رحل النهضة البركانية إلى العاصمة العلمية فاس بمعنويات مرتفعة وروح قتالية عالية دفاعا عن نتيجة الذهاب ببركان، وأدرك رجال المدرب عبد الرحيم طاليب أن الهدفين المسجلين يمنحان التفوق والأفضلية للتأهل لكن شريطة الحفاظ على الواقعية وعدم وضع تذكرة العبور في الجيب مسبقا.
أما النمر المجروح برصاصتين برتقاليتين ومؤلمتين فجهز مخالبه للإفتراس ولعب آخر ورقة في معركة لا يريدها الأخيرة في مسابقة كأس العرش، وركز على الجانب النفسي أولا والبدني ثانيا لنسيان عثرة الشوط الأول والإنطلاق في الثاني بدماء جديدة وشراسة هجومية توصلهم إلى الشباك بسرعة وبأكبر عدد من الأهداف.
فالفريقان اللذان وصلا إلى المربع الذهبي عن جدارة وإستحقاق بعدما أسقطا عمالقة الكرة الوطنية، كبرت طموحاتهما ولم يعد يوقف هدفهما شيء سوى بلوغ المباراة النهائية، حيث يسعى البركانيون لكتابة التاريخ مجددا وإحياء زمن الثمانينيات بينما يصبو الفاسيون إلى المصالحة مع الألقاب بجيل شاب وواعد.
أرضية مبللة وإيقاع بارد
رغم برودة الطقس والأمطار فقد حضرت الجماهير الفاسية والبركانية بأعداد محترمة وحجت لمعاينة الإصطدام القوي بين الأصفر والبرتقالي، وتبين منذ صافرة الإنطلاق أن الندية والإندفاع البدني سيكونا حاضرين بين لاعبي الفريقين خصوصا على مستوى خط الوسط حيث يقف أكثر من جدار.
ولم تشهد الدقائق الأولى أي تهديد يُذكر وإنحصرت الكرة في منتصف الملعب مع تسجيل كثرة الأخطاء من الجانبين، كما وقفت أرضية الميدان المبللة والثقيلة عائقا في وجه التمريرات القصيرة والأرضية وحالت دون بناء الهجمات المنظمة.
وتواصل الإيقاع المتوسط والرتيب أحيانا بمحاولات ضعيفة للمغرب الفاسي الذي بادر إلى الهجوم عبر الأطراف عن طريق بنشرقي والعزيزي، فيما كان الجناح حلحول خطيرا من جهة الضيف وكاد أن يهز الشباك في أول فرصة في اللقاء لكن تسديدته مرت محادية لمرمى الحارس الكيناني (د27)، رد عليها الفاسيون بعدها بدقائق من خلال قذيفتين متتاليتين لكن شجاعة بلطام ويقظة لمرابط حرمت الماص من التسجيل وأبقت على النتيجة بيضاء حتى صافرة نهاية الشوط الاول بتعادل منطقي وبارد.
أعصاب وضغط وتسرع
مع قص شريط الجولة الثانية كاد العميد برابح أن يباغث الفاسيين منذ الدقيقة الثانية بعدما إنطلق من الجهة اليسرى وسدد لكنه إفتقد للتركيز الكافي، ليستحوذ بعدها رفاق الشطيبي على مجريات اللعب زاحفين بشكل كبير نحو المعترك البرتقالي، وبدا أن المغرب الفاسي عازم على التسجيل بسرعة وإتضح ذلك من سلسلة الهجمات المتتالية التي خلقها بنشرقي والعزيزي وورائهما المايسترو الشطيبي، هذا الأخير جرب حظه في أكثر من مرة عن طريق الضربات الثابتة والتسديد لكن صمود الدفاع وصحوة الحارس لمرابط كانت لهم الكلمة الفاصلة.
وأحس المدرب دوماس بالضغط وسرعة مرور الوقت فأقحم الثلاثي الهجومي موسني، دو سانطوس، مالكويت طمعا في مضاعفة الفرص، وعوض أن يتم إستثمار ذلك على نحو فعال ظهر التسرع والإرتباك على أداء اللاعبين الفاسيين، وكادوا أن يدفعوا ثمنه مرتين الأولى حينما لم يحسن البديل البركاني العمري التعامل مع كرته في معترك الحارس الكيناني (د74) والثانية برأسية المدافع عزيز التي صدتها العارضة (د78)، وإستغل زملاء بلطام الفراغ الدفاعي للنمور ليشنوا العديد من الحملات المرتدة الخطيرة في وقت رفض فيه القائم تسديدة قوية وجميلة لمالكويت (د89)، وشهدت الدقائق الأخيرة تماسكا دفاعيا بركانيا قويا وذكاءا في التعامل مع الخصم لينهوا المعركة رابحين غانمين ومحلقين عن جدارة لعرس الأحلام بعد أسبوعين.
البركانيون يطلون من نافذة الحلم
بعد غياب دام 27 سنة أفلح النهضة البركانية في العودة إلى الواجهة والتحليق صوب المباراة النهائية لأمجد الكؤوس الوطنية، محييا ذاكرة الرياضيين البركانيين الذين إستعادوا ذكريات العبور التاريخي للنهاية سنة 1987 وملاقاة الكوكب المراكشي.
النادي البرتقالي وبعدما خلق مفاجأة كبيرة هذا الموسم بإسقاطه لخصوم كبار وأبطال سابقين سيلعب النهائي الثاني في سجله بعد أيام قليلة، ويريده عرسا وفرحا هذه المرة بعدما حزن وإنكسر في النهائي الأول برباعية مذلة ضد أبناء البهجة، وسيلعب الكل للكل لعدم تفويت الفرصة ورفع الكأس الفضية الغالية لأول مرة.
وبتأهل النهضة البركانية للنهاية ومواجهة الفتح العنيد يكون الفريق قد ضمن مقعدا في مسابقة كأس الكونفدرالية الإفريقية للموسم الجاري حتى وإن خسر ضد خصمه لكون الفتح متأهل مسبقا إليها، لكن الرهان الأكبر والمبتغى الأسمى يتجلى في إنهاء المسار بأحلى صورة ومن أعلى منصة التتويج.
المهدي الحداد
نتائج النصف
الذهاب
د.الجديدي ـ الفتح الرباطي: 2ـ2
نهضة بركان ـ المغرب الفاسي: 2ـ0
الإياب
الفتح الرباطي ـ د.الجديدي ـ: 1ـ1
المغرب الفاسي ـ نهضة بركان: 0ـ0
برنامج النهائي
الثلاثاء 18 نونبر 2014
الرباط: المركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله
س.17: الفتح الرباطي ـ نهضة بركان