الإنتصار يقربهم من مونديال الكبار..

الإطلالة الأولى للفريق الوطني خلال العام الجديد، ستكون اليوم الجمعة من الملعب الشرفي من وجدة، وأمام النيجر التي يقودها ناخب وطني سابق، وفي مباراة قد تمثل أولى خطوات السفر والتحليق المبكر صوب بلاد العم سام، في مجموعة الإعاقات والإنسحابات مثلما فرضتها أحكام الفيفا مع كل من إريتيريا والكونغو.
الإنتصار سيكون الثالث تواليا في تصفيات المونديال، في انتظار حسم الفيفا موقفا نهائيا من قرار استبعاد الكونغو التي هزمها الأسود بسداسية وهزم النيجر التي تستقبلنا هنا بوجدة، وبعدها الإجهاز بمشيئة الله تعالى على "طايفا" تنزانيا، ما يعني تأهلا مبكرا للمونديال ،سيكون الثالث تواليا والثامن عبر التاريخ.. فأي ظهور للأسود في ملعب تدفقوا فيه بشلال من الأهداف في تصفيات الكان؟
• الشرفي شرفة الشلالات
على هذا الملعب تدفق لاعبو الفريق الوطني مثل السيل الجارف، ففيه انفجروا تهديفيا مثلما لم يحدث من قبل وفي هذا الملعب سجل الأسود الحصة الأعلى من الأهداف في مباراة رسمية، وقد كانت سباعية في مرمى لوسوطو في ختام تصفيات الكان، ملعب شهد رباعية وخماسية أمام إفريقيا الوسطى والغابون وسباعية أمام لوسوطو، ولكم أن تحصوا حصيلة ما تجرعه الخصوم على هذا المسرح.
لذلك وبعد أن كان مقررا أن تلعب المباراة بالمجمع الأميري بالرباط، ، فإن تأخر الأشغال سينقلها لحيث كان إجماع الطاقم واللاعبين، وحيث كان سخاء الأداء والأهداف، وبطبيعة الحال الناخب الوطني أكد في ندوته الصحفية أن اختيار ملعب وجدة فرضته حالة التناغم والإرتياح التي عبر عنها اللاعبون لطبيعة الأرضية وللرباط الوثيق الذي اتضح بجلاء بين الأنصار وساكنة حاضرة الشرق واللاعبين، وكما يقول المدربون «فريق ينتصر هو فريق لا يتغير»، القاعدة هنا «ملعب تكتسح فيه خصومك لا تغيره».
• فلاش باك
قبل هذه المباراة حدثت أمور غريبة داخل هذه المجموعة، من قبيل صدارة الفريق الوطني بأقل عدد من المباريات، بين باقي المجموعات  بعد انسحاب منتخب إيريتيريا لعدم استجابته لشروط دفتر التحملات، ولاحقا قرار من الفيفا بتجميد وضعية منتخب الكونغو، ولتنحصر المنافسة داخلها بين 4 منتخبات وليس 6 مثل سائر المجموعات الأخرى..
وحتى ونتيجة الأسود القياسية بسداسية تلغى أمام منتخب الكونغو، إلا أنه ما يزال زعيما ومالكا لأكبر فرص التأهل ب 6 نقاط، تحصل عليها أمام زامبيا بأكادير وتنزانيا في دار السلام.
بينما تأتي النيجر لوجدة وهي ثالثة بانتصار تحقق لها أمام زامبيا في وجدة وخلف تنزانيا التي تملك 6 نقاط من مباراتين.
لذلك أهمية الإنتصار أمام النيجر ستتضاعف أهميتها وقيمتها لو يكرر وهو الوارد الفريق الوطني انتصاره أمام تنزانيا الأسبوع المقبل بمشيئة الله تعالى بذات الملعب، هنا سيصل النقطة 12 ومعها سيخطو خطوة عملاقة على درب التأهل المبكر صوب أمريكا باستبعاد الملاحق المباشر منتخب "طايفا" وقد يحسم تأهله دون الحاجة لنقاط لوساكا أمام رصاصات زامبيا لو تسير الأمور مثل المشتهى، علما أن مباراة الحسم على شاكلة مباراتي غانا وزامبيا ستكون في انتظار الأسود مجددا هنا أمام منتخب النيجر.
• بالقديم أم بالروتوشات؟
ولو أن المعطيات تدل على أن الناخب الوطني الركراكي المحسوب على التيار التقليدي من المدربين، الذين يخلصون للعادات ولا يركبون صهوة التغييرات الجريئة، وقد جربها في مباراة لوسوطو ذات مرة في تصفيات الكان وعاش عسرا  في هضم النتيجة، فإن ترقب الأنصار والمتابعون لشأن الأسود يتحلقون حول هذه المباراة لمواكبة إطلالة الجدد، والتي لغاية الأسف اصطدم واحد منها بصخرة الإصابة، ويتعلق الأمر بشمس الدين الطالبي، وقد حملت الأنباء القادمة من بروج هذا المستجد المرتبط به.
وليظل الترقب مرافقا لكل من إكمان القادم بمدفع هدفه مؤخرا رفقة غلاسكو، والهلالي أحد أكثر من يغري الجمهور ظهورها وبأي كيفية، إضافة لملمح  القادم من جنوب فرنسا بلال نادير وشكل توظيفه.
إلا أن المؤكد ضمن معادلة التوظيف للشكل والشاكلة هو أن القدامى من محاربي المونديال وأسود الأولمبياد ستكون لهم الكلمة العليا في مباراة تمثل وسيلة للإقتراب من بلاد سام، والغاية هي ترسيخ منظومة خطة الكان ومن الآن.
• لا قياس مع هول الفوارق
للمطالع وقد تعرف على لائحة الناخب السابق الزاكي بادو، أن يلاحظ هول المسافات بين ما هو متوفر له من لاعبيه وما هو متاح لتلميذه وليد الركراكي من جواهر ودرر، وقد اعترف بذلك مدرب النيجر مرارا.
هذه المباراة تشبه نزالنا المرتقب أمام جزر القمر في الكان، لمطابقة المنتخبين نفس التنصيف في قبعات الكاف.
وفيها اختبار جديد لقدرات الإستحواذ ونجاعة هذا التطبيق في فك طلاسيم منتخبات الحافلات، لذلك وقد استدعى جواد يميق فالرسم الدفاعي محسوم فيه، وهو نفس دفاع الأسود أمام فرنسا بالمونديال، مثلما أن الحسم في هوية رجل الإرتكاز للمحارب أمرابط ما عاد يحتمل اجتهادات، ومرافقه في الربط سيكون النحلة أوناحي، على أن إبراهيم على اليمين قادم لوجدة وهو ماسك لهذا الجناح، ويبقى من سينظر إليه من الضفة المقابلة وعلى الأرجح الركراكي سيواصل دعم الزلزولي وترسيمه ولن ينظر لمنحدره في بلاد الأندلس.
بن صغير في الصناعة والنصيري رمح الحسم، هذا مجسم التشكيل الذي لم تعد التحليلات تناقش حظوظ النصر، بقدر ما تغوص في التخمين بأي حصة سيكون هذا النصر طالما أن الفوارق تدرم كل القياسات والمقارنات..