في بطولة هذا الموسم عانت الأندية الكبرى من الإغتراب، بعدما إضطرت لإستقبال منافسيها خارج قواعدها، والحديث هنا عن قطبي الدار البيضاء الرجاء والوداد اللذين إبتعدا عن معقلهما مركب محمد الخامس، والزعيم الجيش الملكي الذي إستضاف خصومه خارج  مركب الأمير مولاي عبد الله، ناهيك عن إتحاد طنجة الذي إبتعد عن الملعب الكبير، ومعه المغرب الفاسي الذي إبتعد أيضا عن مركب فاس.

ورغم المجهوات التي بذلتها أندية البطولة من أجل دعم اللاعبين والوقوف بجانبهم، إلا أن "الويكلو" كان هو سيد القرار في العديد من مباريات هذا الموسم، مثلما كان في الديربي البيضاوي، ما جعل الإثارة تغيب عن العديد من مباريات المنافسة المحلية، في ظل فراغ المدرجات إلا من بعض الإستثناءات القليلة.

ADVERTISEMENTS

وأكيد أن إقبال المملكة المغربية على إحتضان نهائيات كأس أمم أفريقيا ونهائيات كأس العالم، جعل العديد من الملاعب تقفل من أجل الصيانة أو إعادة البناء، وهو الأمر الذي لم يؤثر فقط على المردود التقني داخل البطولة، بل حتى على الحضور الجماهيري الذي تضاءل في بطولة هذا الموسم، إذ إضطر العديد من الأنصار لمتابعة أنديتهم عبر التلفزيون في ظل لعب مباريات دون حضور جماهيري، ورغم ذلك شهدت بعض المباريات إستثناءات مثلما ما حدث مع جمهور الجيش الملكي أثناء تنقلاته للملعب البلدي بالقنيطرة لمساندة الفريق العسكري، حيث خلق أجواء إحتفالية بعاصمة الغرب، ناهيك عن جمهور المغرب الفاسي، ثم أنصار الرجاء والوداد الذين تحدوا العديد من الإكراهات لدعم الغريمين في عدة مدن بعيدة عن الدار البيضاء.

ويمكن إعتبار هذا الموسم إستثنائيا من حيث قلة الحضور الجماهيري، فمع تجهيز الملاعب سيعود الدفء إليها من جديد، لتبقى ذكرى قلة الحضور الجماهيري هذا الموسم في طي النسيان، ورغم ذلك لا يجب المرور على هذا الأمر دون الإشادة بالجماهير الذي تنقلت وظلت تساند فرقها، ما يؤكد بأن المغرب ما زالت فيه جماهير وفية تضحي بالغالي والنفيس لدعم اللاعبين.