يصر أنس الزنيتي بلغة الواثق من نفسه على أن الموسم الحالي داخل الرجاء سيكون مختلفا بعض الشيء..
يقول أن الهدوء عاد للقلعة الخضراء وعلى أن مؤشرات المصالحة مع البوديوم متوفرة، وحين يسأل الزنيتي عن المنتخب الوطني يجيب بحسرة أنه لم يفهم لغاية الآن ما الذي يريده منه رونار ليحظى بثقته.
الزنيتي يتحدث هنا عن حظوظ الرجاء في المسابقات التي ينافس عليها وطموحاتها في هذا السن.. تابعوا..
ــ المنتخب: يسجل على مشوارك أنك تواجدت في «الكان» رفقة الطوسي مع الأسود احتياطيا للمياغري وبعدها لم تستمر، لماذا برأيك؟
أنس الزنيتي: هذا الأمر يشعرني بالحيرة والإحباط فعلا، لأني كنت مع الزاكي من بين الحراس المعتمد عليهم ولعبت بعض المباريات وبعدها جاء الناخب الوطني الحالي وكانت له قناعته الخاصة.
أتساءل أحيانا ماذا ينبغي فعله كي أقنع رونار، فقد كنت الحارس الأول للمنتخب المحلي وتوجنا بلقب «الشان» وخضت ما لا يقل عن 40 مباراة إفريقية مع الماص والرجاء وفي أكبر وأصعب المحطات الممكنة.
في البطولة كنت متميزا وتوجت بلقب كأس العرش بفضل مساهمتي مع الفريق، التنافسية موجودة لذلك أتساءل عن المعيار الذي يرغب فيه الناخب الوطني ولا أتوفر عليه.
ــ المنتخب: هل تعتقد أنك تعرضت للظلم في هذا الصدد؟
أنس الزنيتي: لست أنا من يقرر في هذه الأمور، هناك إعلام وجمهور، لكن هناك بالمقابل معطيات وأرقام يجب الإستناد إليها.
كل لاعب إلا و يرغب في تمثيل منتخب بلاده وأنا قدمت كل ما أملك لهذا وتبقى الكلمة الفاصلة للمدرب وهو من يتحمل مسؤولية اختياراته.
ــ المنتخب: تلعبون على أكثر من جبهة ومنها كأس العرش، هل أنتم على استعداد للإحتفاظ باللقب؟
أنس الزنيتي: نحن على بعد خطوتين فقط من المباراة النهائية وتنتظرنا في ربع النهاية مباراة معقدة أمام سريع وادي زم الذي يلعب بحماس شديد أمام أنصاره.
ــ المنتخب: لكن جمهور الرجاء يتطلع للقب واحد، أعتقد أنك تعرفه؟
أنس الزنيتي: بطبيعة الحال وهو درع البطولة، لقد مرت فترة طويلة على آخر تتويج ومن غير المعقول أن يستمر هذا الوضع.
التتويج بالدرع سيعزز أرقام الفريق في هذه المسابقة، كما سيفتح المجال أمام العودة لعصبة الأبطال الإفريقية المسابقة المفضلة للجماهير الرجاوية لأن النادي صاحب ريادة محليا في هذه البطولة، لذلك لا أخفي عليك أن لقب البطولة يتصدر كل اهتمامات لاعبي ومكونات الرجاء.
ــ المنتخب: تعيشون حالة من الود والهدوء مؤخرا، هل يمكن القول أن زمن المشاكل داخل الفريق انتهى وللأبد؟
أنس الزنيتي: هذا صحيح ومنذ فترة يمكن القول أن الأمور استقرت بعض الشيء داخل الفريق ولم تعد كما كان الامر في السابق.
عاد الهدوء وعاد التوازن واليوم نشاهد إلتحام كل مكونات الفريق وحضور قوي لجماهيره وهذا لا يمكنه إلا أن يكون عاملا مساعدا لنا للمضي قدما لتحقيق كل الأهداف التي سطرناها.
عانينا بما يكفي ولا يروق لي استحضار تلك الفترة السوداء والقاتمة والتي لا تليق بتاريخ وقيمة الرجاء.
ــ المنتخب: وكيف هي الأمور مع المدرب غاريدو؟
أنس الزنيتي: غاريدو يمضي موسمه الثاني مع الرجاء ومن دون شك بات يملك فكرة كافية على الفريق ويعرف اللاعبين أكثر كما تعرف على البطولة والفرق المنافسة.
بالتدريج تحسن التواصل معه وأصبح التفاهم أكبر من السابق، كما أن اللاعبين استوعبوا فلسفته في العمل والإشتغال والإستقرار التقني عامل من عوامل النجاح كما يعرف كل متتبع لكرة القدم.
ــ المنتخب: وبخصوص الوافدين الجدد على الفريق، هل يمكن القول أن الصفوف صارت مكتملة أكثر من الموسم المنصرم؟
أنس الزنيتي: بكل تأكيد وكما تتبع الجمهور هناك لاعبون بسن صغيرة إنضموا للفريق ووقعوا على مباريات كبيرة نالت استحسان الجمهور.
هناك لاعبون بمهارة عالية ومواهب ستقول كلمتها، كما أن عناصر الخبرة ما تزال حاضرة وموجودة وستحاول تحقيق ما عجزت عنه في السابق.
نتوفر على تركيبة جد محترمة قادرة على فرض أسلوبها على المنافسين لكن ينبغي دوما أن نتحلى بالتواضع واحترام بقية الخصوم.
ــ المنتخب: ماذا قدم الإستقرار والزواج للزنيتي في مشواره كلاعب؟
أنس الزنيتي: الشيء الكثير وأنا بطبعي أميل للأسرة وقضاء أغلب الوقت معهم، الزواج المبكر أمر ومسألة مهمة في مسار اللاعب لتنظيم حياته وهذا أمر يعلمه جيدا من يشاركونني هذا الواقع.
نمر كلاعبين من فترات فراغ، لذلك يحضر الدفء الأسري والدعم منها لتجاوز كل الإحباطات الممكنة وهو ما ساعدني كثيرا وكان أمرا حاسما في التغلب على أكثر الفترات الصعبة التي مررت منها.
ــ المنتخب: كلمة توجها لجماهير الرجاء في ختام هذا الحوار؟
أنس الزنيتي: قلت مرارا وأكررها اليوم عبر منبركم، جمهور الرجاء هو اللاعب رقم 1 وليس 12 كما يقولون..
لقد كان السند في الفترات الصعبة التي مررنا منها وكان حاضرا مع الفريق في كل تنقلاته وضحى معنا ونحن نقدر كل هذا ونعده بالمكافأة وهي اللعب على الألقاب والبطولات المختلفة.
أعتقد أنه أفضل جمهور في العالم وهذا أمر لا يختلف عليه اثنان، وسأكون سعيدا ومسرورا لو حالفنا الحظ وأهديناه لقبين على الأقل.