يبدو أن موسم الإسباني بيب غوارديولا لن يكون سهلا مع مانشستر سيتي الإنجليزي، بعدما أمهلته إدارة «سكاي بلوز» كامل الوقت من أجل تكوين فريق قوي بإمكانه السيطرة على القارة الأوروبية ومزاحمة الكبار على الألقاب.
يعرف بيب حجم الصعوبات التي تنتظره لكنه ينظر للمستقبل بأمل لتجاوز كل الأعذار التي قدمها والتي لن تجديه نفعا عند ملاقاة الحيتان العملاقة في «البريمرليغ»، ما يؤكد أنه مطالب بتقويم الإختلالات التي ضربت صفوف «السيتي» الذي ينظر له دوما كواحد من أكثر الأندية الإنجليزية التي بإمكانها الصعود لمنصات التتويج.
بشعار ممنوع الخطأ سيدخل غوارديولا دائرة المنافسة ودون مقدمات يأمل المدرب المثير للجدل بأن يترك بصمته واضحة هذا الموسم لتجاوز الإخفاق القديم.

رهان بيب 
إستبشر عشاق ومناصرو مانشستر سيتي خيرا عندما علموا بقدوم بيب غوارديولا، الذي ترك بايرن ميونيخ بعدما قاده للقب البوندسليغا ثلاثة مواسم متتالية، إلا أن مدرب برشلونة السابق، ورغم إدراكه صعوبة المهمة إصطدم بتحديات جديدة، حيث اعتاد قبل تولي هذه المهمة على منافسة ضئيلة من قبل الفرق الأخرى، وهو أمر مختلف عن طبيعة البطولة في إنجلترا، حيث يظل الصراع مشتعلا بين عدة أندية، ناهيك عن معاناة كبريات الأندية مع أندية أسفل الترتيب التي تعودت طيلة سنوات مضت خلق العديد من المفاجأت أمام «الديناصورات» التي تعودت على حسم لقب البطولة، وبعد إخفاق الموسم الماضي يظهر جليا بأن مهمة المدرب الإسباني لن تكون يسيرة  لحسم «البريمرليغ» الذي تتجند له أندية تشيلسي، مانشستر يونايتد وليفربول، ناهيك عن طوطنهام وأرسنال للمنافسة على لقبه.

فرصة للتعويض
ينتظر غوارديولا فرصة للتعويض، لأن الوقت المتاح أمامه كاف لبناء الفريق الذي يطمح إليه، خصوصا وأن إدارة النادي لم تتأخر في تعزيز الصفوف بنجوم جدد أمثال بيرناردو سيلفا والحارس إيديرسون.
على غوارديولا حل الكثير من المشاكل قبل بداية الموسم، انتهى من أولّها عن طريق استقدام إيديرسون من بنفيكا، بعدما سقط الشيلي برافو في اختبار الموسم الماضي بين الخشبات الثلاث، كما ترك الأرجنتيني ويلي كاباييرو الفريق متوجها إلى تشيلسي، ويبدو الإنجليزي جو هارت في الطريق إلى أحد أندية البريمرليغ أيضا رغم إلتحاقه بتداريب مانشستر سيتي الذي يدرس تعزيز صفوفه ببعض الصفقات الجديدة التي ما زالت في طي الكثمان.

ADVERTISEMENTS

دفاع هش 
 تواجه غوارديولا قبل بداية الموسم بعض المشاكل التي تؤرق باله، تكمن في البحث عن لاعبين مميزين في مركزي الظهيرين، بعدما إستغنى  عن خدمات بابلو زاباليتا وغايل كليشي وخيسوس نافاس وباكاري سانيا، ولم يتبق من الحرس القديم سوى الصربي المخضرم ألكسندر كولاروف، علما بأن شائعات عديدة تدور حول اقتراب التعاقد مع الإنجليزي كايل ووكر أو البرازيلي داني ألفيس ومواطنه أليكس ساندرو.
في عمق الدفاع يتجه مانشستر سيتي نحو الإحتفاظ بخدمات قائد المنتخب البلجيكي فينسنت كومباني بعد المستوى الجيد للاعب في المباريات الأخيرة من الموسم الماضي، إلا أن جمهور الفريق يتخوف كثيرا من الأداء الكارثي لجون ستونز في موسمه الأول بعد قدومه من إيفرطون، كما أن مردود الأرجنتيني نيكولاس أوتامندي غير مستقر، ولا يبدو خط وسط الفريق يعاني من المشكلات في ظل تمديد عقد الإيفواري يايا توري لموسم إضافي، وقرب شفاء النجم الألماني إلكاي غوندوغان، ووجود البرازيلي فرناندينيو الذي يعتبر غوارديولا من أشد المعجبين بقدراته التقنية.

هجوم بأسلحة متعددة
بعدما  إنضم  برناردو سيلفا لكتيبة  غوارديولا سيصبح «السيتي» بخيارات هجومية مرعبة، لا سيما وأن الألماني ليروي ساني إكتسب الخبرة اللازمة للتألق في البطولة الإنجليزية، ويحتفظ الإسباني دافيد سيلفا بمستواه المبهر رغم تقدمه في السن، ويقدم البلجيكي كيفن دي بروين أداء ملفتا للأنظار، لكن على المدرب الإسباني أن يحل معضلة قلب الهجوم، في ظل ميله للإستعانة بشكل أساسي بالبرازيلي غابرييل جيسوس، ما يعني جلوس الهداف الأرجنتيني سيرجيو أغويرو في الإحتياط، وهو ما لا يستطيع الكثيرون من نقاده تفسيره، في ظل رغبة العديد من الأندية الأوروبية الإستفادة من خدمات راقص الطانغو.