مدربون حالمون بأهدافهم يتوعدون

كل المؤشرات تؤكد بأن هذا الموسم لن يكون هينا ولا سهلا على المدربين، في ظل الصراع القوي الذي تعرفه البطولة وكذا الضغط الذي يسيطر عليهم، ومع ذلك فإن وضعية المدربين تبقى مختلفة مع بداية مرحلة الإياب، بين من يشكو ضغط النتائج وتترنح به الإقالة، وبين من يعانون من المشاكل، فيما فئة أخرى ابتسمت لها النتائج وطموحها يبقى أكبر.

إشارات قوية 
قدمت بداية الموسم إشارات قوية وأكدت أن مدربي هذا الموسم سيشكلون عناوين بارزة وحلقات مهمة لمسلسل سيعرف الكثير من المستجدات، وتأكد ذلك من خلال العدد الكبير من المدربين الذين أقيلوا من مناصبهم، حيث سقطوا تباعا وبدون هوادة، بدليل أن عدة أندية غيرت من أطقمها التقنية، وهي الجيش والوداد والكوكب المراكشي وشباب الحسيمة وشباب خنيفرة وأولمبيك خريبكة والنادي القنيطري وأولمبيك أسفي، ما يعني أن 8 فرق اختارت تغيير مدربيها، رغم أن مرحلة الإياب بالكاد قد انطلقت، في إشارة أن الحصيلة قد ترتفع في الدورات القادمة.

فاخر والإدريسي في الهم سواء
رغم أن طموحهما مختلف وكذلك تباين قيمة فريقيهما، إلا أن محمد فاخر مدرب الرجاء وهشام الادريسي مدرب شباب قصبة تادلة  يعيشان نفس الهم والمشاكل التي تضرب فريقيهما منذ بداية الموسم.
ولم يشفع لفاخر تدريب فريق من قيمة الرجاء بتاريخه وقيمته، ذلك أن واقعه الحالي لا ينم بصلة للوضعية المزرية التي يعيشها اللاعبون والطاقم التقني بسبب المشاكل المالية التي نخرت جسده، بدليل الحالة النفسية للاعبين وكذا قلة الإمكانيات، ما جعل فاخر يتقمص دور الطبيب النفسي ليعيد التوازن للاعبين ويحمسهم على إجراء المباريات.
معاناة لا حصر لها يعيشها أيضا المدرب هشام الإدريسي مع الفريق التادلاوي، الذي يشكو لاعبوه أيضا نفس المعاناة، من قلة الإمكانيات وغياب الدعم المالي، ما جعل الإدريسي يتعذب مع فريقه، على أن ما يختلف به عن فاخر هو أن الادريسي يعاني على مستوى النتائج بخلاف مدرب الرجاء.

ثلاثي بهاجس الحفاظ على التألق
عادة ما يكون الحفاظ على التألق صعب، لذلك ينشد بعض المدربين مواصلة نتائجهم الإيجابية، لتأكيد أنها لم تأت من عدم، أو كضرب من ضروب الصدفة، بل هي نتائج لعمل كبير، ما يؤكد أن مهمتهم لن تكون سهلة أمام ارتفاع درجة المنافسة، ويبقى عبدالرحيم طاليب مدرب الدفاع الجديدي واحدا من المدربين الذين استطاعوا خطف الأضواء بالنتائج الإيجابية التي سجلها منذ انطلاق الموسم، بدليل أنه يتصدر الترتيب إلى غاية الدورة َ17، طاليب يتمنى أن يواصل مغامرة فريقه الجميلة وهو الذي تعرض لخسارة واحدة من أصل 17 مباراة، ودون احتساب مباراة أولمبيك أسفي، على أن هذه الهزيمة تعود للدورة الأولى أمام اتحاد طنجة. 
نفس الآمال تراود رشيد الطوسي مدرب نهضة بركان الذي تألق بدوره وسجل نتائج إيجابية جعلته يتقدم في الترتيب، الطوسي يدرك المسؤولية الملقاة على عاتقه بالحفاظ على هذه النتائج، خاصة أن الجماهير البركانية تنتظر الشيء الكثير منه، إلى جانب أيضا عبدالحق بن شيخة مدرب اتحاد طنجة الذي سجل بدوره نتائج ملفتة وحافظ على نفس توهج فارس البوغاز.

