ما قدمه أسود الأطلس بمونديال روسيا كان بلا شك حضورا إستثنائيا لم يكن أحد يتوقعه بتلك الصورة الرائعة والأداء الباهر الذي ترجمه أمام أعتى المنتخبات العالمية والمرشحة لنيل المونديال، صحيح أن حتمية التأهل كانت صعبة أمام هؤلاء العمالقة كالبرتغال وإسبانيا وقبلهما إيران بأقل قوة، ولكن الحقيقة حجبتها أعين الظلم التحكيمي في المباراتين الأخيرتين مهدت لإقصاء الأسود عنوة أمام خاصية تقنية فضحت توجهات "الفيفا" نحو تعظيم الكبار على حساب الضعفاء، ومع ذلك كسب الأسود احترام العالم وبخاصة إفريقيا وسائر الدول العربية، والمونديال بعد كل ذلك ومن الوجهة الأدائية رفعت الرجال أمام أسهم كبيرة في بورصة الإنتقالات وعجلت الكثير من النجوم التي صنعت الحدث من رسميتها إلى أقرب فصول دوليين لعبوا لدقائق وكان لهم ما أرادوا، تعالوا نقرأ كل ما حدث ويحدث في سوق الإنتقالات من رجة النبش على العقود والصفقات.

المهدي بنعطية.. معلق بين ثلاث بطولات 
ما حققه مبدئيا من صور الأداء والحضور القتالي في المباراتين الأوليين أمام إيران والبرتغال، شكل متابعة ضمنية من ناديه اليوفي الذي ما زال يرتبط به إلى غاية 2020 إلى جانب عروض أخرى من ألمانيا ومن بروسيا دورتموند، وفرنسا بالذات مع أولمبيك مارسيليا المفترض أن يدخل بقوة في مفاوضات مع جوفنتوس بشأن انتداب اللاعب، إلى جانب دخول نادي أرسنال على الخط أيضا، وبالطبع تبقى الأولوية للفريق واللاعب معا لإنهاء مخاض هدا الجدل، سيما وأن الصحافة الإيطالية تتردد أحيانا في رصد أخبار الدولي المغربي بين رحيله أو بقائه من خلال نشر جديد بنعطية حول إمكانية تمديد عقده مع اليوفي ولو أن المدرب ماسيمليانو أليغري يبحث من جهة أخرى تدعيم الوسط الدفاعي بوجوه جديدة، لكن يبقى السؤال معلقا حتى الآن، علما أن اللاعب يوجد في فترة راحة وربما يتواصل مع فريقه حول الموضوع، سيما وأن اليوفي كان قد وضع بنعطية خارج القلعة بمبلغ 22 مليون أورو لمن يريد التعاقد معه في إشارة إلى الأرسنال ومارسيليا ودورتموند الألماني. 

الأحمدي.. هل يوافق على مطلب اتحاد جدة؟
وبأداء لا يقاوم في مونديال خرج منه الدولي الأحمدي أسدا صارخا في جميع مبارياته الكبيرة، اشتعلت الكوطة العربية والفرنسية أضواءها حول انتداب الدولي المغربي من خلال تحرك اتحاد جدة السعودي بالترحيب بالدولي المغربي كريم الأحمدي الذي قدم مستويات مبهرة بمونديال روسيا، جاء ذلك من خلال معاودة الإتصال باللاعب المغربي الذي كان قد ضمه قبل ثلاث سنوات لفترة وجيزة في صفوفه، وأكد إلتزامه بالتعاقد معه بشكل رسمي وليس من باب الإهتمام، سيما بعد ما وصلت المفاوضات بين وكيل أعمال اللاعب والأحمدي مراحل متقدمة لا ينقصها سوى حسم بعض جزئيات الصفقة، ومن جانبه قال مدرب فاينورد جيوفاني فان برونكوست أنه في حال مغادرة الأحمدي فاينورد فسيستقيل هو شخصيا من تدريب الفريق، ما يعني أن مصير الأحمدي يظل معلقا، علما أن نادي ريمس الفرنسي الصاعد إلى الدرجة الفرنسية الأولى يريد الإنقضاض عليه سريعا وكذا تولوز والجزيرة الاماراتي، في وقت يتريث الدولي الأحمدي في قراءة مستقبله جيدا كما جاء ذلك في تعليقات الصحف الهولندية.

