في ظل تألقه الكبير راهنا مع جوفنتوس متصدر البطولة الايطالية لكرة القدم، يصعب تخيل المهاجم باولو ديبالا مستبعدا عن تشكيلة منتخب الارجنتين في كأس العالم لكرة القدم المقررة الصيف المقبل في روسيا.
كان جوفنتوس في طريق مؤكد للتعادل على ارض لاتسيو مطلع الشهر الحالي، قبل ان يخطف ابن الرابعة والعشرين هدفا قاتلا من وضعية ميؤوسة في الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع. لم يكتف بذلك، فبعدها باسبوع سجل هدفين أمنا الفوز لفريق "السيدة العجوز" على أودينيزي، قبل ترك بصمة قد تكون الاهم له هذا الموسم عندما سجل الاسبوع الماضي هدف التأهل الى ربع نهائي عصبة ابطال اوروبا في مرمى توتنهام الانكليزي.
عاد اللاعب المكنى في الارجنتين "لا خويا" (الجوهرة) بقوة بعد تعافيه من الاصابة، وشرع ابواب اللقب السابع تواليا لجوفنتوس في البطولة.
لكن في تشكيلته الاخيرة لمواجهتي ايطاليا واسبانيا الوديتين في 23 و27 مارس الحالي، استبعد المدرب خورخي سامباولي مهاجم باليرمو السابق القادم مقابل 32 مليون اورو (زائد 8 ملايين مكافات) في صيف 2015، وفضل اسماء اخرى بعضها مغمور دوليا مثل كريستيان بافون (22 عاما) لاعب بوكا جونيور ولاوطارو مارتينيز (20 عاما) لاعب راسينغ كلوب.
يقول الصحافي في شبكة "سي ان ان" الاميركية لويس ميغل اتشيغاراي ان "سامباولي يحاول تقييم لاعبيه المحليين، مثل المميزين مارتينيز وبافون، وسيمنحهم الفرصة خلال التمارين او الوديات".
وتابع "خطة سامباولي تتمحور حول ليونيل ميسي ومعرفة اي قطعة تتلاءم مع الضغط العالي الذي يعتمده.. مع ديبالا في التصفيات كانت الامور صعبة، لان الارجنتين ليست جوفنتوس، وتبين انها تستفيد من انخل دي ماريا اكثر من ديبالا".
وبرغم هذا الابعاد، يرى سامباولي ان ميسي وديبالا بمقدورهما اللعب في تشكيلة واحدة، وقال نهاية العام الماضي "في يناير سنبدأ بالعمل على العلاقة في ارض الملعب بين ديبالا وميسي. باولو يمكنه ايضا شغل المركز الرقم 9، أنا واثق بانهما سيقومان بأمور رائعة سويا".
لكن غيابه عن تشكيلة "البي سيليستي" التي وقعت مع ايسلندا وكرواتيا ونيجيريا في دور المجموعات في المونديال، قد يحفزه لتقديم الافضل على ابواب المونديال، الذي قد يشاركه فيه للمرة الاولى بعد استدعائه الى المنتخب في 2015.
يصفه زميله في جوفنتوس لاعب الوسط الفرنسي بليز ماتويدي "مع الكرة، هو عبقري"، ويضيف مدربه ماسيمليانو اليغري "عندما يكون في قمته، لا يمكنك مواجهته.. عندما يعتزل كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي، سيصبح (البرازيلي) نيمار وديبالا الافضل في العالم".
مع ارتفاع اسهم صاحب الوجه الطفولي والنجاعة الجهنمية في يوفنتوس، ازدادت نسبة مقارنته مع ميسي الذي قال عنه "باولو لاعب كبير. هو المستقبل"، اذ يشبهه بقامته، سرعته وقدمه اليسرى القاتلة.
اللاعب الذي يشكل قيمة هجومية مضافة في جوفنتوس، الى جانب مواطنه غونزالو هيغواين، منح القميص الرقم 10 التي ارتداها الاساطير عمر سيفوري، الفرنسي ميشال بلاتيني، روبرطو باجيو واليساندرو دل بييرو.
قارنه هيغواين العام الماضي مع افضل لاعب في العالم خمس مرات، لكن عليه الوصول الى إحدى أهم خصائص لاعب برشلونة وهي الثبات في المستوى وتسجيل الأهداف، موضحا "يملك الخصائص التي تخوله أن يصبح أحد أفضل اللاعبين في العالم. لكن بعد الوصول الى القمة بهذه السرعة، لن يكون من السهل البقاء هناك لأعوام طويلة. سيختبر الكثير من المطبات وعليه دائما الحفاظ على التوازن وعدم الاستماع للانتقادات أو المجاملات".
لكن بداية موسمه الحالي لم تكن الافضل، فالصيف الماضي بعد خسارة نهائي عصبة ابطال اوروبا امام ريال مدريد الاسباني 1-4 انفصل عن صديقته العارضة انطونيلا كافالييري (قبل العودة اليها في وقت لاحق)، بعد ثلاث سنوات على مواعدة طالبة كلية التجارة منذ كان لاعبا في باليرمو.
اما تقنيا، وبعد فترة مخيبة سجل فيها هدفين فقط في 18 مباراة، حذره اسطورة النادي ونائب الرئيس التشيكي بافل ندفيد في يناير من وجوب "تقديم كل ما لديه في التمارين والقيام بتضحيات في حياته الشخصية"، اذا "اراد ان يكون بالفعل لاعبا عظيما". فيما طالبه اليغري بـ"التركيز" واستبعده عن مباراة رئيسة ضد انتر.
كل ذلك قبل تعرضه لاصابة بعضلات فخذه قبل العطلة الشتوية، يبدو انها استغلها على اكمل وجه ليعود الى افضل مستوياته. لكن باب المنتخب الذي لم يعرف معه طعم الأهداف في 12 مباراة، يبدو صعبا اختراقه في ظل تواجد ميسي وهيغواين وسيرخيو أغويرو ومجموعة المحليين التي يرغب سامباولي في اختبارها.