أعاد نهضة بركان سيناريو المواسم الأخيرة، كواحد من الأندية الطموحة التي ما زالت تبحث عن موطئ قدم بين الكبار، ورغم أن بدايته غالبا ما تكون متوهجة، إلا أن السرعة النهائية تخونه، وينهي الترتيب في المراكز الست الأولى، وبالتالي كان حضوره هذا الموسم نسخة كاربونية للمواسم الأخيرة، في انتظار أن يحقق يوما ما أول لقب له.
ثورة البرتقال
عودة نهضة بركان للقسم الأول ليست بالبعيدة، ومع ذلك استطاع أن يجد له مكانا بين الأندية التي أصبحت لها مكانا في خارطة الكرة المغربية، بدليل أنها عرفت في السنوات الأخيرة لحظات التألق، بل كان الفريق البركاني قاب قوسين أو أدنى من الفوز بلقب كأس العرش، قبل أن يخسره أمام الفتح، ناهيك أنه وقع على أول مشاركة له في المنافسة الإفريقية.
الكثير من المتتبعين يعتبرون أن نهضة بركان وقياسا بالطريق الذي يسير عليه، سيصعد يوما ما إلى البوديوم، وهو الطموح الذي يراود كل مكونات الفريق في المواسم المقبلة.
الإستنجاد بالطوسي
لم يعرف نهضة بركان الإستقرار في السنوات الأخيرة على المستوى التقني، وتعاقب على تدريب الفريق العديد من المدربين مغاربة وأجانب، فبعد أن قاد الفرنسي بيرطران مارشان الفريق لموسم واحد، تعاقدت إدارة الفريق مع المدرب الجزائري ذو الجنسية الفرنسية ميلودي حامدي، وبدأ الإستعداد مع البركانيين، قبل أن يرحل مكرها لعدم توفره على رخصة (أ) واضطر مسؤولو الفريق الإستنجاد برشيد الطوسي للإستفادة من خبرته وتجربته في البطولة، في رهان جديد لهذا المدرب الذي قاد العديد من الأندية.
ثورة بشرية
راهن نهضة بركان شأنه شأن العديد من الأندية على تعزيز صفوفه بلاعبين جدد، لسد الفراغ الذي عانى منه على مستوى بعض المراكز، وكانت التجربة حاضرة في الإختيارات البشرية للفريق البركاني وللمدرب رشيد الطوسي، إذ انتدب مجموعة من اللاعبين الذين سبق أن حملوا ألوان العديد من الأندية، كيوسف التورابي القادم من النادي القنيطري وعمر النمساوي من المغرب الفاسي وبدر قشاني الذي استقدمه من النادي القنيطري واسماعيل كوشام من الكوكب المراكشي وكذا رشيد حسني الذي أعير من الوداد.
خيبة الكأس
كان نهضة بركان يعول كثيرا على منافسة كأس العرش، خاصة أنه سبق أن لعب النهائي مع المدرب عبدالرحيم طاليب، لذلك راهن على إعادة الكرَة من جديد، وبلوغ هذا التحدي، خاصة أن إدارة الفريق البركاني وضعت حوافز مهمة للاعبين من أجل تحقيق الهدف الأسمى.
طموح نهضة بركان توقف عند دور الربع على يد الدفاع الجديدي، بعد خسارته في الذهاب بملعب العبدي 3/1، وتعادله في الإياب من دون أهداف، خروج ترك استياءا كبيرا في صفوف جل المكونات التي علقت آمالا كبيرة على الكأس الفخرية.
مركز مشجع
راهن نهضة بركان للعب أدوار طلائعية هذا الموسم، بعد التغييرات التي قام بها، فرغم أن البداية لم تكن مثالية، إذ سجل فوزين متتاليين، قبل أن يتعرض لثلاث هزائم متتالية، لكنه مع توالي المباريات بدأ يستعيد قوته، ويرتقي في الترتيب، ووجد لنفسه مكانا في المراكز الأولى، لينافس على اللقب.
والأكيد أن ما يلاحظ على نهضة بركان أنه لم يستقر كثيرا في نتائجه في النصف الثاني من البطولة، ما جعله يخرج من المسابقة على درع البطولة، وتأرجع في المراكز الرابعة والخامسة والسادسة، رغم أنه كان يقدم كرة جيدة وفي المستوى، لكنه ومثلما عودنا، فإن السرعة النهائية غالبا ما تخونه، ولو أن المركز الرابع الذي أنهى به الترتيب، يبقى مركزا مشرفا لفريق طموح، ما زال يراهن ليقدم الأفضل ويواصل منافسته على اللقب.