ساعات ماراطونية قضاها عبد الحميد أبرشان رئيس إتحاد طنجة يقطع المسافات الجغرافية والأثيرية متنقلا بين الكثير من المنابر الإعلامية، ليضع السيناريو الأمثل لحكاية سيذكرها أبناء مدينة طنجة لسنوات وسنوات، حكاية الفوز لأول مرة بلقب البطولة الإحترافية، وكان على «المنتخب» أن تنتظر هدوء عاصفة العواطف لتنتشل أبرشان من طوفان المشاعر ليعيد كتابة القصة الزرقاء، قصة موج أزرق سافر بإيمان وإقتدار إلى كل البحار من أجل أن يلتقط لقبا كان فارس البوغاز في أمس الحاجة إليه.
- المنتخب: الآن وقد هدأت نسبيا العواطف التي جاشت بشكل قوي وفريق اتحاد طنجة يتوج لأول مرة في تاريخه بلقب البطولة الإحترافية، هل يمكننا أن نتحدث أكثر واقعية عن هذا الإنجاز الرائع؟
عبد الحميد أبرشان: مثل هذه اللحظات لا تتكرر في حياة الإنسان وفي حياة الأندية آيضا لمرات كثيرة، وعندما نوفق في إهداء مدينة طنجة الحاضرة الكبرى وثاني أكبر قطب اقتصادي بالمغرب، لقبا بحثت عنه لزمن طويل، فلا يمكن للسعادة إلا أن تكون غامرة، بل ويعجز اللسان عن وصفها.
صحيح أننا تحللنا نسبيا من أكبر قدر من المشاعر، مشاعر الفرح والسعادة، إلا أنه لغاية الآن لا نستطيع أن نستوعب هذا الذي حدث، لقد كان يوما تاريخيا ومشهودا في حياة اتحاد طنجة ومدينة طنجة بكاملها، فأبدا لن تسقط من الذاكرة تلك الصور المؤثرة، صور الفرح والإحتفال التلقائي الذي انخرطت فيه ساكنة مدينة طنجة بأكملها، فمن يعشق كرة القدم يرى في اللقب مفخرة كبيرة له يباهي بها كل الأجيال السابقة والآتية، ومن لا يعشق كرة القدم يرى في الإنجاز مصدرا للسعادة لطالما أن المتوج هو فريق طنجة الكبير.
- المنتخب: طيب، هو إنجاز تاريخي بالفعل، لكنه يبقى ثمرة رؤية وفلسفة عمل وأيضا نتاجا لمشروع جماعي، إلى أي درجة يمكن القول أن تتويج إتحاد طنجة بلقب البطولة الإحترافية، هو تتويج لمسار رياضي ولرؤية ثاقبة؟
عبد الحميد أبرشان: لأجيبك على هذا السؤال، لا بد وأن أعود إلى سنوات أربع مضت عندما كلفت بمهمة قيادة إتحاد طنجة، وقد كان آنذاك في حظيرة القسم الإحترافي الثاني، بل إنه كان غداة نهاية الشطر الأول من بطولة ذاك الموسم مهددا بالنزول، لا يملك غير 9 نقاط، وبفضل عمل جماعي شبه إنتحاري في الواقع، تمكنا من تخليص الفريق من مخالب النزول وقلنا وقتذاك أنه آن الأوان لكي نفكر بطريقة مختلفة، فأن نراكم المواسم بشكل سلبي من دون طموح ولا مشروع عقلاني ونكتفي فقط بتخليص الفريق من مخالب النزول إلى أقسام الهواة، معناه أننا نجلب لمدينتنا ولفريقنا العار.
لذلك قررنا أن نؤسس لمقاربة جديدة في تدبير الفريق، وكان الرهان الأكبر وقتذاك هو تحقيق الصعود إلى البطولة الإحترافية الأولى، ونجحنا في ذلك بعلامة الإمتياز الكاملة، ثم انتقلنا بالمشروع إلى المستوى الثاني الذي يقضي بمحافظة الفريق على مكانته ضمن أندية الصفوة، بل وأن يصبح من الأندية المنافسة على الألقاب، فمدينة طنجة كقطب إقتصادي وعمراني لا بد وأن يواكب تطورها المضطرد إقلاع على المستوى الرياضي.
أعتقد أن المشروع الأكبر ولد في هذه اللحظة بالذات.
- المنتخب: مع عودتكم للبطولة الإحترافية الأولى ستحققون المرتبة الثالثة وستلعبون لأول مرة منافسات كأس الكونفدرالية، ولكن متى شعرتم بأن اتحاد طنجة قادر على أن يحقق لقبه الأول على مستوى البطولة الإحترافية؟
عبد الحميد أبرشان: قلنا في البداية أن الفريق لا بد وأن يتمثل شخصية مميزة يستطيع بها أن يفرض ذاته وسط أندية توصف بالتقليدية لكونها اعتادت التنافس على الألقاب، وبرغم أننا لم نكن نطمح في مواسمنا الأولى إلى أي إنجاز، فإن حصولنا على المركز الثالث في أول موسم لنا بالبطولة الإحترافية حفزنا على المضي قدما في تنزيل المستوى الثاني للمشروع، وبعد أن احتل الفريق المركز الخامس في بطولة الموسم الماضي متأثرا بمشاركته في منافسات كأس الكاف، استطاع هذا الموسم أن يخترق المجال ويحقق ما كان مخططا له، أي الفوز بلقب البطولة الإحترافية.
(يتبع)