عاد إليكم من جديد.. عنوان عودة الوداد ليلتحف بلحاف الدرع والبطل بعد موسم إنحنى فيه التاج لفريق الفتح الرباطي.
عودة الوداد وسيطرته على فصول البطولة من بدايتها حتى لحظة التتويج وبلوغه أرقاما مذهلة في المتابعة التالية التي تحكي قصة عشق مع البطولات.
بعد طوشاك
كان لزاما إنتظار ما الذي سيتفرع داخل فريق من حجم الوداد بعد رحيل الويلزي جون طوشاك والشكل الذي سيظهر به الفريق محليا وقاريا بعد هذه التجربة.
خلف جون طوشاك الكثير من النقاشات وراء ظهره ومدى إشتغاله في العمق والتركة التي كلان لزاما على المدرب القادم بعده أن يتعامل معها و بها.
رحل جون طوشاك وهو متوج بلقب للبطولة والوداد بنصف نهائي عصبة الأبطال وإن كان رحيله سيظل مرافقا لذكرى سيئة في مسار النادي وهي خسارته من الزمالك المصري برباعية على ملعب برج العرب.
لم يتأخر الناصيري في تعيين الخلف والذي لم يكن سوى رجل الطوارئ والإطفائي الذي قاد ملحمة الخماسية بالرباط أمام الزمالك الفرنسي دوسابر حتى وإن كان إنتداب هذا المدرب بداية المطاف لغاية أخرى مرتبطة بالتكوين.
دوسابر لا يقنع
لم تكن البداية الواعدة للمدرب الفرنسي وهو يطيح بالزمالك المصري بخماسية وإقترابه من الريمونطادا بعصبة الأبطال بالعاصمة الرباط كافيا ليقنع إداريي ودمهور الوداد على أنه رجل المرحلة.
ظل دوسابر المغلوب على أمره حتى وهو يحقق الإنتصارات تباعا بالبطولة ويستحوذ على الصدارة ويتمادى في تحقيق سلسلة إنتصارات مذهلة بلا أقناع والمدرب الذي ينظر إليه على أنه ليس البروفايل المثالي للفريق.
لم تكن نتائج هذا المدرب الفرنسي بالسيئة بل وصلنا في مرحلة من مراحل الموسم لتواجد الوداد في المقدمة وحديا وبرصيد 22 نقطة من 24 ممكنة الأمر الذي تفرع عنه حديث على الهامش بخصوص قدرة الفريق بعلامته الكاملة هته على أن ينهي الموسم بطلا وبرقم قياسي كبير وغير مسبوق. الأمر الذي لم يحدث بإقالة المدرب الفرنسي.
الخريف يأتي بعموتا
إحتلال الوداد صدارة الترتيب لا تعني شيئا داخل فريق بهذه المرجعية وينظر للأمور بمنظار خاص وإلا لاستمر طوشاك البطل.
الأمور كانت تقاس بالتقارير المحمولة على عمل الفرنسي دوسابر وعديد الأخطاء التي إرتكبها تقنيا وحتى على مستوى علاقته باللاعبين.
دوسابر سيخسر مباراة الكوكب بالمجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط ب 2-3 أمام أحمد البهجة وليعلن الفريق بعدها عن قرار تنحيته من منصبه والبحث عن مدرب بديل.
لقب الخريف المتحصل عليه مناصفة مع الدفاع الجديدي لم يشفع للمدرب الفرنسي الإستمرار في منصبه وليعلن الناصيري على أن رياح الخريف قد حملت للفريق إطارا وطنيا إسمه الحسين عموتا في إستحضار لتجاربه السابقة مع المدربين المغاربة وبد مرحلة جديدة في مسار النادي.
تكتيك صارم
مع عموتا سنشاهد ودادا مختلفة، صحيح لم تتحسن جودة الأداء ولم يرتق للمثالية المرجوة ولا نحن واكبنا ودادا تسيطر على المباريات بل شاهدنا ودادا على الطريقة الإيطالية غذ عمل المدرب الجديد على إعادة بعض المحاربين الذين همشهم دوسابر والبداية كانت بحراسة المرمى.
وضع عموتا ثقته في الحارس زهير لعروبي على حساب بدر بنعاشور وأعاد خضروف للأجواء ومنح دقائق أكبر لبنشرقي في وقت تغيب السعيدي للإصابة ما سمح بعودة اللاعب النقاش لمركز السقاء. تكتيك صارم ألغي من خلاله دور اللاعب أونداما ولم يلتفت فيه عموتا على عكس التوقعات لشيكاطارا وظل الوداد يدهس منافسيه ويربح نقاطا مهمة ستظهر قيمتها نهاية الموسم.
مع عموتا تحسن المردود الدفاعي أكثر وبدا الفريق أكثر صرامة في التعامل مع المباريات مهما بدت سهلة.
الديربي المنعطف
وسيحين الموعد الكبير لإصدار أحكام القيمة حول الوداد ومدى قدرته على صباغة ملحمة الدرع كما كان متوقع له.
الموعد هو الديربي أمام الرجاء بالدورة 25 والفريق يتقدم على منافسه وغريمه التقليدي بفارق 5 نقاط مستغلا خسارة الرجاء أمام خريبكة وواقفا أمام المباراة التي قد تفتح له معابر التتويج.
كان التعادل مفيدا للوداد حتى لو تحصل عليه و كان يعني الإبقاء على نفس الفارق مع المتربص وربح دورة عنه إلا أن الوداد والحظ كان لهما دور مخالف في إعلان الوداد فائزا في مباراة لم يسيطر فيها و تحمل عبء المنافس و سجل له العطوشي هدفا مهما كان مرادفا لتعميق الفارق ل 8 نقاط و7 عن الجديدة وهو ما يقول باستحالة التدارك بإقترب البطولة من خطها المستقيم.
الديربي كان هو المنعطف والعلامة الفارقة في الموسم و المباراة التي جعلت البوديوم يغازل الفرسان.
درع مستحق
لم ينتظر الوداد لغاية الدورة الأخيرة أو ما قبلها ليعلن بطلا كما كان الأمر أمام أولمبيك خريبكة في النسخة السابقة، بل حسم الأمور كلها قبل دورتين وعلى ملعب معقد وصعب هو ملعب المسيرة بآسفي.
الوداد يعلن إذن بطلا من المسيرة وجولتان قبل الحسم كان الفريق قد تعرف على لقبه 19 والذي إنتهى به الأمر كما العادة داخل الخزانة الحمراء.
درع مستحق بأرقام لم تتجمل ولم تكذب تحدثت عن أقوى خط هجوم وعن أفضل سلسلات إنتصار وعن صرامة دفاعية حجبت مرماه عن منافسيه لـ 7 دورات وعن صموده أمام منافسيه المباشرين (الرجاء والجديدة) اللذان فشلا في الفوز عليه وتذليل الفارق معه.
الوداد بطل بالدرع رقم 19 والثاني له في زمن الإحتراف وليؤكد أن التتويجات والبوديوم هي عادة وليست بدعة داخل هذا النادي.