دخل المنتخب الالماني في حالة من "الصمت القاتل" بعد خسارته المفاجئة بهدفين نظيفين أمام المنتخب الكوري الجنوبي في كأس العالم في كرة القدم الأربعاء، والتي أدت الى فقدانه اللقب وتوديعه المسابقة في هذه المرحلة المبكرة للمرة الأولى منذ عام 1938.
ودفع هذا الاقصاء غير المتوقع قبل أسابيع، بالمدرب يواكيم لوف الى الاعلان انه يفكر بترك منصبه، بعد 12 عاما من المسؤولية التي قاد بها المانشافت على الأقل الى الدور نصف النهائي لكل بطولة شارك فيها، وتوج مسيرته بإحراز لقب مونديال البرازيل 2014.
وتذيل الألمان ترتيب المجموعة السادسة التي تصدرتها السويد الفائزة اليوم على المكسيك 3-صفر. وترافق المنتخبان الأخيران لثمن النهائي، للقاء وصيف ومتصدر المجموعة الخامسة (بين بين البرازيل وصربيا وسويسرا).
وتلقى الألمان الأربعاء خسارتهم الثانية في الدور الأول مقابل فوز واحد، ليخرجوا من الدور الأول للمرة الأولى منذ 1938، علما ان الدور الأول حينها كان بنظام خروج المغلوب. وباتت كأس العالم في روسيا ثالث مونديال على التوالي يشهد خروج حامل اللقب من الدور الأول، بعد ايطاليا في مونديال جنوب افريقيا 2010، واسبانيا في البرازيل 2014.
وقال لوف "هذه خيبة أمل هائلة بالنسبة الينا. كان ثمة صمت قاتل في مستودع الملابس (...) تهاني لمنافسينا، السويد والمكسيك".
وأضاف "أقصينا بشكل مستحق من الكأس (...) أتيحت لنا فرص عدة للتسجيل، الا اننا لم نكن قادرين على فرض الهدف".
وأشار المدرب البالغ 58 عاما، الى انه "من المبكر بالنسبة الي ان أجيب الآن" عن سؤال عما اذا كان سيتخلى عن المنصب الذي يتولاه منذ 2006، مضيفا "سأحتاج الى ساعات لرؤية الأمور بوضوح، خيبة الأمل عميقة جدا (...) علينا ان نجري مشاورات غدا، سنرى كيف ستجري الأمور".
وكانت الجامعة الألمانية مدد عقد لوف في ماي الماضي حتى كأس العالم 2022، وجدد ثقته به خلال المونديال مؤكدا استمراره في منصبه أيا تكن النتيجة الألمانية.
الا ان المنتخب الذي كان يحسب له ألف حساب، ظهر بصورة مغايرة كليا في المونديال الروسي. ودخلت ألمانيا مباراة الجولة الثالثة محتاجة للفوز بفارق هدفين للتأهل بصرف النظر عن نتيجة المباراة الثانية بين السويد والمكسيك (3-صفر)، الا انها تلقت هدفين في الوقت بدل الضائع عبر كيم يونغ-غوون (90+3) وسون هيونغ-مين (90+6).
ولم يقدم المنتخب الالماني في كأس العالم أداء يقنع بأنه قادر على ان يصبح أول بطل يدافع بنجاح عن لقبه منذ 1962.
واعتبرت صحيفة "دير شبيغل" ان هذا الخروج هو "عار تاريخي"، بينما غرد المتحدث باسم المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ان كأس العالم في روسيا "ليست مونديالنا... كم هذا محزن! ستكون ثمة دورات أخرى".
وبدأ المانشافت منافسات المجموعة الرابعة بخسارة مفاجئة أمام المكسيك (صفر-1)، قبل ان يحقق فوزا بشق النفس على السويد في الجولة الثانية (2-1) بفضل هدف من لاعبه طوني كروس في الدقيقة 90+5.
وفي المباراة الحاسمة الأربعاء، أجرى لوف تعديلات على تشكيلته، فأعاد لاعبي الوسط مسعود أوزيل وسامي خضيرة بعد غيابهما عن المباراة الثانية، بدلا لسيباستيان رودي المصاب ويوليان دراكسلر، كما اعتمد على نيكلاس سوله كقلب دفاع بدلا من جيروم بواطنغ الموقوف، الى جانب ماتس هوميلس العائد بعد غياب عن الثانية للاصابة. وأبقى توماس مولر على مقاعد البدلاء ودفع بليون غوريتسكا.
الا ان المنتخب بدا عقيما في الهجوم وفشل في بناء هجمات منظمة، وأضاع لاعبوه العديد من التمريرات أكان في منطقتهم أم في منطقة الخصم. أما الكوريون فكانوا منظمين وأقفلوا منطقتهم، وتكفل حارسهم تشو هيون-وو بالتصدي للمحاولات الألمانية التي تجاوزت المدافعين.