وماذا لو سار الفونسو ديفيس (فانكوفر وايتكابس) على خطى اللاعب الدولي السابق الالماني باستيان شفاينشتايغر؟ فهذا الشاب الكندي (17 عاما) هو الصفقة الاخيرة لفريق بايرن ميونيخ الالماني، وبامكانه على الأقل أن يعتمد على مباركة الاسطورة السابقة للنادي البافاري من أجل أن يرافقه على طريق النجاحات.
ويؤكد شفاينشتايغر، الذي يلعب حاليا في شيكاغو فاير الاميركي والذي تقاطعت مسيرته مع ديفيس في الدوري الاميركي المتاز لكرة القدم، قائلا "لديه قدرات كبيرة مع سرعة وتقنية. في حال عمل بجهد، وتحديدا من ناحية مؤهلاته الدفاعية، فبالتأكيد سينجح في أوروبا".
ولد ديفيس عام 2000 في مخيم للاجئين في غانا، بعد فرار والديه من الحرب الاهلية في ليبيريا، وقد وصل الى كندا بعمر الخامسة، وهو يعتبر أحد ابرز المواهب الصاعدة في اميركا الشمالية.
ووقع اللاعب الشاب الاربعاء عقدا يربطه ببايرن ميونيخ حتى عام 2023، الذي دخل بمنافسة شرسة للحصول على خدماته مع أندية ليفربول الانكليزي وباريس سان جرمان الفرنسي وريال مدريد الاسباني.
ووفقا للعديد من الصحف الالمانية، أنفق بايرن 14 مليون اورو للتعاقد مع ديفيس، كما بامكان هذا المبلغ أن يرتفع 4،8 ملايين اورو إضافية في حال تم تطبيق بند المكافآت.
وقال صاحب الشأن عن انتقاله للعب في ال+بوندسليغا+ "انه حلم الطفولة وأنا سعيد لأنه يتحقق. الآن، حان الوقت كي أتابع عملي، وسوف أبذل كل ما بامكاني لاستثمار هذه الفرصة التي حصلت عليها".
ولكن يتوجب على جماهير الفريق البافاري أن تنتظر قبل مشاهدة "جوهرتها" الجديدة بقميص "روتن" (الاحمر نسبة للون الفريق)، إذ لن ينضم ديفيس الى الفريق الاول إلا بداية من يناير 2019 عندما يكون قد بلغ الثامنة عشرة في 2 نونبر المقبل وانهى موسمه الحالي مع فانكوفر.
وحرق ديفيس، الذي يعتبر حالة نضج باكرة، المراحل وتحديدا منذ سن الـ 14 عاما ودخوله إلى أكاديمية فريق فانكوفر، إذ انضم بسرعة الى الفريق الأول وبات في يوليوز 2016 أول لاعب ولد في القرن الحادي والعشرين يخوض مباراة في البطولة الاميركية في سن الـ 15 عاما و8 أشهر.
حاليا، في سن الـ 17 عاما، يخوض عامه الثالث الاحترافي مع فانكوفر، وقد لعب 54 مباراة وسجل 3 أهداف وساهم في 8 تمريرات حاسمة. كما خاض 7 مباريات في عصبة ابطال اميركا الشمالية وسجل هدفين.
ويتميز ديفيس بسرعته وبمراوغاته، ويؤكد أن مثله الاعلى هو الارجنتيني ليونيل ميسي. نجم برشلونة الاسباني. كذلك لفت تألقه أنظار المسؤولين في الجامعة الكندية لكرة القدم الذين استدعوه للمنتخب الاول ليدافع في سن الـ 16 عاما عن القميص الدولي أمام كوروساو (2-1)... في اليوم ذاته الذي حصل فيه على الجنسية الكندية. ومن الارقام القياسية الجديدة التي حطمها رقم اصغر لاعب يرتدي قميص المنتخب الكندي.
وبعد شهر، وخلال لقاء آخر سجل هدفين في مرمى غويانا الفرنسية (4-2) في إطار الكأس الذهبية 2017، وهي مسابقة تجمع أفضل المنتخبات في منطقة الكونكاكاف (اميركا الشمالية والوسطى والكاريبي).
وعلى الرغم من خروج كندا من الدور ربع النهائي امام جامايكا، إلا أن ديفيس اختير أفضل لاعب شاب في المسابقة، بفضل تسجيله ثلاثة أهداف في أربع مباريات. ويتضمن سجله التهديفي مع منتخب الـ "كانوكس" ثلاثة أهداف في ست مباريات دولية، وهو رصيد واعد للاعب شاب.
ويخشى البعض على ديفيس من "احتراق مبكر" لأن واقع كونه موهبة صغيرة لا يضمن له النجومية مع فريقه الجديد في السنوات القادمة. فهناك العديد من المواهب الشابة التي انضمت الى اندية اوروبية في سن مبكرة بدون أن تنجح في فرض نفسها، وابرزها اللاعب النروجي مارتن أوديغارد الذي تعاقد معه ريال مدريد في سن الـ 15 عاما.
ولم يخض أوديغارد الذي يبلغ حاليا 19 عاما، أي مباراة في "الليغا" مع الفريق الملكي الاول، لينضم الى الفريق الرديف، ثم اعير لمدة عام ونصف العام الى هيرينفين الهولندي.
وعاش بايرن هذه التجربة المريرة أيضا، إذ سبق له أن تعاقد مع الموهبة الصاعدة بيار-إميل هويبيرغ في عام 2012 حين كان يبلغ لاعب الوسط الدنماركي الشاب 16 عاما ويأمل بمستقبل واعد.
لكن هويبيرغ لم يتمكن من فرض نفسه في بافاريا لتتم اعارته مرات عدة قبل ان يحط الرحال في ساوثمبتون الانكليزي حيث يجلس باستمرار على مقاعد البدلاء. كما غاب عن منتخب الدنمارك الذي شارك في مونديال روسيا 2018...