يعود الأسود مرة أخرى لمسابقة الكان بعد خروج اضطراري نسخة 2015 بسبب إيبولا الشهيرة و قرارات الكاف التي واكبتها.
إلى الغابون التي شهدت مشاركة بئيسة للمنتخب المغربي سنة 2012 سيكون الظهور رقم 16 لأسودنا وعبر بوابة الكونغو الديمقراطية سيطلون على أمل التمرد على ما رافق آخر المشاركات من إخفاقات.
فماذا أعد رونار البطل لمواجهة فهود كونغولية تستمد قوتها من لحمة المجموعة لا نجومية الأفراد؟ وكيف سيعالج كدمات قوية تسبب فيها غياب أهم بطاريات الوسط؟

فلاش باك
بطبيعة الحال وكما يعلم الجميع و على عكس احتفاظ المنتخب الكونغولي بنسق وإيقاعات «الكان» وهو من حل ثالثا في النسخة السابقة بغينيا الإستوائية والهزيمة الوحيدة التي مني بها كانت أمام البطل الإيفواري، فقد تخلف فريقنا الوطني عن تلك الدورة للسبب الشهير الذي ارتبط بما تداعى وخلفته مشكلة» إيبولا» .
لم يحضر الأسود دورة 2015 في مفارقة غريبة بالفعل كونهم كانوا أول من ضمن المشاركة بأفضلية التنظيم، ويعودون اليوم للظهور بالعرس الإفريقي وكلهم أمل على استعادة موقعهم الصحيح ووعهم الطبيعي في هذا المحفل، لطرد قتامة الصورة التي خلفها الخروج المتكرر والممسوخ كل مرة من بوابة الدور الأولى، ولن يكون هناك أحلى ولا أروع من أن تكون البداية والإستهلال بالفتك بالمنتخب الكونغولي وفهودهم الشرسة كي لا نكرر مرة أخرى معاناة الحسابات المبكرة والإنتظارات القاهرة.
الثعلب يقود أسدا
صار لرونار إسم يجلجل في «الكان» وكيف لا وهو الفائز بآخر لقبين في 3 نسخ الأخيرة، وكيف لا وهو من استطاع أن يكتب إسمه بمداد ذهبي رفقة منتخبين مختلفين، ويضعد للبوديوم التاريخي على وجه التحديد مع رصاصات نحاسية زامبية أطلقت عياراته بصدر كل من تصدى لطموحها الجارف في دورة الغابون تحديدا 2012.
قبل «الكان» تناول الإعلام الغابوني والإفريقي بشكل عام إسم رونار أكثر من تناوله إسم الأسود التي يروضها هذا الثعلب، لأنه بطبيعة الحال هو المعني بالدفاع عن المكسب وعن التاج الذي بحوزته الأمر سيزيد من حجم متاعب الفريق الوطني لأن الأمر سيرتبط في ذهن المنافسين بمواجهة المدرب البطل قبل تحليل هوية المنافس، بكل ما يفرضه ذلك من تعبئة واحتياط وتجييش للصفوف لهزمه.
من العين لأوييم
إستعد الفريق الوطني كما ينبغي لهذه المباراة أولا كونها القفل ولأنها المفتاح بالمجموعة الثالثة والنبراس الذي سينير الطريق والمسالك لعبور حاجز نفسي ومعنوي إسمه الدور الأول.
بالعين الإماراتية تمخض التحضير وولد ودية واحدة كانت أمام المنتخب الفنلدي أقامت لنا جميعا انطباعا سلبيا وسيئا ولو أن التجارب كما قالها رونار أكدت أنه لا قياس للوديات مع الرسميات لوجود عديد الفوارق.
بالعين خسرنا بروفة التحضير ولم نخسر الثقة، خسرنا الأداء ولم نخسر كل شيء بعده، لأن رونار كان إيجابيتا في خلاصته وقال «الأفضل أن نخطئ هنا لا هناك بأوييم».
بخلاف الأسود المنافس استعد في المعترك الذي يليق بشرف التظاهرة وحرص على البقاء في بلاد تقترب من مواصفات الغابون وهي الكامرون و لو أنه خير أمام أسودها غير المروضة بـ 2ـ0 إلا أنه عاد ليدهس فرق الكامرون وبحصص معنوية أكدت رغبة الفهود الجامحة في أن لا يكون فريسة المجموعة الثالثة.
