توقف المد الهجومي لموناكو الفرنسي عند دفاع يوفنتوس الايطالي الصلب، فخسر فريق الامارة على أرضه صفر-2 الاربعاء في ذهاب نصف نهائي عصبة أبطال أوروبا في كرة القدم، بهدفي المهاجم الارجنتيني غونزالو هيغواين.
وقطع يوفنتوس شوطا كبيرا نحو بلوغ النهائي الثاني له في ثلاث سنوات بعد خسارته أمام برشلونة الاسباني في 2015، حيث يلاقي الفائز من هذه المواجهة المتأهل بين ريال مدريد الاسباني حامل اللقب ومواطنه أتلتيكو مدريد (3-صفر ذهابا).
وبرغم امتلاك موناكو الذي حقق أفضل نتائجه عام 2004 عندما خسر النهائي أمام بورطو البرتغالي، أقوى هجوم أوروبي هذا الموسم بتسجيله 146 هدفا في 57 مباراة في كل المسابقات، لم ينجح اليافع كيليان مبابي والقائد الكولومبي راداميل فالكاو بهز شباك يوفنتوس التي بقيت عذراء في الادوار الاقصائية.
وسجل هيغواين هدفا في كل شوط مستفيدا من تمريرتين حاسمتين للمتألق البرازيلي داني الفيش، فيما نجح دفاع يوفنتوس بابعاد معظم محاولات لاعبي موناكو الطامحين.
واهتزت شباك يوفنتوس مرتين فقط في 11 مباراة خلال المسابقة القارية الأبرز هذا الموسم، فيما تلقى موناكو 18 هدفا حتى الان، وهو اعلى رقم بين المتأهلين الى نصف النهائي.
وتصدر يوفنتوس، حامل اللقب عامي 1985 و1996 والباحث عن نهائي قاري تاسع، مجموعته في الدور الاول وتلقى هدفين من ليون الفرنسي واشبيلية الاسباني، ليحافظ منذ ذلك على نظافة شباك حارس مرماه جانلويجي بوفون، أمام بورتو البرتغالي (2-صفر و1-صفر)، ثم برشلونة الاسباني في ربع النهائي (3-صفر وصفر-صفر). وفي حال تمكن يوفنتوس من النسج على المنوال نفسه حتى النهائي، سيعادل رقم غريمه المحلي ميلان المتوج في 1994.
ويبدو ان ثأر فريق المدرب البرتغالي ليوناردو جارديم الذي بدأ مشواره من الدور التمهيدي الثالث هذا الموسم، من يوفنتوس الذي اقصاه من ربع نهائي 2015 (1-صفر وصفر-صفر) بركلة جزاء مثيرة للجدل، أصبح بالغ الصعوبة قبل مباراة الاياب الاربعاء المقبل.
والتقى الفريقان أيضا في نصف نهائي 1998 عندما فاز يوفنتوس ذهابا 4-1 بثلاثية لاليساندرو دل بييرو وخسر ايابا 2-3، ليخسر كذلك النهائي أمام ريال مدريد الاسباني.
وبلغ معدل أعمار يوفنتوس في المباراة 30 عاما و346 يوما وموناكو 25 عاما و246 يوما.
وغاب عن تشكيلة مدرب يوفنتوس ماسيميليانو اليغري لاعب وسطه الألماني سامي خضيرة بسبب الايقاف فلعب كلاوديو ماركيزيو اساسيا. دفاعيا، لعب المخضرم أندريا بارتسالي (36 عاما) أساسيا، فيما جلس الكولومبي خوان كوادرادو على مقاعد البدلاء قبل أن يدخل في الشوط الثاني.
ومن جهة موناكو، غاب في اللحظة الاخيرة الظهير الايسر الدولي بنجامان مندي لاصابة بفخذه فلعب جبريل سيديبي العائد من اصابة بدلا منه.
وقال لاعب وسط موناكو البرازيلي فابينيو: "واجهنا فريقا خبيرا في هذه المسابقة. حاولنا خلق بعض الفرص الهجومية في المجمل لكن اعتقد انهم كانوا الافضل واستحقوا الفوز".
