في مواجهة ودية ثالثة أمام أحد المنتخبات الأوروبية وبعدما جربها سابقا أمام ألبانيا وفنلندا رونار يختار محكا هولنديا غريبا وحده من يعلم تفاصيله وأسراره.
هي بروفة غير تقليدية إذن للاعبي الأسود حتى وإن تخلف روبن وبليند لأن الكرة الهولندية لا تعترف بفريق ثاني.

الودية الثالثة غير ثابتة
بعد العودة من الغابون خاض الفريق الوطني مبارتين وديتين قادتاه لمواجهة كل من تونس وبوركينافاسو، ومثل معيار تونس واجهة للعراك أمام المنتخبات العربية بعد الخروج الصادم ببورجونتي أمام منتخب الفراعنة في ربع نهائي الكان.
كما أن المواجهة المنتخب البوركينابي إتسمت بالواقعية كونها قادت الأسود للإصطدام مع وصيف بطل إفريقيا وواحد من المنتخبات المتطابقة في الشكل والأداء مع الأفيال ومالي وحتى الكامرون منافسو الأسود في التصفيات المونديالية والقارية.
هذه المرة ودية هولندا الثالثة بعد الكان لا تبدو ثابتة باختيار منتخب أوروبي وليس منتخبا إفريقيا وهو اختيار مرتبط بقناعات يترجمها الناخب الوطني كل مرة بالعزف المنفرد كما جسدها قبل الكان.
لماذا هولندا ولماذا الآن؟
المدرب الذي يقيل على مواجهة منتخب فنلندا قبل الكان وسط موجة من الإنتقادات والإستغراب، ووسط كوم من الأسئلة التي تركت باب ومجال الحيرة مفتوحين على مصراعي الجميع هو قادر بالفعل وفي خلو أجندة الأسود حاليا من أي موعد أو رهان أو مباراة رسمية على مواجهة منتخب من أي قارة كانت.
رونار تمرد على الإختيارات التقليدية والكلاسيكية باختيار منتخب إفريقي أو عربي يتطابق مع المواجهة الرسمية التالي وهو من أشر بالموافقة على الطلب الهولندي ومنذ فترة طويلة كونه يرى في هذا المنتخب ما لا يراه المحللون والنقاد.
إختيار هولندا هو من صميم دهاء المدرب الذي فضل ملاقاة منتخب يلعب كرة هجومية سلسلة، ولبس منتخبا إفريقيا يلعب كرة باندفاع جسماني وإلتحام لا يحبذه اللاعبون في هذه المحطة من الموسم الكروي، كما أنه يرغب في مواجهة منتخب يختبر من خلاله القدرات الدفاعية للأسود بعد تجديدها.
محاربون جدد
وخلال هذه المباراة قد نصل لقراءة مختلفة مرتبطة بالعيارات الجديدة التي سيعتمدها هيرفي رونار والتي قرر اعتمادها للمرة الأولى ومنها الوافدون الجدد من البطولة الهولندية ميمون ماحي لاعب خرونيغن وياسين أيوب رغم إصابته والقادم من أوتريخت.
كما تمثل الودية فرصة لاكتشاف مدى استمرار الفريق الوطني بنفس اللحمة ونفس النسق والشكل القتالي الذي أظهره بالغابون خلال دورة الكان.
المحاربون الجدد وعودة فضال وإصرار يميق على حيازة الرسمية بديلا لبنعطية ستضعنا أمام إثارة اكتشاف أفكار رونار.
الكرة الشاملة تختبر الأسود
حتى وإن تغيب 7 من أبرز لاعبي المنتخب البرتقالي عن هذه المباراة المهمة، وفي المقدمة بطبيعة الحال أريين روبن ومعه المدافع دالي بليند المزهو بلقب الاوروليغ وحتى بموسمه المميز مع المان يونايتد، فإن المنتخب الهولندي لا تتغير فلسفته ولا تتغير طريقته سيما في ظل تواجد عدد من اللاعبين المميزين لأجاكس الذي ظل على الدوام المرأة العاكسة للمنتخب البرتقالي.
وحين يحضر 7 من لاعبي الأجاكس ضمن منظومة فكر المدرب ديك أدفوكات الذي كان مرشحا لقيادة الأسود في فترة سابقة، ومعه التلاحم وعامل السن المميز لهؤلاء إضافة لنهاية الموسم و فاتورة الإرهاق لعدد من المحترفين المغاربة، فإن الإيقاع سيكون ملتهبا في ظهيرة رمضانية ستعرك لاعبي الفريق الوطني كثيرا.
رونار يعدل الأوتار
في مباراة من هذا النوع حتى وإن كانت تسبق نزال الكامرون عن مستهل تصفيات الكان بـ 10 أيام إلا أن الناخب الوطني لن يعمد لطرح أفكار المباريات الرسمية في نزال ودي وبشكل مكشوف.
وبكل تأكيد هي مواجهة سيحاول من خلالها رونار منح الفرصة للعيارات الجديدة لتدلي بدلوها أمامه ومنها ميمون ماحي وياسين أيوب إضافة لقراءة شكل الأسود على مستوى الدفاع للمباراة الثالثة تواليا من دون بنعطية.
في نزال الكرة الشاملة الذي يختلف في الشكل والمضمون عن كل النزالات السابقة ودية كانت أم رسمية سنكتشف مجددا أفكار رونار.
أمام هولندا هي فرصة لتعزيز الثقة واليقين بالأداء والطريقة أمام منتخب الطواحين حتى وإن حضر بلاعبي الصف الثاني.