لوبيرا يبحث عن طوق نجاة
سيراج لوبيرا مدرب المغرب التطواني يعيش وضعا صعبا في ظل النتائج السلبية التي يسجلها، حيث غاب عليه الإنتصار في المباريات الخمس الأخيرة، دون احتساب المباراة التي لعبها مع الوداد، ويشعر المدرب الإسباني بضغط هذه النتائج وضغط أيضا الجمهور ومسؤولي الفريق، بعدما تعرض لسهام من النقد، حيث تحمله مكونات الحمامة مسؤولية تراجع النتائج، إذ يدرك أنه مطالب بالمصالحة مع الانتصارات وإعادة الفريق التطواني لسكة النتائج الإيجابية، والأكيد أن السير على نفس نفق النتائج السلبية سيزيد من الضغط على لوبيرا، وقد يقربه أكثر من الإقالة.

السكتيوي لا للإستسلام 
لم تبتسم النتائج الأخيرة لعبدالهادي السكتيوي مدرب حسنية أكادير، ووجد فريقه يتراجع ويسجل أربع هزائم متتالية دون احتساب مباراته أمام النادي القنيطري، وضعية لم يتعودها هذا الفريق الذي دائما ما يسجل نتائج إيجابية، وحتى إن تراجعت نتائجه فإنها لا توازي هذا التراجع الذي يعيشه.
السكتيوي يتعذب حاليا مع فريقه ويمني النفس أن يتصالح مع الإنتصار الهارب، بل على الأقل كسر الهزائم المتتالية التي بدأت تضغط عليه منذ فترة، فهل سينجح في تجاوز مرحلة الفراغ التي يمر منها، لتعود الإبتسامة لغزالة سوس؟

باحثون عن انطلاقة جيدة
فئة من المدربين يبقى همها وتثبيت أقدامها والتوقيع على بداية جيدة، حيث انطلقت مرحلة الإياب بثلاثة وجوه جديدة، وهم الحسين عموتا مع الوداد ويوسف فرتوت مع شباب الحسيمة، وتحمل كل طرف مسؤولية ورهانات متباينة، ذلك أن عموتا يتطلع لقيادة الوداد نحو القمة، خاصة أن هاجس الفريق البيضاوي هو استعادة لقبه الضائع في الموسم الماضي، والأكيد أن هذا الهدف يمر عبر تسجيل النتائج الإيجابية، بالمقابل يبقى همَ فرتوت هو إخراج فارس الريف من طابور المؤخرة والهروب أكثر، خاصة أن شباب الحسيمة سجل نتائج سلبية في مرحلة الذهاب، في إشارة إلى المسؤولية التي يتحملها فرتوت والضغط الذي يعيشه في المرحلة المقبلة لإنقاذ الفريق من النزول للدرجة الثانية.
نفس الهاجس يراود أحمد البهجة مدرب الكوكب المراكشي الساعي بدوره إلى قيادة فارس النخيل إلى بر الأمان، بعدما تعذب هذا الفريق طيلة الذهاب، والأكيد أن مهمة إبن الفريق لن تكون سهلة أمام قوة المنافسة التي تنتظره.

بين الإيجابي والسلبي
يمني بعض المدربين النفس بأن تكون مرحلة الإياب فاتحة خير على نتائج أنديتهم، التي تميزت بعدم الإستقرار في الذهاب، على غرار الجيش الذي يبقى من الأندية التي تعلق عليها آمال كبيرة لتنشط في الإياب وتعود إلى الواجهة، والأكيد أن هدف المدرب عزيز العامري يبقى هو إيجاد الطريق الصحيح للإنتصارات، خاصة أن نتائج الذهاب لم تكن مقنعة.
نفس الهاجس يراود شباب خنيفرة الذي كان من الأندية التي سجلت نتائج إيجابية، لذلك يبقى السؤال إن كان المدرب سمير يعيش سينجح في الحفاظ على نتائجه المشجعة، حيث يبقى ضمان البقاء في الدرجة الأولى من  أولوياته لتفادي تكرار سيناريو الموسم ما قبل الماضي عندما عاد الفريق الزياني سريعا إلى الدرجة الثانية.

النادي القنيطري.. قاهر المدربين
أعطى النادي القنيطري نموذجا حيا لمعاناة المدرب هذا الموسم، وتفنن فارس سبو في إقالة المدربين، ولربما سيدخل هذا الفريق كتاب غينيس للأرقام القياسية في إقالة المدربين، إذ إلى غاية الدورة 17 أقال هذا الفريق 3 مدربين، وهم فوزي جمال والفرنسي جون واليم ويوسف المريني كآخر الأسماء التي سقطت في البطولة.
ولربما باتت عند مسؤولي النادي القنيطرة عادة وطريقة سهلة لإسقاط المدربين والتغيير التقني، لدرجة أن فارس سبو بات يشكل شبحا للمدربين ولا يحتمل بقاءهم بين أحضانهم، ويستعد النادي للتعاقد مع المدرب الرابع والبطولة بالكاد بلغت الدورة 17، في إشارة واضحة لعلاقة المدرب والفريق هذا الموسم.