بقي مدرب المنتخب الإيطالي روبرتو مانشيني متفائلا، على الرغم من استمرار أزمة "الأتسوري" وخسارته الإثنين أمام مضيفه البرتغالي صفر-1 في مباراته الثانية ضمن دوري الأمم الأوروبية في كرة القدم.

وبهدف من أندريه سيلفا في أوائل الشوط الثاني، خرجت البرتغال منتصرة من مباراتها الأولى في المسابقة القارية الجديدة رغم غياب نجمها وقائدها كريستيانو رونالدو، فيما تجد إيطاليا نفسها في ذيل المجموعة الثالثة للمستوى الأول بعد مباراتين، وذلك لتعادلها الجمعة على أرضها أمام بولندا 1-1.

وفي ظل استمرار الأزمة رغم الاستعانة بمانشيني خلفا لجانبييرو فنتورا الذي أقيل من منصبه بعد فشل التأهل الى مونديال روسيا 2018، خرجت الصحف الإيطالية بعناوين متشائمة جدا وكتبت "كورييري ديلا سيرا" الثلاثاء "إيطاليا مانشيني في أزمة منذ الآن"، فيما رأت "لا ريبوبليكيا" أن "إيطاليا لم تنجح حتى الآن في النهوض من كابوس كأس العالم".

ADVERTISEMENTS

وبالنسبة لصحيفة "غازيتا ديلو سبورت"، فإن "إيطاليا لم تستيقظ"، فيما إنتقدت "لا ستامبا" ما وصفته "إيطاليا الصغيرة".

وبعد الغياب عن كأس العالم للمرة الأولى منذ 1958، تجد إيطاليا نفسه أمام خطر الهبوط الى المستوى الثاني في النسخة الأولى من دوري الأمم الأوروبية، وما يترافق معه من عواقب تتجاوز الكبرياء، إذ أن تراجعها سيضعها أمام احتمال مواجهة منتخبات كبرى في التصفيات المؤهلة لكأس أوروبا 2020 أو كأس العالم 2022.

ولم تفلح التعديلات التسعة التي أجراها مانشيني الإثنين على التشكيلة التي واجهت بولندا في بولونيا، بل كل ما فعله هو أن دون اسمه كأول مدرب منذ 20 عاما يبدأ مباراة للمنتخب الوطني دون أي لاعب من يوفنتوس بطل الدوري في المواسم السبعة الماضية.

والاحصائيات في التشكيلة الحالية مقلقة للغاية، لأن اللاعب الأكثر تسجيلا بين اللاعبين الذين تواجدوا في مباراة الثلاثاء إن كان في الملعب أو على مقاعد البدلاء هو قلب دفاع يوفنتوس جورجيو كييليني (8) الذي غاب عن اللقاء الإثنين، وذلك بعد انسحاب ماريو بالوتيلي (14 هدفا) بسبب الاصابة ومتابعته المباراة من المدرجات.

لكن مانشيني شدد بأن ما يتبعه في الوقت الحالي يشكل الخيار الوحيد لإعادة منتخب بلاده الى مستواه السابق واخراجه من الأزمة التي جعلته يتراجع الى مركز لا يليق بألقابه العالمية الأربعة في التصنيف العالمي بعدما أصبح الحادي والعشرين، مباشرة خلف البيرو.

- الهدف هو تشكيل فريق لكأس أوروبا 2020 -

وقال المدرب السابق لإنتر ميلان ومانشستر سيتي الإنكليزي بعد الخسارة الرسمية الأولى لبلاده أمام البرتغال منذ ايار/مايو 1957 في تصفيات مونديال 1958 (صفر-3)، بأنه "علينا أن ننضج. إذا لم يسبق للاعب شاب أن لعب على مستوى مرتفع، فمن البديهي أن يعاني في المباريات القليلة الأولى".

وتابع مانشيني الذي أبقى الثلاثاء على الحارس جانلويجي دوناروما وجورجينيو فقط من تشكيلة مباراة بولندا، "لست سعيدا بالهزيمة، لكني أعجبت برغبة الفريق في المحاولة حتى صافرة النهاية، حتى وإن كانوا مهددين بأن تهتز شباكنا مرة أخرى (بسبب المساحات)".

ورأى "إنه السلوك الصحيح. لا نريد أن نسقط (الى المستوى الثاني) وما زلنا نريد إنهاء المجموعة في الطليعة. تبقى لبولندا والبرتغال ثلاث مباريات مقابل مباراتين لنا. سننتظر لنرى ما سيحصل لكن هدفنا هو تشكيل فريق لكأس أوروبا 2020".

وساند مهاجم تورينو سيموني زازا مانشيني في مقاربته لوضع المنتخب الوطني، بالقول "صحيح أننا نملك الكثير من اللاعبين الشبان ونحن في مرحلة اختبارية، لكن يجب أن نبقى على هذا المسار وأن ننهض بأسرع وقت ممكن".

ADVERTISEMENTS

وحظي مانشيني ايضا بدعم من مدرب إيطاليا السابق تشيزاري برانديلي الذي قاد المنتخب الى وصافة كأس أوروبا 2012، إذ رأى أنه "بعيدا عن النتيجة التي تحققت الليلة الماضية في البرتغال، الهدف الأساسي هو أن ينضج الإيطاليون الشبان دون أن نضعهم تحت الكثير من الضغط، أو أن نجعلهم خائفين من ارتكاب الأخطاء".

وعلى مانشيني التفكير بالحلول من الآن وحتى المباراة التالية التي ستكون ودية ضد أوكرانيا في 10 تشرين الأول/أكتوبر، قبل أن يحل "الأتسوري" على بولندا بعدها بخمسة أيام في الجولة الثالثة.