يعرف جميع متتبعي الشأن الرياضي الطريقة التي بدأ بها فريق شباب الريف الحسيمي وكيف أصبح الشارع الرياضي خاصة الحسيمي يتخوف من مستقبل فريقه بعدما أصبح التسرع سيد الموقف في الكثير من المناسبات، خاصة ما يتعلق بالمدرب، فشباب الريف الحسيمي من بين الفرق التي تسقط دائما في خطأ تغيير المدربين، فمنذ سنوات اعتاد الفريق الحسيمي تغيير المدرب في كل موسم يصل الى ثلاثة مدربين، عادة استأنس معها الجمهور رغم عواقبها فلا تسلم الجرة في كل مناسبة ولا يقف الحظ امام المدرب الأخير الذي يُنقذ الفريق من القسم الثاني.
خطأ كاد المكتب المسير الحالي أن يسقط فيه هذا الموسم وبشكل مبكر، فبعد اجراء ثلاث مباريات فقط من البطولة حقق منها الفريق أربع نقاط، حصيلة ليست بالسلبية اطلاقا للمدرب بيدرو بنعلي الذي يُشرف على الفريق، اضافة لوصوله الى دور الربع النهائي في كأس العرش للمرة الخامسة في تاريخ الفريق بل كاد يصل الى النصف النهائي لولا استفاقة فريق الدفاع الجديدي بميدانه.
كان تسرع المكتب المسير لشباب الريف الحسيمي انذاك بحسابات شخصية لا تمت بصلة على ما يجري على رقعة الميدان، فرغم أن الرئيس هو من عين المدرب بيدرو بنعلي رغم رفض بعض اعضاء المكتب المسير فالعلاقة لم تعرف علاقتها الصحيحة بعد ذلك ما أدى بالمدرب الى الخروج بتصريحات قوية في احدى الندوات الصحفية تلقاها الرئيس بطريقة غير صحيحة فكان القرار أنذاك الاستغناء عنه لهذا السبب، وسرعان ما تدخلت عوامل أخرى بعيدة عن العاطفة أفشلت القرار وتراجع الرئيس والمكتب المسير عن القرار المذكور، فالرئيس نفسه سبق وأن صرح لجريدة المنتخب أن " بنسبة كبيرة سيتم التخلي عن المدرب " غير أن  ذلك لم يحصل واستمر المدرب في مكانه وهو الذي أكد في تصريح لجريدتنا أنذاك " أنه مستمر في عمله ويعمل من أجل تجهيز فريق قوي  ينافس أكبر الأندية ويُفرح الجماهير الحسيمية، وفي حال توصله باقالة من الادارة فالقرار لن يكون في صالح النادي سيدفع مسؤولوه ضريبة ذلك.".
وبعدما اجتاز فريق شباب الريف الحسيمي تلك المرحلة وربما تحسنت العلاقة بعد ذلك بين المدرب والرئيس، يظهر جليا أن تصريح المدرب لم يكن خاطئا وأصاب في ذلك نظرا للنتائج التي يحققها فريق شباب الريف الحسيمي الى حدود الدورة التاسعة مع مبارتين ناقصتين أمام الوداد والفتح.
فالفريق الحسيمي من تلك المرحلة الى حدود الدورة الحالية حقق نتائج ايجابية اذ حقق فوز وتعادلين وهزيمة وحيدة سقط فيها سهوا فتمكن في الدورتين الماضيتين من تحقيق أربع نقاط خارج الميدان بفوز بالعرائش على تطوان وتعادل بهدفين في كل شبكة بالرباط أمام العملاق الجيش الملكي، اضافة لتعادل امام الجديدة بعدما كان منهزما بهدفين دون رد وسقوط باخطاء دفاعية أمام سريع واد زم دون نسيان الكرة الحديثة التي ينهجها الفريق والامتاع داخل وخارج الميدان.
فماذا لو كان المكتب المسير لشباب الريف الحسيمي احتكم الى العاطفة واقال انذاك المدرب بيدرو بنعلي وعوضه بمدرب آخر، فهل كان سيعود من تطوان بفوز ومن الرباط بتعادل؟  والى متى ستبقى المكاتب المسيرة في المغرب تتسرع في قراراتها؟، هنا علينا وعلى المكاتب المسير أن تتأمل قبل تقرير المصير.