهذا سيتطلب مجهودا خاصة خاصا لزيارة شباك الخصوم ولا يمكنك أن تسجل في كل مباراة لكن الأمور إلى الآن جيدة وفي الأجندة مباريات عدة والبطولة ما زالت طويلة وينتظرنا عمل كبير وشاق ولا أفكر في نفسي بل في الفريق.

هي بداية أكثر من رائعة، وإن شاء سأحاول أن أستمر على نفس هذا النسق، كلما سجلت إلا وأساعد فريقي على تحقيق أفضل النتائج، وأنا أعشق المنافسة، ينتظرني عمل أكبر لإحراز مزيد من الأهداف وإذا وفقت في قادم الدورات آنذاك سأرى إن كنت سأنافس على لقب الهداف لكن شريطة الإستمرارية، وأتمنى يقف الحظ بجانبي، وسيكون أمرا رائعا أن أختم الموسم بلقب فردي ويحتل الحسنية مركزا متقدما في سبورة الترتيب.

المنتخب: الحسنية تألقت وفازت على الفرق الكبيرة، إذن أصبحت كبيرة هي الأخرى؟

كواكو: سنحدد ذلك بعد نهاية البطولة الاحترافية، في الوقت الراهن نحن نعمل ونجتهد والكمال على الله، هذا الموسم كان بالنسبة لنا تحدي ورتبة الموسم الماضي لم ترضينا، لكن تعلمنا من أخطائنا واستفدنا من الدروس واليوم النتائج تتحدث عنا.. صحيح أننا فزنا على الرجاء والوداد وهذا ما منحنا جرعات الثقة لكن تظل أقدامنا على الأرض والعبرة بالخواتم وترتيبك النهائي هو من يصنفك إن كنت كبيرا أو لا، ونحن لا نقارن أنفسنا بأحد.

أهم ما في بداية هذه المرحلة الحاسمة هو الإستقرار في المستوى سواء داخل الميدان أو خارجه، وفي قادم الجولات تنتظرنا تحديات هامة، حيث سنلعب خارج الميدان في ثلاث مناسبات متتالية وأمام فرق قوية.

فنتحدث عن النادي القنيطرة والكوكب والدفاع الحسني الجديدي، هي مباريات تمثل لنا أصعب امتحان وندرس مباراة بمباراة لتحقيق ما نطمح له ولنتجنب أقل الأضرار والأكيد أننا نستعد لذلك بتركيز ذهني وإعداد بدني لأن النتائج ستكون حاسمة على مستوى الترتيب ونأمل أن ننجح في هذا الإمتحان.

المنتخب: أكيد أن لدى باتريك حلم لم يحققه بعد، فما هو؟

كواكو: صحيح، هناك حلم كبير ما زلت أسعى لتحقيقه منذ سنوات وكأي لاعب، ألا وهو الإلتحاق بالمنتخب الوطني الإيفواري، وأنا أجتهد وأقاتل لتحقيق هذا الهدف، تألقي مع الحسنية آمل أن يشفع لي كي أفوز ببطاقة المشاركة الأولى لي رفقة المنتخب وسأكون سعيدا للغاية إن ارتديت قميصه بعدما لعبت بالمنتخب الأولمبي سابقا، وبالعمل الجاد يتحقق الأمل، أما طموحي مع حسنية أكادير سيبقى سرا وحين يتحقق ستكون أول من سأخبره بذلك.

المنتخب: ماذا تفعل قبيل بداية كل مباراة؟

كواكو: لكل لاعب طقوسه الخاصة، وبالنسبة لي قبل كل مباراة أسعد بالتحدث لإبني رغم أنه بعيد عني،  لأن عائلتي بأبيدجان، وعند الإتصال به أشعر بالتحفيز ويشحن طاقتي للظهور بمستوى أفضل وبطبيعة الحال أُصَّلي كي يوفقني الله أنا وزملائي.

خلال توقف البطولة إتجهت لبلدي وبالضبط إلى أبيدجان كي أكون بجانب عائلتي، وإبني بدأ يكبر سريعا وأنا دائم الإشتياق لهم، وأتمنى أن يتواجدا معي قريبا بأكادير، والحسنية هي عائلتي كذلك، ومدينة أكادير ساحرة وأستمع بجو وبلطف ساكنتها.

المنتخب: في الختام نترك لك مساحة حرة عبر «المنتخب»:

كواكو: أنا الآن أمر بأجمل الفترات رفقة الحسنية وأتمنى أن يتواصل ذلك، كرة القدم كالحياة، هناك مطبات وعراقيل ولا يمكن بلوغ القمة إلا بالاجتهاد والعمل والصبر.. ولجماهير الحسنية مليون تحية على مساندتها ودعمها لنا ومعا سنحقق إن شاء الله أشياء كبيرة وشكرا لكم على هذه الاستضافة وديما حسنية.

حوار: هشام صبرهوم ـ عدسة: الصالحي

 

                                               

 

بطاقته

الإسم الكامل: باتريك كواكو

من مواليد: 20 مارس 1988

المكان: أبيدجان

الطول: 1.76م

الوزن: 69 كلغ

المركز: صانع ألعاب

النادي السابق: أسيك ميموزا

النادي الحالي: حسنية أكادير

رقم القميص: 16

أهدافه هذا الموسم: 7 أهداف في البطولة الاحترافية

الصفة: دولي (لعب للمنتخب الأولمبي الإيفواري )

مثله الأعلى: يايا توري

الطبق المفضل: طاجين بالدجاج

أقرب صديق: أحمدو ديوماندي

إنجازاته:

توج بلقب البطولة الإيفوارية في ثلاث مناسبات رفقة الأسيك ميموزا.

توج بلقب أفضل لاعب بالبطولة الإيفوارية.