• خديجة تخسر الرهان ووداد تفقد العنوان
• ملاكمون ذكور في إجازة والجامعة أمام المساءلة

هي الدورة الأولمبية الثانية تواليا، التي تحبط فيها الملاكمة المغربية الآمال والطموحات للصعود إلى البوديوم، وهي الرياضة التي أهدت للمغرب أربع ميداليات برونزية، كانت آخرها تلك التي حققها الملاكم محمد ربيعي في دورة ريو 2016.
• قفاز المرضي لا يصيب!
وكم كان الرهان كبيرا على خديجة المرضي التي جاءت إلى دورة باريس وهي بطلة للعالم، لتهدي الملاكمة النسوية أول ميدالية في تاريخها، ولتهدي إن أسعفتها الظروف الملاكمة المغربية أول ميدالية ذهبية، لتكمل الفصل الثاني في أسطورتها لتضيف اللقب الأولمبي للقب العالمي، لكن الرجاء خاب بدرجة أكبر مما كان عليه الحال في دورة ريو التي ذهب إليها محمد ربيعي بطلا للعالم فلم يظفر أولمبيا سوى بميدالية برونزية.
لم تكن خديجة المرضي التي خاضت حربا ضروسا من أجل التخلص من 30 كلغ من وزنها، لتنافس في وزن أقل من 75 كلغ، هي من اعتادت أن تلاكم في وزن أقل من 81 كلغ، في كامل جاهزيتها البدنية لتصعد البوديوم الأولمبي، تأكد ذلك من الصعوبة الكبيرة التي استشعرتها في التخلص من الملاكمة البريطانية شانتيل جوردان في الدور ثمن النهائي، فما كانت مواجهة الأسترالية كايثلين باركر في الدور ربع النهائي، إلا تحصيلا لحاصل ضعف الجاهزية.
• الملاكمون الذكور في إجازة
هذا الضعف في الجاهزية لمقارعة بطلات المستوى العالي، كان سببا في مغادرة ياسمين متقي من الدور الأول لوزن 50 كلغ، ولإقصاء الملاكمة وداد برطال من الدور ربع النهائي، وكان مؤشرا حقيقيا على أن الملاكمة المغربية أبعد ما تكون قدرة على محاكاة المستويات العالية.
وقد كانت أولى الإشارات المقلقة، على أن هناك تراجعا مخيفا للرياضة الثانية التي أهدتنا ميداليات أولمبية بعد ألعاب القوى، أنه لأول مرة لا تؤهل الملاكمة ملاكمين لدورة باريس الأولمبية، واكتفينا بثلاث ملاكمات.
وإن علل المسؤولون التقنيون داخل جامعة الملاكمة ذلك، بالصعوبة الكبيرة التي أصبحت عليها التصفيات القارية والعالمية لتأهيل الملاكمين للألعاب الأولمبية، فإن واقع الحال يقول أن هناك خللا كبيرا في منظومة الإشتغال على مستوى الجامعة، إن على مستوى التنقيب أو على مستوى التكوين أو على مستوى الإعداد الجيد الذي يضمن وحده القدرة على التباري في المستوى العالي.
• الجامعة أمام المساءلة
إن هذا الإخفاق المزدوج، بخروج الملاكمة المغربية خاوية الوفاض للدورة الأولمبية الثانية على التوالي، وبعدم تأهيل أي من الملاكمين الذكور لأكبر حدث رياضي كوني، يسائل الجامعة الملكية المغربية للملاكمة عن مصير المنح الممنوحة من اللجنة الأولمبية لتأهيل وإعداد الملاكمين، وعن نجاعة منظومة الإشتغال على كافة المستويات، هذا إن وجدت أصلا منظومة إشتغال، وعن جدوى الإبقاء على ذات الأشخاص في مواقع فشلوا في تحمل مسؤوليتها.