لم تكن مفاجأة أن ينطلق لاعبو منتخب كرواتيا في احتفالات حماسية بالملعب ومع المشجعين وأفراد أسرهم، عقب الفوز على إنجلترا بالدور قبل النهائي لكأس العالم، مساء الأربعاء، ولن تكون مفاجأة أيضا إذا قرر المدرب إراحة عدد كبير منهم في النهائي، أمام فرنسا، يوم الأحد المقبل.
وبعد صعود البلد الصغير ذي الأربعة ملايين نسمة إلى النهائي للمرة الأولى في تاريخه، تواجه كرواتيا واقعا صعبا في مباراة يوم الأحد، في موسكو.
وتدخل فرنسا المباراة وهي تضم في صفوفها لاعبين أصغر سنا وأكثر نشاطا، خاصة في ظل حصولهم على يوم راحة إضافي فضلا عن خوضهم فترات لعب أقل من كرواتيا بما يساوي مباراة كاملة.
وبعدما خاضت كرواتيا وقتا إضافيا لمدة 30 دقيقة في كل مبارياتها الثلاث بأدوار خروج المغلوب، ناهيك عن الطاقة الحماسية التي بذلها اللاعبون واللجوء لركلات الترجيح في اثنتين من تلك المباريات، أثبت الفريق قوة تحمل وقدرة على الفوز في الأوقات الصعبة.
وقال المدرب زلاتكو داليتش "بعض اللاعبين شاركوا وهم يعانون من إصابات طفيفة كانت ستجبرهم على التغيب في ظروف أخرى، لعب اثنان منهم بنصف ساق ولم يظهر ذلك".
وأضاف "لم يرغب أحد في الاستسلام. عندما كنت أجهز التشكيلة الأساسية، لم يرغب أحد من اللاعبين في القول إنه غير مستعد في الشوطين الإضافيين...هذا يظهر شخصيتهم ويجعلني أشعر بفخر، لم يستسلم أحد".
وجسد ماريو مانزوكيتش تلك الجهود وأخذ يركض بمفرده في خط الهجوم، وانتهز الفرصة ليسجل هدف الفوز بعد مرور نحو 20 دقيقة على بداية الوقت الإضافي.
وقبل هدفه، جلس ماندزوكيتش بعض الوقت على خط الملعب يتلقى العلاج عقب التحامه بحارس إنجلترا جوردان بيكفورد.
وقبل ست دقائق على النهاية، بدا على ماندزوكيتش الإنهاك التام، لكنه وعد ببذل الكثير من الجهد في مباراة الأحد لحمل الكأس إلى كرواتيا.
وقال ماندزوكيتش "كنا مثل الأسود الليلة (امس) وسنكون كذلك في النهائي".
وبجانب المشجعين في كل أرجاء كرواتيا الذين يطوقون للثأر من الهزيمة أمام فرنسا في قبل نهائي كأس العالم 1998، سيؤازر الفريق حشود من المشجعين في ملعب لوجنيكي بموسكو مرتدين اللونين الأحمر والأبيض المميز للفريق.
وقال المدرب معلقا على المشجعين "كنا أعلى صوتا، كانوا يحملوننا ووقفوا بجوارنا عندما كنا الطرف الأضعف خلال المباراة".
وأضاف "بالنسبة لكرة القدم الكرواتية ولكرواتيا، هذا تاريخ يكتب، ولم أعرف من قبل أن صعد بلد أصغر من بلدنا إلى نهائي كأس العالم".