زياش.. روما تسرق أضواءه
حتى قبل المونديال كان نادي روما الإيطالي هو النادي الأوحد الذي يقدم الضمانات والرغبة الجامحة لإنتداب الدولي المغربي حكيم زياش ليحمل الرقم 10 لطوتي النجم المدلل والمعتزل، وكان روما قد دخل صيف العام الماضي مع أجاكس من دون أن يقنع عرضه الفريق الهولندي وبعدها أقفل باب مغادرة اللاعب إلى حين نهاية الموسم الكروي لهذا العام، وطبيعي أن زياش كان قد طرح باب المغادرة بشكل رسمي إسوة برحيل النجم كلويفرت إلى الكالشيو ، وربما كان يريد من ذلك رفع سومة الكوطة المالية من خلال حجم أدائه في المونديال الروسي مع أسود الأطلس، وهو ما حصل، ولو أن اللاعب لم يكن بدرجة عالية حسب الصرامة التكتيكية التي فرضها عليه رونار، ومع ذلك أضحى زياش حسب الصحافة الهولندية والإيطالية لاعبا قريبا من روما.

أمين حاريث.. بين التألق والمصائب
هذا الفتى الصاعد بألمانيا تدريجيا نحو التألق العالمي والأوروبي، وبما أنه قدم نسبيا مباراة رائعة أمام إيران ونال بعدها على جائزة أفضل لاعب في المباراة وتوارى بعدها في كرسي الإحتياط خلال مباراتي البرتغال واسبانيا ، فقد كان موضوع حديث بفريق ميلان الإيطالي من خلال مديره الرياضي الذي كان همه الوحيد هو قياس حضور النجوم الصغيرة والمتألقة بالخبرة ومن ضمنها الدولي أمين حاريت نجم نادي شالك الألماني الذي يطرح عرضه أصلا بقيمة 40 مليون أورو فيما لو دخلت بعض الأندية الأوروبية في مفاوضات جادة بهذا الخصوص، إلا أن طبيعة هذا المعطى قد يسقط من خلال حلول مصيبة على اللاعب المغربي من ارتكب حادثة سير مميتة للإفراط في السرعة كان من ورائها وفاة أحد المواطنين، وهو ما كان له وقع مأساوي على عائلة الفقيد وعلى اللاعب كذلك الموضوع تحت الحراسة النظرية إلى حين معرفة تبعات هذا الحادث الأليم والذي قد يكون له وقع نفسي على اللاعب وعلى مساره المستقبلي بشالك.

منير المحمدي بين النصر وقاديس 
زئير الحارس الدولي منير المحمدي في ثلاث مباريات كبيرة بمونديال روسيا وتلقى من خلالها أربعة اهداف لم يتحمل مسؤوليتها على الإطلاق، شكل نقطة ضوء كبيرة في المونديال، سيما بعد أن كان واحدا من رجالات الأسود التي دافعت على العرين أمام البرتغال وإسبانيا، خاصة منير الذي كان موسمه الكروي سيئا من خلال تنافسيته الناذرة والشحيحة مع فريقه نومانسيا أضحى موضوعا أمام خيارات جديدة للرحيل عن فريقه الأسبق، سيما وأن أندية إيبار باللليغا قد وضع الحارس في أجندة التفاوض وبخاصة فريق  قاديس بالدرجة الإسبانية الثانية المحتل نهاية الموسم الماضي المرتبة التاسعة والذي يؤكد بلا جدل الدخول في مفاوضات رسمية مع اللاعب الذي كان له أيضا عرض آخر أقل أهمية من قاديس وهو النصر السعودي والذي قدم ضمانات كبيرة للحارس الدولي مقابل أن يوافق على حمل القميص، وهو ما قد يشكل عقبة للاعب فيما لو استمر رونار ربانا للمنتخب، علما أنه لا يريد الدوليين المغاربة إلا في البطولات الأوروبية، وبذلك سيكون على المحمدي قبول عرض قاديس أو انتظار عروض ربما أكبر في الليغا.