على ملعب "لويس الثاني" وأمام 17 ألف متفرج، شهد ربع الساعة الاول تحركات لجناح يوفنتوس داني الفيش والارجنتينيين باولو ديبالا وغونزالو هيغواين، رد عليها اليافع كيليان مبابي (18 عاما) برأسية سهلة لبوفون (39 عاما) الذي أصبح أول لاعب من يوفنتوس يخوض 100 مباراة في دوري الابطال.
وحصل موناكو على فرصة خطيرة جدا لمبابي بعد عرضية من الظهير الايمن المغربي نبيل درار، سددها خاطفة بيسراه من مسافة قريبة وراء المدافع ليوناردو بونوتشي صدها بوفون على القائم القريب (16)، لعب بعدها القائد فالكاو رأسية أبعدها بوفون لركنية ببراعة (19).
ونجح يوفنتوس بفك طوق موناكو بمرتدة استعراضية بدأت من كعب الارجنتيني باولو ديبالا في منتصف الملعب وصلت الى الظهير داني ألفيش الذي اخترق الجهة اليمنى ولعبها بكعبه جميلة تابعها هيغواين بيمناه ارضية الى يمين الحارس الكرواتي دانيال سوباسيتش مفتتحا التسجيل للضيوف (29).
وهذا أول هدف لهيغواين خارج ملعبه في مباراة اقصائية في عصبة الابطال، والاول في مباراة اقصائية منذ ابريل 2013 فوضع حدا لصيام دام سبع مباريات. وهذا الموسم الثاني على التوالي يسجل هيغواين 30 هدفا أو أكثر في جميع المسابقات، بعد تسجيله 38 هدفا الموسم الماضي.
في الشوط الثاني، مون صانع اللعب البرتغالي برناردو سيلفا كرة جميلة لفالكاو سددها ضعيفة برعونة بين يدي بوفون (47)، ثم أهدر ليوفنتوس لاعب الوسط المنفرد كلاوديو ماركيزيو صدها سوباسيتش (54).
وعلى طريقة الهدف الاول، انتزع ديبالا الكرة من لاعبي موناكو ومرر الى الفيش الذي لعب عرضية بعيدة المدى هذه المرة لهيغواين، تابعها من مسافة قريبة هدفا ثانيا (59). وهذا الهدف السادس لهيغواين في آخر 5 مباريات خارج ارضه في جميع المسابقات.
وهذه الثنائية الثانية لهيغواين في مرمى فريق فرنسي في عصبة الابطال بعد مواجهة مرسيليا في 2013.
أما الفيش، فهذه اول مرة يلعب تمريرتين حاسمتين في مباراة واحدة في دوري الابطال.
واستبسل دفاع يوفنتوس في الدقائق الاخيرة لحرمان موناكو من تسجيل هدف تذليل الفارق والابقاء على حظوظه المنطقية بالتأهل الى النهائي، وقد نجح لاعبوه بالوصول الى مباراة الاياب في تورينو بأريحية كبيرة تؤمن لهم بلوغ النهائي.
وكانت اخر مرة لم يسجل فيها موناكو في دوري الابطال امام باير ليفركوزن الالماني (صفر-3) في دور المجموعات.
واطاح موناكو فرقا من الصف الأول قبل بلوغه الدور الحالي، فتخطى مانشستر سيتي الانكليزي ومدربه الاسباني جوسيب غوراديولا في الدور الثاني (3-5 و1-3)، ثم بوروسيا دورتموند الالماني (3-2 و3-1).
ويبدو موقف الفريقين في البطولة المحلي متشابها، اذ اقترب يوفنتوس من حصد لقبه السادس على التوالي لابتعاده 9 نقاط عن اقرب مطارديه روما قبل 4 مراحل على ختام البطولة. من جهته، اقترب موناكو من تحقيق حلم إحراز لقب البطولة الفرنسية للمرة الأولى منذ 17 عاما، بعد خسارة مطارده باريس سان جرمان حامل اللقب أمام نيس 1-3 الأحد، وابتعاده 3 نقاط عن فريق الامارة الذي يملك مباراة مؤجلة.