أي كومندو لكسر التوقعات؟
«وكأني أعاكس التيار وأسبح ضده» عبارة قالها رونار في آخر خرجاته وتصريحاته الإعلامية قبل السفر للغابون ولخصت كل شيء، بل ولخصت الأمور بوضوح، كون الرجل يحس يضيق اللحظة وبشدة الوضع وهو يتلقى تباعا الأخبار السيئة.
تلف وسط الميدان (بوفال وطنان ثم بلهندة وأمرابط) بإكراه الإصابات، سيجعلنا نتطلع ونحن نترقب طلة الأسود الرسمية في «الكان» لمعرفة الفكر الذي اهتدى إليه الناخب الوطني ووصفة العلاج لطل هذه الكدمات القوية التي تلقاها وأي بدائل بل أي تكتيك إستقر عليه.
سيكون من الجنون الإعتقاد بأنه سيتغير دفاعه الذي هو أكثر ما يكمننا حاليا بتواجد المحمدي وداكوسطا وشفيق وبنعطية ولو أن الرواق الأيسر مجهول الهوية بفعل عدم اقتناع رونار بمنديل وقد يعمد للعب بسايس تحت غطاء تكتيك 3ـ5ـ2.
وليدفع بلاعبي الإرتكاز لسد وخنق فكر منافسه أبينغي بالأحمدي وأيت بناصر وأمامهما درار وحتى قادوري إن جهز بدنيا ولربما كان فجر لاعب لاكورنيا نقطة الأمل على مستوى إراحة بوصوفة في البناء ثم العرابي قطعة مناورة هجومية وحيدة.
ولعل غياب زياش وإعاقة الإصابات هي من أضعف الحلول وجعلها تبدو مقزمة هكذا وبلا لاعبي اختراق ولمسة ساحرة.
روح مازيمبي وكاريزما أبينغي
يستمد المنتخب الكونغولي قوته بخلاف الفريق الوطني حتى وإن تغيب عنه لاعبان مهما يحترفان بأنجلترا وهما بولاسي وأفوبي، من انتظام الحضور في «الكان» ومن تجانس الخطوط ومن استقرار تقني وبشري فرضه إشراف مطرب الحي فلوران أبينغي على الفهود لـ 4 سنوات متتالية.
ثالث النسخة السابقة يضم بصفوفه عددا من لاعبي مازيمبي الذين تسلحوا بثقافة الأدغال وبخبرة الألقاب يتقدمهم الحارس ماطامبي وزميله مبوكو وماكامبالا لاعب فيطا كلوب وبتأطير أنجليزي صرف للخطير مبوكاني، وحضور - شانسيل مبيمبا لاعب (نيوكاسل الإنجليزي) و جاكي ماجوما من (برمنغهام الإنجليزي) ونيسكينز كيبانو (فولام الإنجليزي)، وهنا تبرز قوة هذا الفريق بخلاف الأسود مون لاعبين من مدرستين (محلية وأخرى إنجليزية).
وكما يعتبر الأداء الجماعي والعراك الكبير وثقافة الألقاب للمنتوج المحلي على وجه الخصوص وشراسة الحضور أحد نقاط القوة التي تخيف في مواجهة جيل جديد للأسود منهم أكثر من الثلثين يكتشفون لأول مرة مقاصد الكان.
لهذا يهمنا الإنتصار
ودون أن نقرأ فناجين المباراة التي غالبا ما جاءت مقلوبة سيما في توالى المباريات، سيستحضر رونار بخبرته أن ما جنى على الأسود في سابق مشاركاته هو إخفاقه في أول ظهور وفي أول إطلالة، وأن ما كبدهم كل مرة المغادرة غير الطوعية من أدوار مبكرة هو الإفتتاح السلبي إن بالتعادل أو الخسارة.
يدرك رونار أن توزيع المباريات خدم فريقنا الوطني أكثر من الكونغو، كوننا سنلاقي طوغو ثانيا وهم سيصطدمون بكوت ديفوار في نهش الإنتقام والغرام بين المنتخبين.
على لاعبي الفريق الوطني أن يضعوا ما حصل بالعين جانبا وأن يبادروا للرد القوي بأن يكذبوا تقارير الإحباط التي تواردت من هناك، 
عليهم أن يزيحوا عنا الغمة بالقتال والعراك الشريف وأن يبللوا القميص بالعرق الوفير ومنهم النية والقصد ومنا الدعاء.